مسلسل نتفليكس Painkiller.. ضحايا أمريكا بين أفيون الأوكسيكونتين ومخدر الزومبي!
5 د
تقارير وفيديوهات عديدة، انتشرت في الأونة الأخيرة مصدرها أمريكا، تظهر فيها الشوارع الأمريكية بصورة مرعبة، ومقلقة. للوهلة الأولى تعتقد أن تلك الصور، هي عبارة عن مشاهد درامية من فيلمٍ ما قادم.
لكن الصدمة أن لقطات الفيديو المتداولة، توضح مدى حالة الظلام التي تسيطر على المواطنين الأمريكيين. نتيجة الانصياع لمخدر ترانك "Tranq dope"، أو ما يعرف بمخدر الزومبي المميت -عبارة عن مزج مادة الزيلازين التي تعطى للحيوانات مع أخطر مادة مخدر وهي الفنتانيل- والذي يؤثر على المخ بشكل ملحوظ، وكأنه يحولهم لكائنات زومبي، فهم يتحركون كالموتى السائرون، أي مثل زومبي الأفلام، لكن ببطء.
مسلسل نتفليكس الجديد "Painkiller" يتطرق لأفيون أخر هو "أوكسيكونتين/OxyContin"،أقل خطورةً من مخدر ترانك لكن يجب الحرص في استخدامه، كونه عقار أفيوني يساعد في علاج مرض السرطان، واستعماله في غير ذلك يسبب الإدمان، وبالتالي تناول جرعات زائدة، ما يؤدي إلى الوفاة. فالأوكسيكونتين يؤثر في الدماغ، والطريقة التي يشعر بها الجسم تجاه الألم.
يتتبع المسلسل حكاية عائلة ساكلر، أصحاب شركة الأدوية "بوردو فارما"، والذين قرروا في تسعينيات القرن الماضي تطوير دواء أفيوني (OxyContin)، يتم التسويق له على أنه أمن وفعال، حيث إن خداع الأطباء والناس ساهم في جعله أكثر الأدوية الطبية شيوعًا.
والآن.. دعنا عزيزي القارئ نخبرك القصة في "أراجيك فن"...
Painkiller
تظهر لنا في بداية كل حلقة من الحلقات شخصية حقيقية، تحاول اختزال وجعها لثوانٍ قليلة، تخبرنا عن ضياع أحد أفرادها مع عقار الأوكسيكونتين، ولا تنفك كل واحدة من الشخصيات عن تذكرينا أن ما سنراه لاحقًا من أحزان وأوجاع، حدث، ما عدا بعض الشخصيات هي خيالية، للضرورة الدرامية.
لاحقًا نشاهد “إيدي فلاورز” محققة في مكتب المدعي العام الأمريكي في فيرجينيا، وهي من أوائل من اكتشفوا دواء الأوكسيكونتين، وحكاية الإدمان التي تنجم عن الاستخدام المفرط، خلال قيامها بالتحقيق في موضوع احتيال عام 1998. نراها بعد عقدين من محاولاتها الإيقاع بريتشارد ساكلر وشركته بوردو فارما، تشرح تداعيات القضية التي تم رفعها ضدهم وما جرى معها ومع المدمنيين في الماضي لشركة محاماة في واشنطن تريد رفع دعوى مدنية جماعية ضد بوردو فارما، ومحاولة رسم آلية تفكير العائلة الثرية والسياسة التي اتبعتها الشركة للتسويق لهذا المخدر الخطير.
إلى جانب شخصية إيدي والتي هي الراوي أيضًا، هناك عدة خطوط درامية لها تأثير في عميلة السرد للمسكن القاتل. إحدى الشخصيات التي يتم تسليط الضوء على حياتها، هو أحد المدمنين “غلين كرايجر”، رجل عائلة ثلاثيني، يعمل في مجال الميكانيك، وفي أثناء عمله يتعرض لإصابة خطيرة في الظهر، على أثرها يدخل أفيون الأوكسيكونتين في خطة العلاج.
ومن الخطوط الرئيسية في Painkiller، مندوبة المبيعات الشابة “شانون شيفر”، والتي تم تجنيدها وتدريبها على يد “بريت هوفورد”، الخبيرة في كيفية التلاعب بالأطباء وحثهم على وصف الأوكسيكونتين للمرضى. فمفاتيح الذكورة الهشة، الإغواء الجنسي من باربي لعوب.
وليس أخرًا، هناك “ريتشارد ساكلر” المسؤول عن إنشاء وتسويق الأفيون، والذي يهوى المال والفوز، قانعًا نفسه أن هدفه إيجاد دواء أفيوني يساعد في تحسين الرفاهية والحياة، وليكون التلاعب بالعقول والأرواح لاحقًا قانونيًا، عملت الشركة على تمويل الأبحاث الخاصة بالعقار، ودفعت للأطباء لإثبات أن الأوكسيكونتين يمكنه علاج الأمراض بشكل أمن وفعال، ولا تتجاوز نسبة الإدمان عليه 1%.
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
بيتر بيرج
بطولة
النوع
متاح على
قصة مسلسل Painkiller
تظهر لنا في بداية كل حلقة من الحلقات شخصية حقيقية، تحاول اختزال وجعها لثوانٍ قليلة، تخبرنا عن ضياع أحد أفرادها مع عقار الأوكسيكونتين، ولا تنفك كل واحدة من الشخصيات عن تذكرينا أن ما سنراه لاحقًا من أحزان وأوجاع، حدث، ما عدا بعض الشخصيات هي خيالية، للضرورة الدرامية.
لاحقًا نشاهد "إيدي فلاورز" محققة في مكتب المدعي العام الأمريكي في فيرجينيا، وهي من أوائل من اكتشفوا دواء الأوكسيكونتين، وحكاية الإدمان التي تنجم عن الاستخدام المفرط، خلال قيامها بالتحقيق في موضوع احتيال عام 1998.
نراها بعد عقدين من محاولاتها الإيقاع بريتشارد ساكلر وشركته بوردو فارما، تشرح تداعيات القضية التي تم رفعها ضدهم وما جرى معها ومع المدمنيين في الماضي لشركة محاماة في واشنطن تريد رفع دعوى مدنية جماعية ضد بوردو فارما، ومحاولة رسم آلية تفكير العائلة الثرية والسياسة التي اتبعتها الشركة للتسويق لهذا المخدر الخطير.
إلى جانب شخصية إيدي والتي هي الراوي أيضًا، هناك عدة خطوط درامية لها تأثير في عميلة السرد للمسكن القاتل. إحدى الشخصيات التي يتم تسليط الضوء على حياتها، هو أحد المدمنين "غلين كرايجر"، رجل عائلة ثلاثيني، يعمل في مجال الميكانيك، وفي أثناء عمله يتعرض لإصابة خطيرة في الظهر، على أثرها يدخل أفيون الأوكسيكونتين في خطة العلاج.
ومن الخطوط الرئيسية في Painkiller، مندوبة المبيعات الشابة "شانون شيفر"، والتي تم تجنيدها وتدريبها على يد "بريت هوفورد"، الخبيرة في كيفية التلاعب بالأطباء وحثهم على وصف الأوكسيكونتين للمرضى. فمفاتيح الذكورة الهشة، الإغواء الجنسي من باربي لعوب.
وليس أخرًا، هناك "ريتشارد ساكلر" المسؤول عن إنشاء وتسويق الأفيون، والذي يهوى المال والفوز، قانعًا نفسه أن هدفه إيجاد دواء أفيوني يساعد في تحسين الرفاهية والحياة، وليكون التلاعب بالعقول والأرواح لاحقًا قانونيًا، عملت الشركة على تمويل الأبحاث الخاصة بالعقار، ودفعت للأطباء لإثبات أن الأوكسيكونتين يمكنه علاج الأمراض بشكل أمن وفعال، ولا تتجاوز نسبة الإدمان عليه 1%.
أمريكا والأفيون
“إذا أردت أن تدمر بلدًا عليك بالمخدرات”.
تشهد الولايات الأمريكية تزايدًا ملحوظًا في أعداد المدمنين على المخدرات، وبالتالي ازدياد عدد الوفيات سنويًا. فالمخدرات آفة لا يمكن الإنفلات منها عندما تدخل الجسم.
إذ أن أصلب الحروب هي حرب المخدر القائمة في أعصابك. وعلى مدار الزمن سمعنا واختبر غيرنا كثيرًا من أنواع المخدرات التي اختلف الغرض من استخدامها مثل: المورفين، والهيروين، والفنتانيل، والميثامفيتامين، الكوكايين.
وطبعًا لمصنعيها -الشركات الدوائية- دور بارز في تفشي انتشارها، لاعتمادها خططًا تسويقية باهظة الثمن، من أجل توسع دائرة المستخدمين لها، دون الاكتراث لمخاطرها.
أيضًا إدراج الأدوية المخدرة في التأمين الصحي يساعد في الانتشار، من خلال ضغط الشركات على الحكومة في فرضها، ما يزيد حالات الإدمان.
تمامًا كما صار في مسلسل Painkiller، فالأثرياء دومًا ما يكونوا أصحاب الكلمة الأقوى. ولا ضرر في إمداد السوق بسلعة تتمتع بقوة رهيبة، تخفف من حدة الألم، ولكن تزهق الأرواح، طالما أنها تحقق مزيدًا من الانتصارات لهم.
السينما تعاملت مع موضوع تعاطي المخدرات، بطرق مختلفة، منها كان الإيجابي فظهرت المخدرات كأداة للخلق والتميز والإبداع على سبيل الذكر: Limitless. ووسيلة للمتعة والهروب من صعوبات الحياة. حيث كانت الصورة التي رسمتها هوليوود، مغرية. وفي أفلامٍ أخرى ظهرت على حقيقتها، بأثارها السلبية على حياة الأفراد والمجتمعات.
كارثة إنسانية مقتبسة!
مسلسل Painkiller مقتبس عن مقال طويل بعنوان "The Family That Built an Empire of Pain" للصحفي "باتريك رادن كيف"، وعن كتاب "مسكن الألم" للمؤلف "باري ماير".
عملان مختلفان قاما بفضح جشع عائلة ساكلر وإمبراطورية "بوردو فارما"، وسعيها لبسط نفوذها بطرقٍ ملتوية، تحميها من المساءلة القانونية. وهذا ما أوضحه المسلسل القصير.
أراد المخرج "بيتر بيرج" تصوير هذه الكارثة الإنسانية من جوانب عدة، وفضح حقيقة شركات الأدوية، وكشف وحشية العقول المريضة التي لها يد في ضياع الأمريكان.
لا شك أن العمل يحقق المتعة، إلا أنه يسبب التوتر في كثير من المشاهد، لكن سرد إيدي للأحداث غالبًا ما يخرجك من سواد القصة، على الرغم من أنها ما زالت تروي نفس المصاعب والآلام التي تظهرها المشاهد الدرامية، ربما المخدر هنا أن ما حصل هو في الماضي (كمن يضحك على نفسه لبرهة من الوقت). لذا يمكن اعتبار أن ميزة العمل، جمعهِ للفيلم الوثائقي والدرامي في آن معًا.
أداء الممثلة "أوزو أدوبا" بدور المحققة يلامس القلب، ويجعل العرض مقبولًا بالنظر إلى كمية الرعب التي يجلبها العمل إلى دماغنا. تحديدًا أنه يوجد هناك أناس يدركون ماهية العقار، ولا مانع لديهم من تسويقه أو حتى وصفه.
أيضًا الممثل "ماثيو برودريك" تميز وأبدع في شخصية ريتشارد ساكلر، لكن لا يمكن إنكار حجم الغضب الذي تولده الشخصية. كما أن المشاهد التي جمعته وهو يجري محادثات مع عمه المتوفي "آرثر ساكلر" -حوارات ولقاءات في عقله- عندما كان الآخير يقدم له النصائح المهنية، ويوبخه كثيرًا، أو حتى في مشهد العراك بينهم، لا تخدم القصة بشيء سوى زيادة عامل التوتر لديك كمشاهد.
مسلسل Painkiller من Netflix هو قصة عن الإدمان البشري بمختلف أشكاله، والإدمان هو هوس وجشع. حاول العمل إيصال رسالته، والتحدث حول أزمة المخدرات التي تعد من أخطر الأزمات الصحية في أمريكا، إلى يومنا هذا.
هل نجح مسكن الآلم في رفع الصوت، ما رأيك بذلك؟.. أخبرنا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
نتفلكس فيها أسماء عربية لأفلامها ومسلسلاتها، لمذا فقط تذكرون الإنجليزي، ولو كان الأصلي كان يجب أن يذكر العربي، ويمكن أن يذكر الأصلي ضمن متن المقال. العنوان العربي في نتفكس يعتبر رسمي، لأنه صادر من نفس الجهة المنتجة للمسلسل أو الفلم. هكذا تجري العادة في كل العالم.