أفلام مصرية كوميدية 2021: من يفوز بشباك التذاكر؟ جيل الشباب أم الأجداد والجدات؟!

مهما تنوعت الأذواق الفنية بين أفراد الأسرة، تبقى الأفلام الكوميدية هي ما يجتمع حوله كل أفراد الأسرة في سهراتهم أو في خروجات العائلة والأصدقاء خاصة أفلام مصرية كوميدية.

وفي عام 2021 شهدت السينما 7 أفلام مصرية كوميدية حتى الآن، كان منها ما أشاد به الجمهور والنقاد، ومنها ما لم يلق الاستحسان الكافي، مع ضعف عام في معظم الإيرادات، يرجعه البعض لعدم تعافي السوق السينمائي بشكل تام من أزمة كورونا وتبعاتها، ويرجعه البعض الآخر لضعف جودة أغلب الأفلام وضعف السيناريو.

ولكن أكثر ما أثار دهشة صناع السينما ومتلقيها، أن أنجح أفلام مصرية كوميدية 2021 لم تعتمد على بطولة النجوم الشباب، وإنما اعتمدت على جيل الجدات والأجداد، كما رحب النقاد والجمهور بعودة مبشرة للنجم محمد هنيدي للسينما بفيلم “الإنس والنمس” الذي لاقى ردود أفعال متباينة، وأيضًا البطولة الأولى لمصطفى خاطر إلى جانب الفنانة دينا الشربيني في “ثانية واحدة” والتي حظيت باستقبال جيد إلى حد ما.. ولنتعرف معًا على الأفلام الكوميدية في 2021 بالتفصيل.

الفيلم يدور حول الخلاف بين الآباء والأبناء حول ضرورة الزواج وإنجاب الأبناء وتكوين أسرة؛ إذ يدفع بيومي فؤاد (كامل) وزوجته ليلى علوي (سمية) ابنيهما عاصم وباسم إلى الزواج على غير رغبة الشابين، ومع رفضهما المتكرر يقرر الأب مفاجأتهما بحمل والدتهما وإنجابها لتوأم، لتتعقد العلاقات الأسرية، حتى يكتشفوا أن الأم خدعتهم جميعًا.

ثمانية أسابيع هي عمر عرض فيلم “ماما حامل” في السينمات المصرية، حقق خلالها إيرادات ضعيفة جدًا قدرها 4 ملايين و369 ألف و516 جنيه فقط! على الرغم من رهان الجميع على عودة قوية للنجمة ليلى علوي، مع ثلاثي الكوميدي بيومي فؤاد ومحمد سلام وحمدي الميرغني! وألقى البعض باللوم على القصة المستهلكة، والإفيهات المبتذلة بين بيومي فؤاد ومحمد سلام وحمدي الميرغني، بينما انتقد البعض الأداء بشكل عام، بينما كان الإخراج متوسطًا في أغلب الآراء.

يدور الفيلم حول صحفي شاب يجري تحريات حول مجموعة من جرائم القتل والاختطاف فاعلها مجهول وتبحث عنه الشرطة، وحين يكتشف الصحفي تأثر القاتل بشخصية أحدب نوتردام، يتنكر في شخصية شبيهة باسم أحمد نوتردام، ويضع خطة مع فتاة لجذب القاتل والقبض عليه، في إطار رعب كوميدي.

حقق الفيلم إيرادات إجمالية 19 مليون جنيه خلال 13 أسبوع عرض، مما يعد نجاحًا جماهيريًا لفيلم من بطولة رامز جلال. ولكن على الرغم من الإقبال الجماهيري، أكد النقاد على أن مستوى أحمد نوتردام أقل بكثير من الفيلم السابق عليه لرامز “سبع البرومبة” من حيث الكوميديا والإخراج، كما تساءل البعض عن ضعف دور غادة عادل في الفيلم، وصغر دور خالد الصاوي الذي قدم شخصية القاتل من منطقة جديدة كان يمكن استغلالها.

وعلى مستوى السيناريو أشاد النقاد بالمزج بين الرعب والكوميديا رغم صغر مساحة الرعب في الفيلم، وكذلك حوار حمدي الميرغني الذي كان حواره مضحكًا في معظم الأحيان، منتقدين الإفيهات المكررة والأداء المفتعل الشبيه بأداء رامز في برامج المقالب، وضعف التناغم بينه وبين باقي الشخصيات.

يتعرف شاب على فتاة بالصدفة ويتسبب لها في الكثير من المشاكل، ثم يتعرض لحادث بسببها فيفقد الذاكرة ويعود إلى مرحلة الطفولة، فتضطر إلى إعادة تربيته حتى تجد ذويه، مما يتسبب في الكثير من المفارقات الكوميدية، حتى يعود إلى رشده ويقع في حبها في النهاية.

أشاد الكثيرون بالأداء التمثيلي والتفاعل بين مصطفى خاطر ودينا الشربيني، كما كانت الكوميديا ممتعة خلال الفيلم، رغم اعتراض البعض على القصة المفتعلة وغير الواقعية، ولكن كان أداء مصطفى خاطر في أول بطولة مطلقة له ممتازًا.

من بين سلبيات الفيلم كان صغر مساحة الفنان فتحي عبد الوهاب، وضعف الحوار الخاص به، كما أن أداءه لم يكن في أفضل حالاته، كما لم يستفد الفيلم من ضيوف الشرف بالشكل الكافي. وفي النهاية حقق الفيلم إيرادات ضعيفة مقارنة بالمتوقع، بلغت حوالي 3 مليون و700 ألف جنيه فقط.

يقدم لنا الفيلم أربعة أصدقاء منذ الطفولة وقد تعدوا الستين من عمرهم، يجتمعون بعد سنوات لمواساة أحدهم بعد وفاة زوجته، ومساعدته للخروج من أزمته النفسية، ومع سفرهم إلى إحدى المدن الساحلية يمرون بمواقف تكشف معدن صداقتهم.

حصد فيلم وقفة رجالة إيرادات ربما لم يتخيلها صناعه تقدر بـ 330 مليون جنيه، وهو فيلم جيد الصنع إلى حد بعيد على الرغم من أن الفكرة مقتبسة من الفيلم الأمريكي “Last Vegas”، بطولة روبرت دي نيرو وكيفن كلاين ومورجان فريمان ومايكل دوجلاس، والقائم على الفكرة ذاتها، مع الاعتراف بأن مؤلف ومخرج وقفة رجالة تمكنا من صنع إطار متفرد لكل شخصية، وقد تفوق الممثلون الأربعة ماجد الكدواني وسيد رجب وبيومي فؤاد وشريف دسوقي في الأداء وساعدهم التناغم الحقيقي بينهم، خاصة الكدواني الذي صنع لشخصيته شكلًا وصوتًا وإيماءات خاصة بها. وعلى الرغم من بعض التفاصيل التي غابت عن صناع الفيلم، إلا أنه مثل حالة مختلفة في صنع الكوميديا المصرية.

يتم تكليف اللص المحترف ديدو بسرقة جهاز حديث اخترعه العالم الثري فننس يحول لعب الأطفال لأشخاص حقيقيين. يختطف ديدو ابنة العالم ظنًا منه بأنه سيتمكن من مساومة العالم للحصول على الجهاز، لكن عصابة أخرى تحاول الوصول للهدف نفسه، وتحدث مفارقات بسبب تصغيرهم جميعًا إلى حجم لعب الأطفال، ووقوع ديدو في حب الابنة ومحاولة تصحيح الأوضاع والبدء من جديد.

حقق الفيلم إيرادات تخطت الـ16 مليون جنيه، بنسبة إشغال 50% في دور العرض، في ثاني بطولات كريم فهمي المطلقة، بعد فيلم”علي بابا”، وكان الأداء الكوميدي متميزًا سواء من فهمي أو محمد ثروت أو حمدي الميرغني أو أحمد فتحي أو بالطبع بيومي فؤاد، كما أثنى النقاد على استخدام تقنيات الجرافيك في الفيلم والتي كانت متوسطة لكنها جيدة بالمقارنة مع مستوى المعروض في مصر. ولكن انتقد البعض عدم الاهتمام بكتابة مشاهد المطاردات بشكل جيد، والحوار المكتوب لشخصية أحمد فتحي (مروان بلطي) مساواة بباقي الشخصيات، وضعف الحوار بين الأبطال واللعب التي تحاول السيطرة على العالم. لكن كانت مجمل الآراء في صالح الفيلم في النهاية.

شاومينج يدور حول مجموعة من طلبة الثانوية العامة، يحاولون استغلال ظاهرة شاومينج الذي كان يدَّعي تسريب امتحانات الثانوية العامة للغش والكسب المادي، ومحاولة هروبهم من المساءلة القانونية.

استغرق تصوير الفيلم ما يقرب من 3 أشهر، وهي التجربة الإخراجية السينمائية الأولى للمخرج شادي أبو شادي. وعلى الرغم من أن الفيلم بطولة مشتركة بين ثلاثة من أعمدة الضحك في السينما المصرية صلاح عبد الله وبيومي فؤاد وسامي مغاوري، لكنه من أفلام مصرية كوميدية التي قدمت أداء ضعيفا في دور العرض، إذ حقق حوالي نصف مليون جنيه فقط حين عرضه.

يروي الفيلم قصة عن أربع جدات يواجهن العديد من الضغوطات مع الأطفال، خاصة بعد اختطافهم من أتوبيس المدرسة، وتحاول الجدات إنقاذ الأطفال فيقعن في أيدي الخاطفين وتحدث بسببهن مواقف كوميدية.

يبدو أن جيل ما فوق الستين فاز هذا العام بجائزة الكوميديا بلا منافس، الفيلم يعتمد على إجابة سؤال: إلى أي مدى تحب الجدة أحفادها، وهل أعز الولد حقًا ولد الولد؟! وربما كان من أهم مميزات الفيلم التباين الواضح بين شخصيات الجدات وخلفياتهن، بين المتسلطة والتي تتبع الأصول القديمة، والمتصابية والجبانة والساذجة وقوية الشخصية وغريبة الأطوار، وقد تمكنت الفنانات المخضرمات من إبراز هذه الخلافات وتقديم كوميديا الموقف المعتمدة عليها. وأمامهن يقف سامي مغاوري زعيم العصابة مقدمًا عصابة عائلية ظريفة منه وولديه. وبحرفية وضع الكتاب والمخرجة الجيل القديم أمام ذكاء الأطفال واهتمامهم بالتكنولوجيا وحسن استغلالهم لها. وجاءت الكوميديا في الفيلم سلسة وممتعة، واستطاعت النجمات انتزاع الضحكات بلا عناء وهو من ألطف أفلام مصرية كوميدية التي عرضت هذا العام وتركت أثرًا طيبًا في كل من شاهده.

كان فيلم أعز الولد آخر ما قدمته الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، ومن بين آخر ما قدمته النجمة الراحلة دلال عبد العزيز رحمهما الله.