تريند 🔥

📱هواتف

مسلسل Dark بموسمه الثالث والأخير: ملحمة تُختتم ببراعة

مراجعة مسلسل Dark الموسم الثالث
أحمد سامي
أحمد سامي

6 د

دائمًا ما تقدم نتفليكس عشرات العشرات من الأعمال كل عام، لكن يظل واحد فقط محتفظًا بمكانة رفيعة في قلوب وعقول المشاهدين. وبالنسبة إلى أعمال 2020، أعتقد أن الجزء الثالث من مسلسل Dark هو العمل المنشود لنتفليكس هذا العام. قام المسلسل بعمل اسمٍ له بسرعة، حيث حصل على قاعدة شعبية مهولة بعد مرور أيام معدودة فقط، من صدور الموسم الأول على المنصّة في 2017. وبجانب قوته على صعيد العناصر الفنية، فقوته أيضًا تتمثل في كونه المسلسل الأول باللغة الألمانية، ضمن حزمة أعمال نتفليكس الأصلية في تاريخها كله.

في يوم 27 يونيو 2020 صدر الموسم الثالث والأخير من مسلسل Dark على نتفليكس، واليوم نحن سنتحدث عنه. لأن تلك الخاتمة، تستحق فعلًا الإشادة.

*المراجعة خالية من حرق الموسم الثالث، لكن يوجد حرق للجزأين السابقين في فقرة القصة*


قصة الموسم الثالث من مسلسل Dark

مراجعة مسلسل Dark الموسم الثالث - مقدمة الحلقة الأولى

في الموسم الثالث من مسلسل Dark نحن نُكمل من حيث انتهينا بالموسم الثاني. الفكرة أن الأحداث تصاعدت من الموسم الأول للثاني، حتى وجدنا أنفسنا أمام نهاية العالم. تلك النهاية التي تحدث مباشرة عقب تلامس أصابع تشارلوت، مع إليزابيث. اللتان في الأساس هما في منزلة الأم والابنة بالنسبة لنفسيهما، وهذا تم تفسيره بالفعل في الموسم الثاني بطريقة مبهمة، لكن في هذا الموسم نحن نُدرك كل شيء بطريقة أفضل.

عند حدوث نهاية العالم بالضبط اختبأت بعض الشخصيات في مخبأ الكوارث – Bunker، بينما شخصيات أخرى هامت على وجهها في نسيج الزمكان. فرأينا مثلًا يوناس (الغريب) وهو يأخذ مجموعة المراهقين إلى زمنٍ مختلف، وكذلك شاهدنا كاترينا وهي تذهب إلى الكهف وتشرع في الذهاب إلى زمنٍ آخر. لذلك كانت هناك أرضية واسعة لبدء أحداث الموسم الثالث من منابتها، لكن لا، دائمًا هناك ما لا يمكن توقعه.

يبدأ الموسم الثالث بثلاثة شخصيات، وكلها تحمل نفس الندبة على الوجه. أي أن هناك شخصية، بثلاثة مراحل عمرية مختلفة: الطفل، البالغ، والعجوز. تدخل تلك الشخصيات فجأة لحرق اللوحة التي تراصَّت عليها صور أفراد العائلات الأربعة، في دِلالة واضحة على أن موت الجميع شيء يبدو أنه سيحدث في الجزء الثالث. لكن هل سيحدث هذا فعلًا؟ هل ستذعن قصة مسلسل Dark لتوقعات الجمهور؟ هذا ما ستعرفوه عند مشاهدة الجزء الثالث والأخير من هذه الملحمة المذهلة.


قصة هذا الموسم من مسلسل Dark لها طابع خاص فعلًا

مراجعة مسلسل Dark الموسم الثالث - إليزابيث تحت المطر

هنا بالطبع لن أتحدث عن القصة بشكلٍ تفصيليّ، ولن أتطرق إلى الجوانب الفنية كذلك. هنا أنا سأتحدث عن الحالة الشعورية التي تركتني الحلقات عليها. وكيف أمكن للحلقة الواحدة، أن تسحبني إلى الحلقة التي تليها، دون وجود رغبة -ولو ضئيلة- على القيام للشرب حتى.

المميز هذه المرة في القصة هو أنها لم تسر على نفس نمط التعقيد المعهود، بل ارتقت به. فإذا مثلًا قررنا تشبيه الموسمين السابقين من مسلسل Dark بحلّ أحجية. فهذا الموسم ببساطة هو محاولة حلّ أحجية بعينين معصوبتين، ويداك خلف ظهرك، وأذناك لا تستقبلان أي تعليمات من الخارج. وحتى الحلقة الخامسة من الموسم الثالث، كانت الأحداث مبهمة للغاية، وفي نفس الوقت مشوقة للغاية. الإبهام الذي غلَّف الحلقات الزمنية للقصة، هو الذي ساعد على تعليقنا بها أكثر. وهذا يرجع لكون الإبهام مغموسًا في وعاءٍ من الدلائل التي يمكن تقفيها بمساعدة كوب قهوة غارق في الكفايين. تلك الدلائل هي التي تُحفِّز الرغبة في التوقع يا عزيزي، وكلما توقعت شيئًا، أصابك المسلسل في مقتل، وأثبت خطأك. ومع الخطأ، يُقذف في وجهك دليل آخر، يعمل بدوره على تشكيل توقع جديد. وكالعادة، تُصاب في مقتل مرة أخرى.

وبعيدًا عن سحق توقعات القصة، سحق مسلسل Dark توقعاتي أنا شخصيًّا كمُحلل. لم أتوقع على الإطلاق تفسير النظريات العلمية في هذا الجزء، ولم أتوقع أيضًا وجود نظريات علمية جديدة من الأساس. حيث أنه بالفعل قد ناقشنا كل ما نحتاج إلى مناقشته في الجزء الثاني. لكن لا، هنا لدينا نظريات علمية جديدة تطفو على السطح، والتي بدورها تدعم النظريات المطروحة سابقًا، كل هذا بهدف دفع القصة للأمام، وجعل كل شيء واضحًا للمشاهد غير المتخصص في العلوم.

وبالرغم من طغيان العلم التطبيقي على الحبكة، إلا أن الفلسفة حصلت على نصيب الأسد. كل فعل تقوم به كل شخصية، يوجد بناء فلسفي خلفه، وأحداث فلسفية مترتبة عليه. طَرح المسلسل العديد من الأسئلة المحورية في علم الفلسفة، وبالطبع لُبّ الفلسفة هو الوجود. نحن نعيش حياتنا منذ لحظة الميلاد وحتى لحظة الموت، في محاولة لتحقيق غايةٍ ما من وجودنا. نحن نأكل ونشرب ونمارس الجنس كي تستمر السلالة، لكن هذا من منظور البيولوجيا يا عزيزي، ماذا عن الفلسفة؟

طرح المسلسل هذا السؤال: “ما الغاية من وجودنا؟”. وبناء على الإجابة، انقسمت الشخصيات إلى جانبين: جانب يريد القضاء على كل شيء، وجانب يريد الإبقاء على كل شيء. وعبر تتبع الأحداث، تأخذنا القصة في جولة بمحراب الفلسفة، محاولة تفتيح عقولنا على الواقع، ومساعدتنا على الوصول للحقيقة المناسبة لذواتنا.


الشخصيات

مراجعة مسلسل دارك الموسم الثالث - آدم

الشخصيات، ويا ويلي من الشخصيات.

عند مشاهدتي للموسمين السابقين من مسلسل Dark قلت أن كل الشخصيات مبنية ببراعة شديدة، وأن كل الأفعال تتناسب مع الدوافع. لكن عند مشاهدة الموسم الثالث، اتضح أن ما ظهر لم يكن إلا نقطة في بحر فعلًا. تميز بناء الشخصيات في المسلسل ككل باتباع أسلوب (الطبقات). حيث تجد كل شخصية عبارة مجموعة طبقات متراصة تحت بعضها البعض، وللولوج إلى الطبقة الجديدة عليك إدخال كلمة سر. ولن تأخذ كلمة السر تلك، إلا عبر الدخول في مسار جديد بالقصة.

ومع كل مسار جديد تأخذه شخصية مألوفة، يُفتح لنا باب الطبقة التالية، ومعها نكتشف أطوارًا جديدة لها. أما بالنسبة للشخصية التي أسرتني، فسأختار شخصية آدم بالطبع. منذ ظهوره في الموسم الثاني، وأنا أتحرَّق شوقًا لظهوره بالثالث. وبالفعل، كان يبتلع أي مشهد يظهر فيه، حقًا شخصية ذات كاريزما طاغية.


التمثيل

 دارك الموسم الثالث - هانا كانولد

كحال الموسم الأول والثاني من مسلسل Dark كذلك الموسم الثالث تمثيل طاقمه ممتاز.

في الواقع، هذا الموسم ربما تمثيل أفراده أقوى بعض الشيء من الموسمين السابقين بالنسبة لبعض الشخصيات. حيث أننا رأينا شخصيات مهمشة تمامًا في الموسم الثاني، ولم تكن أدوارها محورية. أما الآن بعد أن تعقدت القصة جدًا، بات لتلك الشخصيات المهمشة أكثر من دور في أكثر من زمن، فبالتالي اتسعت بشدة المدة المتاحة للممثل أمام الكاميرا، لإظهار براعته التمثيلية.

أبرع أداء في وجهة نظري بهذا الموسم هو أداء الممثلة Maja Schöne، لشخصية هانا كانولد – Hannah Kahnwald في القصة. تعبيراتها، لغة جسدها، وتقديسها لاتصال الأعين، كل تلك العناصر جعلتها الأبرع بدون منازع.


الإخراج

 دارك الموسم الثالث - إيغون

لا يوجد جديد من ناحية الإخراج، حيث كان بنفس براعة الموسمين الماضيين. إلا أن الكادرات هذه المرة تميزت بالتماثلية أكثر، وأصبحت مرضية جدًا للعين.


الموسيقى

ذو صلة
فيديو يوتيوب

من المعروف عن مسلسل Dark الاختيار العبقري للموسيقى التصويرية، خصوصًا إذا كانت مأخوذة من الواقع، وليست مُلحنة خصيصًا للعمل الفني. الذي أعجبني جدًا هو اختيار أغنية In a Box II – The Labyrinth Song لتصدح بنهاية الحلقة الرابعة. وفعلًا، جعلتني أبكي. ربما بكيت لأن الصوت نفسه -ممتزجًا بالكلمات- ذكرني بوحدتي الحياتية، وربما لأنه توافق مع وحدة شخصيات المسلسل. لا أعلم، المهم أنني بكيت، وكان تأثير الموسيقى عليّ كبيرًا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

بالفعل المواسم الثلاثة تماماً كما شرحت وفصلت وتزداد حبكة الغموض في الموسمين الاوليين اتشوق لتكملة متابعة الموسم الثالث فقد وصلت حتى الآن إلى الحلقة الرابعة من شدة الفضول لكن ما لا افهمه بمجرد وصولي هذه الحلقة هو الثلاثة أجيال مجتمعة في مكان وزمان واحد الصبي والشاب والعجوز بشفة مشقوقة وانه لا اسم له! إذن من هو ؟ أو الأحرى أن أقول ما هو من ولماذا يتدخل في اغلب المواقف ويتصرف بطريقة مروعة بهذا الشكل والتي تعطينا انطباع انه شر او شرير؟؟!!

ذو صلة