الفيل الأزرق … هل كان فيلمًا محظوظًا أم حالة الموسم فعلًا؟
10 د
فيلم الفيل الأزرق مأخوذ عن رواية أحمد مراد الصادرة في 2012 والتي وردت ضمن الروايات الأكثر مبيعاً كما أنّها ترشحت ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية، يحكي الفيلم قصة الطبيب النفسي يحيى راشد (كريم عبد العزيز) الذي يقضي سنواته معزولاً عن العالم بعد وفاة ابنته وزوجته في حادثٍ سير وهو مخمور بعد عراكٍ معها، يعيش د. يحيى في بيت جميل ومنزوٍ بستائر سميكة حيث لا تستطيع أن تصدق أن هذا البيت الميّت يقع في مدينة حيّة كالقاهرة.
“دي حتبقى حالة الموسم”، يقولها أحد أعضاء اللجنة الطبية (ياسر علي ماهر) لزملائه وهو يراقب انفعالات المريض شريف الكردي المُتهم بقتل زوجته بسمة بعد تشويه جسدها بأدوات حادة، جريمة بشعة دون شك ولكنّ حالته النفسية مع وجود وشم يغطي جذعه ورأسه الأصلع تشي بتفاصيل تتجاوز الجرم الجنائي.
تستدعي د. يحيى مديرته د. صفاء (لبلبة) لتخييره بين العودة إلى العمل أو الفصل النهائي وينتهي النقاش بتعيينه في قسم 8 غرب المخصص للمجرمين الخطرين، يُصادف يومه الأول وصول د. شريف الكردي (خالد الصاوي) الذي لم يكن صديقه فقط بل أيضاً شقيق لبنى (نيللي كريم) شغف يحيى الوحيد والقديم، هذا الشغف الذي سيكون أحد الخيوط الدرامية والمماحكات النفسية التي ستُبنى عليها قصة الفيل الأزرق والعلاقات التي تشد بين أبطالها بصورة قدرية لا مفرّ منها إلا بالموت.
عُرض فيلم الفيلم الأزرق في 2014 ولاقى نجاحاً باهراً لم يلقه فيلم مصري منذ سنوات، في داخل مصر وخارجها، وقد تحالفت أسباب كثيرة لصنع هذا النجاح أهمها إمكانات المخرج المتمكّن مروان حامد، وفريقه الفني، وتمثيل الأبطال، وشعبية الروائي أحمد مراد.
قصة رجاليّة
قصة الفيل الأزرق قصة رجاليّة، قصة كلها عن مخاوف الرجال الأساسية ونجاحاتهم وقلقهم وعن الغيرة والحسد بينهم حتى أولئك القادمين من عوالم الغيب، وعن معايير القوة وسطوتها عليهم والتي تدفع بعضهم، معظم الأحيان، إلى الكذب والتباهي بعلاقات جنسية خارقة غالباً ما يتضح إنها مُختلفة كما حدث مع شاكر (محمد شاهين) في منزل عوني (فراس سعيد) الذي روى قصة عن علاقته مع نازلة روسية ليتضح أن القصة مجرد (نتع) أي كذب حسب توصيف د. يحيى.
القصة أيضاً عن كيف أنّ الأنثى هي الأساس، وأن العلاقة بها هو ما يحدد شخصية الرجل وقدره وحياته وموته، الشخصيات النسائية جاءت كمسببات درامية تدفع أطوار القصة إلى الأمام ثم تتوارى في الخلفية تاركة مسرح الأحداث للرجال فقط، وذلك لم يكن عيباً بل جاء متسقاً ومناسباً مع قصة الفيلم، وربما أضاف سحراً فريداً ومميزاً كذلك.
الفيل الأزرق قدّم تنويعاً وسرداً حديثاً لقصة آدم حواء ثم آدم وإبليس وخروجه من الجنة، وقصة قابيل وهابيل، ومشاهد يحيى مع سامح زيدان (محمد ممدوح) إحدى تصاوير ذلك السرد، فقد كان سامح زيدان لا يغار من الدكتور يحيى فقط للفوارق الاجتماعية والشكلية بل لسببٍ آخر بدى من وجهة نظر سامح منطقي للغاية وهو التنافس على الأنثى، لكونه كان قد تقدم لخطبة زوجة د. يحيى ولكنه رفضته مفضلة الزواج من الثاني، ألا يشبه ذلك العداء الذي حدث بين قابيل وهابيل؟ أليس هذه القصة الازلية العابرة للزمن والثقافات؟
من “ملح في الأكل كتير” إلى “تاجر بغال”
إنّ الذين قرأوا رواية “جين إير” فلا بد أنّهم يتذكرون جلوس البطلة مع قارئة الكف أو البصّارة وكيف أنّ المفاجأة التي تأتي في آخر هذا المقطع جعلت القرّاء ينهون الرواية في ليلة واحدة، حيث جاء هذا المنحنى الدرامي كبداية جديدة وحقيقية لأحداث الرواية التي تدفقت وفقاً له.
في الفيل الأزرق تتتابع الأحداث بحرص وهدوء ثم تأتي اللحظة التي يتقابل فيها شريف مع د. يحيى للمرة الأولى، حيث شريف الواجم بنظراتٍ موحية، ويحيى الذي كان يحاول خلق حوار من تحت الأرض يطرح يحيى سؤال على شريف: “إنت عارف إحنا فين”، فيضع شريف يده فمه ويقول ببطء كمن تعلم الحديث لتوه: ” ملح… في الأكل… كتير” كانت جملة مرعبة رغم بساطتها، مرعبة لأنها غير مناسبة ولأنها غير مفهومة، ولذلك اعتبرها البداية الحقيقة للفيلم، حيث يتموضع المشاهد في أجواء الغرائبية ويبدأ بالتفكير أنّ قضية شريف وبسمة قد تحمل أبعاداً غيبية وقاتمة.
في اليوم التالي تزور اللجنة الطبية المستشفى لعقد لقاء مع شريف الكردي، يطرح عليه رئيس اللجنة سؤالين لكن لا ردّ، وعندما يسأله عن وظيفته تبدو عليه إمارات التذكر كأنه ينتشل الإجابة من قعر عميق ويقول: تاجر بغال.
ملامحه مع صوته الخشن وطريقته التي لا تشبه المصرية الحديثة كما أنها لا تشبه طريقته وهو يتحدث عن الملح كل ذلك يشير إلى حالة فريدة من نوعها، يُفسرها الطب النفسي بأنها حالة فِصام، وتفسرها الثقافة الشعبية بأنّه “ملبوس”.
من الفيل الأزرق وحتى “بحر”
بعيداً عن المنفعة المباشرة والمأكل والمشرب، فإنّ ارتباط الإنسان والحيوان أزليّ، لطالما كانت للحيوانات طغيان نفسي على البشر، منذ العصور البدائية ثم مع ظهور الأديان والحضارات القديمة، مرة كقرابين للآلهة، ومراتٍ كمقدسات وكسلطة علوية لا تقهر وكرموز استلهم منها الإنسان الشجاعة والخيلاء والحكمة والصبر، وجعل منها رموزاً للخصوبة والحرب والموت والحياة والجنس والحب، الفراعنة والآشوريين والحِميريين وغيرهم، وفي الميثولوجيا الدينية نصوص كثيرة تحدد العلاقة بين الإنسان والحيوان وتوضح ارتباط هذا مع عالم الماورائيات: الأرواح والجن والسحر والقوى السفلية.
وقد استحضر فيلم الفيل الأزرق هذه الرموز غير مرة، اسم الفيلم وبحر (البغل الأزرق الجميل) والكلب الأسود المسعور الذي يراه دكتور يحيى وسط شقته العصرية، أيضاً قناة “ناشُنال جيوغرافيك” المعروضة دائما في بيت د. يحيى، فقد كان الإنسان القديم يعلق رؤوس الحيوانات وجلودها وأطرافها إما للتباهي بالسطوة والثراء أو كأحراز من القوى الخفية، وكأنّ الدكتور يحيى يحاكي هذه العادة البدائية ولكن بطريقة حداثية متمدنة ناطقة بالإنكليزية وبصورة “إتش دي”، في المشهد الذي يصور زمناً في العهد المملوكي تطالعنا مشاهد لثعبان، وبومة، وقرد بكل الثقل الذي تحمله التفسيرات النفسية والدينية والثقافية لهذه الحيوانات في الوجدان الشرق أوسطي.
أيضاً في المشهد الذي يزور فيه الدكتور يحيى صاحبة محل دق الوشم ديغا خديجة (شيرين رضا) تعرض عليه نماذج الوشم الذي ممكن أن يختاره فتقول له بدون مقدمات: “جارح، ولا صقر رقبته مليانة، ثور بقرون، ولا عقرب”.
استحضر الفيلم هذه الحيوانات كأيقونات تدل على الوحشية، والجموح، والبدائية، والفحولة، والنهم، وإلى حضورها المكثف في الطقوس الدينية والغيبية، لتعميق الخيوط المتشابكة التي تجمع أبطال الفيلم.
الجسد كدليل وهويّة ومتعة
إن الجسد البشري دون غيره يُعتبر مدخلًا مهما لفهم العديد من العلاقات الاجتماعية، فهم الذات وفهم الآخر، وهو كذلك موضوعاً لعدد من العلوم والمذاهب الفكرية: الطب والميثولوجيا والميتافيزيقيا والأنثروبولوجيا… إلخ، وبما إنّ الجنس هو الأرضية التي تتحرك فيها تفاصيل الفيلم، فلا بد أن يكون الجسد هو المساحة التي يستعرض عليها صُناع الفيلم ما في حوزتهم.
ولكن الفيل الأزرق لا يتعامل مع الجسد كوسيلة أساسية للمتعة فقط، بل يأتي أيضاً كدليل على إن الإنسان “منتوج” لجسده، فيحيى يستغرق في قراءة أجساد الآخرين لأن ذلك موضوع أطروحة الدكتوراه، ومثلما تدل جثة المرأة المشنوقة على باب زويلة إلى مرحلة تاريخية معينة، يدل جسد شريف الموشوم على حدثٍ عرضيٍ ما دفعه لذلك وهو قد تجاوز الأربعين من عمره حيث للوشم في المجتمعات الشرق أوسطية دلالات تشي بالتحدي والفوضوية والتخفّف من القيود وربما الانحلال حسب ادعاء بعض القراءات لهذه المسألة، وهو ما لا يليق بطبيب تجاوز الأربعين بالنظر إلى معايير مجتمعه.
الوشم شديد الارتباط ووثيقه بالعهود الإنسانية القديمة، اعتمدته المجتمعات كهوية وكاختزال لمستوياتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ومازالت الكثير من القبائل في الشرق الأوسط وأفريقيا تعتمد على الوشم كسلوك اجتماعي مقدس رغم تحريمه في الديانة الإسلامية، الوشم على جسد زوجة المأمون (شيماء محمود) في العصر المملوكي بشعرها الطويل الأسود وثوبها الحريري الطويل، هو ذات الوشم على جسد بسمة السيدة العصرية التي ترتدي البيكيني وتعيش في شقة في قاهرة القرن الـ 21، ولنفس الأسباب: امرأة تشعر بالملل والرتابة وتريد أن تبحث عن حلٍ من العوالم الغامضة، مرت قرون بين قصة زوجة المأمون وبسمة، لكن الغاية ووسيلتها لم تتغيران.
الفيل الأزرق بين الصورة والصورة
إن الفيل الأزرق كغيره من الأفلام كان يحتوي على عدد من العيوب، معظمها كان في السيناريو، لكن ما غطّى على ذلك هو الإبهار المرئي والأداء التمثيلي المتقن، خالد الصاوي لثاني مرة يتحدى نفسه ويُقدم دوراً محورياً في حياته الفنية بعد دوره في عمارة يعقوبيان مع ذات المخرج، خالد الصاوي فنان كما يقول القاموس، وهو من أولئك النجوم الذين تبحث أدوارهم عنهم، فيؤديها بكل دقائقها الصغيرة فلا يفلت منه شيء، وأعتقد أنه الممثل الوحيد القادر على هكذا دور بين ممثلي جيله، أدّى الصاوي 3 أدوار متباينة، تنقل بينهم بسلاسة، وأجادهم بذات الدرجة.
أما كريم عبد العزيز فقد كانت شخصية د. يحيى دور حياته، بعد عدد من الأفلام المتشابهة، كريم عبد العزيز الذي أصبح أكثر رصانة ونضوجاً ناسبه هذا الدور كأنه فُصّل له خصيصاً، وقد أدّى دوره باقتدار، شخصيه يحيى هي المحور الرئيسي، هو “آدم” الذي يبحث عن فرصة ثانية لدخول الجنة مرة أخرى.
نيللي كريم أيضاً مثّلت دورها حسب المتاح، كانت مناسبة للدور من جميع الجوانب، نيللي كريم التي لا تستطيع أصلاً أن تؤدي برداءة لم يضف دورها كثيراً إلى تاريخها الفني المتألق.
الأدوار المساعدة متقنة وجيدة ومُلهمة: لبلبة ومحمد ممدوح وشيرين رضا وجميل برسوم ومحمد أبو الوفا الذي أدى دور محسن، أحد عاملي مستشفى العباسية الذي يستنجد به يحيى كلما تعرض لمأزق مع شريف الكردي غريب الأطوار فيلبيه فوراً.
أما النجم الأهم فهو المخرج مروان حامد، الذي قدم مشاهد سينمائية مبهرة وتقنية فنية مع طاقم تصوير عالمي بإبداع، في فيلمٍ لا تتطرق له السينما العربية والمصرية تحديداً إلا نادراً وكل التجارب وُسمت بالمتواضعة والعادية جداً.
امتاز الفيلم بحوار الثنائيات بين الأبطال، قلما تجد حوارًا يدور بين مجموعة من الشخصيات: يحيى ولبنى، يحيى وشريف، يحيى وسامح، يحيى ومايا (دارين حداد) تماهياً مع العلاقة الثنائية الكونية الأزلية التي تشقي الناس وتسعدهم: الليل والنهار، الموت والحياة، الخير والشر.
تفاوتت كاميرا مروان حامد بين اللقطات المقربة التي تكشف تفاصيل الوجه وانفعالاته الدقيقة كما في مشاهد لبنى ويحي سوياً وكذلك مشاهد شريف الكردي، وبين الزوايا العالية للتصوير التي تشي بالحيرة والانسحاق والتيه كمشاهد المستشفى والزنزانة.
شقة د. يحيى راشد التي لا يدل فيها شيء على الزمن هل هو ليل أم نهار كانت حالة مميزة جداً، فيحيى كان لا يعرف ليله من نهاره وذلك الشعور الهش بالزمن انتقل إلى المشاهدين أيضاً.
موسيقى هشام نزيه كانت خارقة ومناسبة، وأطّرت مشاهد الفيلم ببراعة واقتدار، وكذلك الطاقم الذي تعاون معه مروان حامد كان ممتازاً ومهنياً وقد قدم الجميع أفضل ما لديهم بالفعل: أحمد المرسي (مدير التصوير)، وناهد نصر الله ورفعت عبد الحكيم (ملابس)، أحمد حافظ ومينا فيهم (المونتاج)، طارق لطفي (مؤثرات بصرية)، محمد عطية (ديكور)، حسن أبو جبل وأحمد جابر (الصوت) وإن كان هناك بعض المشاكل في المكساج حيث طغت الموسيقى على أصوات الممثلين في بعض المشاهد.
“دي حتبقى حالة الموسم”
إن فيلم الفيل الأزرق يُقدّم قصة عتيقة وموغلة في القدم بثوب حديث ومتمدن، وهو بذلك يستحضر كل المترادفات التي ترافق ذلك، عوالم السحر والماورائيات وعلاقتها بالوشوم والآلهة والحيوانات وكل ما استنطقه العقل وعلومه لمعرفة الأحداث الماضية، الفيل الأزرق أيضاً قصة شرقية جداً، كل تفاصيلها ومخاوفها وأبعادها، وانعكس ذلك جلياً في الأجواء والملابس والتزين، حتى شيرين رضا الشقراء الجميلة ظهرت بشعر أسود كثيف وأحاطت عينيها بكحل سميك، هناك من انتقد الفيلم على اعتبار أنه يروج للدجل، وأنا أرى أن أصحاب هذا الرأي ليس فقط لم يفهموا الفيلم، هم أصلاً لديهم مشكلة في فهم ماهية السينما من الأساس.
هشاشة السيناريو الذي وضعه مؤلف الرواية أحمد مراد كانت واضحة، اعتمد بدرجة كبيرة على الصدف بطريقة مبالغ فيها، ربما كان من الأفضل أن يتولى السيناريو شخصاً آخراً يكون له عين ثالثة تتناول الأحداث من زوايا مغايرة وتقدم نصاً أكثر جودة.
شارك الفيل الأزرق في مهرجانات إقليمية ودولية كثيرة منها مهرجان مراكش السينمائي بعد غياب طويل للسينما المصرية فيه، وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في الدورة الـ 33 من مهرجان بروكسل الدولي للسينما الخيالية، وجائزة أفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية 2015، وفاز بجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج في مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية في دورته الـ 41.
“دي حتبقى حالة الموسم” التي قالها أحد الأبطال كما ذُكر أعلاه، تنطبق جلياً على الفيلم، “الفيل الأزرق” كان حالة جديدة ومختلفة عن الذائقة السينمائية ليس في مصر وحدها بل في معظم دول الشرق الأوسط، وقد يؤسس ذلك لمدرسة إخراجية وسينمائية غير مطروقة كثيراً، وأتوقع أن كل من سيحاول صنع فيلم في ذات الجنس الفني فسيتعب كثيراً كي لا يوصم فيلمه بالتقليد والنسخ، “الفيلم الأزرق” فيلم مشوّق ومُبهر بصرياً، وهو يستحق ملايين شباك التذاكر ويستحق أن يتصدر قائمة أبرز الأفلام في الألفية الجديدة بلا أدنى شك.
تقييم الفيلم 8 من 10
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.