Spider-Man: Across the Spider-Verse.. هكذا تستعيد “مارفل” شعبيتها وتعوض خسائرها السينمائية!

يقول الراحل ستان لي كاتب القصص المصورة ورئيس مارفل السابق: "اعتدت أن أشعر بالحرج لأنني كنت مجرد كاتب قصص مصورة بينما كان الآخرون يبنون الجسور أو يمارسون المهن الطبية، لكن بعد ذلك بدأت أدرك أن الترفيه هو أحد أهم الأشياء في حياة الناس وبدونه ينهارون تحت الضغوط فوراً".

لقد صنع ستان لي إضافة إلى مجموعة كبيرة من الكتاب الرائعين عالماً خيالياً ممتعاً يعرف باسم عالم الأبطال الخارقين الذين أصبحوا منذ نشوء فن القصص المصورة وحتى يومنا هذا أشهر من نار على علم من منا لم يسمع بسوبرمان الفضائي الوافد الذي يجاهد لإنقاذ الأرض أو بباتمان الرجل الغامض السوداوي الذي ورغم عدم امتلاكه قوى خارقة -إلا لو اعتبرنا الثراء الفاحش قوة خارقة- استطاع إثبات نفسه كواحد من الأبطال الخارقين ذوي الشعبية، لكن البطل الخارق ذو الشعبية الخارقة خاصة لدى الأطفال هو وبدون أي شك الرجل العنكبوت سبايدرمان.

ابتكر ستان لي شخصية سبايدرمان بالاشتراك مع الكاتب ستيف ديتكو ليكون أول ظهور رسمي له في أغسطس/ آب عام 1962 إنه بيتر باركر الفتى اليتيم الذي يقيم مع عمته ماي وعمه بين بعد موت والديه وفي أحد الأيام يتعرض لقرصة من عنكبوت مشع فيتحول الفتى الخجول إلى عنكبوت بشري يمتلك الكثير من القوى الخارقة المميزة.

لم يتوقع ستان لي أن يتحول بطله هذا إلى ظاهرة شعبية وإلى رمز من رموز الثقافة العالمية وفي عام 2002 ظهر الرجل العنكبوت على الشاشة الكبيرة بثلاثية Spider man من بطولة توبي ماغواير بعد ذلك ظهر بيتر باركر آخر من بطولة أندرو غارفيلد بعنوان The Amazing spider man.

بعد ذلك رأينا الرجل العنكبوت كفرد من فريق المنتقمين بثلاثية أفلام حققت نجاحاً خيالياً من بطولة توم هولاند وتعد أفضل ما تم تقديمه من عوالم سبايدرمان حتى الآن.

إضافة إلى هذه الأفلام الشهيرة تم إطلاق فيلم أنيميشن حمل اسم Spider-Man into spider-verse حقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً أسطورياً ذلك عام 2021 ليعود في جزء ثان حمل اسم Spider-Man across the spider-verse والذي انطلق عرضه منذ أيام قليلة في صالات السينما محققاً أرباحاً خيالية في شباك التذاكر تفوقت على الفيلم الأول و سنفرد اليوم في "أراجيك فن" بمقالنا هذا مراجعة شاملة عن هذا الفيلم الرائع مستعرضين أهم أسباب نجاحه.

تبدأ أحداث الفيلم باستعراض سريع لأحداث الفيلم الأول الذي تعرفنا فيه على مايلز موراليس الرجل العنكبوت الجديد فيما تكافح غوين ستايسي الفتاة العنكبوت في الأرض-56 لأداء مهامها كبطلة خارقة خاصة مع مطاردتها من قبٍل والدها الشرطي وبقية قوى الشرطة الذين يعتقدون أن الفتاة العنكبوت هي من قتلت بيتر باركر.

 في أحد الأيام وأثناء قتالها لنسخة نسر من عالم بديل يصل الـSpider-People ميغيل أوهارا وجيسيكا درو باستخدام ساعات تساعد على إنشاء بوابة بين العوالم و يساعدان غوين في إخضاع النسر.  تواجه غوين والدها وتكشف له هويتها الحقيقة على أمل أن يصدقها ويتقبلها لكن الأب المصدوم يحاول إلقاء القبض عليها فتهرب من خلال بوابة الأبعاد مع الآخرين بعد أن منحها ميغيل على مضض عضوية في Spider-Society. 

أمًا في عالم آخر في الأرض 1610 وبعد عام وأربعة أشهر على أحداث الفيلم الأول يحاول مايلز موراليس التأقلم مع كونه الرجل العنكبوت الوحيد شيئاً فشيئاً، أن تكون مراهقاً هو شيء عسير وصعب أضف إلى ذلك كونك بطلاً خارقاً سيصبح الأمر شبه مستحيل يعاني مايلز من افتقاده لغوين ومن الكفاح المستمر كي يرتقي إلى مستوى توقعات والديه وأثناء توجهه إلى اجتماع المدرسة والأهل يواجه واحداً من الأشرار الذين أنشأهم انفجار المصادم الشرير Spot الذي يمتلك القدرة على خلق ثقوب في أي فراغ يشاؤه حتى أن وجهه نفسه عبارة عن ثقب بلا أي ملامح.

 وأثناء القتال يكتشف مايلز أن العنكبوت المشع الذي قرصه لم يكن من كونه بل جاء من كون آخر عندما كان Spot يجرب المصادم، لاحقاً يكتشف Spot أنه قادر على الانتقال بين الأبعاد مما يخلق مشكلة كبيرة للـ Spider-society فتسافر غوين إلى الأرض 1610 وتلتقي بمايلز لكنها تخفي عنه ما حصل فيقرر أن يتبعها مستخدماً قدرته على إخفاء نفسه ويتبعها إلى الأرض 50101 حيث يلتقي بنسخ أخرى من الرجال العناكب. 

لكن الأحداث تتعقد بشكل أكبر من قبل وتتابع أحداث الفيلم بسلاسة وإثارة تجعلك لا تشعر بمدة عرضه الطويلة نسبياً والتي زادت عن ساعتين. لقد حقق الفيلم ومنذ يوم عرضه الأول نجاحاً ملحوظاً وهذا لأسباب عديدة سنتكلم عنها خلال مقالنا.. 

كانت هزيمة ثانوس في فيلم The Avengers endgame نصراً ساحقاً للمنتقمين ومأزقاً حقيقياً لكتاب مارفل لقد كان ثانوس الشرير الأفضل قطعاً هذا الشخص استطاع إفناء 50% من الكون بقرقعة أصبعيه، لا يوجد شرير سيفوقه قوة وإبهاراً. 

لذا جاء الحل البسيط الرائع فلتدر مرحلة مارفل الجديدة في الأكوان المتوازية وهذه النظرية ليست من ابتكار مارفل بل هي نظرية حقيقية وضعها علماء الفيزياء لتفسير الكون وتقوم النظرية على وجود مجموعة كبيرة من الأكوان المماثلة لعالمنا لكن يوجد الكثير من الاختلافات التي تميز كل كون عن آخر تبعاً للظروف الحاصلة فيه.

نرشح لك: كيف تتابع أفلام عالم مارفل السينمائي من البداية وحتى الآن؟

مثلاً لو كنت في عالمنا هذا مهندساً ففي كون آخر قد تكون ضابطاً أو طبيباً أو حتى قاتلاً متسلسلاً؛ تبعاً للظروف التي شكلت مسيرة حياتك إنها نظرية ممتعة نجحت مارفل في استغلالها ببراعة وقد قدمتها في أفلام لاقت نجاحاً كبيراً آخرها The guardian of the Galaxy Vol 3 ولن ننسى طبعاً فيلم دكتور سترينج الرائع Doctor Strange In The Multiverse Of Madness.

 أمًا في فيلم سبايدرمان الجديد فالجميع يعرف أن سبايدرمان هو بيتر باركر وحبيبته الصهباء إم جاي، حسناً إن وجود الأكوان المتوازية أفسح المجال أمام سعة الخيال ولأن الخيال الإنساني على حد تعبير د.أحمد خالد توفيق وغد لا يهمد أتاح لنا وجود الأكوان المتوازية أن نرى نسخة هندية وتركية ولاتينية ومراهقة وأنثوية من الرجل العنكبوت وهذا واحد من الأسباب التي جعلت هذا الفيلم يحقق كل هذا النجاح. 

إذ قدم تصوراً جديداً مختلفاً لعالم الرجل العنكبوت المألوف، إنه ليس بيتر باركر بل هو مايلز موراليس الصبي المراهق ذو الأصول اللاتينية في الأرض -1610 وهي غوين ستايسي حبيبة بيتر باركر في الأرض-56 بل حتى أن هناك قطة وديناصوراً يمتلكون قوى سبايدرمان في الأكوان المتوازية الأخرى، أليس جنون الأمر ممتعاً؟! 

يعتبر كثير من عمالقة السينما مثل سكورسيزي وتارانتينو أن ما تقدمه مارفل ليس سينما بل حتى أن الممثل الأسطوري السير أنتوني هوبكنز صرح أن ما فعله مع مارفل بدور أودين لم يكن تمثيلاً.

 إن تصريحات كهذه من عمالقة لهم ثقلهم في هذا المجال لا بد أن يؤثر ولو قليلاً في الجمهور، وبعد نهاية المرحلة السابقة لمارفل وهزيمة ثانوس تخبط عالم مارفل السينمائي بشكل بائس وأطلقت الشركة مجموعة من المسلسلات والأفلام التي لم تحقق أي نسب مشاهدة تذكر.

  بل ويمكن أن نقول أنها حققت فشلاً مؤلماً مثل She hulk الذي أثار سخرية الجمهور عوضاً عن إعجابهم، لقد كانت مارفل بحاجة إلى زخم قوي لاستعادة جمهورها خاصة أن كثيراً من أعمالها تأثر بإضراب الكتاب بهوليوود وتم تأجيله إلى أجل غير المسمى.

 لذا جاء فيلم Spider-Man across the spider-verse إنقاذاً حقيقياً لهذا العالم الذي كاد أن يضل طريقه عن جمهوره المحبوب خاصة أنه ملائم لكل أفراد العائلة؛ إنه فيلم للكبار والصغار والتقييمات الخيالية من قبِل المشاهدين والنقاد تشهد على هذه النقلة النوعية لمارفل.

 لقد كانت الشركة في حاجة ماسة لهذا النجاح لو أرادت أن تمهد تمهيداً مناسباً للمرحلة المقبلة وقبل أن نتحدث في الأسباب التي جعلت هذا الفيلم بهذا التميز والنجاح ينبغي القول أنه ورغم أن مارفل ليست سينما لو قارنت أفلامها بأفلام بيرغمان مثلاً إلا أنها نجحت في خلق عالم خيالي ممتع مليء بالمغامرة والقتال والسحر وطبعاً القوى الخارقة..  

قدم الجزء الأول من الفيلم بداية قصة مايلز موراليس الذي عاش في كون يعتبر فيه سبايدرمان مجرماً ينبغي القبض عليه لا بطل المدينة المحبوب وخلال الجزء الأول الذي حقق نجاحاً كبيراً تابعنا قصة مايلز وغوين القادمة من كون آخر وشاهدنا تأقلمه مع واقع. إنه النسخة المراهقة من الرجل العنكبوت بيتر باركر سابقاً أمًا الجزء الثاني فقد حقق نجاحاً أكبر بكثير وأثار إعجاب النقاد الذين يتربصون بأفلام الأبطال الخارقين كي يمزقوها بنقدهم الحاد.

نرشح لك: قبل انتقالها للشاشة.. أبرز النسخ سمراء البشرة لأشهر الأبطال الخارقين

لكن إعجابهم الشديد بالفيلم طغى على هذه الرغبة حيث نال تقييم 94% على موقع Rotten tomatoes الشهير وتقييم 9/10 على موقع IMDb؛ فلا يوجد أفلام كثيرة حازت على هذا التقييم المرتفع والإجماع الكبير على كونها أفلاماً رائعة، لقد كان نجاح الفيلم أمراً يفوق الخيال مهما كان ذوقك الفني صعباً فإن الفيلم سينجح قطعاً في إثارة إعجابك وسنقدم لك بعض الأسباب التي جعلت الفيلم يحقق هذا النجاح الساحق.

كما في الفيلم الأول يغوص الفيلم في العالم المعقد الصعب للمراهقة، إن كونك مراهقاً أمر عسير مليء بالتحديات خاصة أنها مرحلة تكون الشخصية وكونك بطلاً خارقاً لا يجعل الأمر أكثر سهولة على الإطلاق.

 لقد استعرض الفيلم ضمن أحداثه المثيرة الصعوبة التي يعانيها مايلز في التوفيق بين كونه الرجل العنكبوت وبين كونه ابناً صالحاً الوالدين من المهاجرين اللذين يريان أن طفلهما هو الأمل الحقيقي والضوء الذي سينير المستقبل، كأي مراهق آخر يعاني مايلز من عدم تفهم والديه له، إنهما والدان طيبان لكنهما لا يعرفان أن ابنهما الصغير يمتلك غريزة تستشعر الخطر القادم ويخرج كل يوم ليتسلق ناطحات السحاب ويحارب أشراراً يمتلكون قوى خارقة. 

إن كون الفيلم من فئة الإنميشن لا يعني إطلاقاً أنه موجه للأطفال هذا الفيلم ملائم لكل الفئات العمرية ستستمتع بمشاهدته لو كنت جداً في السبعين من العمر أو مراهقاً لم يتعد عمر السابعة عشر وهذا كان من أبرز أسباب النجاح الجماهيري الذي جعل الفيلم يتصدر شباك التذاكر الأمريكي والعالمي.

تقول غوين ستايسي في أحد مشاهد الفيلم :" لنفعل الأشياء بشكل مختلف هذه المرة".. يبدو أن الفيلم بأكمله يسير على أساس هذا القول كل شيء مختلف في Spider-Man across the spider-verse لقد استطاع الكاتب تقديم أحداث سلسة حماسية تجذبك منذ اللحظة الأولى إلى اللحظة الأخيرة دون أن تبعث في داخلك أي ملل من أي نوع.

 رغم طول مدة عرض الفيلم إلا أنه لم يعانِ من التشتت أو الضياع لقد بقيت القصة رغم طولها متماسكة مترابطة وتم .تقديم فكرة العالم المتوازية بشكل ممتاز متنوع لا أرض تشبه الأخرى كل كون يمتلك سبايدرمان الخاص به الذي

يلائمه فقد رأينا نسخاً غريبة فكاهية بعض الشيء من سبايدرمان ولكن مع ذلك كانت ممتعة إلى أقصى حد ولعل الكتابة الأفضل كانت لشخصية ميغيل أوهارا التي ازدادت تماسكاً وإتقاناً بالأداء الصوتي المميز لأوسكار أيزاك، الرجل العنكبوت الممزق بين ماضيه المؤلم وبين رغبته الجامحة في إنقاذ العالم دون اكتراث بمن سيذهب ضحية لهذا سيفعل كل شيء لأجل "الصالح العام" كما أن غوين ستايسي نالت مساحة مناسبة من الأحداث حيث لم يكن التركيز المطلق مسلطاً على مايلز وحده. 

لا تبدأ حبكة الفيلم الحقيقية إلا بعد مرور نصف الوقت تقريباً لكن التمهيد الطويل جاء في مصلحة الأحداث حيث جعل المشاهد منسجماً مع الشخصيات وأفعالها ومتناغماً مع ما يجري على الشاشة دون أن يفقد اهتمامه للحظة وقد كان طرح فكرة أن قوة سبايدرمان لا تنبع من تحمل مسؤولية العالم فحسب بل من الخسارة وقد عبر ميغيل أوهارا عن هذه الفكرة باستعراض لكل سبايدرمان خسر شخصاً مهماً في حياته وقال: " أن تكون الرجل العنكبوت هو تضحية" لقد كانت هذه الفكرة بمثابة الأساس العاطفي للفيلم. 

وطبعاً لم يخلُ الفيلم من مجموعة لطيفة من المشاهد الكوميدية البلهاء التي تدفعك إلى الضحك بعد أن اشتدت أعصابك حماساً للأحداث خاصة المشهد الذي يلاحق فيه الرجال العناكب بعضهم بعضاً لقد كان ذلك مضحكاً بصدق.

لعل الثغرة الوحيدة التي يمكن إيجادها في حبكة الفيلم هي عدم وجود شرير واضح، لقد قلنا سابقاً في مقالنا أن ثانوس كان الشرير الأفضل لكن هذا لا يعني أن يبدأ الفيلم بسبوت الهزلي الذي يتحول بالصدفة المحضة إلى شرير خارق يهدد كل الأكوان.

  يمكن تبرير ما حدث أن تركيز النصف الأخير من الفيلم كان على تمهيد الأحداث للجزء التالي منه الذي سيكمل هذه القصة المثيرة، يبدو أننا سنرى الكثير والمزيد من الرجال والنساء العناكب في العام المقبل عندما يتم إطلاق الفيلم الجديد الذي تم إعلان اسمه   Spider-Man: Beyond the Spider-Verse والذي نتوقع ونتأمل أن يكون تتمة قوية ناجحة لهذه السلسلة المميزة. 

لا تستند السينما على القصة التي تقدم فحسب إن السينما فن متكامل من القصة والصورة والحركة والموسيقى وكم من أفلام فشلت فشلاً ذريعاً رغم متانة قصتها بسبب عدم وجود رؤية بصرية تنقل القصة كما يجب.

 إن العين نافذة مزدوجة للروح كما أنها تعكس ما بداخلك فإن ما يحدث أمامك ينطبع أولاً عن طريق عينيك وقد كان فيلم Spider-Man across spider-verse وبكل بساطة مذهلاً بصرياً لقد كان ملحمة ممتعة من الألوان المتناسقة المبهجة في لحظات السعادة والمرح والمظلمة الداكنة في لحظات الألم والخوف.

 عالم مايلز مشرق مبهج إنه فتى محبوب له مستقبل مليء بالآمال لذا تجد ألوان عالمه دافئة خريفية مع بعض تدرجات البني والقرميدي الذي يعبر عن الوحدة التي يعيشها بسبب كونه الرجل العنكبوت الوحيد وافتقاده إلى غوين والإضراب الذي يثيره في داخله تلك المشاعر الجديدة التي يحملها لغوين، أمًا غوين نفسها التي منحها الفيلم مساحة ملائمة أكثر من الفيلم الأول فقد كانت ألوان عالمها داكنة حزينة بتدرجات البنفسجي الغامق والأسود كناية عن الحزن واليأس الذي تشعر به بسبب كذبها على أبيها ومقتل صديقها المقرب بيتر باركر الذي اتهمت ظلماً بقتله.

 بينما كان عالم الـ Spider-society ضاجاً بالألوان الصاخبة المتنافرة المنسجمة في الوقت نفسه إنه عالم يحتوي على مجموعة مختلفة متنوعة من الرجال العناكب لقد لعبت ألوان الفيلم دوراً أساسياً في أحداثه مما زاد من جماليته وقيمته الفنية.

نرشح لك:  عروض Disney+ .. استمتع بقائمة من أروع سلاسل المغامرات التي لا تنتهي!

 يضاف إليها الموسيقى التصويرية الرائعة الممزوجة بالمؤثرات الخاصة المسلية التي تشعرك أنك قد وقعت داخل قصة مصورة لكن ما يميز الفيلم عن أية قصة مصورة هو التحريك الدقيق شبه البشري الذي أنتجته براعة الرسم والتحريك خاصة عند شعور مايلز بالخطر. 

إن ردة فعله وارتعاشه عند استشعار الخطر كانت ملفتة للنظر حقاً إضافة إلى البراعة والدقة في رسم التعابير والمشاعر على وجوه الشخصيات كالمشاعر المتضاربة التي ظهرت بوضوح على ملامح ميغيل أوهارا الذي يمثل الرجل العسكري القادر على التضحية بفرد واحد لأجل الجميع دون أن يرف له جفن وتعابير الخوف واليأس التي رسمت ببراعة على وجه مايلز وغوين، لقد رسخ الفيلم مكانة الاستديو وشكل نقلة قوية مميزة في عالم مارفل خصوصاً وأفلام الرسوم المتحركة عموماً. 

الممثل ركيزة من الركائز الأساسية في العمل الفني فهو ملزم بتحويل الشخصية المكتوبة إلى إنسان من لحم ودم دون أي تحريف وطبعاً لا يقدر أي شخص على فعلها التمثيل ليس شيئاً سهلاً في الواقع والأداء الصوتي ليس بأقل أهمية أو صعوبة إذ ينبغي أن يكون صوت الممثل ملائماً للشخصية المرسومة وأن يلون طبقات صوته بما يناسب كل موقف يحدث ضمن الفيلم فلا يمكن اختيار شخص بصوت رفيع نسائي لأداء شخصية رجل ضخم مفتول العضلات مثلاً سيكون هذا مثيراً للسخرية.

 أمًا في فيلم Spider-Man across the spider-verse فقد كان اختيار ممثلي الأداء الصوتي ممتازاً خاصة أوسكار أيزاك الذي أبدع في أداء صوت شخصية ميغيل أوهارا سبايدرمان العالم المحطم ونجح عن طريق صوته الواضح الرخيم نقل المشاعر المضطربة التي تمر بها الشخصية وطبعاً لا ننسى أداء شاميك موور المميز الذي أدى صوت مايلز موراليس إضافة إلى جيك جونسون الذي أغرمنا بصوته الودود وأدائه المميز لشخصية بيتر باركر فوراً. 

قد يبدو لك مديحنا للأداء الصوتي مبالغاً فيه، لو فكرت هكذا فحاول أن تتخيل صوت كاران سوني الذي أدى شخصية سبايدرمان الهندي باڤيتار برابهاكار بلكنته المميزة يؤدي دور موراليس مثلاً، سيكون هذا غريباً أليس كذلك؟ لكل شخصية مرسومة صوت يلائمها؛ إن الصوت جزء لا يتجزأ من الكينونة حتى في أفلام الرسوم المتحركة الأنيميشن لهذا تجد أن هناك ممثلين متخصصين بالدبلجة الصوتية فقط، إنه فن مستقل بحد ذاته.  

كانت نهاية الفيلم معلقة ومفتوحة لمخيلة المشاهد وقد حمستنا كثيراً كي نرى ما الذي سيحمله لنا الفيلم القادم بعد عام تقريباً من الآن، غالب الظن أننا سنستمر في الاستمتاع بقصص فريدة للأكوان المتوازية وأننا سنرى ما يشبه حرباً أهلية بين الرجال العناكب. 

 ولربما سيقدم لنا الفيلم نسخاً أخرى من الرجال العناكب تفوق في متعتها وتفردها ما قدمه الجزء الثاني، كل ما علينا فعله هو الانتظار لبعض الوقت والاستمتاع بالفيلم الذي لدينا والذي يضمن لك وبدون أي شك وقتاً لطيفاً من المغامرة والخيال.

نرشح لك: إيرادات مذهلة لأفلام هوليوود ماعدا الأبطال الخارقين بسينمات 2023.. هل يشعر الجمهور بالملل من “مارفل”؟

إنه رحلة ممتعة بين الأكوان المختلفة المتفردة إضافة إلى كم كبير من الرجال العناكب إن كان سبايدرمان واحد أمراً رائعاً فماذا عن مجموعة منهم؟! 

دعنا نقول إن "مارفل" كانت بحاجة ماسة إلى نجاح هذا الفيلم وقد كسبت الرهان الصعب وكسبت مجدداً قلوب محبي عالم الأبطال الخارقين من الصغار والكبار، والاَن جاء دورك.. إحكي لنا هل أعجبك الفيلم عزيزي القارئ؟