تريند 🔥

📱هواتف

فيلم Glass: طموحات عالية وسقوط مدوي!

بوستر فيلم Glass
محمود حسين
محمود حسين

5 د

استطاع فيلم Glass -منذ الإعلان عنه- أن يحجز لنفسه مكاناً ضمن قائمة الأعمال السينمائية المُرتقبة في عام 2019؛ حيث أنه يتمم أحداث فيلمين ناجحين هما Unbreakable إنتاج 2000 وفيلم Split إنتاج 2016. الفيلم من تأليف وإخراج إم. نايت شيامالان ويشارك في بطولته بروس ويلز، جيمس مكافوي، صامويل إل. جاكسون، سارة بولسون، آنيا تايلور جوي.

حَمَل فيلم Glass على عاتقه العديد من المهام -غير الهَينة- على رأسها الجَمَع بين خيوط الفيلمين السابقين، وبلورة الفلسفة أو الأطروحة القائمة عليها الثلاثية من الأساس، واختتام الأحداث بشكل مُرضي ومنطقي. فهل نجح الفيلم في اجتياز تلك التحديات التي وضعها لنفسه؟ وهل استحق كل ذلك الترقب؟!


قصة الفيلم

شخصية ديفيد دن من فيلم Glass

يستكمل فيلم Glass مسار فيلم Split -وتدور أحداثه بعد نحو 19 عاماً من أحداث فيلم Unbreakable- حيث يواصل ديفيد دَن -ذو القوى الخارقة- مكافحة الجريمة سراً ويشرع في ملاحقة كيفين كرامب -مريض الانفصام- لما ارتكبه من جرائم شنعاء، لينتهي المطاف بكليهما داخل إحدى المصحات النفسية المُحتجز بها من الأساس إليجا مستر جلاس، ومن ثم تبدأ الدكتورة إيلي ستابل في محاولة زعزعة ثقتهم في قدراتهم وإيجاد التفسير العلمي لها، لكن الأحداث تأخذ منحى مختلف مع اكتشافهم جميعاً العديد من الحقائق التي لم تكن بالحسبان.


سيناريو الفيلم.. فوضى الفرص المُهدرة

جيمس مكافوي في فيلم Glass

كان سيناريو فيلم Glass أمام مهمتين رئيسيتين أولهما -وأكثرهما صعوبة- تتمثل في الربط بين أحداثه وبين الفيلمين السابقين، وثانيهما إبراز معالم حبكته الخاصة وتتبع مسارها الدرامي، وقد تمكن سيناريو الفيلم من إنجاز المهمة الأولى باقتدار وبراعة، وخلال الربع الأول من زمن أحداثه استطاع استعراض التطورات التي مَرّت بها الشخصيات خلال تلك الفترة الطويلة، وخلق روابط مقبولة بين عالمي Unbreakable وSplit والأهم أن هذا كله تم في أجواء مثيرة ومشوقة.

كانت المرحلة التمهيدية في فيلم Glass تعد بالكثير لكن بمجرد تجاوزها تغيرت الأمور بصورة كبيرة، تباطأت وتيرة الأحداث خلال الفصل الثاني من الفيلم لدرجة تدفع إلى الملل، بينما الثلث الأخير كان على النقيض تماماً، وتتضمن العديد من القفزات المُتسارعة المُتغافلة عن المنطق مما أدى إلى خلق العديد من الفجوات التي يصعب تداركها.

تشتهر أعمال إم. نايت شيامالان بالالتواءات والأحداث المفاجئة قُرب النهاية، وتعتمد عليها بدرجة كبيرة في الوصول بالإثارة إلى أقصى المستويات، والحقيقة أن فيلم Glass لا يُستثنى من تلك القاعدة، بل إنه احتوى على أكثر من التواءة قرب النهاية كانوا جميعاً على درجة كبيرة من الجودة من حيث الفكرة وعلى درجة كبيرة من السوء من حيث التنفيذ؛ حيث أن هشاشة البناء الدرامي أضعفت من تأثيرها، كما لم يتم التمهيد لها بالقدر الكافي أو إيجاد التبريرات الملائمة مما جعلها تبدو مقحمة ويصعب تقبلها.

يُمكن القول أن أزمة سيناريو فيلم Glass ناتجة في الأساس عن تشتته ما بين الاستقلالية التامة وبين السير على نهج الفيلمين السابقين، قاده ذلك إلى حالة من الاضطراب والتخَبُط دامت من بداية الفصل الثاني واستمرت إلى مشهد النهاية، مما أسقطه كثيراً في فخ الرتابة وجعله في أحيان أخرى مُفككاً وغير مترابط.


الممثلين والشخصيات

شخصيات فيلم Glass

كان الأداء التمثيلي في مجمله جيداً بدرجة كبيرة وإن بقي جيمس مكافوي هو الأفضل -أو بالأحرى الأكثر بروزاً- بفضل الطبيعة المميزة للدور الذي يؤديه، وقد برع في تجسيد الشخصيات المتعددة والانتقال بينهم بسلاسة، لكن المستوى العام كان أقل مما أظهره في فيلم Split، ويقع هذا على عاتق السيناريو الذي اهتم بتقديم العديد من الشخصيات الكامنة في كيفين -بما في ذلك شخصيات ظهرت للمرة الأولى- لكن لم يكن لأيهم تأثير حقيقي على سير الأحداث، مما جعل الأمر يبدو أشبه باستعراض هزلي للقدرات التمثيلية الفردية بمعزل عن السياق العام للعمل.

قدم صامويل إل. جاكسون أداءً متزناً لشخصية أليجا “مستر جلاس” لفت من خلاله الانتباه رغم الظهور المتأخر، لكن يعيبه خلو الشخصية من أي مظهر من مظاهر التطور أو الاختلاف عما قدمه في فيلم Unbreakable رغم مُضي -وفق دراما الفيلم- نحو تسعة عشر عاماً، أما أداء بروس ويلز فقد اتسم بالتذبذُب تبعاً لموقع شخصيته من الأحداث، فقدم أداءً جيداً في البداية حيث كانت الشخصية المُحرك الأول للأحداث، لكن سرعان ما خفت بريقه بالفصول التالية مع تراجع تأثير الشخصية وتحولها إلى رَدّ فعل!

كانت سارة بولسون هي الأسوأ حظاً بين الممثلين الرئيسيين في فيلم Glass نظراً لأن شخصيتها كانت الأكثر ثراءً من حيث التكوين، لكن في ذات الوقت كانت الأكثر تضرراً من ثغرات -أو بالأحرى- فجوات السيناريو، بل يُمكن القول نهاية الشخصية ذاتها كانت واحدة من أبرز وأوضح تلك الفجوات.


حُسن النوايا لا يصنع أفلاماً جيدة!

صامويل إل. حاكسون في فيلم Glass

يتحمل إم. نايت شيامالان -مؤلفاً أولاً ومخرجاً ثانياً- المسؤولية كاملة عن المستوى الفني للفيلم والذي يضعه بكل تأكيد في ذيل الثلاثية السينمائية التي ابتدأها في عام 2000، لكن هل كان فيلم Glass حقاً بهذا القدر من السوء؟!. الإجابة المُنصفة والدقيقة على هذا السؤال قد تكون أنه فيلم سليم التكوين مَعيب التفاصيل.

بمعنى أن إم. نايت. شيامالان اجتهد بشكل واضح للوصول لأفضل شيء في كل عنصر ولكنه أفسده بشكل أو بآخر، فالحبكة القصصية التي يقوم عليها الفيلم جيدة لكن تم استعراضها بشكل سيئ، تارة بالتطويل الممل وتارة أخرى بالتسارع المُربك، تضمنت الحبكة العديد من الالتواءات والمفاجآت المثيرة لكن في سبيل الوصول إليها تم التضحية بالكثير من التبريرات والروابط اللازمة لوضع الأحداث في سياق من المنطق.

ذو صلة

حَمَل الفيلم رسالة ضمنية جيدة وانطوى على فلسفة من شأنها أن تضفي عليه بعض العُمق وتزيده ثقلاً، لكن تم تقديمها -أو على وجه الدقة تلقينها- للمشاهد في صورة عبارات خبرية مباشرة ومتكررة ومكثفة قُرب النهاية، وبصفة عامة انصب تركيز الفيلم على استغلال مقومات نجاح الفيلمين السابقين مع محاولة الاختلاف عنهما قدر الإمكان، فبدا وكأنه حاول اجتناب بعض العثرات فلم ينتبه إلى الحُفر المُنتشرة في طريقه.

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة