ركّز قليلاً تخرج سعيداً .. فيلم Focus
4 د
فيلم Focus
كثيراً ما نسمع عن انحدار مستوى أفلام بعض النجوم وغيابهم عن ساحة المنافسة الحقيقية في عالم السينما، وعندما أتى الأمر على ويل سميث ليأخذ هذا الدور لم نصدق أبداً، فليس من الأمر المنطقي مشاهدة نجم بحجم هذا الممثل الرائع في عدة أفلام سيئة متتالية، ولكن هذا ما حصل، وحظي لحدّ الآن بفرصة جديدة جيّدة لقلب الموازين عن طريق فيلمه الجديد Focus، فهل نجح بالعودة إلى مركزه الرئيسي أم بقي مكانه ثابتاً في انتظار معجزة سينمائية لتنقذه من حفرته؟
يمكننا الحديث أنه أحرز تقدماً ولكن ليس بشكل كبير، أي في منتصف طريقه إلى العودة، فالفيلم كان على عدة معايير جيّد ولكن في الوقت ذاته سيئ بشكل لا يصدق، أفضل من آخر أعماله السينمائية التي بدأت بالانحدار منذ After Earth عام 2013، والذي يتشارك مع فيلمه الجديد في الخيال من ناحية ما، ولكن الأمر يتعلق هنا بالسطحية، فيتحدث الفيلم عن التركيز بالطبع وحتى عنوانه يحتوي على هذه الكلمة، وهذا الفعل بنفسه هو ما سيقضي على الفيلم، فركّز كثيراً وستجد عالماً من السخافة التي لا تطاق في هذا الفيلم.
إذا اقتصرت مشاهدتك على المتعة الخفيفة أو أمر كذلك قد ينجح الفيلم وببراعة في تقديمها لك، لكن بمجرد ما تدخل قليلاً في التفاصيل تصاب بالدهشة من السخافة الشديدة، المشاهد الغير منطقية، والمبالغة التي ليس لها أي حدود، حتى قد تصل في بعض الأحيان إلى نقطة تتوقع فيها مجرى أحداث الفيلم بأكمله، مع العلم أنه مليء بالمفاجآت، وستتفاجأ فعلاً ببعض نقاط الفيلم المبالغ فيها ومرّة أخرى السخافة الذي تم بمساعدتها تسلسل أحداث الفيلم.
يجب مشاهدة بعض الأمور أمام الشاشة، وأمور أخرى عليها أن تبقى مخفية، في فيلمنا هذا تم اختصار الكثير من الأمور المرئية المعروضة أمامنا لتقوم في النهاية بنفسك بتفصيل العمليات والحركات، لكن هذا الأمر لا يكفي أبداً، بل أضرّ كثيراً أسلوب عرض الفيلم، الذي أيضاً افتقر إلى النص المتماسك، فكانت الحبكة مبالغ فيها إلى أبعد الحدود، وقدّم لنا عالم غير منطقي خلقه الفيلم للمشاهدين.
نعود إلى بطلنا ويل سميث، الذي وكعادته حاول جهده الكامل لإضافة ما يستطيع إضافته في هذا الفيلم، لكن في الواقع لا يعود الأمر عليه أو بسببه حيث شكّل ثنائياً رائعاً مع حسناء الشاشة الجديدة في رأيي مارغوت روبي التي كانت رائعة في هذا الفيلم إلى جانب سحر ويل المعروف دائماً في مجال ليس غريب عنه أبداً، لينتقل الأمر بعد ذلك إلى إخراج ليس ضعيفاً ولكنه حاول إضافة الكثير أثناء فشله في إضافة لمسة تحوّل الخيال الحقيقي إلى روعة قابلة للتصديق.
تجد في الفيلم العديد من النقاط المكررة مع أفلام أخرى متشابهة، ولكن مرّة أخرى يبقى الحل في الاستمتاع بهذا الفيلم هو مشاهدته وليس التدقيق فيه، فهو كلوحة سينمائية كبيرة لا بأس بها إن لم تأخذ الامر كاستهزاء مباشر بعقل المشاهد، وعلى أنه فيلم يحاول تقديم حركة مميزة فريدة ما، لكن عندما تقوم بتفصيل كل نقطة على حدى في هذا الفيلم ستجده شبه مأساة حاول كثيراً ثنائي البطولة إنقاذها وعلى ما يبدو نجحوا بأعجوبة.
تتحدث قصة فيلم Focus عن رجل يدعى نيكي (ويل سميث) عامل مخضرم في مجال عمليات النصب والاحتيال، يخطط للقيام بعمليته الأخيرة التي سيتقاعد بعدها من مهنته التي زاولها لمدة كبيرة، لكن ظهور فتاة فائقة الجمال تدعى جيس (مارغوت روبي) من ماضيه تغيّر جميع حساباته، وخاصةً عندما يبدأ بالوقوع في حبّها، مشاعر لن تنفع إلا في تعقيد خطته النهائية. شهدنا في هذا الفيلم مشاركة أدريان مارتينيز، جيرالد مكراني، رودريغو سانتورو وبيرنان براون.
لم يبدو بالنسبة لي تصنيف الفيلم واضحاً، مضحك في عدد قليل من المناسبات وبالنسبة لعالم الجريمة لن يرقى إلى أسلوب هذه الأفلام وخاصةً إذا نظرنا إلى طريقة عرضه التي لا تستطيع أن تضعه أبداً في مجال تصنيف الجريمة، هناك إضافة رومانسية خفيفة جداً ونقاط دراميا ضعيفة أيضاً، لذلك سأعتقد أني سأثبت على كوميديا خفيفة في غياب إتقان وجودة صناعة هذا الفيلم لمعرفة التصنيف الحقيقي الذي يقع تحت جناحه.
تلقى فيلم Focus في بداية عرضه نقداً متنوعاً مال قليلاً إلى السلبي، تمثّل بشكل كبير في التساؤل بين هل هي خيبة جديدة لأفلام ويل سميث أم يمكن اعتبارها تحسّن من أعماله السابقة؟ ليعود الأمر إلى الإيرادات الماديّة التي لم تُنصف الفيلم كثيراً في فترة عرضه الأولى حيث وصلت لحد الآن تقريباً إلى (100 مليون دولار) عالمياً مقابل ميزانية كبيرة قُدّرت بـ (50 مليون دولار) ولكن يتابع الفيلم بنجاح مستقرّ، خاصةً أن موعد افتتاحه كان في 27 فبراير أي لم يُقضى شهر واحد حتى على تاريخ إصداره.
كان هناك آمال كبيرة مرتبطة بـ فيلم Focus لكن افتقر إلى جودة عالية واكتفى بأداء متوسط المستوى سطحي لا يقدّم الكثير ولكنك في بعض الأحيان قد تستمع به قليلاً ففي النهاية من لا يحب مشاهدة ويل سميث على الشاشة الكبيرة؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.