فيلم Leo.. هل تستعيد “نتفليكس” شعبيتها بعيدًا عن سياسة إثارة الجدل؟
5 د
الرسوم المتحركة يمكن أن تشرح كل ما يمكن لعقل الإنسان أن يتصوره، وهذا ما يجعلها وسيلة الاتصال الأكثر تنوعًا ووضوحًا.
هذا الكلام جاء على لسان "والت ديزني" المخرج والكاتب، وصاحب شركة والت ديزني واحدة من أهم شركات وسائل الإعلام والترفيه، والتي قدمت على مدار 100 عام أهم إنتاجات أفلام الأنيميشن.
يكمن سر أفلام الرسوم المتحركة في كمية الخيال الذي يتم استحضاره، وتجسيده في مواقف حياتية مختلفة، ولو أنه عبارة عن فن يقوم على خلق عوالم جديدة، وشخصيات وجودها غير الممكن في العالم الحقيقي، أو ما تفعله لا يحدث سوى في مخيلات البشر، تمامًا كتخيلات الكتاب في هذه الصناعة. وما أجمل الحياة حينما نضفي عليها مسحة من الخيال، تجعلها ممكنة وقابلة للعيش.
فيلم "Leo" عمل Animation سينمائي جديد، يضاف إلى مكتبة نتفليكس المتنوعة، فيلم مغامرة عائلي بامتياز بعيدًا عن إنتاجات Netflix المثيرة للجدل، يجعلنا نغوص في عالم مصور جديد من عوالم الرسوم المتحركة، وعالم "ليو" السحلية الاستثنائية والحكيمة. ما قصة تلك السحلية وما هي المشاكل التي ستثيرها.. هيا لنعرف ذلك مع أراجيك فن.
Leo
هل تذكر يومًا أن طلب منك معلم الصف في يومٍ دراسي أخذ حيوانٍ ما إلى البيت، والاعتناء به كفرضٍ مدرسي؟
ربما في عالمنا العربي لم يحدث هذا، ولكن بالتأكيد قمنا جميعًا في حصة التشريح ضمن درس العلوم، بتشريح جسد ضفدع صغير، أو أرنب، أو حتى سحلية، لاكتشافها من الداخل والتعرف على أعضاء جسمها. لكن في مدارس أميركا الحالة الأولى موجودة، وهي الاهتمام بأحد حيوانات الفصل، تمامًا كما هو الحال مع طلاب المدرسة الابتدائية في فيلم “Leo”.
حيث أن أحد فصول الصف الخامس في فلوريدا، يمتلك حيوانات أليفة مختلفة، كونها لديها المقدرة على النطق. السحلية “ليو” والسلحفاة “سكويرتل”، يراقبان أطفال الفصل من خلال قفصهما الزجاجي، وتحديدًا ليو بطل الحكاية الذي يمتلك شخصية أكثر مرحًا وسلاسة، فهو أمضى عقودًا طويلة من الزمن في المكان نفسه، عاشر خلالها تلاميذ كثر. أي حياته صارت روتينية رتيبة.
ذات مرة وفي أثناء اجتماع أولياء الأمور، تحصل على معلومة كان يجهلها، وهي أن السحلية تعيش لغاية 75 سنة، هذا الخبر شكل صدمة كبيرة ومزعجة له. لأنه الأن في عامه ال 74، أي ما تبقى له من العمر سنة واحدة فقط. ليعيش ليو صراعًا ذاتيًا يدفعه للقيام بمحاولات الهرب، لكي يتثنى له قضاء شهوره الأخيرة حرًا طليقًا، ويختبر أمورًا لم تتيح له الحياة تجربتها، طوال السنوات الماضية.
جاء هذا الاكتشاف مع تغيير معلمة الفصل المحبوبة، واستبدالها بالسيدة “ماكلين” الصارمة، والتي تطلب من طلابها أن يقوم واحدًا منهم باصطحاب حيوانٍ واحدٍ، والاعتناء به خلال العطلة، وذلك من أجل تحمل المسؤولية.
الجميع يتناوب على اختيار ليو لأخذه معهم، لأنهم في أثناء ذلك يكتشفون سره، وهو قدرته على التحدث معهم. وهذا ما يجعله يرتقي لمكانة المستشار السري، وبالتالي يصير شخصية محببة أكثر من سكورتل السلحفاة.
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
روبرت ماريانيتي وروبرت سميجيل
بطولة
متاح على
قصة فيلم Leo
هل تذكر يومًا أن طلب منك معلم الصف في يومٍ دراسي أخذ حيوانٍ ما إلى البيت، والاعتناء به كفرضٍ مدرسي؟
ربما في عالمنا العربي لم يحدث هذا، ولكن بالتأكيد قمنا جميعًا في حصة التشريح ضمن درس العلوم، بتشريح جسد ضفدع صغير، أو أرنب، أو حتى سحلية، لاكتشافها من الداخل والتعرف إلى أعضاء جسمها. لكن في مدارس أميركا الحالة الأولى موجودة، وهي الاهتمام بأحد حيوانات الفصل، تمامًا كما هو الحال مع طلاب المدرسة الابتدائية في فيلم "Leo".
حيث أن أحد فصول الصف الخامس في فلوريدا، يمتلك حيوانات أليفة مختلفة، كونها لديها المقدرة على النطق. السحلية "ليو" والسلحفاة "سكويرتل"، يراقبان أطفال الفصل من خلال قفصهما الزجاجي، وتحديدًا ليو بطل الحكاية الذي يمتلك شخصية أكثر مرحًا وسلاسة، فهو أمضى عقودًا طويلة من الزمن في المكان نفسه، عاشر خلالها تلاميذ كثر؛ أي حياته صارت روتينية رتيبة.
ذات مرة وفي أثناء اجتماع أولياء الأمور، تحصل على معلومة كان يجهلها، وهي أن السحلية تعيش لغاية 75 سنة، هذا الخبر شكل صدمة كبيرة ومزعجة له. لأنه الاَن في عامه الـ 74؛ أي ما تبقى له من العمر سنة واحدة فقط. ليعيش ليو صراعًا ذاتيًا يدفعه للقيام بمحاولات الهرب، لكي يتثنى له قضاء شهوره الأخيرة حرًا طليقًا، ويختبر أمورًا لم تتيح له الحياة تجربتها، طوال السنوات الماضية.
جاء هذا الاكتشاف مع تغيير معلمة الفصل المحبوبة، واستبدالها بالسيدة "ماكلين" الصارمة، والتي تطلب من طلابها أن يقوم واحدًا منهم باصطحاب حيوانٍ واحدٍ، والاعتناء به خلال العطلة، وذلك من أجل تحمل المسؤولية.
الجميع يتناوب على اختيار ليو لأخذه معهم، لأنهم في أثناء ذلك يكتشفون سره، وهو قدرته على التحدث معهم. وهذا ما يجعله يرتقي لمكانة المستشار السري، وبالتالي يصير شخصية محببة أكثر من سكورتل السلحفاة.
متعة أوجدها الخيال
جمهور الأنيميشن كبير ومتنوع، لا يقتصر فقط على الأطفال، حيث يشكل الكبار نسبة كبيرة من رواد هذا النوع من الفن. وفن الرسوم المتحركة لا حدود له مع الخيال، يعمل على تنمية قدرات الأطفال العقلية والمعرفية، أمّا الكبار هو بمثابة ملاذ آمن للفرار من الواقع، والعودة إلى الماضي، غير أنها تحقق الابتسامة والترفيه.
وفيلم "Leo" من شبكة "Netflix"، يحقق خاصية المتعة، ويقدم مواضيع تثقيفية توعوية مهمة. عَبر ليو الصديق اللطيف، والذي بتعاقب السنين وتتابع الأحداث، ومعاشرة أجيال مختلفة (وإن تشابهت الأجيال)، جنى ما في الحياة من خبرات ومعارف.
مساعي ليو في الهرب في أثناء رحلاته الأسبوعية إلى منازل الطلاب، كانت دومًا تبوء بالفشل، ففي كل مرة يحدث شيء يمنعه عن ذلك. حيث يجد نفسه يعمل كخبير اجتماعي، يقدم نصائح عن الحياة لطلاب الصف الخامس.
يجد ليو أصدقاءه في الفصل بحاجةٍ للدعم والتوجيه، أطفال يحتاجون من يطبطب على جراحهم، ويستمع إليهم، لمساعدتهم على مواجهة مخاوفهم.
في البداية لم تكن دوافع ليو خيّرة بالمطلق، أراد أن يحمي سره وأن يظن كل طفل أن هناك ما يميزه، ولكن دومًا الأمور تتغير في النهاية. حينما نكتشف أنه يوجد للحياة معانٍ أسمى، تتبدل الأهداف والاتجاهات لجعل حياتنا أكثر رضا.
الرسوم في الفيلم مليئة بالسحر والحياة، وما جعل كل شيء يشعرك بأنه حقيقي، هو تصميم وكتابة الشخصيات المتنوعة والمختلفة، والتي صادف وعايشتها أنت كمشاهد كلها في الحياة، أيضًا الحبكة مسلية وبها تقلبات جيدة ومضحكة أحيانًا.
لكن ما يزعجك في العمل هو المقطوعات الموسيقية، والأصوات الغنائية، ما أثر على نغمة العمل، إلا أن اللغة العاطفية التي تبناها الفيلم خلقت توازنًا جيدًا.
ما الذي يجمع بين "ليو" و"بوس"؟
"تقدير الحياة" هو ما يجمع بين فيلم "Leo" وفيلم "Puss in Boots: The Last Wish"، ولكن كل واحدٍ بطريقته وحكايته الخاصة.
فيلم "القط ذو الحذاء: الأمنية الأخيرة"، يتتبع حكاية القط "بوس" والذي فقد حيواته الثمانية نتيجة مغامراته المتهورة، وعدم تقديره لمعنى الحياة، ولديه الاَن روح واحدة، لذلك يشرع في مهمة البحث عن "نجمة الأمنيات"، التي بإمكانها مساعدته في استعادة حيواته التسعة.
يتميز الفيلمان برسوم متحركة مذهلة، وصور نابضة بالحياة وحيوية، والنكات الجيدة، لكن حكاية فيلم Puss in Boots: The Last Wish، أكثر عمقًا وتعتمد على تسلسلات الحركة، على الرغم من أن فيلم Leo يركز على النصائح التربوية التي تعزز قيم المجتمع والثقة بالنفس، لكنه مليء بالعاطفة والدفء والتلقين، ولكن هذا لا يجعله مملًا، لأن ذلك تم بأسلوب عاطفي محبب.
ومن السلبيات التي يشترك فيها العملان، أنهما لا يحافظان على وتيرة واحدة؛ ما يحدث فرقًا في عملية السرد القصصي؛ لكنهما يركزان على أهمية الحياة وقيمتها، وقبول الذات وتقبل بعض الأمور التي لا مفر منها، ومعرفة التحايل على بعض الظروف والحالات لننعم بعيشٍ أفضل؛ خصوصًا ليو الذي يركز بشدة على أهمية الصداقة والعائلة.
ويبقى السؤال الأخير لك عزيزي القارئ؛ ما رأيك بالرسائل التوعوية التي تقدمها أفلام الأنيميشن؟، وهل تختار الفيلم على هذا الأساس لمشاهدته؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.