فيلم Heart of Stone.. بين سخط النقاد وإعجاب الجمهور مَن كان على حق؟
12 د
تقول الكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي عن النقد: " الإنسان الذي يرفض النقد، لن يستطيع قطّ الترقي والسعي نحو الكمال".
يمكن تعريف النقد على أنه فن الغربلة، إنه الأسلوب الذي يفصّل العمل الأدبي أو الفني ويذكر محاسنه ومساوءه، وأحياناً يقدم نصائح توجه صناع العمل إلى تقديم الأفضل، لا شك أن النقد والأدب خلقا معاً ولا يكتمل أحدهما دون الآخر، إن النقد فن مستقل له نظرياته ومدارسه وأساليبه التي يُرهق بتعلمها كل دارس للأدب أو للفن.
طبعاً يُشترط بالنقد أن يكون حيادياً لا ينتقص من المبدع شيئاً أي عندما تنقد مسرحية ما فإن أي كلمة توجهها لشخصية المخرج أو لحياته تخرج من خانة النقد إلى خانة الهجوم الشخصي.
لذا فعلى الناقد دوماً الالتزام بالمهنية وتوجيه النقد دون أي انطباعات مسبقة الأمر الذي لا يحدث طيلة الوقت مع الأسف، إذ أنه وخاصة في الأعوام الأخيرة بدأ الجمهور بملاحظة أن بعض النقاد يوجهون سهامهم نحو أبطال العمل أو مخرجه أو الشركة المنتجة له فقط.
كأن بينهم ثأراً شخصياً حتى إن بعض الأفلام الأسطورية عادت للواجهة بعد عقود ليستمتع النقاد بتمزيقها فقط لأن الأفكار التي استعرضها هذا الفيلم لا تلائم الذوق الفني السائد في هوليوود حالياً.
مثلما حدث مع فيلم Gone with the wind الذي اكتشفت هوليوود ونقادها فجأة أنه فيلم عنصري بغيض وأنه عار على السينما الأمريكية، يُذكر أن الفيلم صدر عام 1939 وكان أول فيلم ملوّن في تاريخ السينما ويُعدّ من أساطير السينما في العالم بأسره، لكن هذا الفيلم العظيم ليس بطل مقالنا هذا.
في الأعوام الأخيرة ظهر موقعان متخصصان بتقييم الأفلام والمسلسلات هما IMDb و Rotten tomatoes اللذان أصبحا مرجعية لأغلب المتابعين الذين يهرعون للاطلاع على تقييم العمل قبل مشاهدته.
الفرق الوحيد بين الموقعين هو أن IMDb يتيح لأي كان وضع تقييم للفيلم، أما Rotten tomatoes فهو مخصص للنقاد الذي يبدو أن شيئاً لا يعجبهم في الآونة الأخيرة.
رغم إن أغلب الجمهور يأخذ موقفاً من الفيلم تبعاً لتقييمه دون أن يشاهدوه إلا أن بعض الأفلام تخلق انقساماً ما بين الناقد والمشاهد وهذا ما حدث مع آخر أفلام نتفليكس Heart of stone الذي لفت أنظار الجمهور وأثار إعجابهم على عكس النقاد المصرّين على أنه أسوأ عمل شاهدناه هذا العام، الأمر الذي أثار حفيظة الجمهور خاصة أن النقاد معروفون بكراهيتهم غير المبررة لأغلب أعمال نتفليكس.. فما هو الرأي الصحيح؟
سنجيب في "أراجيك فن" عن هذا السؤال بتقديم مراجعة شاملة حيادية خالية من أي تحيزات لفيلم نتفلكس الجديد Heart of stone ..
Heart of Stone
تبدأ أحداث الفيلم في جبال الألب الإيطالية حين يتم تكليف فريق تابع للمخابرات البريطانية MI6 يتكون من العملاء الميدانيين باركر، يانغ و بيلي بدعم من التقنية رايتشيل ستون بالقبض على أخطر تاجر أسلحة في العالم مولفاني.
لكن الأمور تسوء عندما يتم القبض على يانغ ويبدأ إطلاق النيران، فيهرب الفريق فوراً مخلفين رايتشيل التي سقطت على الثلوج، نكتشف بعدها أن رايتشيل ستون عميلة سرية فائقة المهارة تعمل لحساب تشارتر وهي منظمة سرية تعمل دون أي دعم حكومي أو سياسي لإحلال السلام في العالم.
تستخدم المنظمة الفائقة السرية هذه ” القلب” وهو كمبيوتر ذكاء إصطناعي يفوق أوسع خيالنا جموحاً قادر على التنبؤ بالاحتمالات وإعطاء توجيهات ناجحة لجميع العمليات.
تحمل ستون رمزاً سرياً في المنظمة هو تسعة قلوب إذ إن المنظمة تتبع أوراق اللعب لتسمية عملائها، تنجح ستون في إنقاذ رفاقها دون الكشف عن هويتها الحقيقية.
رغم أن مولفاني يقتل نفسه مما يؤدي إلى فشل المهمة الأمر الذي يثير قلق رئيستها في العمل نوماد التي ترى أن هذه الأفعال ستعرض ستون لخطر كشف غطائها، بينما تشعر ستون بالقلق هي الأخرى بعدما لمحت متسللاً يبدو عالماً بشخصيتها الحقيقية وتتعرف عليها على أنها كيا داوان يتيمة ذات عبقرية تقنية مميزة لها صلات إجرامية.
فيتوجه فريق الـ MI6 إلى لشبونة لتعقبها وهناك تعرضوا لكمين من مجموعة من المرتزقة يدفع ستون للكشف عن هويتها الحقيقية بعدما أنقذت رفاقها.
لكن الصدمة تكون من نصيبها عندما يقتل باركر صديقيهما يانغ وبيلي ويكشف نفسه أنه عميل مزدوج متحالف مع كيا لسرقة القلب انتقاماً من تشارتر الذين تركوه للموت قبل ثماني سنوات في الشيشان.
وعندما يكتشف وجود القلب في منطاد يطير فوق إفريقيا الغربية تندلع الحرب بينه وبين ستون التي لا ترغب في شيء قدر ما ترغب في إيقافه ومنعه من السيطرة على القلب الذي سيسمح له بالسيطرة على العالم.
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
توم هاربر
بطولة
متاح على
لا نهاية للمنظمات السرية في العالم
تبدأ أحداث الفيلم في جبال الألب الإيطالية حين يتم تكليف فريق تابع للمخابرات البريطانية MI6 يتكون من العملاء الميدانيين باركر، يانغ و بيلي بدعم من التقنية رايتشيل ستون بالقبض على أخطر تاجر أسلحة في العالم مولفاني.
لكن الأمور تسوء عندما يتم القبض على يانغ ويبدأ إطلاق النيران، فيهرب الفريق فوراً مخلفين رايتشيل التي سقطت على الثلوج، نكتشف بعدها أن رايتشيل ستون عميلة سرية فائقة المهارة تعمل لحساب تشارتر وهي منظمة سرية تعمل دون أي دعم حكومي أو سياسي لإحلال السلام في العالم.
تستخدم المنظمة الفائقة السرية هذه " القلب" وهو كمبيوتر ذكاء إصطناعي يفوق أوسع خيالنا جموحاً قادر على التنبؤ بالاحتمالات وإعطاء توجيهات ناجحة لجميع العمليات.
تحمل ستون رمزاً سرياً في المنظمة هو تسعة قلوب إذ إن المنظمة تتبع أوراق اللعب لتسمية عملائها، تنجح ستون في إنقاذ رفاقها دون الكشف عن هويتها الحقيقية.
رغم أن مولفاني يقتل نفسه مما يؤدي إلى فشل المهمة الأمر الذي يثير قلق رئيستها في العمل نوماد التي ترى أن هذه الأفعال ستعرض ستون لخطر كشف غطائها، بينما تشعر ستون بالقلق هي الأخرى بعدما لمحت متسللاً يبدو عالماً بشخصيتها الحقيقية وتتعرف عليها على أنها كيا داوان يتيمة ذات عبقرية تقنية مميزة لها صلات إجرامية.
فيتوجه فريق الـ MI6 إلى لشبونة لتعقبها وهناك تعرضوا لكمين من مجموعة من المرتزقة يدفع ستون للكشف عن هويتها الحقيقية بعدما أنقذت رفاقها.
لكن الصدمة تكون من نصيبها عندما يقتل باركر صديقيهما يانغ وبيلي ويكشف نفسه أنه عميل مزدوج متحالف مع كيا لسرقة القلب انتقاماً من تشارتر الذين تركوه للموت قبل ثماني سنوات في الشيشان.
وعندما يكتشف وجود القلب في منطاد يطير فوق إفريقيا الغربية تندلع الحرب بينه وبين ستون التي لا ترغب في شيء قدر ما ترغب في إيقافه ومنعه من السيطرة على القلب الذي سيسمح له بالسيطرة على العالم.
مزيج غريب من Mission impossible و العميل 007
إن كنت قد شاهدت الفيلم وأحسست أنك رأيته من قبل فلا تقلق هذه ليست ظاهرة ديجا ڤو المربكة، كل ما في الأمر أن الفيلم نسخة أخرى من مئات الأفلام المشابهة التي لم تتغير معاييرها منذ اختراع السينما، منظمة سرية عملاء شديدو البراعة والخطورة وعدو يريد السيطرة على الكوكب أو المجرة أو الأسلحة النووية وتهانينا لديك فيلم تجسس وإثارة.
لم يقدم فيلم Heart of stone أي جديد على صعيد القصة التي بدت نسخة مشوهة من آخر أفلام المهمة المستحيلة، نعم الذكاء الاصطناعي مرعب مخيف لكن بوجود قصة مميزة تدعمه، وهو الأمر الذي افتقده الفيلم يشكل محزن، إذ كانت الحبكة مفككة غريبة غير الواقعية بأي شكل، كيف يمكن لشخص أن يقفز من الطائرة ويقوم بحركات بهلوانية ويسبح في الهواء ثم يصطدم بالأرض دون أن يُصاب بأي خدش!
لم تكن هذه الثغرة الوحيدة في القصة، ثغرات كثيرة يمكن ملاحظتها في حبكة الفيلم التي كانت خليطاً غير الموفق من أفلام المهمة المستحيلة وأفلام جيمس بوند بل وحتى من سلسلة رجل المستحيل.
لقد ولّى زمن أفلام الميكروفيلم التي تُحشى في الأضراس الخلفية والمنظمات السرية التي تُخلق من العدم دون أي تبرير لتاريخها أو أخلاقية وجودها، انتهى الفيلم ولم نفهم من مؤسس تشارتر وكيف أسسها ومن أين تمتلك كل تلك السطوة والسلطة المال طالما أنها منظمة غير المدعومة حكومياً.
يبدو الأمر وكأن تشارتر خُلقت من العدم فجأة، أمًا مشاهد الأكشن فقد كانت غارقة في التقليدية بطريقة مملة، يبدو أن هناك قانوناً غير المكتوب يمنع وجود فيلم أكشن دون مطاردة سيارات مثيرة أو قتالات يدوية وركلات احترافية متقطعة لا تعلم متى انتهت أصلاً مما يطرح سؤالاً هنا، ألم يحن أوان التجديد بعد؟ يمكن حقاً خلق إثارة وتشويق بطريقة مختلفة لم تقدم منذ الثمانينات مراراً وتكراراً هذا الفيلم عبارة عن فيلم أكشن مبتذل دون أي تجديد يذكر.
أمًا من الناحية الموضوعية فقد كان الفيلم فشلاً ذريعاً أيضاً إذ حاول إدراج فلسفة الحتمية ضمن أحداثه، لكن المشكلة كانت أن هذه الفلسفة ظلت ضائعة في الفضاء ولم نر ثقلها على الشخصيات خاصة العملاء الذين يأتمرون باحتمالات القلب دون مناقشة.
لم نر إطلاقاً تأثير هذا الشيء عليهم كما أن ستون لم تتساءل إطلاقاً عن أخلاقية سيطرة تشارتر واختراقهم لخصوصية الجميع.
إلا عندما خرج من سيطرة منظمتها الأثيرة ووقع بين يدي باركر عندها فقط أصبح القلب مشكلة تهدد العالم يبدو أن عملاء تشارتر من الملائكة، ومع نهاية الفيلم اختفت هذه المعضلة الأخلاقية دون أي حل أو منطق ودون تسليط الاهتمام الكافي على مخاطر الذكاء الاصطناعي الذي تحول إلى مجرد أداة لتحريك الأحداث على عكس ما فعله Mission impossible مما جعل هذه المحاولة لإضفاء عمق فلسفي على الفيلم الثغرة الأكبر فيه.
نرشح لك: توم كروز VSالذكاء الاصطناعي.. عندما تورط المشاهدون في Mission: Impossible-Dead Reckoning Part One!
كان سيناريو الفيلم مليئاً بحوارات مفتعلة مملة وانتقالات عصبية غير المنطقية في الأحداث، رغم إن الكوميديا كانت جيدة وهذه نقطة تحسب للفيلم في الواقع كما إنه يقدم لك رحلة سياحية ممتعة دون شك حيث إن الأحداث تدور بين إيطاليا والبرتغال والصحراء طبعاً إذ إن أفضل مكان لإخفاء أي شيء في العالم هو إفريقيا دون أي مكان آخر.
لا يمتلك Heart of stone أي بصمة خاصة به يمكن أن تميزه عن الأفلام الأخرى أو على الأقل بصمة تجعله لا يبدو نسخة غريبة من أفلام جيمس بوند.
إن القصة أساس أي عمل فني ومهما كان الممثل بارعاً فإنه دون حوار جيد وقصة متينة لا يستطيع تقديم الكثير حقاً ولا يمكننا لومه على الإطلاق.
كما إن إدراج فلسفة قوية بمضمون فارغ سيؤذي الفيلم بدلاً من أن يدعمه، لقد كان لقصة الفيلم الحصة الأكبر من الانتقادات بسبب خلوها الغريب من أي جهد أو جديد كأي فيلم تجاري آخر، أصبح الوقت مناسباً لتطور قصص أفلام التجسس التي لم تتغير منذ عقود، في الواقع لم يكن الفيلم مملاً على الإطلاق لكن لو امتلك قصة وسيناريو أقوى وأمتن لربما كان واحداً من أقوى أفلام هذا العام.
شخصيات سطحية أحادية
لم يفتقد الفيلم إلى وجود الشخصيات دون شك، لكن المشكلة أن معظم هذه الشخصيات انتهى دورها قبل أن نفهم تماماً أهميتهم في القصة، اشتركت كل شخصيات الفيلم في أمر واحد السطحية إذ لم يُرهق كاتب السيناريو نفسه بإضفاء أي عمق أو تاريخ على شخصيات فيلمه التي كانت باهتة تقليدية تفوق الواقع، ويصعب حقاً أن تتعاطف معهم طالما أنك لا تستطيع تذكر أسماء أغلبهم.
جسّدت غال غادوت دور بطلة الفيلم رايتشيل ستون العميلة السرية المتخفية شديدة البراعة والتي كما يبدو جاءت إلى العالم فقط كي تركل وتلكم وتقفز من الطائرات، لم نعرف أبداً تاريخ ستون كيف انضمت إلى تشارتر أين تلقت تدريباتها كيف استطاعت أن تدخل إلى قلب الـ MI6 بهذه السهولة وهل رايتشيل ستون هو اسمها الحقيقي أصلا؟
كل ما أعطانا إياه الفيلم عن ماضي رايتشيل كان حواراً سطحياً مع كيا أنها كانت فتاة مشاغبة ذات مشاكل وأن تشارتر أنقذتها لكن دون أي تفاصيل تجعلنا نتعاطف معها.
كان أداء غادوت في الفيلم نسخة عن أدائها في سلسلة Wonder woman بلا أي تجديد سوى استبدال القوى الخارقة بالمسدسات.
تحاول غادوت إثبات نفسها كممثلة أكشن لكن وجهها الذي يفتقر إلى التعابير الإنسانية يقف عائقاً أمام أي أداء تحاول تقديمه كما يضفي نوعاً من البرود على أجواء المشهد مهما كان مثيراً، أما صوفي أوكونيدو فقد لعبت دور رئيسة ستون نوماد والتي جندتها عندما كانت في العشرين من عمرها، لماذا؟.. لا أحد يعرف السبب حقاً ولم يكترث حتى لتقديم تبرير بسيط لتاريخهما معاً واقتصر دورها على توجيه الأوامر وتنبيه ستون لا أكثر حتى إننا لم نعرف إن كان نوماد اسماً أم لقباً لها.
فيما جسدت آليا باهات النجمة الهندية دور كيا داوان العبقرية الإلكترونية، رغم محاولات آليا الصادقة لتقديم أداء جيد خاصة أنه الظهور الأول لها خارج الهند إلا أن سوء الكتابة لم يساعدها كثيراً، كشخصية ستون كانت شخصية كيا فارغة أُعطيت تاريخاً سطحياً لتبرير أفعالها لاحقاً، يصعب جداً على آليا تجاوز كل هذه التقليدية التي تُغطي الشخصية لكن وجود ملامحها البريئة كان إضافة جيدة للفيلم.
أما شرير الفيلم الذي يبدو نسخة أخرى من أشرار جايمس بوند فقد أدى دوره جايمي دورنان الذي يبدو أنه لا يريد شيئاً قدر ما يرغب في الخروج من شخصية كريستيان غراي، قدم جايمي أداء جيدا لكن شخصية ملتوية كشخصية العميل المزدوج الخائن باركر كان بحاجة إلى أداء أكثر دقة وقوة لإضفاء بعض التميز على الأقل.
وكان بودّنا التعليق على أداء جينغ لوسي بدور يانغ وبول ريدي في شخصية بيلي لكن الوقت لم يسعفهما لصياغة الشخصية حتى، إذ لم نكد نعرف من هؤلاء أصلاً حتى كان دورها قد انتهى دون أن يتركا أي تأثير من أي نوع.
لقد امتلك هذا الفيلم طاقماً تمثيلياً جيداً لكن المخرج توم هاربر لم يستطع توجيه طاقمه كما ينبغي وبقي عالقاً داخل تقليدية أفلام الإثارة دون أن يرهق نفسه بتقديم أي جديد إضافة إلى هذا، كانت الكتابة هي أبرز نقاط الضعف في هذا الفيلم.
يبدو أن الكاتب كان تحت ضغط ما يرغمه على كتابة سيناريو كامل في ثلاثة أيام مما دفعه إلى نسخ أجزاء المهمة المستحيلة وجيمس بوند وتقديم الفيلم بهذه الطريقة العبثية الخالية تماماً من أي مضمون أو تجديد على صعيد الحبكة والشخصيات التي ستكتشف عند نهاية الفيلم أنك لم تعرف أسماء أغلبها ولعل هذا هو سبب كل هذه المراجعات السلبية التي شاهدناها.
زوايا تصويرية جيدة لكن دون إضاءة
رغم الكتابة السيئة كانت الزوايا التصويرية الخاصة بالفيلم مقبولة رغم إنها أيضًا مكررة، فالمشهد الافتتاحي الذي بدأ به الفيلم رأيناه سابقاً في أفلام جيمس بوند، يبدو أن الجبال الثلجية هي أفضل مكان لالتقاط أشد مجرمي العالم خطورة.
كانت بعض المشاهد الخاصة بالفيلم جيدة حقاً خاصة عندما تتناثر الملفات الخاصة بالقلب كفقاعة هوائية عند تشغيله بطريقة تذكرنا بنظارات آبل الخاصة بالواقع الافتراضي.
رغم أننا شهدنا شيئاً مماثلاً في فيلم Minority report لتوم كروز من إخراج ستيفن سبيلبرغ بقي هذا أمراً ممتعاً بصرياً، لكن المشكلة الحقيقية كانت في الإضاءة هناك مشاهد لا تدري ما الذي تراه أمامك بالضبط من شدة الظلام لسبب غير المفهوم حقاً.
نرشح لك: فيلم Ghosted.. حينما تخطت الجاسوسية كليشيهات الرومانسية السينمائية المكررة!
كما يأخذنا الفيلم في رحلة سياحية خالية من ضغط الزمن من منتجع إيطالي فاخر إلى لندن إلى لشبونة لاحقاً السنغال وفي النهاية آيسلاند لكن الفيلم ينجح وبشكل مذهل في تصوير هذه الأماكن الخلابة بأكثر الطرق مللاً على الإطلاق.
يصعب حقاً أن تجد شيئاً إيجابياّ في هذا الفيلم الذي يبدو واضحاً أنه صُنع ليشاهد مرة واحدة ثم ينسى إلى الأبد دون أن يخطر ببالك أن تشاهده مرة أخرى وربما ستنساه تماماً بعد بضعة أيام.
النقاد VS الجمهور
إن مشكلة الناقد هي إنه يعرف أكثر من اللازم، وهي مشكلة أزلية دون شك الناقد ينظر إلى الفيلم نظرة شمولية واسعة لا يكترث إن كان ممتعاً أم مملاً ما يهمه حقًا هو القصة وزوايا التصوير والمؤثرات والموسيقى هذه التفاصيل التي لا يلتفت لها المشاهد العادي، وقد عبر بعض المتابعين عن غضبهم من النقد القاسي الذي تعرض له الفيلم الذي أعجبهم جداً ورأوا أن مراجعات النقاد كانت قاسية غير المنصفة.
هذا الفيلم ضعيف على أكثر من صعيد لكنه أثار إعجاب الجمهور لأنه فيلم خفيف خالٍ من أي تعقيد، يمكن مشاهدته للتسلية لا أكثر ففي النهاية غاية السينما الأسمى هي المتعة.
لا أحد مخطئ هنا من الطبيعي أن تختلف آراء النقاد والجمهور حول عمل ما وكلا الطرفين على حق، في نهاية المطاف يمكنك كمشاهد أن تعجب أو تكره أي عمل ترغب فيه ولا شأن لك بآراء الآخرين سواء كانوا نقاداً أو مشاهدين كما أن الناقد لن يقرر عنك إن كنت ستشاهد الفيلم أم لا؛ عمله هو تحليل العمل وتقديم رأيه الشخصي ونظرته الفنية إليك لا أكثر ولا أقل.
لذا نؤكد مرة أخرى أنك كمشاهد لست مضطراً لاتخاذ رأي أي ناقد مرجعية لك لا أحد يمكن أن يمنعك من مشاهدة ما تحب، ثم ما نفع الحياة دون بعض الاختلافات؛ نحن لا نمتلك نفس وجهات النظر بالتأكيد، وختاماً لا يمكن لنا إنكار أن الفيلم كان ممتعاً مسلياً لو لم تكن قد شاهدت شيئاً مشابهاً مئات المرات وحتى لو شاهدت هذا الشئ، أحياناً نحتاج أفلاماً خفيفة تنسينا تعقيد حياتنا لا تزيدها وفيلم Heart of stone واحد من هذه الأفلام التي تنسيك ما حولك ساعتين من الزمن.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.