فيلم Society of the Snow.. ما الاختلافات بين دراما نتفليكس وواقع حادثة جبال الأنديز؟
6 د
فيلم "Society of The Snow"، عمل سينمائي آخر يضاف إلى قائمة الأفلام التي تتحدث عن الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة، ولكن ما يميز هذا الفيلم ويشعل فتيل الإثارة أن الحكاية أصلية، حدثت بسبعينيات القرن العشرين في جبال الأنديز.
الفيلم الذي أخرجه "جيه إيه بايونا" عرض في سبتمبر/أيلول 2023 ضمن مهرجان البندقية السينمائي الدولي الثمانين، وأطلق في صالات السينما خلال شهر ديسمبر/كانون الأول، بتواريخ مختلفة في عدة دول.
والعرض العالمي لمجتمع الثلج كان على شبكة نتفليكس بتاريخ 4 يناير/كانون الثاني 2024، حيث بات متوفرًا لدى الجميع عَبر المنصة الرقمية.
العمل يحسب على إنتاجات عام 2023، لذلك هو اليوم ضمن قائمة الترشيحات لحفل الأوسكار بدورته الـ 96، والفئات التي ينافس عليها هي أفضل فيلم روائي طويل دولي، وفئة المكياج والشعر.
فيلم Society of The snow ليس أول فيلم يتطرق لقضية تحطم طائرة فريق الرجبي الأورغوياني في جبال الأنديز 1972، فقد سبق وتم تقديم الحكاية قبل 30 عامًا، مع المخرج "فرانك مارشال" والممثل "إيثان هوك" وكان عنوان الحدوتة "Alive". وأيضًا فيلم وثائقي تضمن مقابلات مع الناجين بعنوان Alive: 20 Years Later.
Society of The Snow
لم يكن تاريخ 13 أكتوبر/تشرين الأول من العام 1972، يومًا عاديًا على شباب فريق الرجبي، ولا تاريخًا ينسَ لمن بقي وحظي بفرصة ثانية في الحياة.
حيث في هذا اليوم المشؤوم أقلعت طائرة أقلتهم من مطار “مونتيفيديو/ الأوروغواي”، والوجهة مدينة “سانتياغو /تشيلي”، وذلك لخوض مباراة مهمة. الرحلة التي حملت رقم 571، وتقل على متنها 45 راكبًا، كان جميعهم فرحين ومتفائلين، لكن بعد فترة من الوقت اصطدمت الطائرة بقمم جبال الأنديز المثلجة، نتيجة خطأ ملاحي ارتكبه أحد الطيارين. الأمر الذي أدى لمقتل عديد من الركاب، والناجون من هذه الكارثة حماهم الجزء المتوسط من جسم الطائرة.
بعد استيعاب الصدمة، وجدوا أنفسهم محاصرون في أرضٍ مغطاة بالثلج الأبيض المهيب، وسط نقطة متدنية من الجبل، وحرارة تصل إلى أكثر من 30 درجة تحت الصفر.
والآن عليهم التكيف مع كارثتهم تلك، ومواجهة مصيرهم بالاعتماد على بعضهم، وعلى غريزة البقاء التي تتملك الإنسان في مثل هذه الظروف،
خصوصًا أن فرق الإنقاذ فقدت الأمل بعد مضي 8 أيام على عمليات البحث. لذا يجب عليهم التقليل من استهلاك ما تيسر لديهم من أغذية وحلويات ومكسرات، فالمؤونة تكفي لأسبوعٍ واحدٍ فقط. وبالطبع هذا الشيء جنوني، لأن الجسد بحاجة إلى كميات كبيرة من السكريات والأطعمة، لتحمل كل هذا البرد القارس ريثما يعودوا إلى ديارهم.
لكن ما الذي سيحل بهم بعد انقضاء الأسبوع الأول، وهم عالقين في أرض جليدية لا أشجار هناك ولا حيوانات؟
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
جيه إيه بايونا
بطولة
النوع
متاح على
قصة Society of The Snow
لم يكن تاريخ 13 أكتوبر /تشرين الأول من العام 1972، يومًا عاديًا على شباب فريق الرجبي، ولا تاريخًا ينسَ لمن بقي وحظي بفرصة ثانية في الحياة.
حيث في هذا اليوم المشؤوم أقلعت طائرة أقلتهم من مطار "مونتيفيديو/ الأوروغواي"، والوجهة مدينة "سانتياغو/تشيلي"، وذلك لخوض مباراة مهمة.
الرحلة التي حملت رقم 571، وتقل على متنها 45 راكبًا، كان جميعهم فرحين ومتفائلين، لكن بعد فترة من الوقت اصطدمت الطائرة بقمم جبال الأنديز المثلجة، نتيجة خطأ ملاحي ارتكبه أحد الطيارين.
الأمر الذي أدى لمقتل عديد من الركاب، والناجون من هذه الكارثة حماهم الجزء المتوسط من جسم الطائرة. بعد استيعاب الصدمة، وجدوا أنفسهم محاصرين في أرضٍ مغطاة بالثلج الأبيض المهيب، وسط نقطة متدنية من الجبل، وحرارة تصل إلى أكثر من 30 درجة تحت الصفر.
والآن عليهم التكيف مع كارثتهم تلك، ومواجهة مصيرهم بالاعتماد على بعضهم، وعلى غريزة البقاء التي تتملك الإنسان في مثل هذه الظروف، خصوصًا أن فرق الإنقاذ فقدت الأمل بعد مضي 8 أيام على عمليات البحث.
لذا يجب عليهم التقليل من استهلاك ما تيسر لديهم من أغذية وحلويات ومكسرات، فالمؤونة تكفي لأسبوعٍ واحدٍ فقط. وبالطبع هذا الشيء جنوني، لأن الجسد بحاجة إلى كميات كبيرة من السكريات والأطعمة، لتحمل كل هذا البرد القارس ريثما يعودوا إلى ديارهم.
لكن ما الذي سيحل بهم بعد انقضاء الأسبوع الأول وهم عالقين في أرض جليدية لا أشجار هناك ولا حيوانات؟
مجتمع الثلج صراع ديني وأخلاقي
يقدم صناع Society of The Snow ملحمة إنسانية آسرة وصادمة في ذات الوقت، حتى ولو القصة معروفة وسبق أن جسدت سينمائيًا. الحكاية هي القوة التي يرتكز عليها الفيلم؛ حيث تتشابك الدراما الإنسانية، مع قضية الصراع من أجل البقاء، والمعضلات الأخلاقية في مواجهة احتمالية الحرمان من الحياة.
فالناجون لم يجدوا أمامهم حلًا بعد نفاذ الطعام، إلا اللجوء إلى أكل لحم جثامين الركاب الذين بجوارهم، للاستمرار. وهذا الحل أغضب البعض ورفضوه، ومنهم من دخل في صراعٍ مع قضية الحلال والحرام. حاولوا طمأنة أرواحهم من المساءلة القانونية والدينية، وأن الله سيغفر لهم، فحقوق الأحياء اليوم لها أولوية، قبل حقوق الأموات.
يحسب على الإخراج أنه لم يستغل هذه النقطة تصويرًا، لم يلجأ لفتك حرمة أجساد الأموات واستباحها تصويريًا وهي تقطع، وكيف تؤكل. فالفكرة لوحدها وحشية، ومقززة.
يسلط مجتمع الثلج الضوء على مقدار التحمل لدى الإنسان ومدى تمسكه في الحياة، في ظل تعرضه للتهديد الدائم بالموت، نتيجة عوامل الجو السيئة، وانعدام المواد الغذائية.
هذه الاختبارات تعيشها شخصيات الفيلم طوال فترة الإنعزال عن العالم الأخر والحياة البشرية، ما يدفعهم للتفكير في مصلحة الجماعة، والاستعداد للتضحية من أجلهم، وهذه النقطة شاهدناها عندما كانوا يتنازلون عن جثثهم في حال الوفاة، حللوا استخدام أعضائهم لتكون الغذاء الذي يقتاتون عليه.
التواصل الإنساني بينهم، واستحضار الذكريات، كانت بمثابة عملية شحن لطاقاتهم، ولمكافحة مخاوفهم، فهم أحيانًا لا يعرفون ما الخطوة التالية التي عليهم القيام بها، هل يجب البقاء مكانهم، أو السير في الثلج وصعود الجبل وتحدي الطبيعة؟
تأسرك كل تلك الوجوه المتعبة، واليائسة، ويوجعك تألمها، وتفرحك بوادر الأمل التي تأتِ وتختفي فجأة، لذلك تتفهم تعقيداتهم النفسية.
ومع هذا لا يمكن لأي عمل فني، تغطية كل الجوانب النفسية والعاطفية المعقدة للناجيين، الذين صاروا 16 في نهاية المطاف، بعد 72 يومًا من المعاناة، والانغماس بأدق تفاصيل ما عاشوه واختبروه، لكن العمل أوصل الرسالة، وبات اليوم من أفضل أفلام الصراع من أجل البقاء.
وللتصوير السينمائي دور مذهل في خلق نوع من التوازن، بين وحشية القصة من جهة، وجمالية الجبال الشاهقة والثلوج من جهة أخرى. تم الاعتماد على استخدام اللقطات الواسعة، لالتقاط ضخامة وروعة جبال الأنديز المكسية بالبياض. أيضًا مشهد سقوط الطائرة نفذ بطريقة مميزة، تجعلك تعيد مشاهدته مرارًا.
Alive VS Society of The Snow
ذكرنا في المقدمة أن هناك فيلم أخر تناول حادثة جبال الأنديز بعنوان Alive، اشترك مع Society of The Snow بالحبكة والمواضيع الرئيسية، ولكن لكل منهما رؤية، وأسلوب مختلف في التنفيذ.
قصة Alive التي كتبها "جون باتريك شانلي"، مأخوذة من كتاب "Alive: The Story of The Andes Survivors" للمؤلف "بيرس ريد"، والفيلم صدر باللغة الإنجليزية.
أمّا فيلم Society of The Snow الذي شارك المخرج بايونا في كتابته، يعتمد على كتاب المؤلف "بابلو فيرسي" حمل الاسم نفسه، لكن هذه النسخة السينمائية تم تمثيلها باللغة الإسبانية، وممثليه من الأرجنتين والأرغواي.
بالإضافة إلى أن مجتمع الثلج يشعرك أنه حقيقي أكثر بقليل من على قيد الحياة، تحديدًا من ناحية التغييرات التي من المفترض أن تظهر على أشكال الشخصيات، نتيجة عوامل الطبيعة.
في "مجتمع الثلج" الكل أبطال ولهم أهمية، ودور في تطور الأحداث، في حين يركز "على قيد الحياة" على بطلين اثنين أكثر من غيرهما. بالتالي تم تكريم الضحايا بصورة أفضل في نسخة شبكة نتفليكس، وكأنه أخذ على عاتقه أن يكون عملًا دراميًا وتوثيقيًا في نفس الوقت، لكن العملين يتميزان بالسرد القصصي.
بالنسبة لمواقع التصوير تم تصوير مجتمع الثلج في أماكن مختلفة، الموقع الرئيسي كان في جبال سييرا
نيفادا بإسبانيا، وفي الأورغواي وشيلي والأرجنتين. بينما على قيد الحياة في جبال بورسيل في كولومبيا البريطانية.
لكن كلا الموقعين خلقا إحساسًا بالواقعية، تحاكي طبيعة وتضاريس جبال الأنديز.
في النهاية كلا الفيلمين يقدمان نظرة مقنعة وحقيقية للقصة الأصلية، والأمر الآن متروكٌ لك عزيزي القارئ في اختيار العمل المناسب لك.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.