تريند 🔥

📱هواتف

كيف أنقذت البنوة فيلم Love at First Sight من الوقوع في فخ الابتذال؟

كيف أنقذت البنوة فيلم Love at First Sight من الوقوع في فخ الابتذال؟
ساندي ليلى
ساندي ليلى

11 د

تقول الكاتبة فاطمة رحيم : "لا أبحث عن سبب تورطي فيك، أحب شعور قلبي وهو ينسكب وأنا أتحدث عنك".. الحب، ذلك الشعور المعقد الذي يغير حياتنا ويرصف طريق قدرنا في لحظة، لقرون حاول الإنسان تحليل الحب وكيفية حدوثه.

قالوا أنه قدر مكتوب وقالوا أنه تفاعل كيميائي في الدماغ وقالوا أنه لعنة تصيب صاحبها في مقتل، لا إجابة واحدة عن ماهية الحب، لقد صنع الحب حضارات ودمرها ونسج قصصاً رائعة لا تزال خالدة بعد قرون من فناء أبطالها كقصة أنتونيو وكليوباترا الملحمية التي تحولت إلى رمز أسطوري للحب.

منذ أن خُلقت السينما كان للحب حصة كبيرة بها، ما أكثر الأفلام الرومانسية التي تروي قصصاً لطيفة تتنوع ما بين النهاية السعيدة وتلك التي تجعلك تذرف دموعك حزناً وألماً بسببها، لقد تحول بعض نجوم السينما إلى رموز للرومانسية وأصبحت أفلامهم مرجعية لأولئك الراغبين في قصص الحب الأسطورية كجوليا روبرتس ووريتشارد غير وطبعًا لا ننسى نجمة التسعينات الجميلة ميغ رايان التي كانت معشوقة الشباب ذلك الحين.

ولا تزال حتى يومنا هذا رمزاً حقيقياً لتلك الفترة الجميلة التي نفتقد رومانسيتها بشدة في أيامنا المقيدة بوسائل التواصل الاجتماعي وهواتفنا الذكية، منذ أعوام لم نشاهد فيلماً رومانسياً حقيقياً يجعلنا متلهفين لإيجاد نصفنا الآخر يبدو أن كتّاب الأفلام يجدون كتابة النهاية البائسة أسهل وأقرب للمشاهد المغرم بالدراما والبؤس.

لكننا أحياناً نحتاج مَن يذكرنا بروعة الحب وجماله وأهميته، ويبدو أن نتفليكس التي تشهد فترة نجاحات ذهبية في الأشهر الأخيرة رأت أن من واجبها تقديم فيلم رومانسي لطيف نودع به الصيف الدافئ المفعم بالآمال.

إنه فيلم Love at first sight الذي استطاع بعد أيام قليلة من عرضه أن يحتل قوائم المشاهدة وقلوب المشاهدين على حد سواء محققاً نجاحاً نقدياً كبيراً، لا ريب أنك تتساءل؛ ما الذي يميز هذا الفيلم عن سائر الأفلام الرومانسية الأخرى؟ وكيف نجا من فخ الابتذال والتكرار؟ سنجيب عن تساؤلاتك هذه وأكثر في مراجعتنا الخاصة بالفيلم هنا في "أراجيك فن"، فلننطلق في رحلتنا الرومانسية معاً.

love at first sight
6.9/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Love at First Sight

تؤكد لنا راوية الأحداث هذه الحقيقة منذ البداية الحب ليس أمراً نختاره بإرادتنا إنه قدر يجمعنا في لحظة محددة، تبدأ أحداث الفيلم في مطار جون ف كينيدي المزدحم بشدة حيث نتعرف على هادلي سوليفان ذات العشرين عاماً والتي تفوّت رحلتها إلى لندن لحضور زفاف أبيها بسبب ازدحام المطار.

تجد هادلي رحلة أخرى في درجة رجال الأعمال فتضطر لحجزها كي تصل إلى الزفاف في الوقت المناسب، كعادة هادلي تفرغ بطارية هاتفها فتبحث عن منفذ شحن لتلتقي صدفة بأوليفر جونز البريطاني ذو ال22 عاماً وطالب الرياضيات والإحصاء في ييل، تنسجم هادلي مع أوليفر بسرعة.

لكن وبسبب نشوئها في عائلة مفككة بعد طلاق أبويها وإضطراب علاقتها مع أبيها الذي سيتزوج امرأة لم تلتقها قبلاً لتبني جداراً فورياً بينها وبين أوليفر الذي وعلى عكسها نشأ في عائلة محبة متماسكة لكنه يكره كل أنواع المفاجآت بسبب صدمة حياته الأقسى عندما علم بمرض والدته بالسرطان.

 يفترق الاثنان عند الصعود إلى الطائرة لكن يبدو أن القدر يرغب وبشدة في جمعهما إذ يتعطل حزام الأمان في مقعد أوليفر والمقعد الوحيد المتاح في الطائرة هو المجاور لهادلي، خلال سبع ساعات هي رحلة الطائرة ينسجم الاثنان معاً ويكتشفان الكثير من القواسم المشتركة فيما بينهما وتنفتح هادلي لأوليفر وتفصح له عن حقيقة علاقتها مع أبيها الذي شعرت أنه خذلها عندما طلّق أمها وانتقل إلى بلد جديد وعلى وشك بدء حياة جديدة مما يشعرها أن لا مكان لها في حياته بعد الآن.

 يشجع أوليفر هادلي على حضور الزفاف وإعطاء أبيها فرصة أخرى ويخبرها أنه ذاهب إلى لندن لحضور حفل تأبين، يفترق الاثنان عند الهبوط من الطائرة وتضيّع هادلي رقم أوليفر بعد أن سقط هاتفها منها.

فتذهب حزينة إلى حفل الزفاف فيما يذهب أوليفر إلى حفل تأبين أمه التي استسلمت للسرطان وقررت أن تقيم حفل تأبين لها وهي على قيد الحياة كي تسمع كل ما سيقوله محبوها عنها قبل رحيلها، مع تقدم الأحداث يمكنك أن تستنتج أن الراوية هي القدر وأنها تدفع الظروف كي ينتهي هذان الاثنان معاً ومساعدة بعضهما البعض على تجاوز العثرات والمحن معًا والبدء من جديد، وتستمر أحداث الفيلم الدرامية المؤثرة المغلفة بقليل من الكوميديا اللطيفة في سرد قصة هذين الغريبين اللذين جمعهما القدر في لحظة غفلة.

رغم أن العنوان الخاص بالفيلم غارق في التقليدية إلا أن قصته وطريقة تقديمها كانت مميزة جداً وحملت تلك الأجواء الرائعة الرومانسية التي نشتاق ونفتقد إليها منذ زمن طويل.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    فانيسا كاسويل

بطولة

بن هاردي،
هالي لو ريتشاردسون،
جميلة جميل

النوع

دراما،

متاح على

netflix_url

ليست عن الحب.. إنها قصة القدر!

من الواضح بالنسبة لي الآن أنني كنت أتحرك نحوك وأنت نحوي لفترة طويلة، رغم أن أياً منا لم يكن على علم بالآخر قبل أن نلتقي، إلا أن هناك نوعاً من اليقين الطائش دائماً ما كان يتخبط بسرور تحت جهلنا وهو يضمن أننا سنجتمع معاً

(The bridges of Madison County-1995)

تؤكد لنا راوية الأحداث هذه الحقيقة منذ البداية الحب ليس أمراً نختاره بإرادتنا إنه قدر يجمعنا في لحظة محددة، تبدأ أحداث الفيلم في مطار جون ف كينيدي المزدحم بشدة حيث نتعرف إلى هادلي سوليفان ذات العشرين عاماً والتي تفوّت رحلتها إلى لندن لحضور زفاف أبيها بسبب ازدحام المطار.

تجد هادلي رحلة أخرى في درجة رجال الأعمال فتضطر لحجزها كي تصل إلى الزفاف في الوقت المناسب، كعادة هادلي تفرغ بطارية هاتفها فتبحث عن منفذ شحن لتلتقي صدفة بأوليفر جونز البريطاني ذي ال22 عاماً وطالب الرياضيات والإحصاء في ييل، تنسجم هادلي مع أوليفر بسرعة.

لكن وبسبب نشوئها في عائلة مفككة بعد طلاق أبويها واضطراب علاقتها مع أبيها الذي سيتزوج امرأة لم تلتقها قبلاً لتبني جداراً فورياً بينها وبين أوليفر الذي وعلى عكسها نشأ في عائلة محبة متماسكة لكنه يكره كل أنواع المفاجآت بسبب صدمة حياته الأقسى عندما علم بمرض والدته بالسرطان.

 يفترق الاثنان عند الصعود إلى الطائرة لكن يبدو أن القدر يرغب وبشدة في جمعهما إذ يتعطل حزام الأمان في مقعد أوليفر والمقعد الوحيد المتاح في الطائرة هو المجاور لهادلي، خلال سبع ساعات هي رحلة الطائرة ينسجم الاثنان معاً ويكتشفان الكثير من القواسم المشتركة فيما بينهما وتنفتح هادلي لأوليفر وتفصح له عن حقيقة علاقتها مع أبيها الذي شعرت أنه خذلها عندما طلّق أمها وانتقل إلى بلد جديد وعلى وشك بدء حياة جديدة مما يشعرها أن لا مكان لها في حياته بعد الآن.

 يشجع أوليفر هادلي على حضور الزفاف وإعطاء أبيها فرصة أخرى ويخبرها أنه ذاهب إلى لندن لحضور حفل تأبين، يفترق الاثنان عند الهبوط من الطائرة وتضيّع هادلي رقم أوليفر بعد أن سقط هاتفها منها.

فتذهب حزينة إلى حفل الزفاف فيما يذهب أوليفر إلى حفل تأبين أمه التي استسلمت للسرطان وقررت أن تقيم حفل تأبين لها وهي على قيد الحياة كي تسمع كل ما سيقوله محبوها عنها قبل رحيلها، مع تقدم الأحداث يمكنك أن تستنتج أن الراوية تمثل القدر وأنها تدفع الظروف كي ينتهي هذان الاثنان معاً، وتستمر أحداث الفيلم الدرامية المؤثرة المغلفة بقليل من الكوميديا اللطيفة في سرد قصة هذين الغريبين اللذين جمعهما القدر في لحظة غفلة.

رغم أن العنوان الخاص بالفيلم غارق في التقليدية إلا أن قصته وطريقة تقديمها كانت مميزة جداً وحملت تلك الأجواء الرائعة الرومانسية التي نشتاق ونفتقد إليها منذ زمن طويل.


نحن حصاد ما زرعه آباؤنا

هذا الفكرة سخيفة، فكرة أننا لا نستطيع أن نكتمل إلا مع شخص آخر هي فكرة شريرة، أليس كذلك؟ 

(Before sunrise-2004)

تقع أغلب الأفلام الرومانسية الحديثة في فخ الابتذال والملل بسبب تسطيح الشخصيات أي أن السيناريو لا يكترث بمنح الشخصية أبعاداً نفسية وتاريخاً أسرياً من أي نوع.

وهو ما اهتم به فيلم Love at first sight فالشخصيتان الرئيسيتان هادلي وأوليفر امتلكا تاريخاً وخلفية قوية بررت شخصية كل منهما والأهم أنها مكنتنا من الانسجام والتعاطف معهما، ركز الفيلم على فكرة الأبوة والبنوة وكيف يؤثر الأبوان على شخصية أطفالهم من خلال عرض التناقض بين هادلي وأوليفر.

لأعوام كان والد هادلي بطلها الأوحد وأقرب شخص إليها لكنها صدمت وبشدة عندما افترق عنها وعن أمها وهاجر إلى بريطانيا مما جعلها شخصاً متشككاً حذراً قليل الثقة بنفسه وبالآخرين، وهو ما لاحظناه من تعامل هادلي الأولي مع أوليفر ورفضها الفوري محاولاته للتقرب منها.

كما اتضح الفراغ العاطفي الذي أنشأه طلاق والديها بوضوح أكثر عندما تخبر أوليفر عن رفضها لفكرة حفلات الزفاف وكل تلك المظاهر الاجتماعية وأن الحب بالنسبة لها هو شخص يمسك يدها عندما تقسو الحياة عليها.

لم يكن أوليفر أفضل حالاً من هادلي إذ رغم كونه طفلاً نشأ في منزل متماسك مفعم بالفرح والحب إلا أن صدمة مرض أمه خلقت فجوة واسعة في روحه وأصبح شخصاً محكوماً بالإحصاءات عاجزاً عن إتمام علاقة صحية لأن 50% من الزيجات تنتهي بالطلاق.

مما يجعله متردداً في اتخاذ خطوة حقيقية في حياته خائفاً على الدوام مما قد تحمله الحياة من مفاجآت يعجز عقله الرياضي الإحصائي عن التنبؤ بها، مما دفعه إلى التهرب من إفصاح مشاعره طيلة حياته حتى في حفل تأبين أمه التي لم يفهم رفضها لتلقي العلاج.

لم يكن فيلم Love at first sight مجرد قصة حب بين غريبين يربطهما القدر كما حدث في الثلاثية الرومانسية الرائعة Before إنها قصة عن الحياة والقدر والحب والتأثير الهائل الذي يتركه الآباء في نفوس أطفالهم دون أن يدركوا هذا، إن هادلي مثال قوي على الطفل الواقع ضحية الطلاق، أمًا أوليفر فهو ضحية أيضاً لكن لقدرية الحياة.

نحن حصاد ما يزرعه آباؤنا وأطفالنا سيكونون حصاد ما سنزرعه نحن إنها دورة لا نهائية ولا يسعنا إلا أن نحاول أن نحسن ما نزرع كي لا يحصد أبناؤنا الألم والمعاناة والعقد النفسية العاطفية.


رومانسية منسية

أتصل بالإنترنت وتحتبس أنفاسي في صدري حتى أسمع ثلاث كلمات صغيرة، لديك بريد، لا أسمع أي شيء آخر ولا حتى الأصوات في شوراع نيويورك، فقط نبضات قلبي 

(You've got a mail-1998)

لا شك أن الفترة من 1990-2010 كانت الفترة الذهبية للأفلام الرومانسية الرائعة، لقد شهدت تلك الأعوام مجموعة واسعة من الأفلام الرومانسية الأسطورية التي خلدت في ذاكرة وقلب كل من شاهدها نذكر منها Sleepless in Seattle و Runaway bride و 10 things I hate about you وغيرها الكثير 

 لقد كانت الحياة أكثر بساطة وسهولة والحب أنقى وأعذب وكانت تعج بالاحتمالات أيضاً حينها امتلك كتّاب السيناريو مخزوناً واسعاً من القصص الجميلة التي تجمع بين غرباء متنافرين يقعون في الحب دون سابق إنذار.

لكن الحياة تغيرت وغدت أكثر تعقيداً وصعوبة وأصبحت حياتنا رهن وسائل التواصل الاجتماعي التي تجعلك أشبه بكتاب مفتوح مشرّع أمام أي كان.

لقد افتقدنا لذة استكشاف الشخص الآخر تماماً لم يعد الغموض المثير أمراً موجوداً ولا ريب أن هذا التغير طال السينما وقصصها إذ أنه وفي الأعوام الأخيرة تحولت الأفلام الرومانسية من قصص حب مميزة مبتكرة إلى نسخ كربونية من بعضها البعض لا فرق بينها سوى نوعية العوائق التي ستؤدي إلى الفراق والانفصال.

كأن الاستمرار والحب لهما تاريخ صلاحية قصير المدى لا بد أن ينتهي حتى أن كتّاب هذه الأفلام تفننوا في خلق الخلافات والمشاكل التي تؤدي إلى فراق يذرف الدموع، في الحقيقة أصبح الكتّاب في مأزق حقيقي.

لقد أصبح من العسير عليهم ابتكار مواقف رومانسية جذابة مقنعة للمشاهد الذي رأى كل شيء وسئم الرومانسية المبتذلة فمثلاً ما الذي قد يدفع البطل للجري في المطار كي يعلن حبه للبطلة سيظنه الناس مجنوناً أو مختلفاً بلا شك لقد أصبحت هذه المواقف قديمة فنى عليها الزمن ولا بد من التجديد وتقديم رومانسية مقنعة أكثر واقعية وصدقاً 

لكن الحب من النظرة الأولى كان شيئاً مختلفاً دون شك، كان بإمكاننا استشعار تلك الرومانسية العذبة التي افتقدنا وجودها طويلاً منذ أول مشهد إنه سحر سلسلة الصدف التي تؤدي بطريقة قدرية إلى لقاء حتمي.

استطاع الفيلم أن يتفادى الوقوع في فخ وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة ذكية هي جعل البطلة هادلي خرقاء لدرجة أنها لا تذكر أبداً شحن هاتفها، كما استطاع صناع العمل تجنب فخ التكرار والابتذال عبر سرد القصة بطريقة حكائية والتركيز على أن كل ما يحدث هو بفعل القدر لا أكثر مما جعل مشاهدة الفيلم متعة حقيقية.


لا يوجد عمر محدد للحب

لكن غالباً أنا أكره الطريقة التي لا أكرهك بها، ولا حتى بشكل قريب، ولا حتى قليلاً ولا حتى على الإطلاق.

(10 things I hate about you-1999)

يفترض أغلب الناس أن هناك عمراً معيناً يُسمح لك فيه أن تقع في الحب ولو لم تجده آنذاك عليك أن تقتنع أنك ستبقى وحيداً للأبد، هذا التفكير سخيف بقدر ما هو خاطئ لا يوجد عمر محدد كي تجد الحب يمكنك إيجاده في أي مكان وفي أي عمر أنت لست في سباق 

من المؤسف أن أغلب الأفلام الرومانسية الحديثة تستعرض قصص حب المراهقين والشباب فقط كمحاولة لجذب انتباههم كمشاهدين.

رغم أن فيلم Love at first sight يعرض أيضاً قصة حب بين شابين جميلين لطيفين إلا أنه نجح تسليط الضوء على أنواع أخرى من العلاقات الرومانسية في مراحل عمرية أكبر بنفس الطريقة الساحرة التي قدم بها قصة أوليفر وهادلي.

لقد كان والدا أوليفر نموذجاً عن الزوجين اللذين لا يقلل الزمن من الحب الذي جمعهما لقد احترم زوج تيسا قرارها بالاستسلام للسرطان ودعمها في حفل تأبينها الخاص ونجح الثنائي رغم ظهورهما القليل في إثارة إعجابنا وتعاطفنا كمثال عن الزواج الصحي الناجح.

أمًا والد هادلي أندرو فقد وجد حبه الحقيقي مع شارلوت البريطانية بعد أن تخلى عن زوجته في أمريكا والتي وصل معها لطريق مسدود واستطاع الحفاظ على علاقة مميزة مع ابنته ولم يتخل عنها رغم أنه بدأ حياة جديدة ووجد الحب والسعادة الحقيقين أخيراً بعدما ظن أنه خسر فرصته نهائياً.

لقد قدم هذا العمل قصصاً متنوعة مختلفة لعلاقات مميزة من كافة الأعمار ولم يركز فقط على بدايات الحب بين أوليفر وهادلي الرائعة، لقد ركز على حقيقة أن الحب لا عمر له ولا زمن، أحياناً نحتاج لما يذكرنا بجمال الحب وأنه ليس سباقاً محصوراً في عمر محدد وقد قدمه ببراعة مطلقة.

إضافة إلى هذا فقد حمل الفيلم جرعة مميزة من الدراما المميزة والرومانسية المغلفة بأسلوب كوميدي رائع، لقد كان هذا المزيج المتقن هو المساهم الأهم في حماية الفيلم من الابتذال والانسياق وراء كليشيهات الأفلام الرومانسية الحديثة وجعل الفيلم أبرز أفلام هذا الصيف وعودة حقيقية لرومانسية خالية من الهواتف الذكية والرسائل النصية.


تفاعل جماهيري ونقدي

القدر هو شيء اخترعناه لأننا لا نستطيع تحمل حقيقة أن كل ما يحدث هو أمر عرضي 

(Sleepless in Seattle -1993)

لا شك أن أهم عنصر في أي عمل هو طاقم التمثيل الذي سيقوم بتجسيد القصة والرؤية الإخراجية وقد نجح Love at first sight في امتلاك طاقم عمل مميز حيث استطعنا ملاحظة الكيمياء والانسجام الفوري بين بن هاردي وهالي لو ريتشاردسون منذ المشهد الأول.

إن هذا أهم عنصر في أي عمل رومانسي لقد نجح الشابان في تقديم أداء مميز أضاف الكثير إلى الفيلم خاصة هالي ريتشاردسون التي نجحت في تجسيد الإضطراب والتشتت الذي ميز شخصية هادلي أما بن هاردي فقد كان راقياً هادئاً حتى في انفعالاته وهو ما يميز شخصية أوليفر الذي يعيش حياته قلقاً مما قد تحمله الحياة من صدمات.

رغم قلة شخصيات الفيلم إلا أنها كانت أكثر من كافية وهذا الأمر منح الأبطال المساحة الكافية لإظهار أنفسهم وتأدية أدوارهم دون أي ضغط كان، كما أن مدة عرض الفيلم البالغة 90 دقيقة كانت مناسبة تماماً لأحداث الفيلم دون وجود تمطيط أو تطويل من أي نوع وهي نقطة تحسب للفيلم دون شك.

يبدو أن العام هو عام نتفليكس التي لا تزال تستمتع بالنجاح الساحق الذي حققه ويحققه مسلسل ون بيس الواقعي ويبدو أن الفيلم سينضم إلى قائمة نجاحاتها حيث حقق نسب مشاهدات عالية وأصبح حديث الساعة على كافة وسائل التواصل الاجتماعي.

نرشح لك:  بعد مطالبات الجماهير.. “نتفليكس” تحسم موقفها من تقديم موسم جديد لمسلسل One Piece!

لا يقتصر هذا الإعجاب على الجمهور فقط إذ أن النقاد الذين لا يعجبهم شيء هذه الأيام وقعوا في سحر الفيلم الذي نال إشادات نقدية واعتبره الكثير من النقاد عودة قوية للأفلام الرومانسية، حيث نال الفيلم 6.9\10 على موقع IMDb أمًا موقع Rotten Tomatoes.

ذو صلة

فقد منحه تقييما عالياً بلغ 75% وهو تقييم مذهل بالنسبة لفيلم رومانسي حديث خاصة أن الفترة الأخيرة شهدت تقييمات وانتقادات محبطة جداً من قبل النقاد تجاه أعمال كثيرة.

لقد نجح Love at first sight نجح في فرض نفسه كفيلم مميز مختلف عن أي فيلم آخر، ورغم أن بعض النقاد وجد الحبكة غارقة في الخيال وأن الفيلم ركز قصته على سلسلة غير المنطقية من المصادفات إلا أن الانطباع العام كان أن هذا الفيلم عمل ممتع أعاد لنا ذكريات أفلام التسعينات الرومانسية التي نشتاق حقًا لرؤية سحرها مجدداً على الشاشة ويحدونا الأمل الآن في ظهور المزيد من الأفلام الرومانسية التي تجعلنا ممتنين لوجود الحب في حياتنا.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة