ديث نوت تعود مع مانغا جديدة .. ماذا أحضر لنا “ريوك” هذه المرة؟
5 د
لا يوجد شك في كون مانغا (ديث نوت) هي واحدة من أشهر المانغات على مستوى صناعة المانغا بأسرها. هي ليست كلاسيكية مثل (دراغون بول) و (مغامرات جوجو العجيبة)، لكنها حجر الزاوية في تصنيف الجريمة، الفريد من نوعه. وبالطبع بعد أن نافست (كونان)، حققت (ديث نوت) الشهرة المهولة بفضل ضغطها للأحداث، وتقديم حبكة جريمة غير تقليدية بالمرة، ولا تقترن بالقواعد الفيزيائية للعالم البشري؛ مما جعل الحبكة أكثر إثارة ومتعة.
تحولت المانغا إلى أنمي يحمل نفس الاسم في 2006، وبات بوابة أي شخص نحو عالم الأنمي هذه الأيام. نُشرت للمانغا الأصلية أعمال جانبية كثيرة، لكن مؤخرًا تم إصدار أجدد وأحدث مانغا جانبية (ون شوت) للقصة الأصلية، وأتت تحت عنوان Death Note – Special One Shot. ويمكنكم قراءة النسخة الإنجليزية من هنا.
اليوم سوف نتحدث عن ملابسات المانغا الجديدة، وما الذي يجعلها مميزة عن القصة الأصلية؟
* المراجعة لا تحتوي على حرق للأحداث *
قصة مانغا ديث نوت الجديدة
قصتنا هذه المرة تدور في العصر الجديد، حيث مرت سنوات وسنوات على أحداث المانغا الأصلية. الآن مفكرة الموت (ديث نوت) مع (ريوك) في عالم الشينيغامي، وبدأ يشعر بالملل مجددًا. يجب عليه أن يهبط لأحدهم، يجب عليه أن يستمتع من جديد، وبالطبع، يجب عليه أن يأكل المزيد والمزيد من التفاح اللذيذ الذي أطعمه إياه (لايت) باستمرار.
هذه المرة وقعت مفكرة الموت مع الفتى (تاناكا)، والذي يبدو أمامك مثل أي طالب عادي على هذا الكوكب، لكن عقله يشتعل اشتعالًا. ليس كـ (لايت) بالطبع؛ فالأخير كان الطالب الأول على اليابان. بينما (تاناكا) على الجهة الأخرى، أبرز تقدمًا مهولًا في اختبارات الذكاء الصعبة جدًا، لكن مستواه الدراسي ليس جيدًا على الإطلاق.
هنا البطل يعاني من بعض المشاكل النفسية التي لم يتم تسليط الضوء عليها بقوة نظرًا لضيق الخط الزمني للأحداث، لكنها كانت ظاهرة جدًا.
الشخصيات
هنا لدينا بعض الشخصيات القديمة بالفعل. في أنمي ومانغا (ديث نوت)، كان الشخص الذي قضى على “كيرا” هو الفتى الصغير (نير)، والذي يكون خليفة (إل) في مجال التحقيقات المستعصية على الشرطة والانتربول الدولي. هنا يظهر الفتى الصغيرة مرة أخرى، لكن بشعر أطول وهيئة تنم عن الملل بعض الشيء.
أما بالنسبة للشخصيات الأخرى، لدينا الشخصيات التي عاصرناها في حياة (ياغامي لايت)، مثل فريق شرطة اليابان، والذي يضم (ماتسودا)، والعديد من الشخصيات الثانوية الأخرى.
الرسم
دون شك الرسم ممتاز، والمميز هنا هو أن الرسام لم يستعمل أي أسلوب رسم جديد. إذا نظرنا إلى مانغا The Platinum End لنفس ثنائي (ديث نوت)، سنجد أن أسلوب الرسم اختلف وأصبح أفضل، وباتت نسبة توزيع الظلال أقل، لإعطاء هالة إلهية نوّارة أكثر للأحداث.
لكن هنا الوضع مختلف، عاد الرسام للأسلوب القديم للمانغا الأصلية؛ ولهذا لم أجد أي اختلاف في الجوّ العام أثناء القراءة. وتذكرت على الفور المانغا القديمة، ودخلت في الأحداث بسرعة.
ما المميز في مانغا ديث نوت هذه المرة؟
1) لا يوجد تكرار لقصة (ياغامي لايت) مرة أخرى
عنصر الجذب الأكبر أو الـ Selling-Point الأعظم في مانغا (ديث نوت) هي شخصية (ياغامي لايت) دون أدنى شك. تلك الشخصية النرجسية بامتياز، والتي قررت أن تنصب نفسها ملكة على أرض الخراب. ومن المتوقع بالطبع أنه إذا كنت أنت المانغاكا، ستحرص تمام الحرص أن تكون أعمالك القادمة، والمنتمية لنفس القصة، بها شخصيات تشبه البطل الأول. لكن لا، هذا لم يحدث.
البطل هنا مختلف تمامًا عن (كيرا)، ودوافعه مختلفة، وحياته مختلفة. هذا ربما يكون صادمًا للبعض، لأن مفكرة الموت في الأساس تحب النرجسي الذي يستخدمها لتحقيق مآرب شخصية، سواء كانت بشكل مباشر (مثل رجال العصابات)، أو بشكل غير مباشر (مثل ياغامي لايت).
لكن هذه المرة، ستعرفون بأنفسكم أن الوضع فعلًا مختلف، وهذا ما يُميز تلك الون شوت.
لن تحتاج للمزيد، ربما!
ربما يبدو أن عدد الصفحات قصير مقارنة بالمدة التي انتظرناها منذ انتهاء المانغا الأصلية. لكن لا، 87 هو عدد صفحات كافي تمامًا للقصة المطروحة هذه المرة. تذكروا أنها مانغا ون شوت في الأساس، ولم يكن مخطط لها أن تكون قصة استكمالية طويلة لـ (ديث نوت) الأصلية.
في وجهة نظري، أرى أن خط الأحداث، والنهاية التي وُضعت له، مناسبان تمامًا لفكرة القصة منها. ربما يجد البعض أنها غير منطقية أو متسرعة، لكن لا أرى هذا فعلًا. بالرغم من قلة عدد الصفحات، إلا أن القصة أخذت مساحتها بالكامل، والفنيّات الصغيرة المذكورة فيها (على صعيد الحياة، لا الجريمة) جعلتها بالفعل قصة متكاملة، لكن في قالب زمني محدود.
هذا على صعيد القصة ذاتها، لكن على صعيد النوستاليجا، الأمر مختلف يا رفاقي. تلك المانغا أعادت لي الحنين للماضي فعلًا، لقد كنت من سعيدي الحظ الذين وقعت أيديهم على المانغا الإنجليزية من نشر دار VIZ الأمريكية المتعاونة مع شونين جامب اليابانية. وكانت تجربة القراءة من أمتع ما يكون. والآن بعد أن استعدت ذكريات الماضي، أردت فعلًا أن تستمر القصة بأي شكل، أردت ألّا تنتهي أبدًا، وأردت أن يكون هناك حراك بوليسي أكثر من ذلك.
لماذا أحبطتني مانغا ديث نوت بعض الشيء هذه المرة؟
للأسف، هذه المرة كانت بالقصة بعض النواقص التي من الصعب التغاضي عنها. لكن لا تقلقوا، لن أحرق كما وعدت. فقط الفكرة هنا لا تنتمي إلى القالب البوليسي المعتاد، حيث أن المفكرة مع شخص آخر مختلف عن (ياغامي لايت)؛ فبالتالي طموحاته بالمفكرة مختلفة كذلك.
هذا نتج عنه عدم اهتمام شديد ببعض التفاصيل التي ربما تناقض بعضها بشدة. في نهاية الون شوت، ستجد أن هناك قوانين وقواعد مختلفة تغيرت في العالم منذ انتهاء عهد (كيرا)، وتلك القواعد بالنسبة للبطل (تاناكا) تناقض بعضها بعضًا بشدة. بمعنى أصح، القواعد الجديدة لهذا العالم الجديد بالنسبة للبطل، بها ثغرات تجعل بنية القصة نفسها هشّة بعض الشيء إذا دققت في صياغة العبارات ذاتها. وهذا جعلني أتخيل أن المؤلف قرر تقديم قصة نوستاليجية للجمهور مع بعض الشخصيات القديمة فقط، ومتعمدًا عدم الاهتمام بأدق التفاصيل. هذا جعلني حزينًا في الواقع.
لكن لا يهم، المانغا بالمُجمل أعادت ليها أجواء (ديث نوت) من جديد، وعشت معها ربع ساعة من الدراما التي افتقدتها طويلًا. وأجل، أنا قارئ بطيء للأسف. لي صديق أنهاها في 5 دقائق، يا له من عبقريّ.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.