نهاية سلسلة Night at the Museum .. الأسوأ على الإطلاق؟
5 د
نهاية سلسلة Night at the Museum
شاهدنا عام 2006 فكرة سينمائية جيّدة، عانت قليلاً من بعض المشاكل المتعلقة بجودتها لكنها خرجت مباشرةً باستحسان على الفكرة المبتكرة والمتعة المُقدّمة عن طريق فيلم Night at the Museum، وسرعان ما تحولت إلى سلسلة Night at the Museum شهدنا ختامها في أواخر عام 2014، في الجزء الثالث و الأخير من هذه الأفلام Secret of the Tomb والذي أيضاً يُعدّ آخر فرصة لنا من أجل رؤية النجم روبن ويليامز على الشاشة الكبيرة، بعد مفارقته للحياة قبل فترة قصيرة من العرض الافتتاحي للفيلم، فكيف كانت هذه اللوحة الكوميدية؟
مخيبة للأمل في الواقع، فشملت مع انطلاق السلسلة عام 2006 عدة نقاط إيجابية وهي تعدد الشخصيات وخاصة تلك الموجودة والصحيحة تاريخياً وطريقة تقديمها لنا، والاستعانة بالأساس المعتبر في الجزء الأول عن طريق متحف التاريخ الطبيعي، ليُعود في الجزء الثاني وفي خطوة ذكية جداً مع تغيير بالذهاب إلى معهد سميثسونيان الشهير، هائل الحجم والمليئ بالشخصيات، والتي كانت تقريباً أقوى النقاط الإيجابية في الفيلم، لينتقل أخيراً في الجزء الثالث إلى لندن مع فرصة تقديم المزيد والمزيد لكن دون استغلال واضح لمجال واسع جداً من الأفكار والشخصيات.
تستعين هذه السلسلة كثيراً بمجال الشخصيات الواسع التي تمتلكه، حتى فيما يتعلق بالجزء الثالث لم نشهد عودة إلا بعض الشخصيات القديمة في أدوار مهمة، فعنصر الربط التاريخي مع المفاجئات الحديثة بالرغم من ابتذاله قليلاً لكن مع فكرة الفيلم بأكمله كان من الممكن أن يحقق نجاحاً كبيراً، ولم يشهد الجزء الثالث العديد من تلك الشخصيات الممتعة، وبالتالي كان في كثير من المناسبات مألوفاً، حتى هناك محاولات عادية معادة في كثير من هذه الأفلام في إضافة التواصل العائلي والمعنى الدرامي البسيط.
يمكنك إضافة مؤثرات بصرية هائلة، وبالتحديد ستضحك حوالي 5 مرات في هذا الفيلم الذي من المفترض أن يكون كوميدياً، ولكن لا يفشل فقط في دفعك إلى الضحك، بل في الواقع كان الفيلم مملاً إلى حد كبير، ولم تشفع تلك المؤثرات الضخمة له، في ظل محاولات يائسة في طرح بعض النكت التي لا ترقى أبداً إلا إلى مستوى عالي من الملل والضجر الذي سيصيبك في هذا الفيلم، وحتى هناك مشهد مضحك واحد بسبب Cameo يقوم به أحد النجوم المشهورين.
أضف على هذا بعض الحركة، القليل من الأكشن، أسلوب المغامرات المنطقي، والذي كان سيكون ممتعاً لو استطاع نص هذا الفيلم أو في بعض الأحيان شخصياته من تقديم الكوميديا الضرورية في أفلام المغامرات الفرحة، والممتعة، وليست تلك التي لن ينفع مشهد سقوط شخصية ما أثناء جريها من أجل خلق “الضحكة”، فستشعر بشكل عام أن هذا الفيلم ينقصه شيئاً ما لا تعرف ما هو، ولكن من الأشياء الواضحة هي غياب الكوميديا التي من المفترض أن يتمحور الفيلم حولها.
شمل الفيلم إنتاجاً ضخما دون شك، وكما ذكرت مؤثرات هائلة رائعة في الواقع لكنه يفتقد إلى الكثير من العناصر الضرورية في أفلام المغامرات، لم يقوم مخرج الفيلم بعمل جيد بنفسه أيضاً، شون ليفي الذي كان مسؤولاً عن إخراج الثلاثية بأكملها منذ انطلاقها عام 2006 بالإضافة إلى مشاركته في إنتاجها، بينما وكحركة إضافية تم الاستعانة بدافيد غيون ومايكل هاندلامان من أجل العمل على سيناريو الجزء الثالث إلى جانب روبرت بن هارانت وتوماس لينون العاملين على أول جزأين، ولكن هذا الاجتماع لم يأتي أبداً بنتاج إيجابي.
حاولت أيضاً الموسيقى التصويرية الخاصة بهذا الفيلم تقديم شيئاً ما لكن مرة أخرى تفشل في زيادة نسبة الحماس، للتمثل بتقديم علامات التعجب والاستفهام للمشاهدين عن سبب وجود هذه النغمة في هذا المقطع أو ما إلى ذلك، فالفيلم كان عبارة عن محاولة كبيرة في عالم المتعة والنجاح، ولكنها محاولة فاشلة وفي الواقع ضائعة جداً، حيث ستقضي الكثير من وقتك وأنت تحاول البحث عن متعة تم وعدك بها سابقاً، ولكن النتيجة .. لا شيء.
يتحدث الجزء الثالث والأخير من سلسلة Night of the Museum لاري ديلي (بين ستيلير) الحارس الليلي لمتحف التاريخ الطبيعي الشهير، ورحلته إلى جانب عدد من أصدقائه المفضلين إلى لندن لمعرفة سرّ اللوحة السحرية التي لولاها لما كان الأمر كله حقيقياً، وإنقاذ قدراتها السحريّة قبل أن تختفي للأبد. بالطبع الفيلم من بطولة بين ستيلير وشارك فيه أيضاً وجوه قديمة مثل أوين ويلسون، ستيف كوغين، ريكي غيرفايس بالإضافة إلى مشاركات جديدة من قبل دان ستيفنس، ريبيل ويلسون وبين كينغسلي.
شهد هذا الفيلم بالطبع الظهور الأخير للنجم الراحل روبن ويليامز على الشاشة الكبيرة بدور تيدي روزفلت للمرة الثالثة في هذه السلسلة، حيث قدّم لنا فرصة كبيرة لمشاهدته للمرة الأخيرة، وتوجّه في النهاية الفيلم بكلمة وداع إلى لاري “بين ستيلير” وكأنه يتوجّه بهذه الكلمة إلى جميع المشاهدين. ليتم إهداء الفيلم إلى ذكرى روبن ويليامز والنجم الأسطوري الآخر ميكي روني الذي أيضاً فارق الحياة قبل فترة وجيزة من افتتاح الفيلم، حيث كان قد لعب شخصية أحد الحراس الليلين الثلاثة القدامة.
تلقى الفيلم كأجزائه السابقة نقداً متنوعاً يميل بنسبة قليلة إلى السلبي، وشمل ثاني أكبر ميزانية في السلسلة (127 مليون دولار) بينما يعد الجزء الثاني صاحب أعلى ميزانية (150 مليون دولار)، ولكن للأسف الشديد يُعدّ أضعف أجزاء السلسلة من ناحية الإيرادات، وأقلها نجاحاً حيث لم تستطع إيراداته العالمية تجاوز الـ (350 مليون دولار) في حين إيرادات الفلمين السابقين وصلت تقريباً إلى (987 مليون دولار).
بشكل عام، سنحظى بفرصة جديدة ستكون الأخيرة لمشاهدة روبن ويليامز مرة أخرى على الشاشة الكبيرة، وحتى لو لم يقترب الفيلم من المستوى، لكن بشكل عام برأيي الشخصي الفيلم الأول هو الأفضل وحتى لو انخفضت الجودة في الجزء الثاني إلا أنه تمكّن من تقديم بعض المتعة التي غابت تماماً عن أحداث الجزء الثالث.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.