أحدثهم Retribution.. ما الذي يدفع صناع السينما لإعادة الإنتاج بنسخ من كافة أنحاء العالم؟
11 د
يقول المخرج الأسطوري فرانسيس فورد كوبولا عن السينما :" أعتقد أن السينما والأفلام والسحر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، أظن أن السحرة كانوا أول من صنع الأفلام".
لا يوجد شك أن اختراع السينما كان أفضل ما حدث للبشرية، إن السينما هي المزيج الأرقى من السحر والخيال والقصة والموسيقى إنها سابع الفنون وأرقاها، لطالما ارتبطت السينما بالإبداع والابتكار الذي يسمح لها بأن تواكب الزمن أو تسبقه أحياناً كما حدث مع تحفة ستانلي كوبريك الأسطورية Space odyssey 2001 والتي تنبأ من خلالها بكثير من المخترعات التي كانت خيالاً جامحاً في زمنه.
وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية الآن، قد يتوارد إلى ذهنك أن فن السينما محصور بين بريطانيا هوليوود أميركا خاصة لكن هذا اعتقاد مجحف، إن السينما عالمية وكل دولة في العالم تمتلك سينما رائعة خاصة بها قد لا تنجح في الانتشار حول العالم بسبب الإمكانيات الضعيفة لكن هذا لا يمنع حقيقة أنها سينما حقيقية رائعة ومميزة.
في الواقع بعض الأفلام الأوروبية تنافس أفضل أفلام هوليوود بقصصها الرائعة وممثليها المبدعين وتحقق نجاحاً خيالياً يدفع هوليوود إلى إعادة إنتاجها بطاقم تمثيل أمريكي مع اقتباس كامل للقصة الأساسية، مثل فيلم ليام نيسون الجديد Retribution المقتبس من فيلم إسباني ناجح هو El desconocido والتي تعني الغريب بالإسبانية.
رغم أن النسخة الأصلية حققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً قوياً إلا أن نسخة هوليوود التي عرضت منذ أشهر قليلة تعرضت لهجوم كاسح من النقاد، وتم وصف الفيلم على أنه أفشل أفلام هذا العام؛ فهل كان الفيلم بهذا السوء حقاً؟ وما الجديد الذي قدمه عن النسخة الأصلية؟ سنجيب عن هذه الأسئلة وأكثر في "أراجيك فن" بمراجعتنا الخالية من أي انطباعات وتحيزات لفيلم ليام نيسون الجديد Retribution..
Retribution
يبدأ الفيلم بمشهد غريب لصناعة قنبلة يليها انفجار هائل، تنتقل الأحداث بعدها إلى مات تيرنر المصرفي الفائق النجاح الذي ضحى بعائلته لأجل مهنته، تطلب هيذر زوجة مات منه أن يصطحب الأطفال معه إلى المدرسة ابنه المراهق زاك وابنته الصغيرة إيميلي.
يبدو واضحاً أن هناك توتراً من نوع ما بين مات وعائلته خاصة زاك الذي لا يمتلك علاقة جيدة مع أبيه، بمجرد صعودهم إلى السيارة يبدأ مات إجراء مكالمة عمل مهمة مع عميل خسر الملايين لإقناعه بالاستمرار في التعامل مع البنك رغم خسائره الفادحة، وينجح مات كعادته في إقناعه وإغلاق الصفقة رغم علمه أنه كذب على العميل.
حينها يرن هاتف محمول في السيارة وبعد استفسار غاضب من مات عن صاحب الهاتف يكتشف أنه ليس ملكاً لأحد وأنه مدسوس بين مقاعد السيارة، يجيب مات على الاتصال ليأتيه صوت إلكتروني غريب يبلغه بوجود قنبلة تحت مقاعد السيارة وبمجرد خروجه منها ستنفجر كما أن المتصل يمتلك جهاز تفجير عن بعد وبإمكانه تفجير السيارة في لحظة، رغم أن مات لا يكترث في البداية إلا أنه يعلم لاحقاً بوجود تفجيرات راح ضحيتها واحد من زملائه.
كما يجد قنبلة تحت مقعده ويعلم أن التهديد حقيقي تماماً، يطلب المتصل الغامض من مات أن يستمر في القيادة وأن يتبع أوامره وطلباته بتحويل مبلغ مالي ضخم إليه، يقع مات في سباق مميت ضد الزمن خاصة أن هذا المتصل الغامض يجعل من مات الإرهابي والمفجر الحقيقي، تستمر أحداث الفيلم المشوقة بين محاولة مات النجاة بحياته وحياة أطفاله ومحاولاته لكشف حقيقة المفجر الذي أوقعه في هذه الورطة، رغم تقليدية القصة إلا أنها لم تخل من عامل الإثارة والتشويق والتوتر الذي يميز هذه النوعية من الأعمال.
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
نمرود أنتال
بطولة
سباق الموت مع الزمن
يبدأ الفيلم بمشهد غريب لصناعة قنبلة يليها انفجار هائل، تنتقل الأحداث بعدها إلى مات تيرنر المصرفي الفائق النجاح الذي ضحى بعائلته لأجل مهنته، تطلب هيذر زوجة مات منه أن يصطحب الأطفال معه إلى المدرسة ابنه المراهق زاك وابنته الصغيرة إيميلي.
يبدو واضحاً أن هناك توتراً من نوع ما بين مات وعائلته خاصة زاك الذي لا يمتلك علاقة جيدة مع أبيه، بمجرد صعودهم إلى السيارة يبدأ مات إجراء مكالمة عمل مهمة مع عميل خسر الملايين لإقناعه بالاستمرار في التعامل مع البنك رغم خسائره الفادحة، وينجح مات كعادته في إقناعه وإغلاق الصفقة رغم علمه أنه كذب على العميل.
حينها يرن هاتف محمول في السيارة وبعد استفسار غاضب من مات عن صاحب الهاتف يكتشف أنه ليس ملكاً لأحد وأنه مدسوس بين مقاعد السيارة، يجيب مات على الاتصال ليأتيه صوت إلكتروني غريب يبلغه بوجود قنبلة تحت مقاعد السيارة وبمجرد خروجه منها ستنفجر كما أن المتصل يمتلك جهاز تفجير عن بعد وبإمكانه تفجير السيارة في لحظة، رغم أن مات لا يكترث في البداية إلا أنه يعلم لاحقاً بوجود تفجيرات راح ضحيتها واحد من زملائه.
كما يجد قنبلة تحت مقعده ويعلم أن التهديد حقيقي تماماً، يطلب المتصل الغامض من مات أن يستمر في القيادة وأن يتبع أوامره وطلباته بتحويل مبلغ مالي ضخم إليه.
يقع مات في سباق مميت ضد الزمن خاصة أن هذا المتصل الغامض يجعل من مات الإرهابي والمفجر الحقيقي، تستمر أحداث الفيلم المشوقة بين محاولة مات النجاة بحياته وحياة أطفاله ومحاولاته لكشف حقيقة المفجر الذي أوقعه في هذه الورطة. رغم تقليدية القصة إلا أنها لم تخل من عامل الإثارة والتشويق والتوتر الذي يميز هذه النوعية من الأعمال.
نسخ من كافة أنحاء العالم، كيف كانت النسخة الأمريكية من Retribution؟
صدر فيلم The stranger الإسباني عام 2015 ولو كانت شاهدت أفلاماً إسبانية مثل The body أو The invisible guest فستدرك السحر الخاص بأفلام الإثارة والتشويق الإسبانية.
حقق الفيلم الذي أخرجه داني دي لا توري نجاحاً ساحقاً كما عُرض في مهرجان البندقية ونال إشادات قوية سواء من النقاد أو الجماهير بفضل قصته المشوقة التي تجعل المشاهد متشبثاً بمقعده توتراً، والتي جمعت بين التشويق والإثارة والدراما الرائعة، بعد نجاح الفيلم جماهيرياً ونقدياً صدرت نسخة ألمانية من الفيلم نفسه بإخراج كريستيان ألفارت ذلك عام 2018 بعنوان don't get out.
لكنها وعلى عكس النسخة الأصلية لم تحقق النجاح نفسه إذ أنه ورغم تشويق القصة إلا أنها فشلت في إضفاء مسحة إنسانية على الأحداث.
واقتصر تركيز الحبكة على محاولة كارل السائق على النجاة بحياته وكشف صاحب المؤامرة دون الاكتراث بطفليه في السيارة مما دفع النقاد لاعتبار هذه النسخة الأقل براعة، لكن ورغم ذلك حقق الفيلم نجاحاً مقبولاً سواء عند الجماهير والنقاد، لكن النسخة الكورية الجنوبية عوضت هذا الإحباط وقدم المخرج كيم تشانغ جو عام 2021 نسخته الخاصة من الفيلم الإسباني بعنوان Hard Hit.
والذي ورغم عدم عرضه سينمائياً إلا في كوريا الجنوبية إلا أن عرضه على المنصات الرقمية حقق له انتشاراً واسعاً ونال إشادات قوية من النقاد الذين رأوا أنه نجح تماماً في دمج الإثارة مع الدراما العائلية، كما أنه أضاف إلى الفيلم بعضاً من الثقافة الكورية كي يصبح ملائماً للمشاهد المحلي.
إذ تغيرت خلفية شخصية المفجر والأسباب التي دفعته لما فعله تماماً عن النسختين الإسبانية والألمانية، كما لم ينس الفيلم الكوري التركيز على شخصية الأب والمثل العائلية والندم الذي شعر به الأب سيونغ غيو عندما أدرك كم أهمل أطفاله لأجل العمل والمجد.
إضافة إلى كل ما سبق فقد قدمت النسخة الكورية نهاية مختلفة أكثر تشويقاً من النهاية الأصلية حيث أنه وفي الفيلم الإسباني تنتهي الأحداث نهاية واضحة مغلقة دون أي شكوك، أمًا النسخة الكورية فقد تركت النهاية مفتوحة وأضفت تشويقاً حقيقياً على بقية الأحداث، في الواقع يمكن أن نعتبر النسخة الكورية الجنوبية أفضل نسخ الفيلم دون تفكير ثان.
أمًا النسخة الأميركية التي عرضت هذا العام من إخراج نمرود أنتال فقد كانت الأقل حظاً وبراعة دون شك إذ كانت مزيجاً غريباً من النسخ الثلاث السابقة حتى إن الأحداث دارت في ألمانيا لسبب غير المعروف لعل هذا كان الثغرة الأكبر في الفيلم، أحداث تدور في ألمانيا لكن الجميع من ضمنهم الشرطة لا يتحدثون سوى الإنجليزية! لم نستطع معرفة أن كل هذا حصل في ألمانيا إلا عند قرب نهاية الفيلم وعندما طلب المفجر المال باليورو بدلاً من الدولار.
كما أن الفيلم وقع في نفس الفخ الذي وقعت فيه النسخة الألمانية التركيز على الإثارة والتشويق دون الاهتمام ببناء الشخصيات التي كانت مسطحة فارغة بشكل غريب كأنما لا وجود لها، ولم يستطع تحقيق الإثارة القوية والتوتر القاسي الذي تميزت به النسخة الإسبانية.
رغم أن الفيلم الأميركي اختلف في نهايته عن الأصل وتبنى نهاية النسخة الكورية المفتوحة إلا أنه فشل في تقديم شخصية المفجر بطريقة ترغمك على التعاطف معه، حيث استطعنا استنتاج شخصيته دون أي عناء بعدما رأينا نفس الحبكة في عشرين فيلماً على الأقل.
كما لم يضفِ صناع العمل أي شيء من ثقافتهم أو روحهم على أحداث الفيلم، لقد نُسخ نسخاً دون أي تعديل سوى أسماء الشخصيات من الإصدارات الأخرى، مما خلق فجوة في تتابع الأحداث التي تشعرك أن العالم محصور في المقعد الأمامي للسيارة، لربما لو أن صناع الفيلم بذلوا بعض الجهد في تطويع القصة وطبعها بطابعهم الثقافي، أو على الأقل اختاروا قضية أسمى من المال لتقديم شخصية المفجر، لربما كنا لنرى نسخة مميزة تفوق النسخة الكورية الرائعة.
ما الذي يدفع صناع السينما لإعادة إنتاج فيلم أجنبي ناجح؟
إن إعادة إنتاج أفلام أجنبية ليس بالظاهرة الجديدة لربما لم تكن تعلم هذا لكن تحفة سكورسيزي التي نال عنها جائزة أوسكار أفضل مخرج The departed مقتبسة من عمل صيني باسم Infernal affairs والذي حقق نجاحاً واسعاً جداً في الصين وخارجها، لكن لمسة سكورسيزي الإبداعية جعلت العمل المقتبس يفوق الأصل نجاحاً وشهرة، لا يوجد سبب واحد يدفع صناع السينما إلى إعادة إنتاج فيلم أجنبي ناجح إذ إن الأسباب كثيرة متعددة.
من هذه الأسباب ولعله أبرزها هو استغلال نجاح الفيلم خاصة لو كان نجاحاً عالمياً وتقديمه بطريقة تلائم ثقافة البلد الآخر ويبدو أن فيلم Parasite الرائع سيتحول إلى مسلسل تلفزيوني من إخراج آدم ماكاي.
كان فيلم الطفيلي نقلة نوعية خرافية في عالم السينما الكورية والعالمية ونجح في اقتناص جائزة أوسكار مستحقة عن أفضل فيلم أجنبي.
نرشح لك: بعد نجاح باراسيت Parasite ولعبة الحبار Squid Game.. لماذا يحب الجمهور الدراما المأساوية؟
لقد نجح الفيلم وبقوة في تقديم صورة ساخرة مؤلمة عن الفجوة الكبيرة بين الأثرياء والفقراء في كوريا البلد المتقدم، واستطاع تصوير الواقع المرير المختفي تحت الشركات الكبيرة والفرق الموسيقية الشهيرة، رغم أن ماكاي أكد كثيراً أن مسلسله سيكون مختلفاً عن الفيلم الكوري وسيجسد الواقع الأميركي لكن لا شك أنه أمام تحد عسير حقاً خاصة أن Parasite لم يكن مجرد فيلم عابر إنه تحفة خالدة من تحف السينما العالمية.
السبب الآخر الذي قد يدفع صناع السينما لإعادة تقديم عمل أجنبي هو محاولة تقديمه بشكل أكثر حداثة وبطابع أقرب للجمهور، يمكن أن نتخذ الفيلم الحائز على الأوسكار CODA مثالاً ممتازاً، يعد هذا الفيلم إعادة إنتاج لفيلم فرنسي بلجيكي يدعى La Famille Bélier اختلف الفيلم الأمريكي عن الأصل وتميز من خلال استخدام ممثلين صم مما جعله نسخة أفضل من الفيلم الأصلي وأكثر صدقاً وإثارة للاهتمام أيضاً.
لكن بعض الأفلام يعاد إنتاجها لسبب أقل رقياً بكثير ألا وهو جذب الجمهور المحلي، إذ أن الكثير من الأمريكيين يجدون صعوبة في مشاهدة وتقبل فيلم بلغة غير الإنجليزية.
لذا تسارع شركات الإنتاج إلى استثمار نجاح الفيلم الأجنبي ونسخه وتقديمه إلى الجمهور الأميركي كنوع من الاستسهال إذ أن القصة موجودة وجاهزة ولا داعي لأي جهد سوى ترجمة النص وتغيير الأسماء غافلين تماماً عن حقيقة أن أهم ما ينبغي فعله عند اقتباس فيلم أجنبي هو إضافة شيء من ثقافتك ونظرتك وأسلوبك إلى النسخة الجديدة، وإلا فسيتحول الفيلم إلى نسخة كربونية من الأصل بلا أي تجديد سوى أشكال ممثليه.
مثلما حدث مع فيلم The guilty الصادر عام 2021 والذي لم يقدم أي جديد عن أصله الدنماركي حتى الاسم لم يتغير، التغير الوحيد كان أن النسخة الأمريكية احتوت الرائع جايك غيلنهال في دور البطولة ومع ذلك استطاع الفيلم تحقيق نجاح مقبول نوعاً ما ربما لأنه كان النسخة الأولى والوحيدة على عكس Retribution الذي يبدو أنه يستنسخ كل عامين في بلد ما والذي مزقه النقاد تمزيقاً ونال أسوء تقييمات ممكنة منهم.
إن تقديم نسخ متعددة من فيلم ما هو دليل على نجاحه وشهرته وأن هوليوود لم تعد مركز السينما العالمي، لكن استنساخ الفيلم بلا تجديد لن يقدم شيئاً الأمر لا يقتصر على وجود قصة مثيرة قوية إذ إن تقديمه بتصور مختلف ورؤية ملائمة خلاقة سيمنح المشاهد تجربة جديدة ممتعة تجعله يشعر أنه يشاهد قصة مختلفة تماماً ولربما تتفوق النسخة على الأصل لو صُنعت وقُدمت بشكل أكثر براعة.
هل استحق Retribution الانتقادات؟
منذ صدور الفيلم سارع النقاد إلى تمزيقه بأقلام نقدهم ووصفه أنه أسوء أفلام العام دون شك، يبدو أن نقاد الفن سئموا تكرار نفس القصة مرة تلو مرة دون أي تجديد، وهو ما قام به الفيلم ببراعة إذ أن الحبكة كانت نسخة كربونية لا تجديد فيها سوى أسماء الشخصيات.
وقد ركزت على الإثارة مع إهمال القصة نفسها حتى إنك مع نهاية الفيلم تجد نفسك عاجزاً عن تذكر اسم أي شخصية، كانت الحبكة في البداية جيدة مقبولة، لكن ومع استمرار الأحداث بدأت بالتراجع حتى تحولت إلى نسخة بلهاء من أفلام جيمس بوند.
كما كانت أحداث الفيلم غارقة في اللامنطقية التي يمكن التغاضي عنها لو تم تقديم شخصيات محكمة لكن للأسف جاءت شخصيات الفيلم مملة بشكل يثير السخط حتى شخصية المفجر التي افتُرض بها أن تكون المحرك الأساسي للأحداث لم تُقدم بتلك البراعة بل أعطيت دافعاً غارقاً في السطحية.
على عكس النسخة الكورية التي أعطت مسحة إنسانية مميزة لشخصية المفجر، لكن وبالرغم من كل هذه الثغرات لم يكن الفيلم مملاً بأي حال، بل كان أشبه بالوجبة الخفيفية التي تسبق عشاء دسماً إنه فيلم وجد لتشاهده عندما لا تجد شيئاً أفضل لتفعله، ولا يستحق إطلاقاً هذا النقد الجارح المسيء الذي انهمر عليه، لقد حمل هذا العام أفلاماً أكثر سوءاً بكثير ولم يتم مهاجمتها بهذه الطريقة.
لكن يبدو أن النقاد سئموا من الأفلام المقتبسة ووجدوا أن Retribution يصلح أن يكون كبش فداء مناسب لسهام نقدهم الحادة التي تجاوزت أحياناً حدود المهنية إلى مهاجمة شخص بطل العمل ليام نيسون كأنه المسؤول الأساسي عن فشل الفيلم نقدياً رغم أن الفيلم نال تقييماً مقبولاً على IMDb حيث منح علامة 5.3/10 إلا أن تقييم rottentomatoes كان متدنياً حقاً إذ بلغ 26% فقط.
إن أكثر ما يثير الاستغراب هو أن نسخ العمل الأخرى حتى الألمانية التي عجّت بالثغرات لم يتم مهاجمتها بهذه الطريقة الفجة، فهل وقع الفيلم ضحية لتكرار الإنتاج إلى درجة إثارة الضجر؟
لا نعلم حقاً السبب لكن من الطبيعي أن يتحلى الناقد بالحيادية أثناء تقديم نقده والنقد الموجه نحو الفيلم كان غير الحيادي بطريقة غير المفسرة بل كان هجومياً للغاية.
نرشح لك: The Wonderful Story of Henry Sugar.. ويس أندرسون يُعيد تقديم عجائب المغامرات بأسلوبه الفريد!
يبدو أنها ظاهرة جديدة انتشرت بين نقاد السينما النقد بالسلب لأجل النقد، هنا ينبغي لنا توضيح فكرة أنك كمشاهد لست مرغماً على إتخاذ وجهة نظر ناقد ما، لذا لو أعجبك الفيلم واستمتعت به فأنت لست مخطئاً بأي حال لا يجدر بكل الأفلام أن تكون عميقة فلسفية مؤثرة إن بضع ساعات من الإثارة والتوتر الممتع تفي بالغرض بلا شك.
ومع ذلك ليام نيسون رائع دون شك!
توجهت بعض الانتقادات الأشد قسوة إلى بطل الفيلم ليام نيسون مطالبة إياه اعتزال الأكشن بحجة أنه لم ينجح في تقديم فيلم ناجح منذ فيلم Unknown الصادر عام 2011.
رغم أن نيسون شهد عثرات كثيرة في مهنته إلا أنه يبقى ممثلاً رائعاً ورمزاً من رموز الأكشن كما أن أداءه في فيلم Retribution كان ممتازاً واستطاع إضفاء قوة حقيقية على الأحداث لكن النص لم يخدمه كما يجب وهذا ليس ذنبه ولا يعني أبداً أنه ممثل سيء انتهى عهده، في الواقع أغلب متابعي الفيلم شاهدوه لأجل الاستمتاع بالأداء الرائع المميز لليام نيسون.
ختاماً يمكن أن نقول أن فيلم Retribution لم يكن أفشل أفلام العام، إنه ليس بذلك الفيلم الرائع الذي سيخلد في ذاكرة السينما لعقود لكنه فيلم مسل ممتع لو تغاضيت عن بعض الثغرات كما أن مشاهدة ليام نيسون يقوم بدور الأب الغاضب مجدداً هو شيء يستحق المشاهدة دون شك. ماذا عنك عزيزي القارئ هل أعجبك الفيلم، أم أنك ترى النقاد على حق؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.