🎞️ Netflix

Priscilla.. لماذا أعلنت ابنة بريسيلا و إلفيس بريسلي رفضها للفيلم؟

Priscilla.. لماذا أعلنت ابنة بريسيلا و إلفيس بريسلي رفضها للفيلم؟ - أراجيك فن
ساندي ليلى
ساندي ليلى

11 د

يقول جبران خليل جبران عن الوحدة :" الوحدة عاصفة ساكنة تحطم أغصاننا الميتة، وهي مع ذلك تضرب بجذورها في أقصى أعماق القلب النابض من الأرض الحية". 

يُقال إن الوحدة والعزلة سرطان الروح؛ إن الوحدة قاسية مريرة بلا شك مهما قال الأدباء والشعراء في مدحها الوحدة لا تخلق الإبداع ولا تريح الأنفس من قذارة هذا العالم بالضرورة، الوحدة تدمر الروح وتقتل الأمل لهذا السبب فالسجناء مثيروا المتاعب يتم عزلهم في الزنازين الانفرادية كأقسى أنواع العقاب.

لا يوجد نوع واحد للوحدة بلا شك هناك وحدة ذاتية تخلقها أنت بمفردك وهناك وحدة اجتماعية يخلقها المجتمع الذي قد ينبذ أحد أفراده لجريرة ما وهناك أيضاً الوحدة الفلسفية تلك التي التزم بها النسّاك الباحثون عن إجابات تشفي أرواحهم السقيمة، لكن أقسى أنواع الوحدة هي تلك التي قد تشعر بها وأنت محاط بألف شخص وهي الوحدة التي يعاني منها أكثر المشاهير.

يقولون إن أسوأ ما قد يحدث لك هو أن تلتقي أبطالك المفضلين نحن نفترض دوماً أن المشاهير سواء كانوا ممثلين أو مغنين أو حتى مخرجين هم من طراز القديسين الذين لا يرتكبون أي خطأ كان، غافلين عن حقيقة أنهم بشر وأن كل ابن آدم خطّاء لهذا السبب غالباً ما يتم مهاجمة أعمال السير الذاتية بعنف ورفض قاس لأن أحداً لا يرغب في رؤية محبوبه على ما هو عليه بشر طبيعي. 

عام 1985 أصدرت بريسيلا بوليو بريسلي الزوجة الوحيدة لملك الروك أند رول إلفيس بريسلي مذكراتها التي حكت فيها عن علاقتها بالملك الذي التقته عندما كانت في الـ 14 من عمرها راوية وجهة نظرها الخاصة عن محبوب أمريكا الرومانسي الأشهر من نار على علم، كما لك أن تتوقع قوبل الكتاب برفض قاطع من محبي بريسلي الذين لم يتمكنوا من تقبل فكرة أن محبوبهم كان زوجاً سيئاً. 

عادت بريسيلا إلى الأضواء بعد أكثر من ثلاثين عاماً لتحكي قصتها من جديد بمساعدة واحدة من أقوى مخرجي هوليوود صوفيا كوبولا ليخرج فيلم بريسيلا Priscilla إلى النور وينضم لقائمة أفضل أفلام هذا العام الاستثنائي مثيراً جدلاً واسعاً بين أوساط أولئك المغرمين بإلفيس الذي لم يقلل الموت من شهرته وهيبته.

 فكيف قدمت كوبولا حكاية بريسيلا؟ هل ظلم الفيلم الملك؟ ولماذا أثار غضب ابنة بريسيلا؟.. سنجيب عن هذه الأسئلة المهمة في مقالتنا الخاصة بفيلم صوفيا كوبولا الجدلي بمراجعة اليوم في "أراجيك فن".

7.1/10
إعلان الفيلم

صفحة IMDb

تقييم أراجيك

Priscilla

يروي الفيلم حكاية بريسيلا بوليو البالغة من العمر 14 عاماً والتي تقيم مع عائلتها في باد ناوهايم في ألمانيا حيث يتمركز والدها في الجيش الأمريكي ذلك عام 1959.

تلتقي بريسيلا الصغيرة بمحبوب أمريكا الذي كان في ذروة شهرته إلفيس بريسلي الذي التحق بالجيش في حفل للقاعدة ويحصل إعجاب متبادل بين الشابين وتحقق بريسيلا أشد أحلامها جموحاً إنها تواعد إلفيس بريسلي محبوب الفتيات بشحمه ولحمه

 رغم قلق والدي بريسيلا من فارق العمر الذي يبلغ عشرة أعوام ومن شهرة إلفيس الخيالية إلا أن بريسيلا معمية بالحب لكن تنقطع العلاقة مؤقتاً.

 بعد عودة إلفيس إلى أمريكا لتغرق بريسيلا في الحزن لكن التواصل يعود مجدداً عام 1962 عندما يعلن إلفيس عن حبه لها ورغبته في قدومها للعيش معه في الولايات المتحدة في غريسلاند منزله الشهير وهناك تعيش بريسيلا الحلم وتصبح جزءاً من حياة إلفيس الصاخبة لتنضم بعد إقناع والديها المتشككين إلى المدرسة الكاثوليكية في ممفيس وتتزوج من محبوبها لاحقاً. 

إلفيس الحالم الأعظم يريد أن يصبح ممثلاً بشهرة مارلون براندو وجيمس دين وهي تحلم فقط أن تبقى معه حلم واحد فقط يمكن له أن يتحقق لكن الحلم الخاص ببريسيلا يتحول إلى كابوس عندما تكتشف أنها كانت مجرد عصفور جميل أحضره إلفيس ووضعه في قفص مذهب ليعود إليه في أي وقت يشاء، عالم مجنون من الشهرة والمخدرات والعزلة وجدت فيه بريسيلا نفسها.

لقد أصبحت سجينة لأسوار غريسلاند فيما إلفيس بعيد عنها في جولة أو يصور فيلماً مع حسناء ما فيما هي لا تمتلك أي شيء ولا يسمح لها بفعل شيء حتى الخروج إلى الحديقة ممنوع فهناك متطفلون ينتظرون عند أسوار البوابات إنه يريدها هناك لأجله وهي تحبه بجنون لكنها تدرك بعد فوات الأوان أن العيش مع إلفيس يعني العيش مع حاشية ضخمة من المتملقين الذين يخضعون تماماً للكولونيل باركر. 

بريسيلا وحيدة جداً أميرة معزولة في قلعة تذكرنا وبشدة بماري أنطوانيت طفلة أخرى وجدت نفسها فجأة حبيسة قصر فرساي الضخم عاجزة عن الهرب عاجزة عن التأقلم سمكة خارج الماء لا فائدة منها سوى أن تكون هناك جميلة محببة وقيد المنال كل العيون عليها وينبغي أن تكون مثالية جميلة في كل لحظة وحيدة.

 رغم وجود الآلاف هناك حولها لكنها وحيدة لا أحد يهتم بوجودها، يقال أن ماري أنطوانيت لم تكن تكترث لملكها أما بريسيلا فقد كانت تعبده وأرادت أن تبقى معه أسيرة لحبه. 

 يتابع الفيلم سرد حكاية بريسيلا ومعاناتها مستوحياً أحداثه من كتاب بريسيلا إلفيس وأنا والذي تروي فيه السنوات التي قضتها مع إلفيس كما تذكرها.

لم يكن فيلم بريسيلا فيلم سيرة ذاتية عن حياة بريسيلا بريسلي بل هو مذكرات قصة تروى من خلال ذكريات قديمة أعادتها عدسة مخرجة موهوبة إلى الحياة لتذكرنا أن الأحلام قد تتحقق على شكل كوابيس أحياناً.

عرض المزيد

  • name

    مناسب من عمر 4 سنوات فما فوق.

  • إنتاج

    2023
  • إخراج

    صوفيا كوبولا

بطولة

كايلي سبيني،
جاكوب إيلوردي،
داغمارا دومنزيك

النوع

دراما

إنها بريسيلا ماري أنطوانيت المعاصرة 

فيديو يوتيوب

يروي الفيلم حكاية بريسيلا بوليو البالغة من العمر 14 عاماً والتي تقيم مع عائلتها في باد ناوهايم في ألمانيا حيث يتمركز والدها في الجيش الأمريكي ذلك عام 1959.

تلتقي بريسيلا الصغيرة بمحبوب أمريكا الذي كان في ذروة شهرته إلفيس بريسلي الذي التحق بالجيش في حفل للقاعدة ويحصل إعجابًا متبادلاً بين الشابين وتحقق بريسيلا أشد أحلامها جموحاً إنها تواعد إلفيس بريسلي محبوب الفتيات بشحمه ولحمه.

 رغم قلق والدي بريسيلا من فارق العمر الذي يبلغ عشرة أعوام ومن شهرة إلفيس الخيالية إلا أن بريسيلا معمية بالحب لكن تنقطع العلاقة مؤقتاً.

 بعد عودة إلفيس إلى أمريكا لتغرق بريسيلا في الحزن لكن التواصل يعود مجدداً عام 1962 عندما يعلن إلفيس عن حبه لها ورغبته في قدومها للعيش معه بأمريكا في غريسلاند منزله الشهير وهناك تعيش بريسيلا الحلم وتصبح جزءاً من حياة إلفيس الصاخبة لتنضم بعد إقناع والديها المتشككين إلى المدرسة الكاثوليكية في ممفيس وتتزوج من محبوبها لاحقاً. 

إلفيس الحالم الأعظم يريد أن يصبح ممثلاً بشهرة مارلون براندو وجيمس دين وهي تحلم فقط أن تبقى معه حلم واحد فقط يمكن له أن يتحقق لكن الحلم الخاص ببريسيلا يتحول إلى كابوس عندما تكتشف أنها كانت مجرد عصفور جميل أحضره إلفيس ووضعه في قفص مذهب ليعود إليه في أي وقت يشاء.

عالم مجنون من الشهرة والمخدرات والعزلة وجدت فيه بريسيلا نفسها. لقد أصبحت سجينة لأسوار غريسلاند فيما إلفيس بعيد عنها في جولة أو يصور فيلماً مع حسناء ما فيما هي لا تمتلك أي شيء ولا يسمح لها بفعل شيء حتى الخروج إلى الحديقة ممنوع فهناك متطفلون ينتظرون عند أسوار البوابات إنه يريدها هناك لأجله وهي تحبه بجنون لكنها تدرك بعد فوات الأوان أن العيش مع إلفيس يعني العيش مع حاشية ضخمة من المتملقين الذين يخضعون تماماً للكولونيل باركر. 

بريسيلا وحيدة جداً أميرة معزولة في قلعة تذكرنا وبشدة بماري أنطوانيت طفلة أخرى وجدت نفسها فجأة حبيسة قصر فرساي الضخم عاجزة عن الهرب عاجزة عن التأقلم سمكة خارج الماء لا فائدة منها سوى أن تكون هناك جميلة محببة وقيد المنال كل العيون عليها وينبغي أن تكون مثالية جميلة في كل لحظة وحيدة.

 رغم وجود الآلاف هناك حولها لكنها وحيدة لا أحد يهتم بوجودها، يقال إن ماري أنطوانيت لم تكن تكترث لملكها أمًا بريسيلا فقد كانت تعبده وأرادت أن تبقى معه أسيرة لحبه. 

 يتابع الفيلم سرد حكاية بريسيلا ومعاناتها مستوحياً أحداثه من كتاب بريسيلا إلفيس وأنا والذي تروي فيه السنوات التي قضتها مع إلفيس كما تذكرها.

لم يكن فيلم بريسيلا فيلم سيرة ذاتية عن حياة بريسيلا بريسلي بل هو مذكرات قصة تروى من خلال ذكريات قديمة أعادتها عدسة مخرجة موهوبة إلى الحياة لتذكرنا أن الأحلام قد تتحقق على شكل كوابيس أحياناً. 


صوفيا كوبولا سفيرة النساء الوحيدات 

إن صوفيا كوبولا هي التجسيد الفعلي لمقولة فرخ البط عوام فهي ابنة أحد أشهر مخرجي هوليوود وأكثرهم براعة مخرج ثلاثية العراب الشهيرة فرانسيس كوبولا.

تعرفنا إلى صوفيا كممثلة عندما أدت دور ماري كورليوني في الجزء الثالث من السلسلة لكنها فشلت بشكل مؤلم لتتجه إلى الإخراج وتظهر هناك موهبة فذّة ببصمة ميزتها عن أي مخرج آخر كانت بصمة صوفيا هي الوحدة، نساء أعمالها وحيدات كالجحيم رغم أنهن محاطات بالكثير من الناس لكن بريسيلا وبلا شك كانت أكثرهن وحدة. 

تعزف كوبولا نغمة الوحدة والعزلة منذ اللحظة الأولى للفيلم بريسيلا كانت فتاة جديدة في بلد جديد تذهب للتسوق وحدها تحتسي الشاي وحدها كانت وحدتها هذه هي ما جذبت إلفيس إليها في المقام الأول.

تهتم كوبولا بتوضيح العزلة التي تسببها الشهرة وذلك الضغط الرهيب الذي يجعل الشخص وحيداً بعيداً عن العالم لكن وحدة بريسيلا مختلفة أكثر قسوة فهي ليست تحت الأضواء حتى بل قابعة هناك في ظلال أضواء إلفيس بريسلي أشهر شخص في العالم وعلى بريسيلا زوجته المراهقة أن تكون مثالية في كل لحظة أن تكون كافية لمكانتها كزوجة لملك الروك أند رول. 

تنجح صوفيا وببراعة في وضع المشاهد مكان بريسيلا؛ هذه قصتها لا قصة إلفيس قصة فتاة صغيرة وجدت نفسها تعيش حلم كل فتيات الأرض إنها محبوبة إلفيس تعيش معه تحت سقف واحد ما الذي قد يفسد هذا الحلم سوى قسوة الواقع؟

نرى وبوضوح ديناميكية السلطة بين بريسيلا وإلفيس إنها صغيرة لطيفة حمقاء وهو إلفيس الذي يعرف كل شيء ويضع شروطاً صارمة للعلاقة ينبغي الالتزام بها بحذافيرها وينبغي على بريسيلا التأقلم مع غيابه التأقلم مع خياناته والتأقلم مع عالمه المجنون الذي أبدعت صوفيا في تصويره.

عالم يشعرك بالوحدة رغم أنك عاجز عن البقاء بمفردك، تدخل بريسيلا تدريجياً عالم المخدرات والمهدئات التي صاغت زواجها لاحقاً تصر صوفيا كوبولا على توضيح هيمنة بريسلي على العلاقة من خلال توضيح فرق الأحجام بريسيلا صغيرة هشة تعيش غرابة غريسلاند الضخمة بكل تفاصيلها اللاذعة البيانو الكبير الأبيض السجادة الكريمة تناقض واضح بين المكان وقاطنيه يتوضح في كل ثانية من الفيلم.

لقد أبدعت كوبولا في تصوير الوحدة الزوجية نحن نتزوج لنجد مَن يطرد وحدتنا لا لنصبح أسرى للزواج كان هذا ملعب كوبولا المفضل الوحدة الجحيمية التي رأيناها سابقاً مع الأخوات المعزولات عن العالم في The Virgin Suicides والزوجة الجديدة التائهة في تحفتها الخالدة Lost in translation شخصيات صوفيا بارعات جميلات ساحرات لكن أعماقهن تحتوي ظلاماً يتوق للصحبة.

لقد أرادت صوفيا تقديم بريسيلا مختلفة بريسيلا مغرمة بملكها يعذبها غيابه طفلة لم تنضج بما يكفي لتفهم احتياجاته ورغباته غريبة في أرض غريبة في الواقع كانت صوفيا أمينة للغاية في نقل القصة من كتاب بريسيلا الذي روت فيه أعوامها مع إلفيس الأمر الذي منح القصة لمعاناً وتألقاً وصدقاً مصدرياً.

ولهذا السبب لم يكن بريسيلا مجرد فيلم سيرة ذاتية بل كان قصة تروى للمرة الأولى لتنير الجانب المظلم من القمر، لا خلاف على موهبة كوبولا لكن مما لا شك فيه أن وجود طاقم عمل مميز ساعد في إضفاء مزيد من السحر على هذه القصة الفريدة.


طاقم تمثيل يفوق الخيال 

انضم طاقم العمل الرائع إلى الكتابة والإخراج المميزين ليضيف للفيلم الرائع المزيد من المتعة والبراعة كانت بطلة الفيلم كالي سبيني وببساطة مذهلة كبريسيلا تلعب الممثلة ذات الـ25 عامًا دور بريسيلا ذات الـ 14 عاماً ببراعة حقيقة خالية من أي ابتذال.

لقد نجحت في تجسيد الروح الحقيقية لبريسيلا بوليو الفتاة الصغيرة الهشة بأداء حساس متقلب يصعب تفويته كانت بريسيلا وحيدة تلك الوحدة التي لا يدركها سوى صاحبها الوحدة التي تشعر بها عندما تصل إلى خط النهاية لتكتشف أنك كنت مجرد أحمق آخر لا يعرف ما الذي ينتظره.

لم تكن كيلي مقنعة فحسب بل كانت مثالية بتلك الرقة واللطافة اللتان تخفيان الألم والمعاناة خلفهما كانت كيلي هي بطلة الفيلم الأساسية فالقصة تدور حولها إنها مصدر الحكاية حكاية امرأة مغرمة تجاهد للحفاظ على حبيبها الذي يغيب عنها لشهور طويلة في كل مرة تاركاً إياها فريسة للقلق والمهدئات والشائعات التي تربطه بمئات الحسناوات.

كانت بريسيلا امرأة رجل واحد لكن إلفيس كان رجل كل نساء الأرض الأمر الذي شكل عقدة حياة الشخصية وأساس براعة أداء سبيني كامرأة مهزومة بحبها.

لا يوجد أي شك في وجود تلك الكيمياء الفورية الأسطورية الناشئة بين كيلي سبيني وجايكوب إلرودي الرائع الذي قدم نسخة لم نرها سابقاً من الملك.

مئات قدموا إلفيس هناك عشرون منهم في لاس فيغاس وحدها إنه رمز ثقافي لا مجرد مغني روك آخر أمًا في السينما فمن يمكن أن ينسى الأداء الأسطوري لأوستن بتلر في الفيلم الذي جسد حياة إلفيس بريسلي والذي ركز بشكل مطلق على مسيرته المهنية.

لكن إلرودي يقدم نسخة أكثر إنسانية وواقعية من الملك نسخة لم ترق لمعجبي إلفيس الأوفياء الذين يرفضون فكرة كونه مجرد شخص عادي يغضب ويكره وينفعل.

لقد شاهدنا في الفيلم إلفيس من وجهة نظر بريسيلا لا جمهوره حيث يصور الفيلم إلفيس كفتى له كاريزما خيالية محاط بجمع من المتملقين الذين يديرون حياته، إنه زوج بعيد مهمل غارق في عالم المخدرات والشهرة مصر على تحويل زوجته إلى نسخة مثالية تناسبه يجعل التناقض في الحجم إلفيس مهيمناً وبشدة على بريسيلا الأصغر سناً حتى الأبوة لم تغير منه إذ أنه ومع ابنته كان إلفيس بعيداً. 

لربما لم يكن إلرودي أفضل نسخة ممكنة من إلفيس لكنه وبلا شك قدم أداء رائعاً وجسد أكثر نسخة إنسانية رأيناها من قبل للملك الفتى الذهبي الوسيم ذي الصوت الرخيم الذي نال شهرة خيالية لم ينلها أي أحد آخر، لم يكن إلفيس مثالياً أو لعل مثاليته اقتصرت على صوته لا أكثر هذا ما أراد الفيلم قوله إنه في النهاية بشر.

لا ريب أن احترافية كاميرا صوفيا كوبولا كانت عاملاً مساعداً لهذا الأداء المميز خاصة أنها خففت كثيرًا من قسوة حكاية كتاب بريسيلا كمراعاة للمغرمين بالملك الذين يرفضون رؤية محبوبهم كإنسان طبيعي له مشاكله وأخطاؤه. 

في الواقع كان الفيلم خالياً بشكل غريب من أغاني إلفيس ويقال إن السبب يعود إلى قضايا حقوقية لكن هذا أفاد وجهة نظر الفيلم إنه ليس فيلماً عن إلفيس المغني البارع إنه فيلم عن إلفيس الحبيب والزوج والأب لقد أثار الفيلم غضب محبي إلفيس وبشدة واتهموا الفيلم بالافتراء على النجم الشهير ناسين أن صوفيا تروي قصة بريسيلا كما عاشتها الأخيرة لم يكن إلفيس وحشاً بلا أي شك؛ لكنه كان فتى منح شهرة وقوة هائلة جعلته غير المكترث بالآخرين أو هكذا تراه زوجته الوحيدة التي نراها في نهاية الفيلم تغادر غريسلاند بلا أي ندم.

في الحقيقة لم يكن المعجبون هم الوحيدون الغاضبون من الفيلم إذ كان هناك شخص يمسه الفيلم شخصياً أعلن غضبه ورفضه المطلق للفيلم ابنة بريسيلا الوحيدة ليزا ماري بريسلي!


سبب غضب ابنة إلفيس وبريسيلا  

ولدت ليزا ماري بريسلي الابنة الوحيدة للملك عام 1986 وقد عانت أشد المعاناة بسبب طلاق والديها وتوفيت بداية عام 2023 بسكتة قلبية وفقاً لأمها التي امتلكت علاقة مضطربة معها.

لكنها وقبل وفاتها أعلنت رفضها القاطع وصدمتها المروعة من طريقة تصوير أبيها في فيلم صوفيا كوبولا الجديد حيث طلبت الراحلة برسالتين إلكترونيتين من كوبولا إعادة النظر في رؤيتها للشخصية وتجنيب عائلتها إحراجاً عاماً حيث كتبت في إحدى رسائلها: "يظهر والدي كمفترس ومتلاعب لا أكثر كابنته لا أقرأ هذا ولا أرى أي شيء من أبي في هذه الشخصية لا أقرأ هذا وأرى وجهة نظر أمي تجاه أبي أقرأ هذا وأرى وجهة نظرك الانتقامية والمزدرية الصادمة ولا أفهم لماذا ". 

أضافت الراحلة معبرة عن المزيد من غضبها ورفضها "سأكون مجبرة على أن أكون في موقف حيث سأضطر فيه للتعبير صراحة عما أشعر به تجاه الفيلم وأن أقف ضدك أنت وأمي والفيلم علناً" وعندما طلب من كوبولا التعليق على ما أعلنته بريسلي كتبت كوبولا عَبر ممثلها " آمل أنه عندما تشاهدين الفيلم النهائي ستشعرين بشكل مختلف وستتفهمين أنني أهتم كثيراً بتكريم والدتك بينما أقدم والدك أيضاً لكن بحساسية وتعقيد".

لقد كانت ردة فعل الراحلة ليزا ماري بريسلي ردة فعل ابنة محبة تكره رؤية أي شيء يسيء لذكرى والدها الحبيب ابنة تمتلك علاقة غير الصحية مع أمها.

لكن صوفيا كوبولا قامت بالفعل بعمل رائع ولم تقصد إطلاقاً الإساءة لشخصية وإرث إلفيس إنما حكت القصة من وجهة نظر بريسيلا التي لم يكترث أحد لها من قبل.

لقد كانت صوفيا كوبولا فنانة تعكس رؤية خاصة من زاوية مختلفة لا ينبغي إلقاء أي لوم عليها كما لا يمكن لأحد اتهام فرانثسكو غويا بكراهية إسبانيا فقط لأنه أبدع في رسم لوحاته السوداء التي عكست ظلام روحه واضطراب بلاده.

لا نقصد إطلاقاً الدفاع عن كوبولا لكنها وفي نهاية الأمر تروي حكاية امرأة منسية وترويها ببراعة معهودة عنها لتخبر العالم كله عن بريسيلا العصفور المحبوس داخل قفص الزوجية المذهب والذي احترقت أجنحته بسبب سطوع إلفيس بريسلي.

ختاماً لم يكن إلفيس شخصاً سيئاً على الإطلاق وسيظل للأبد ذلك المغني البارع الساحر الذي سلب قلوبنا بصوته الرخيم ويستحيل لأي كان إنكار هذه الحقيقة، لكن فيلم كوبولا لا يحكي قصته هو إنما يحكي قصة امرأة أحبته وعاشت معه أعواماً وأرادت مشاركة العالم قصتها هذه قبل رحيلها ليخرج لنا فيلم رائع نجح في فرض نفسه في المهرجانات العالمية رغم وجود منافسات أسطورية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.