مقامر يحبّ الخسارة .. فيلم The Gambler

نادر شاكر
نادر شاكر

4 د


فيلم The Gambler

هناك فكرة نفسية شهيرة لطالما ما شهدناها على شاشة السينما وهي الإدمان، بالطبع باعبتارها جزءً من الحياة الحقيقية لا بد أن تدخل وبشكل واسع في الحياة الخيالية، لدينا من أنواع الإدمان الشهيرة “المقامرة” والتي تعدّ من أخطرها أيضاً، حظيت هذه الفكرة بكمية وفيرة من الأفلام التي تتمحور عنها، تدعى إحدى أجدد الأعمال التي تتحدث عن شخصية تعاني من هذه المشكلة بـ The Gambler، فهل استطاع الفيلم من تقديم شيء لم يتواجد في أفلام سابقة، أم هناك المزيد والمزيد من التكرار والإعادة؟

في الواقع كان هناك لمحة جديدة فريدة وخاصة بهذا الفيلم، حيث تميّز وفي عدة مشاهد بأفكاره الخارجة عن المألوف ما بين الأفلام المشابهة، سواء تعلّقت هذه اللحظات بالشخصية التي لن تعرف إذا كانت تمثّل الخير أم الشر، أو في الكثير من المشاهد والأحداث الأخرى، حيث تعدّ الشخصية الرئيسية في هذا الفيلم من إحدى النقاط الإيجابية والإضافات التي وضعها الكاتب عليها كانت رائعة، على أقل تقدير في معظم الأوقات.

فيلم The Gambler - مارك

أي أن الفيلم أيضاً لم يعتمد فقط على شخصيته الرئيسية، كان لدينا نص جيّد مقبول، حاد بعض الشيء، وفارغ من ناحية أخرى نظراً لمحاولته لتقديم نظرة ثاقبة للنفس البشرية وطرح أبعاد دراميّة عديدة لم يستطع أن يصل إليها، بل اكتفى بالمحاولة، التي كانت في بعض الأحيان إيجابية ممتعة، أو حتى عميقة، لكن في أوقات أخرى كانت مملّة لدرجة كبيرة وهذا الأمر غالباً ما تمثّل في بعض التحليلات النفسيّة أو الشخصيّة والمقاطع التي تتبعها.

لنقسّم الأمر إلى عدة محاور لدينا شخصية رئيسية بحياة حقيقية، وأخرى سرية، مع ثالثة متمثلة برغباتها الشخصية، الحياة حقيقية مملة، السريّة مشوّقة، والثالثة غريبة تتأرجح بينهما، أضف على ذلك العديد من النقاط المشوّقة في طريقة جري وسرد أحداث الفيلم، مع إدخال العديد من الأطراف، لكن في الوقت ذاته قد ترى وتتوقع ما سيحصل تماماً، فلم يكن الفيلم هذا صعباً أو يتطلّب الكثير من التفكير وحتى نهايته في ظنيّ متوقعة جداً.

فيلم The Gambler - مارك 2

يبقى الفيلم في منتصف مقياس جودة الأفلام، متعة متوسطة متواجدة في الكثير من المشاهد ليبقى عليك ما إذا كنت ستتفاعل مع الشخصية الرئيسية وتهتم بها أم لا، مع العلم أن أداء مارك ويلبيرغ كان رائعاً في هذا الفيلم، لكن قد تشعر في بعض المشاهد أنه خارج نطاقه المألوف لحدّ كبير ولكن بشكل عام، أدى دوره على أكبر وجه وكان من إحدى النقط الإيجابية التي قام الفيلم بعرضها إلى جانب إخراج لم يساعد كثيراً، ولا يمكننا الحديث عنه بالمثالي أو حتى بالرائع، أشرف عليه روبرت وايت مخرج فيلم Rise of the Planet of the Apes.

يتحدث فيلم الجريمة الدرامي هذا عن بروفيسور يدعى جيم بينيت (مارك ويلبيرغ) يعلّم مادة الأدب الإنجليزي في الصباح، لينتهي به الأمر مقامراً في المساء، يدخل بعد خسارته لعدة مبالغ في دوامة من الديون اللامتناهية دون إبداء أي اهتمام لما سيصيبه من مكروه، مع إصراره على فكرة إنه ليس بمقامر، فكيف سيخرج هذا البروفيسور من المأزق الكبير؟ أو السؤال هنا هل يريد أن يخرج من هذا المأزق؟ وهنا لدينا الفكرة المختلفة الذي حاول الفيلم طرحها.

فيلم The Gambler - مارك 3

يلعب الممثل المخضرم مارك ويلبيرغ دور الشخصية الرئيسية كما ذكرت، ويشاركه في هذه البطولة كل من جيسيكا لانج، بري لارسون ومايكل كينيث ويليامز بالإضافة إلى مشاركة جون غودمان في إحدى الأدوار المهمة لهذا الفيلم المقتبس عن عمل سابق يحمل نفس الاسم تم عرضه سابقاً عام 1974 كان من إخراج كاريل ريسز ومن بطولة جيمس كان وبول سورفينو.

تم عرض فيلم The Gambler الحديث في نهاية عام 2014، وتلقى نقداً متنوعاً أتى السلبي منه بسبب تأثير الفيلم القديم على ما أظن، ارتكز الفيلم بشكل عام على حملة تسويقية جيدة، وسبّبت جودته هذه “نظراً لحملته الإعلامية إلى جانب الفيلم القديم الناجح” خيبة سينمائية استطاعت من تحقيق إيرادات عالمية قدرها (39 مليون دولار) مقابل ميزانية قُدّرت بـ (25 مليون دولار)، أرقام مغايرة جداً لعمل ويلبيرغ الآخر في العام الفائت، أحدث أفلام سلسلة Transformers.

فيلم The Gambler - ملصق

لدى فيلم The Gambler القدرة على تقديم الكثير، لكن في الوقت ذاته قد يأخذ منك الكثير، فمن الممكن أن تجد مدة عرضه طويلة قليلاً في ظل وجود بعض المقاطع المملة إلى أبعد الحدود، فكان هناك تناقض واضح بين التشويق والضجر في مشاهد هذا الفيلم، أظن أن المحصلة النهاية هي فيلم لا بأس به، ممتع بشكل جيد، حاول أن يكون رائعاً ولكنه فشل في ذلك.

هل شاهدتم هذا الفيلم؟ شاركونا بآرائكم حوله!

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.