أفلام ومسلسلات تجري أحداثها في قاعات المحاكم

ما زلنا في تجميعنا لأفضل الترشيحات من شتى تصنيفات وفروع الأفلام والمسلسلات للاستعانة على ملل الحجر المنزلي وكآبة الجو المخيم على العالم، واليوم نتوقف مع قائمة أعمال دراما قانونية أو دراما قاعة المحكمة.

قد يبدو للوهلة الأولى أن النوع لا يبعث على الإثارة وهذا غير صحيح، فأنت لا تحتاج إلى خبرة قانونية لمتابعة هذه الأعمال إذ هي مبسطة بما يكفي للمشاهد العادي، والأهم أنها تضيف إلى الجانب القانوني سياقات غموض وجريمة ودراما وتحليل نفسي تخرجه عن الجانب التخصصي.

في هذه القائمة تجد أعمالًا سمعت عنها سابقًا بالتأكيد وأخرى ليست بالشهرة الكبيرة. حاولت تنويعها بين مختلف الفترات الزمنية وأنواع التصنيف، وأتمنى أن تجد من بينها ما يثير حماستك.

ديزني في ورطة قانونية تُدخلها دهاليز المحاكم بتهمة انتهاك حقوق النشر

“ماثيو ماكونهي” له نوع من التبختر ليس لأي أحد آخر في هوليوود، ما يجعله تقريبًا الممثل الوحيد المناسب لدور كهذا فيمن أعرف. الفيلم الذي حقق إيرادات تزيد على ضعف ميزانيته يحكي عن محام يتخذ من سيارته مكتبًا له، يتولى الدفاع عن متهم بالقتل في قضية لا تفتأ تكشف أسرارها ومفاجآتها وتعرضه للخطر أكثر وأكثر. الفيلم مقتبس عن رواية للكاتب الأمريكي الشهير “مايكل كونلي”، وهو الرجل صاحب سلسلة كتب المحقق “هاري بوش” التي اقتبس عنها مسلسل أمازون الأطول من حيث عدد المواسم “Bosch”، والذي صدر موسمه السادس قبل أسابيع. كما اقتبس له فيلم “كلينت إيستوود” المسمى “Blood work”. هناك كلام عن جزء ثان من “The Lincoln Lawyer” لكن لا تأكيد حتى اللحظة. نلتقي في الفيلم وجوهًا أخرى مألوفة مثل “مايكل بينا” و”براين كرانستون” و”ماريسا تومي” الفائزة بالأوسكار والمعروفة بدورها في فيلمي “سبايدر مان” الأخيرين.

في جو مُقبض، وبأداء بديع من “جيسيكا شاستاين” التي حملت الفيلم على عاتقيها وتلقت لأجل ذلك ترشيحًا لجائزة جولدن جلوب، يحكي هذا الفيلم المميز قصة محامية تترك شركتها لتتولى حملة سياسية متصلة بتشريع حمل الأسلحة في أمريكا. تبدو القصة غير جذابة والحق أن بداية الفيلم قد تسبب الإرباك للمشاهد، لكن متابعته حتى نهايته تظهر أنه لا يكف عن تطوير القصة والشخصيات والأحداث. الفيلم -مع جانبه السياسي المتصل بمسألة الأسلحة والذي أدى إلى عدم تحقيقه الإيرادات المطلوبة- دراسة نفسية في غاية التركيز لشخصية الآنسة “سلون” المليئة بالتطرفات. نقابل فيه أيضًا الممثل الشهير “جون ليثجو” و”مارك سترونج”.

مخرجون في ساحات المحاكم بسبب أعمالهم السينمائية

أمازون مليئة بالمسلسلات الحصرية الممتازة وهذا العمل واحد من بينها بلا ريب. صدر منه 24 حلقة مقسمة بالتساوي على ثلاثة مواسم قبل أن يتم تجديده لرابع. المسلسل من بطولة الممثل الكبير صاحب الأوسكار “بيلي بوب ثورنتون”، والذي نال جائزة جولدن جلوب عن تجسيده لدوره في المسلسل، حيث يلعب دور محام ساع للانتقام يتولى قضية ضد شركته القديمة التي فصلته.

سلسلة قصيرة من سلاسل HBO الكلاسيكية. يقوم ببطولة العمل الممثل البريطاني الباكستاني “ريز أحمد” الحائز عن دوره هذا على جائزة إيمي وترشيح جولدن جلوب، وفيه يجسد دور شاب مسلم يقبض عليه بتهمة قتل. ليس بمسلسل غموض عادي بل هو استكشاف دقيق لنظام العدالة الأمريكي المعيب من جوانبه كلها، كما أنه يسلط الضوء على صعوبة اندماج الغرباء في المجتمع الأمريكي وتفاصيل هذه العملية، وأخيرًا نظرة على جو السجن وتأثيره على ساكنيه. العمل الحاصل على ثلاثة ترشيحات لجولدن جلوب وعدد من جوائز إيمي يأتي في ثمان حلقات طويلة ليست مناسبة لمن يحبون القصص المريحة ذوات النهايات السهلة. نقابل في المسلسل “مايكل كينيث وليامز” المعروف بدوره الأيقوني في “The wire”.

من الممتع دومًا رؤية “روبرت داوني جونيور” سواء داخل بدلة أيرون مان المعدنية أو خارجها. هذا الفيلم الذي حقق عالميا 84 مليونًا من الدولارات وتلقى ترشيحًا للأوسكار، يحكي قصة محام مرموق يعود إلى مسقط رأسه وعائلته التي هجرها ليدافع عن أبيه القاضي الكبير المتهم بجريمة قتل، والذي أجاد تجسيد دوره الممثل الكبير -الفائز بجائزة أوسكار من بين سبعة ترشيحات- “روبرت دوفال”. مع المحاكمة التي هي صلب الفيلم، نشاهد دراما عائلية ثقيلة الوطء عن علاقة الابن بأبيه وما كان بينهما في الماضي والروابط المعقدة بين العائلة كلها. نلتقي بممثلين آخرين مهمين مثل “فيرا فارميجا” المعروفة بأدوار الرعب و”بيلي بوب ثورنتون” و”فينسنت دونوفريو” من مسلسل “Daredevil”.

توقع من هذا المسلسل ما تتوقعه بالضبط من مسلسل نموذجي مصدره شبكة CBS. صدر من هذا العمل كبير الشعبية 87 حلقة على أربعة مواسم وتم تجديده لخامس يصدر العام القادم غالبًا، وهو يحكي عن محام ذكي ومتهور وذي جاذبية، يتعامل مع قضاياه بخليط من علم النفس والحدس البشري والاستعانة بفريق من الخبراء يمده بالمعلومات، في قالب مائل للفكاهة.

“ديفيد تينانت” ممثل اسكتلندي معروف بدوره الأهم في “Broadchurch” وظهوره في الموسم الأول من “Jessica Jones”، وهو هنا يؤدي دور محام بارع لم يخسر قضية قط، توكل إليه مهمة الدفاع عن متهم في جريمة قتل مفزعة. العمل محبوك بعناية ولا يخلو من تغيرات غير متوقعة في الأحداث. وهو مسلسل بريطاني قصير من ثلاث ساعات على ثلاث حلقات ستشاهدها كلها في جلسة بلا شك.

في حالة لم تكن شاهدت هذ الفيلم المهم بعد، فهو عمل كلاسيكي تلقى أربعة ترشيحات للأوسكار وحقق عالميًّا ما يزيد على 240 مليون دولار. فيلم كامل من كل زواياه: من زاوية القصة المحركة للفضول التي تبدأ باقتحام رجلين لغرفة شخص نائم والبدء بربطه وسد فمه، ثم تتحرك بإيقاع ملائم يعلو وينخفض حسب المطلوب، محوره الأساسي محاكمة هذين الرجلين، ومن زاوية الشخصيات المكتوبة بإتقان والمختارة لممثليها بذكاء، ومن زاوية الممثلين الذي من بينهم الكبير “جاك نيكولسون” صاحب جوائز الأوسكار الثلاث والنجم المحبوب “توم كروز”، وآخرين هم “ديمي مور” و”كيفر ساذرلاند” و”كيفن بيكن”، وبالطبع من زوايا النهاية والحوار والقضية العامة. الفيلم مأخوذ عن مسرحية كتبها “آرون سوركن” واقبس بنفسه عنها السيناريو.

صدر من هذا المسلسل سبعة مواسم و156 حلقة بين عامي 2009 و2016، كما فاز بجائزة جولدن جلوب من بين أكثر من عشرة ترشيحات وأكثر من جائزة إيمي، وهو حاصل على تقييم 8.3 على موقع بيانات الأفلام العالمي IMDb. تقوم ببطولة العمل “جوليانا مارجوليس” لاعبةً دور امرأة يُحبس زوجها في فضيحة جنسية وقضية فساد، ما يحملها على العودة إلى العمل في شركة محاماة لتتمكن من الإنفاق على ابنيها. المسلسل الناجح اشتُق منه مسلسل آخر حامل للتقييم نفسه بعنوان “The good fight”، صدر منه بدوره أربعة مواسم إلى اللحظة وتلقى ترشيحين لجائزة إيمي. شاهدهما إن كنت مغرمًا بـ “Suits” و”How to get away with murder”.

يمكن أن نقول -بحذر- إن هذا الفيلم أذكى فيلم من نوعه أو يكاد يكون. أضف إلى قصته الممتازة مذهلة التفاصيل والمفاجآت وجهيه الرئيسيين: “أنتوني هوبكينز” صاحب الأوسكار ذا التاريخ العظيم، و”ريان جوسلينج” الذي يلعب دورًا جيدًا وإن بدا باهتًا بعض الشيء عند أول نظرة، ولا ننسى أيضًا “روزامند بايك”. الفيلم المبني على قصة قصيرة، والذي حقق ما يزيد على 90 مليون دولار، يحكي عن رجل ثري بارع الذكاء يرتكب الجريمة الكاملة، ويمثل نفسه في المحكمة بثبات عالمًا أنه ينجو بفعلته. إذا كنت تحب هذا الخليط من الدراما القانونية وذكاء الشر فهذا الفيلم سيروقك من دون شك. هي تسلية خاصة لا أحسبها تتكرر للمشاهد كثيرًا.

مقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب الأمريكي “ويليام ديل” نشرت للمرة الأولى سنة 1992. الفيلم من بطولة “ريتشارد جير” و”لورا ليني” و”فرانسيس مكدورماند” و”إدوارد نورتون” الذي تلقى ترشيحًا للأوسكار وكان يمثل في فيلمه الأول. الفيلم الذي يعد علامة في نوعه يحكي عن محاكمة فتى مذبح متهم بقتل قس، حيث تتكشف الحقائق الرهيبة تباعًا من خلال سير الأحداث.

لو كنت شاهدت “Breaking bad” الذي يعتبره كثيرون أفضل مسلسل عبر التاريخ، فأنت بالتأكيد تذكر شخصية “سول جودمان” المحامي الاستثنائي. في هذا المسلسل نشاهد فصلًا خاصًّا عن “سول” يحكي قصته من البداية وتسبق أحداثه بالطبع أحداث المسلسل الأول. بالطبع ثمة اختلافات فإيقاع مسلسلنا هذا أبطأ وأقل تشويقًا، كما أنه أكثير ميلًا -كما يقترح عنوان المقال- إلى الجانب القانوني.

هناك أسباب متعددة تدعو لمشاهدة هذا العمل رغم بطء إيقاعه منها أداء “بوب أودنكيرك” الممتع، وجو “بريكنج باد” وشخصياته التي تظهر مع مرور الوقت، وتقييمه المرتفع وترتيبه على قائمة أفضل مسلسلات IMDb، لكن الأهم هو تطور المسلسل الذي يظهر جليًّا في الموسمين الرابع والخامس خاصة الأخير منهما، والناتج عن اندماج خطَّيه الرئيسيين واقترابه من الذروة المؤدية للمسلسل الأصلي، والذي بدأ يصل بلا مبالغة للمستوى نفسه الذي منح “بريكنج باد” مكانته. تم تجديد العمل لموسم سادس سيكون الأخير وسيتكون من 13 حلقة، يتوقع عشاق العمل أن يكون أفضل المواسم كما يتوقعون -بعد ظهور عدد غير قليل من الشخصيات- ظهور “والتر وايت” و”جيسي بينكمان” فيه.

“ماثيو ماكونهي” من جديد. هذه المرة مع “ساندرا بولوك” وصامويل جاكسون” و”كيفن سبيسي” وقصة عن العنصرية تلائم ظروف القضية المهيمنة اليوم على أمريكا ودول أخرى. الفيلم مأخوذ عن رواية “جون جريشام” الروائي الأمريكي الأشهر والذي يكتب في العادة عن القضايا والمحاكم والمحامين. حقق الفيلم أكثر من 150 مليون دولار عالميًّا وحصل على ترشيح لجولدن جلوب، وهو يحكي عن محاكمة يتعاون فيها محام أبيض البشرة مع مساعدة مناهضة لحكم الإعدام للدفاع عن شخص أسود البشرة يخضع للمحاكمة، وسأكتفي بهذا القليل تجنبًا لأي حرق محتمل للأحداث.

نختم بهذا الفيلم عظيم التأثير والحاصل على سبعة ترشيحات للأوسكار وأربعة لجولدن جلوب. تقييم الفيلم 8.1 على موقع IMDb وترتيبه على قائمة أعلى الأفلام من حيث التقييم 187. هو دراما مبنية عن قصة حقيقية عن محام إنجليزي يدافع عن رجل اعترف بالإكراه بقيامه بتفجير لم يكن له يد فيه، فنتج عن هذا أن حُبس هو وأبوه. المسلسل من بطولة “دانيال داي لويس” و”إيما ثومبسون” و”بيت بوستلويت” وكلهم قدموا أداءً ممتازًا ونالوا ترشيحات للأوسكار. حقق الفيلم أكثر من 65 مليون دولار مجموع إيراداته العالمية. ذكرت وأنا أكتب الآن عن هذا الفيلم فيلمَ “The Hurricane” الذي قام ببطولته “دينزل واشنطن”.