قصة مسلسل Sherlock: تعرف على المحقق العبقري وحياته في لندن المعاصرة
6 د
شخصية “Sherlock Holmes” التي ابتكرها السير “Arthur Conan Doyle” هي واحدة من أكثر الشخصيات الخيالية انتشارًا وشهرةً، حيث تم تحويل أغلب روايات الشخصية إلى أفلام ومسلسلات، وسجلتها “موسوعة جينيس” كأكثر شخصية خيالية تم تمثيلها، حيث تجاوز عدد الممثلين الذين أدوا الشخصية 70 ممثلًا في أكثر من 200 فيلم ومسلسل، بدايةً من الفيلم الأمريكي الصامت “Sherlock Holmes Baffled” عام 1900، وحتى الجزء الثالث من سلسلة أفلام “Sherlock Holmes” التي يقوم ببطولتها النجم “Robert Downey Jr” والمتوقع صدوره عام 2020.
لذا كان الأمر تحديًا للثنائي “Mark Gatiss”، و”Steven Moffat”، فكيف يُمكنهم صناعة شيء متميز يختلف عن كل ما سبق إنتاجه من أفلام ومسلسلات للشخصية، وفي رأيي الشخصي فهو تحدٍ نجحوا فيه بامتياز في مسلسل Sherlock المختلف بالفعل والمتميز على كل الأصعدة سواء على مستوى التمثيل أو الكتابة أو الإخراج.
قصة المسلسل
يُقدم المسلسل نسخة معاصرة من شخصية “Sherlock Holmes” الذي يستعين به المُحقق “Lestrade” لحل الجرائم نظرًا لقدراته غير العادية ويساعده زميله في السكن “Dr. John Watson” الذي أنهى خدمته العسكرية في أفغانستان وعاد بإصابة في قدمه، ويعرض المسلسل في كل حلقة جريمة مختلفة على مدار ساعة ونصف تقريبًا لتبدو كل حلقة وكأنها فيلم قصير، لكن في نفس الوقت وفي خلفية أحداث كل الحلقات نعيش صراع “Sherlock” مع عدوه اللدود “Jim Moriarty”.
ونتعرف في المسلسل على كل من “Sherlock” العبقري السايكوباثي الذي لا يُمكنه التعامل مع الآخرين بشكل طبيعي، صاحب العقل البارع ذو القدرة الفريدة على التحليل المنطقي لكل الأحداث والشخصيات من حوله، وعلى “John Watson” الطبيب العائد من الخدمة العسكرية ويعاني من “كرب ما بعد الصدمة” ورغم اعتراضه على العديد من تصرفات “Sherlock” إلا أنه يعتبره أقرب أصدقائه، كذلك نتعرف على “Mycroft” شقيق “Sherlock” الأكبر والذي يعمل في منصب حساس لدى الحكومة البريطانية ويعتبر حماية شقيقه الأصغر هو هدفه في الحياة.
هناك كذلك “Jim Moriarty” عدو “Sherlock” اللدود وهو شخصية مخبولة تمامًا وحلقات مواجهات الثنائي هي أفضل حلقات المسلسل تقريبًا، و”Molly Hooper” التي تعمل في المستشفى وتُساعد “Sherlock” في العديد من القضايا وتُحبه في صمت بينما لا يُدرك هو مشاعرها على الإطلاق، والسيدة “Hudson” صاحبة الشقة التي يسكن بها “Sherlock” وغيرهم من الشخصيات التي نقابلها على مدار 13 حلقة هي عدد حلقات الأربع مواسم التي تم عرضها من المسلسل.
لماذا “Sherlock” هو أفضل عمل فني تناول الشخصية؟
- معالجة الفكرة والأحداث لتُصبح معاصرة بدلًا من زمن الروايات الأصلي القرن التاسع عشر هو واحد من أهم أسباب تميز المسلسل، ففكرة استعانة “Sherlock” بالأجهزة الحديثة لحل الجرائم بدلًا من أدوات القرن التاسع عشر العتيقة جعلته أقرب لمسلسلات التحقيقات الحديثة لكن بشكل أكثر جاذبية.
- الأداء التمثيلي الرائع لجميع أبطال المسلسل، “Benedict Cumberbatch” وشخصية السايكوباثي العبقري البارد المتلاعب، و”Martin Freeman” في دور “John Watson”، و”Louise Brealey” في دور “Molly” المتوترة دائمًا شديدة الذكاء والسذاجة في نفس الوقت، و”Mark Gatiss” في دور “Mycroft” وأداء أكثر من ممتاز، أدوار تكاد تكون مثالية لأصحابها بالفعل فلا يُمكنك تخيل أي ممثل آخر لأي شخصية منهم.
- “Benedict Cumberbatch” ثم “Benedict Cumberbatch” ثم “Benedict Cumberbatch”، يقول المؤلف “Mark Gatiss” أن دور “Sherlock” كان محسومًا لـ”Cumberbatch” من البداية حتى أنه لم يتم عمل تجارب أداء لأي ممثلين آخرين، وفي الواقع لا أتخيل أي ممثل آخر كان يُمكنه أداء الدور بمثل هذة العبقرية، فالصورة التقليدية التي اعتدناها لـ “Sherlock” كشخص رزين ومتزن نسفها “Cumberbatch” بأدائه لنرى الشخصية بشكل مغاير تمامًا لما اعتدناه ونقع في غرامها فورًا.
- الحبكة الممتازة لكل حلقة لتبدو وكأنها فيلم شديد التوازن قصير نسبيًا، وكانت كل الحلقات تقترب من المثالية ربما باستثناء حلقة أو اثنتان يُمكن اعتبارهم حلقات جيدة وليست ممتازة كباقي حلقات المسلسل، فمع سيناريو مُتقن وإخراج مميز استحقت أغلب حلقات المسلسل تقييم تجاوز 9/10 على موقع “قاعدة بيانات الأفلام”.
- شخصية “Jim Moriarty”، الشرير المخبول العبقري. نعم يستحق الأداء الاستثنائي غير العادي لـ “Andrew Scott” وحده أن يكون سبب لتميز المسلسل وسبب لترشيحي له دائمًا.
- علاقة “Sherlock” و “Watson” هنا مختلفة عن المعتاد، قدمت الروايات “Watson” على أنه التابع الأقل ذكاءً المبهور دومًا بعبقرية “Sherlock”، بينما في المسلسل كان “Watson” صديق لـ “Sherlock”، بل أن وجوده ضرورة لشخص تحليلي لا يفهم المشاعر مثل “Sherlock”، فكان “Watson” هو بوصلته الإنسانية ليُدرك مشاعر من حوله من خلاله، فنرى على سبيل المثال في الحلقة الأولى “Sherlock” متحمس للغاية وهو يفحص مسرح جريمة به جثة الضحية إلى أن يلفت “Watson” انتباهه إلى أن تحمسه في غير موضعه وأن عليه أن يتعاطف قليلًا مع الضحية وعلى هذا النحو تسير علاقتهما.
حقائق طريفة قد لا تعرفها عن المسلسل
- بعد الانتهاء من تصوير حلقة أولى مدتها ساعة بعنوان “دراسة باللون الوردي” لم يشعر المؤلفان “Steven Moffat”، و”Mark Gatiss”، بالرضا عنها، ورغبوا بإعادة تصوير الحلقة مرة أخرى على أن تمتد لمدة ساعة ونصف ويُصبح الأمر أقرب لفيلم سينمائي قصير منه إلى حلقة تلفزيونية، ووافقت إدارة BBC على إعادة التصوير وتمت الاستعانة بمخرج آخر هو “Paul McGuigan” لتخرج الحلقة كما شاهدناها، لم يتم إذاعة الحلقة القديمة ولكنها وُضعت كحلقة صفر قبل الموسم الأول مع شرائط الـ DVD.
- الممثل “Matt Smith” قام بتجربة الأداء لشخصية “Watson” ولكن شعر المؤلفون أن شخصيته تناسب دور “Sherlock” أكثر، لذا لم يعطوه الدور ولكن بعد أسبوع واحد نجح في تجربة أداء شخصية “Doctor Who”، ليُصبح الدكتور الحادي عشر في تاريخ السلسلة الشهيرة.
- يُمكنك اعتبار المسلسل صناعة عائلية فالعديد من طاقم العمل مرتبط ببعضه البعض فعلى سبيل المثال والدي “Sherlock” اللذان يظهران في أحد الحلقات هما والدي الممثل “Benedict Cumberbatch” في الحقيقة، و”Amanda Abbington” التي قامت بدور زوجة “Watson” كانت في تلك الفترة صديقة الممثل “Martin Freeman” الحميمة بالفعل ولديهم طفلان قبل أن ينفصلا في عام 2016، “Sue Vertue” هي واحدة من منتجي المسلسل وكذلك زوجة المؤلف “Steven Moffat” في الحقيقة، بينما يلعب ابنهما دور “Sherlock” وهو طفل صغير في عدد من الحلقات، مسلسل عائلي جدًا كما نرى.
- قام كل من “Benedict Cumberbatch”، و”Mark Gatiss” بصبغ شعرهما باللون الأسود لأداء دوري “Sherlock”، و”Mycroft”، بينما الألوان الطبيعية لشعرهم هي البني للأول والأحمر للثاني.
ولمزيد من الحقائق الطريفة المتعلقة بالمسلسل يُمكنكم الرجوع لهذه الصفحة.
اقرأ أيضاً: مع إعلان عودته للشاشة.. حقائق وغرائب قد لا تعرفها عن شيرلوك هولمز
طاقم العمل وردود أفعال الجمهور والنقاد
المسلسل من تأليف كل من “Steven Moffat”، و”Mark Gatiss” الذي شارك في بطولته كذلك، وشارك في إخراج الحلقات عدد من المخرجين، وكانت البطولة لكل من “Benedict Cumberbatch”، و”Martin Freeman”.
وهو واحد من أعلى المسلسلات جماهيرية وتقييمًا على موقع “قاعدة بيانات الأفلام” حيث يحتل المركز 15 على الموقع بتقييم 9.2/10، ترشح المسلسل لأكثر من 200 جائزة، فاز منها بتسع جوائز “Emmy”، وسبع جوائز “BAFTA”.
وأخيرًا إن كنت من محبي التشويق والدراما والكوميديا فأرشح لك المسلسل بشدة، فقد فاتك الكثير إن لم تكن شاهدته بعد.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.