أفلام تشاهدها عندما ترغب بالتفلسف! أفلام فلسفية تنشط تفكيرك
12 د
لا شك أن الفلسفة لا تعد من بين تصنيفات السينما الأولى. على الرغم من البداية المبكرة لمحاولة زج الفلسفة في السينما من خلال الأفلام التي تطرح الأسئلة الفلسفية التي أراقت الإنسان وناقشها الفلاسفة على مدار عقود، والمفاهيم التي يضيع بينها الإنسان عندما يتعرض لمواقف عده فاصلة كالخير والشر، العاطفة والمنطق، الأخلاق والمبادئ والتمسك بها، وبالرغم من أن المفترض أن تكون السينما أداة لمناقشة هذه الأسئلة والأفكار في شكل درامي أيًا كان تصنيفه إلا أن قليل من المخرجين من أقدم على تقديم هذا النوع لعده أسباب، إحداها هو جمهورها القليل مما يرفع من احتمالية فشل الفيلم في شباك التذاكر، وأهمها الخشية بأن تطغى الفلسفة فوق الدراما المقدمة فتصيب بالملل أو التيه بين الأفكار والأسئلة المطروحة.
إلا أن قلة من المخرجين والكتَّاب قد برع في تقديم أفلام بنكهة فلسفية لا تقل متعة عن أي تصنيف سينمائي آخر، بل قد تفوقهم متعة وذكاء وتفتح مدراك العقل لأسئلة قد لا ندرك بوجودها مانحة إياه نظرة جديدة على الضفة الأخرى.
تناولت السينما الفلسفة منذ بدايتها على استحياء لكنه حاضر بقوة، فقد تُطرح خلال الحبكة الأساسية للفيلم في بعض أعظم الأفلام بعض الأسئلة الفلسفية ويحوى الحوار بين أبطاله وشخوصه محاورات فلسفية ممتعة، وهو الشكل المميز في تقديم الفلسفة، بداية كان حوار قصير في بضع أركان من الفيلم إلى أن أمتد ليصبح محاورة طويلة تجعلك مدهوشًا من كم الأفكار التي تطرحها في حوار يتخذ شكلًا اعتيادي.
ظهرت الفلسفة في السينما العربية في بضع أفلام في الأربعينات والخمسينيات أفضلها كان “موعد مع إبليس” إنتاج 1955 إخراج كامل التلمساني والمقتبس عن المسرحية الألمانية “فاوست“، حيث ناقش الفيلم في صورة خيالية سيطرة الجانب المظلم في عقل الإنسان والسقوط فيها متخذًا مبررات واهية لسقوطه، قدم الفيلم الدرامي في المقام الأول بضع مشاهد حوارية مميزة، كما قدمت السينما الأمريكية عده أفلام في الأربعينيات والخمسينيات عن فلسفة الموت وإلي أي مدى يمكن أن يذهب الإنسان في إيذاء الآخرين لأجل نفسه من خلال أفلام المخرج “ألفريد هتشكوك” أشهرها “strangers on a train” إنتاج عام 1951 المقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتبة “باتريشيا هايسميث” والتي نشرت عام 1950، و”Dial m for murder” عام 1945 المقتبس من مسرحية بنفس الاسم للكاتب” فريدريك نوت” وعلى الرغم من أن تصنيف الفيلم يقع تحت أفلام الإثارة والغموض والجريمة إلا أن طرح الكاتب من خلال الحبكة فلسفة إلى أي مدى يسيطر الجانب المظلم في العقل على الإنسان.
فإذا كنت من هواة الفلسفة أو تنتابك الرغبة بالتفلسف واتساع مدارك عقلك عن طريق أسئلة فلسفية في سرد قصصي ممتع، فإليك قائمة بأهم عشرة أفلام فلسفية.
أفلام فلسفية
12 Angry men .. البسَاطة هي العبقرية
لا يمكن أن تخلو قائمة من هذه القطعة الفنية السينمائية، يمكن ترشيحه في كل وقت ولأي شخص.
“12 Angry men” فيلم أمريكي إنتاج عام 1957، مقتبس عن مسرحية تليفزيونية كتبها السينارست نفسه “ريجنالد روز” إخراج “سيدني لوميت”، وبخلاف مشهدين لا يتعدى كل واحد منهما الدقيقتين يدور الفيلم كله في غرفة واحدة، محاورة بين هيئة محلفين من 12 رجلًا يتشاورون لإقرار براءة أو ذنب فتى قاصر في جريمة قتل والده.
على الرغم من أن الفيلم قدم قصة درامية كاملة خلال محاورة، وشخوص مختلفة كل شخصية منها بتفاصيل صغيرة للغاية قدمت نفسها والقصة الخاصة بها، إلا أنه قدم مجموعة من الأسئلة الفلسفية بإسقاط متقن خلال حوار واقعي.
يقدم الفلسفة خلال حوار كل شخصية ومحاولاته لإقناع غيرها بالحكم الذي توصلت إليه، وكيف أن حكمنا على الأمور يمكن دائمًا أن يكون مبني فوق دوافع شخصية، وأن كل شخص مهما كان حكمه غير عادل فهو منحاز له ومتمسك به؛ الفيلم واحد من أجمل وأقوى الأفلام في السينما الأمريكية.
كما قدم فيه “هنري فوندا” واحدًا من أفضل أدواره حيث كان هو بمثابة نجم الفيلم، إلا أن كل شخصية من الاثني عشر قد قدمت بأفضل أداء ممكن.
تم ترشيح الفيلم لعشرة جوائز فاز منهم بستة جوائز عن الكتابة والإخراج والتمثيل.
Rope .. الجريمة يمكنها أن تكون فلسفية
فيلم هتشكوكي الطابع والإخراج حيث السوداوية مُتجلية في تفاصيله، “rope” فيلم أمريكي غموض وجريمة إنتاج عام 1948، مبني على مسرحية للكاتب البريطاني “باتريك هاملتون” بنفس الاسم عام 1929.
يعتمد الفيلم على إظهار لأي مدى يمكن أن نذهب مع الجانب المظلم للنفس، في إخراج شديد البراعة اعتمدت تصويره على شكل مسرحي، في لقطة طويلة مستمرة تُظهر كافة الممثلين في كادر عريض، يصعد صوت كل اثنين في ديلوج بينما ترى في الخلفية آخرين يجرون حوارًا آخر.
يبدأ الفيلم بلقطة خارجية في وقت الظهيرة وصوت صرخة قصيرة وخافتة وحدك من تسمعها، والمشهد الأول عبارة عن جريمة قتل يقترفها شابان جامعيان يقدمان على قتل صديقهم الأقل شأنًا منهم في نظرهم، واضعين جثته في تابوت وسط البيت، ويقيمون فوقه حفل عشاء لأسرة القتيل وأصدقائه لأجل تطبيق نظرية الجريمة الكاملة.
يظن “براندون” الشخصية التي قام بأدائها “جون دول” أن القتيل لا يستحق الحياة لأنه أقل منها، في حين كان “فيليت” والذي قام بأدائه “فارلي غرنجر” مذعور ومنقاد للفكرة تحت قيادة صديقه، كلاهما منساق لفكرة السمو والمجد، إرضاء الذات بالتفوق على الآخرين حتى أنهم أعطوا الحق في تحديد مصير صديقهم وقتله، يسلط الفيلم الضوء على نظرية من يملك الحق لتحديد مصير الآخرين؟ ولما الأفضل يحق له ذلك؟ وما مفهوم الأفضل؟ كما يشير لنظرية البقاء للأفضل وبعض من الفلسفة الوجودية.
فيلم كلاسيكي ممتع وشيق، يقدم إليك الجريمة والفلسفة والمتعة.
أقرأ أيضًا: روايات رائعة تأخذ بيدك لدهاليز الفلسفة
The Seventh Seal .. فلسفة الموت لا تنضب
“The Seventh Seal” فيلم درامي خيالي سويدي، من كتابة وإخراج “إنغمار برغمان” عام 1957، وإنغمار هو أحد المخرجين الذين اعتنقوا الفلسفة في تقديم أفلامهم، فعمد على تقديم فلسفة ما في كل فيلم يصنعه في جو سوداوي مما يشع تلك الفلسفة في أفلامه.
يسرد الفيلم عودة “أنطونيوس” وصديقه “جونس” من حملة الحروب الصليبية، ولكن يصادف عودتهم انتشار مرض الطاعون الذي ينتشر في كل أنحاء البلاد، وبينما يلعب الفارس الشطرنج وحيدًا على الشاطئ يقترب منه رجل في ثياب سوداء يخبره أنه الموت قادم إليه، يسأله الفارس عن إجادته للشطرنج ويتفق معه أن يلعبا بشرط أن يفلت منه إن ربح.
الموت له سطوته، الجميع يهابه حتى الفارس العائد من الحرب بكامل وعيه لم يصدق قدومه هكذا دون مبررات، بخلاف تصوير هذا السلوك الإنساني قدم الفيلم دلالة على معركة الإنسان وحيدًا مع الشر، فلا وجود للماورائية هنا، هو فقط استعان بدلالة مادية في تصوير الموت، حيث الخير أسبابه واضحة والشر أسبابه واضحة، كلاهما بين والمعركة مستمرة.
قدم الفيلم فلسفة حرية التساؤل بلا خوف، الفكرة من تذكر الموت في كل مرح كالوصلة الاستعراضية التي يؤديها المهرجون في ساحة المدينة والتي لا تكتمل بسبب وفود أفواج من الناس وقد التهمهم الطاعون إلى الساحة في شكل مخيف، في التقاء حقيقي بين الحياة والموت.
يطلق إنغمار أيضًا فلسفة التوعد، إطلاق الأحكام وتفويض بعض الناس لأنفسهم بالحق في محاكمة الآخرين وتحديد مصيرهم الذي لا يدركه أحد، الفيلم يشجع على التنقيب وطرح الأسئلة دون خوف فهذا ما يزيد قوة الإيمان.
الفيلم أقرب ليكون تراجيديا مسرحية في كتابته وتصويره، وقد نال جائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان.
Wild Strawberries .. الموت في صورة تجريدية عن الحياة
فيلم سويدي آخر للسينارست والمخرج الفلسفي “إنغمار برغمان” أنتح عام 1957، وهو عبارة عن دراما عاطفية عن بروفيسور إسحق الذي تحولت رحلته إلى كاتدرائية لوند ليتسلم الدكتوراه الفخرية إلى رحلة نحو ذكريات ماضيه متأملًا عن طريق الأشخاص الذي اضطر للسفر معهم بعد أن تعطلت سيارتهم رحلته في الحياة.
يبدأ الفيلم في لحظة شعور إسحاق بأن حياته أوشكت على الانتهاء، بأن الموت صار قريبًا فيبدأ بمحاكمة نفسه، النظر حيث حياته السابقة وما فعله وما الذي حققه.
استخدم إنغمار رمزية الأحلام خلال السرد البسيط للفيلم ليعبر عن الهواجس والذكريات في نظر لاوعي إسحاق نفسه، ثم يستيقظ محاولًا مصارحة نفسه في تجريدية ثنائية يناقشها الفيلم بحيادية تامة عن الحياة والموت، وكيف ينعكس كل منهما على الآخر.
فلسفة الفيلم واضحة مباشرة دون تعقيدات إنغمار مما ناسبت نوعية الفيلم، قدم نظريات مجردة خلال فن مجرد عن آلية ثنائيات حقائق الكون الأساسية “الحياة والموت، الشر والخير، الإيمان والعدم”.
يعتبر فيلم “التوب البري” من أقوي أفلام المخرج إنغمار برغمان، وقد فاز بتسعة جوائز عالمية.
Before Trilogy .. الرومانسية يمكن أن تكون محاور فلسفية
“Before sunrise” ،”Before Sunset” ،”Before midnight”
واحد من أطول السلاسل التي تمت صناعتها حيث الفارق بين الجزء الأول والثالث ثمانية عشر عام.
الثلاثية من إخراج وكتابة “ريتشارد لينكيتر” بمشاركة بطليه إيثان هوك وجولي دلبي، وبرغم بساطة القصة التي تعرض حوار طويل عن كل شيء ممتد طوال الأفلام الثلاثة بين البطلين اللذين يملكان مشاعر نحو بعضهما تتطور في كل جزء وتتبدل نظرتهما لها، يمران خلالها بمراحل العلاقة العاطفية من مرحلة الشغف والسحر ثم الاشتياق ثم الاعتيادية.
الثلاثية التي أنتجت على مدار أعوام 1995 و2004 وآخرها عام 2013 قد حازت على اهتمام ضخم وفاز الجزء الثاني بثمانية جوائز والثالث بثلاثة عشر جائزة، قد قدمت العديد من الأفكار حول العلاقة العاطفية ومراحل تطورها في موقف واقعي، قدمت نظرة واقعية عن العلاقات العاطفية بعيدة عن الرومانسية الناعمة الوردية، فمن خلال الثلاثية يخبرك لينكيتر أن الحب الساحر خلقه سهل، البدايات عادةً سلسة لطيفة أما الاستمرارية صعبة، لأن الاستمرار يحاول قتل الحب كل يوم وعليك بذل جهد لمنع ذلك.
The Truman Show .. الفلسفة في قصة
فيلم أمريكي دراما كوميدية أنتاج عام 1998 بطولة جيم كاري، إخراج “بيتر وير” وكتابة” أندور نيكول”، في قصة تدور حول ترومان وهو شخص يحيا حياة طبيعية في جزيرة لكنها كلها على شاشة التليفزيون فيما يسمى عروض التليفزيون الواقعي.
وعلى الرغم من أن الفيلم لا يحوي حوارات عميقة أو دلالات فلسفية إلا أن القصة نفسها تحمل اثنين من المواضيع الفلسفية المهمة جدًا.
كيف أننا نقبل بفرضية واقعية العالم الذي نحيا فيه وهو دائمًا عالم محدود، يحدده العائلة والأصدقاء والأناس الذين تجعلهم ضمن دائرتك، وكيف يتحول لذلك لعرض كل شخص فيه يسير وفق دور محدد، كما يناقش سيطرة وسائل الإعلام على عقلية العديد من البشر وإلى مدى قد يبلغ تعلق إنسان ببشر خلف شاشة في ظل انتشار ظاهر العروض الواقعية وقتها، وفي الواقع الفيلم هو نظرة مستقبلية لما تحولت إليه مواقع التواصل الاجتماعي من امتداد لهذه العروض.
هذا الفيلم الحائز على 24 جائزة عام 1998 لأنه ببساطة ودون تعقيد يخبرك إلى مدى يمكن أن تسمح للجرائم الصغيرة بالحدوث من أجل متابعة حياة أحدهم فوق شاشة.
أقرأ أيضًا: بعد تويتة عمرو سلامة الأخيرة.. هل الفلسفة إهدار للوقت حقًا؟
Black Swan .. فلسفة الجانب المظلم
البجعة السوداء هو فيلم دراما سريالية إنتاج عام 2010 للمخرج “دراين أرنوفسكي” وكتابة “مارك هايمان” وبطولة ناتالي بورتمان وفينسنت كاسل وميلا كينيس، تدور القصة في قالب درامي عن نينا راقصة الباليه التي تأتيها الفرصة حين يتم اختيارها لأداء دور البجعة السوداء في بحيرة البجع لتشايكوفسكي.
ونينا راقصة رائعة حالمة رقيقة، هشة وحساسة وتقدم دور البجعة البيضاء ببراعة لكنها فشلت في تمثيل دور البجعة السوداء التي تمثل الغواية، الغريزة، النهم والعدوانية، وهي المعلقة بالبراءة والطفولة، ولأنها من الشخصيات التي يذهب بها طموحها نحو الحافة تذهب في رحلة لملاقاة جانبها المظلم.
بالرغم من أن الفيلم عُرض قالب درامي من خلال نظرة فرويدية للقصة ومفاهيمه عن النفس البشرية وما تمثله الأنا والهو والأنا العليا، إلا أنه أيضًا يقدم فلسفة عميقة للغاية عن الجانب المظلم لكل شخص، ولأي مدى يمكنه الذهاب إن اعتناق هذا الجانب وجعله يتحكم به.
فلسفة الفيلم تظهر جلية بين القصة، بل واضحة للغاية على لسان شخصية توماس ليري مخرج العرض، إلا أنها مليئة بالدلالات والإسقاطات في مشاهده السريالية، وتراقب دفع شخصية نينا نحو الحافة ومراقبة ما بعدها ليتركنا مع نهاية سطوع الأضواء ومعانقة الشخصية للكمال بمعرفة كلا الجانبين رغم مرارة وصعوبة التجربة.
حاز الفيلم على واحد وثلاثون جائزة منهم جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة التي نالت أغلب الجوائز المقدمة للفيلم.
Irrational Man .. العدمية في قالب درامي
فيلم أمريكي دراما أنتاج عام 2015 للكاتب والمخرج “وودي آلن” بطولة خواكين فينيكس وإيما ستون.
الفيلم يدور عن آيب لوكس بروفيسور الفلسفة الذي ينتقل لجامعة جديدة وشهرته تسبقه، كتبه وآراؤه عن انعدام الوجودية ونظرته التشاؤمية وشهرة علاقاته المتعدة وحالة السكر الخفيفة الدائمة معه.
وودي من أهم المخرجين الأمريكيين والذي اشتهر بطابع أفلامه الساخرة التي تركز على الفلسفة وعلم النفس والجنس.
يمر الفيلم بثلاثة مراحل؛ البداية مع البروفسيور وأفكاره الفلسفية عن الحياة والأنعدامية التي يشعر بها وعلاقته بطالبته جيل والحوار الفلسفي بينهما، ثم المرحلة الثانية والتي تشكل المفتاح لذروة القصة حيث حدث أدى لتطور شخصية آب من انعدامي لوجودي حينا قرر أن يأخذ رد فعل عن شيئًا ما، ثم المرحلة الثالثة وتطور العلاقة ومناقشة من ناحية أخلاقية ذات نزعة ديستويفسكية عن الجريمة والعقاب.
الحوارات بين آيب وجيل في الجزء الثالث ومعضلتها الأخلاقية كان ممتعًا للغاية، مما جعل الفيلم حالة فلسفية ممتعة غير معقدة متناولة موضوع مثير للاهتمام.
وودي آلن يقدم الفلسفة وكأنها لعبة عليك التركيز في كل تفصيلة كي تصل للغرض منها.
Joker .. فلسفة سوداء من نوع آخر
لا يكتفي خواكين فينيكس بمكان واحد في القائمة، بل ينضم ببطولة دراما نفسي وجريمة إنتاج 2019 و إخراج “تود فيليبس”، الفيلم المستند عن شخصية دي سي كومكس الجوكر أو آثر فلك.
يسيطر على الفيلم جو سوداوي رغم الألوان والموسيقي إلا أنه يبث الواقع في ديستوبيا مدينة جوثام، والتي تشابه الكثير من الأماكن في العالم.
على الرغم من الفيلم تصنيفه الأساسي إثارة نفسية لعرضه طبقات شخصية آرثر حتى تحولت للجوكر، إلا أنه يقدم نوعًا مختلفًا من الفلسفة السوداء، ليس فقط عن الشخصية التي يسرد الفيلم خلالها وبأعينها سواء كان حقيقيًا أو خيالًا، إلا أنه أيضًا يواجه كل شخص بأنه يمكن أن يتعاطف مع العنف.
وكيف يمكن تفهم العنف إذا رأينا الأشياء من نظره؟ وكيف يمكن لأي شخص أن يتحول للشخص الذي يخافه و ينبذه؟
حصد الفيلم أغلبية جوائز عام 2019 للممثل خواكين فينكس لأدائه العبقري للشخصية.
الخيط الرفيع .. العاطفة مدخل للفلسفة
لم أظن أن فيلمًا عربيًا سيدخل قائمة للأفلام الفلسفية لأن السينما العربية بعيدة عن هذا النوع لقلة جمهوره المُتلقي في الوطن العربي، إلا أن رواية إحسان عبد القدوس وأداء محمود ياسين وفاتن حمامة في دور مغاير لكافة أدوراها يمكنهم كسر القاعدة.
“الخيط الرفيع” فيلم مصري إنتاج 1971 مقتبس عن رواية لإحسان عبد القدوس بنفس الاسم، يسرد الفيلم قصة منى الموظفة البسيطة التي تتعرف بالمهندس عادل فتترك لأجله عشيقها الثري العجوز عادل وتساعده ليبني مشواره المهني.
القصة جريئة للغاية كعادة إحسان عبد القدوس، يناقش أنماط من الشخصيات موجودة بالفعل في المجتمع في ظل قصة تحدث كثيرًا بظروف متباينة، يوضح الفرق بين الحب والتملك، لكن يشير أيضًا خلالها لعلاقة رجل وامرأة يعيشان معًا دون زواج في مجتمع يرفض هذه العلاقة بينما في حقيقته هو فقط يرفض الجهر بها، بل يتعمق كي نرى من خلال حوار فلسفي نظرة الرجل والمرأة نفسهما للعلاقة التي تجمعهما.
على الرغم من الانتقادات التي وجهت لفاتن حمامة عن عدم ملائمة الدور لسنها وقتها وفارق العمر الكبير بينها وبين محمود ياسين لتكون حبيبته إلا أنه يظل واحد من أهم أفلامها وأكثرها جرأة.
الفلسفة تُشكل مادة جذابة للسينما إذا وضعت في قالب يناسبها لتخرج عبره.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.