أفضل مسلسلات أمل عرفة: الفنانة الشاملة وصانعة الشخصيات الإبداعية
13 د
الشهرة ليست كل شيء، ولكن إذا جاءتك الفرصة لتكون أحد المشاهير، فحاول استغلالها لأن الفرصة قد لا تأتي مرة ثانية.
هذا رأي الممثل الأمريكي العالمي “روبرت دي نيرو” في الشهرة.
الأمر الذي لا أجده ينطبق على فنانتنا. الشهرة هي من طرقت بابها، نادتها، تحرشت بها، وحاولت استمالتها. فبريق موهبتها لا يمكن كبح وهجهه.
مثلت، وغنت، وكتبت، وقدمت لوحاتٍ استعراضية لأغنياتها. فاستحقت عن جدارة لقب الفنانة الشاملة. هي مجموعة فصول متجسدة بروحٍ واحدة، كما الحياة. لا يمكن تجزئتها، وإن فضلت هي أحد فصولها عن الآخر، لا يمكن إلغاء البقية. يكفي أنها متواجدة، وحاضرة في دراما بلدها. اسم “أمل عرفة” ملازم لنجاحات الدراما السورية، تألقت، وتبلورت موهبتها في عز عطاء هذه الدراما، مذ تسعينات القرن الماضي أي في عصرها الذهبي. لذا غدت من رواد هذه الصناعة وفخرها، وركن رئيسي متين فيها.
اشتغلت واجتهدت، فحصدت. ظهورها الأول كان غنائياً في عام 1982، أما درامياً بدأت مشاركاتها مع العام 1990. أي عمراً بحاله عاشته على الشاشة، عاشت حياة الآخرين بقدر ما عاشت حياتها. غيابها لا يحتمل.. صنعت سيمفونية متناغمة في الأداء الفني خاصة بها، صارت محط أطماع الصاعدات في المهنة، الباحثات عن مساحةٍ لهن.. لكن أمل عرفة واحدة، لا يمكن الاستنساخ عنها.
في هذا المقال سنحاول اختصار أبرز وأهم محطاتها الفنية من مسلسلات أمل عرفة في مسيرتها الإبداعية.. هيا لنبدأ…
عيلة 5 نجوم
- كتابة: حكم البابا
- إخراج: هشام شربتجي
- بطولة: سامية الجزائري، أمل عرفة، أندريه سكاف، فارس الحلو، أمانة والي
- الإنتاج: شركة الشام الدولية
- سنة الإنتاج: 2014
- النوع: كوميديا
عيلة 5 نجوم واحد من كلاسيكيات الكوميديا السورية، مسلسل سيت كوم. عمل أضحكنا وأمتعنا بعفويته وبساطته، وخفة ظل ممثليه وتلقائيتهم. تتمحور قصته حول عائلة الأرملة أم أحمد “خيرات بلاليش”، وأولادها الثلاثة. القاطنين في مدينة دمشق، ضمن منزل للإيجار. تعيش العائلة مغامرات حياتية متفرقة، وتواجه صعوباتها اليومية الأسرية بأجواء من الكوميديا والمرح. لعبت أمل دور الابنة سمر، الدور الذي كان بمثابة انطلاقة حقيقية لها في عالم النجومية، وأدوار البطولة. مهدت الطريق لنفسها بحضورها الواثق، وشرعت الأبواب لصبية حلمها أن تعانق النجوم إبداعاً. وأيقن كل من تابعها حينها، أنه أمام فنانة سيكون لها شأن كبير في المستقبل القريب.
العمل ما زال يعرض إلى الأن، وبشكل سنوي، سورياً وعربياً. ومع كل مرة يحظى بمتابعة جماهيرية.
الجوارح
- كتابة: هاني السعدي
- إخراج: نجدت اسماعيل أنزور
- بطولة: أيمن زيدان، أسعد فضة، أمل عرفة، هاني الروماني، فرح بسيسو
- الإنتاج: مركز دبي للأعمال الفنية
- سنة الإنتاج: 1995
- النوع: فانتازيا تاريخية
ضمن حكايا الخيال يأتي المسلسل الفانتازي “الجوارح”، في قالب من الإثارة الدرامية. ينقلنا العمل بأحداثه، إلى قبيلة افتراضية لا أساس تاريخي لها. وهي قبيلة الشيخ العربي ابن الوهاج. وكما في كل قبيلة وبيئة، يوجد هناك من يضمر في قلبه الشر تجاه كبير القوم ورئيسهم. وهذا ما حدث مع ابن الوهاج وأبنائه، الباشق وأسامة وعقاب. حيث قام أحد الرجال بمحاولة تفكيك شملهم، بعدما أقنع حكيم القبيلة بضرورة إرسال الفرسان الثلاثة، إلى مناطق مختلفة بغيبة اختبار قدرتهم على العيش خارج القبيلة.
تجسد أمل دور العنقاء، صبية ذات شخصية قوية وحضور طاغي بين نساء قبيلتها. أدهش بها الناس بعد تقديمها شخصية مختلفة عن الكوميديا التي لمعت بها في عيلة خمس نجوم. العنقاء بملامحها العربية السمراء الأصيلة، ولغتها الفصحى المتمكنة والآسرة.
الجدير بالذكر أثناء بث المسلسل في تسعينات القرن الماضي، كان يفرض حالة من حظر التجول في أغلب الدول العربية.
كما كان اسم الجوارح خيار التجار عند تسمية محالهم التجارية في سورية ولبنان.
خان الحرير
- كتابة: نهاد سيريس
- إخراج: هيثم حقي
- بطولة: سليم صبري، جمال سليمان، أمل عرفة، سلوم حداد، سوزان نجم الدين
- الإنتاج: السيار للإنتاج الفني، حلب الدولية للإنتاج الفني والتوزيع
- سنة الإنتاج: 1996/1998
- النوع: دراما اجتماعية، بيئة حلبية
يعد خان الحرير من أشهر خانات مدينة حلب، وواجهة اقتصادية مهمة في سورية. والذي تجري الكثير من الأحداث في هذا السوق، من صفقات وخطط تجارية ومؤامرات بين تجار سوق الحرير. أيضاً يتناول الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية في مدينة حلب، والحياة السياسية في تلك الفترة من خمسينات القرن المنصرم. ورغبة الشعب حينها في حصول الوحدة بين سورية ومصر. كما يصور لنا حياة الغجر وأسلوب معيشتهم، وطريقتهم في كسب رزقهم. نرى ذلك من خلال فضة وعائلتها وربعها.
جسدت عرفة شخصية فضة المغنية والراقصة الغجرية، التي تقتات من عملها في الغناء للرجال الوافدين من مناطق قريبة وبعيدة، طمعاً في رؤية الحسناء الجميلة والفاتنة. والتي تختبر الحب مع محسن، شاب حلبي من غير ملتها، لكن قصة الحب لا تدوم بينهما كثيراً.
وظفت فنانتنا ملكة الغناء لديها في هذه الشخصية. الأمر الذي أغنى الدور، ورسخه أكثر في ذهن المتفرج العربي إلى يومنا هذا. وحفظ أغنياتها عن ظهر قلب، ولعل أشهرها “على كيفك”، “بعد عيني يا محسن”. أغنيات فضة كتبت خصيصاً لأمل لتؤديها بدورها ببراعة وشجن. بالتأكيد إلى جانب تقمصها البارع للشخصية، والتعمق بتفاصيلها، بحنكة عالية.
دنيا
- كتابة: أمل عرفة، عمار مصارع، عبد الغني بلاط
- إخراج: عبد الغني بلاط
- بطولة: أمل عرفة، شكران مرتجى، خالد تاجا، صباح بركات، باسم ياخور
- الإنتاج: نقولا أبو سمح، الحبتور إنترتيمنت
- سنة الإنتاج: 1999
- النوع: كوميديا
من بيت شقاع لبيت رقاع (من بيت لآخر)، وكما تقول مطلع شارة المسلسل، تتنقل دنيا الطيبة والبسيطة الآتية من إحدى قرى الريف، لتعمل في خدمة البيوت. بهدف جمع مبلغ معين من المال، لتعود بعدها إلى القرية وتسترد أرض أبيها التي سلبها منها أخوها. لكن لدنيا خصلة تسبب لها المتاعب والمشاكل باستمرار، وهي ثرثرتها، وفضولها القاتل الذي يدفعها للتدخل في كل شيء.
تتعرف دنيا خلال رحلتها في الشام، على الطباخة طرفة التي تصبح فيما بعد صديقة العمر. مواقف كوميدية مضحكة، ومشاكل مختلفة، تعيشانها الصديقتان وتقوي علاقتهما أكثر ببعض. في 2015 تم إنجاز جزء ثانٍ للعمل، بعد مرور 16 عاماً على إنتاج الجزء الأول.
استلهمت أمل هذه الشخصية المتطفلة في طباعها، والخفيفة الظل، من امرأة كانت تخدم في منزل والديها. فالمبدع دائماً لديه قدرة على استنباط الشخصيات من الحياة، ويلتقط أدق التفاصيل التي ربما الإنسان العادي لا تثير اهتمامه. وهذا ما فعلته أمل مع دنيا، ومن هنا نفهم كيف تشربتها وتوحدت معها. وانصهرت بها، حتى عشقناها وتناغمنا معها، وكأنها أحد ما نعرفه.
ذكريات الزمن القادم
- كتابة: ريم حنا
- إخراج: هيثم حقي
- بطولة: جمال سليمان، أمل عرفة، سمر سامي، غسان مسعود، سلاف فواخرجي
- الإنتاج: سورية الدولية للإنتاج الفني
- سنة الإنتاج: 2004
- النوع: دراما اجتماعية
تدور أحداثه عن شاب يدعى مطر يختفي في ظروف غامضة، بعد معركة حصار بيروت. ظن حينها أهله وأصدقاءه أنه غدا شهيداً. ليعود ويظهر من جديد بعد 20 عاماً، بصورة مغايرة تماماً عن صورة المناضل الراسخة في أذهان كل من أحبه. عاد ليبني إمبراطورية اقتصادية، فهو صاحب الثروة الخيالية. ولينتقم من رفاق الماضي، وتحديداً من من سرق حب عمره.
أمل تجمعها علاقة بمطر من خلال شخصية نادين المتدربة لدى المحامي كريم، تعجب به وتسحرها شخصيته الكاريزماتية التي لا تقاوم. وهو بدوره يستغل هذه النقطة، ليصل إلى مآربه ولتساعده على تدمير كريم.
فاز العمل من مسلسلات أمل عرفة بالجائزة الذهبية عن الإخراج في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 2004.
ونالت أمل عرفة في عام 2003 جائزة أفضل ممثلة عن ذكريات الزمن القادم من قبل عدة استفتاءات فنية لمجلات لبنانية.
كيف لا وهي التي تعرف كيف تتصرف بأدواتها الفنية بإتقان، فتعمل على تطوير الشخصية ولغة جسدها بما يتناسب مع عوالمها النفسية، وظروفها. فتتعلق أنت المشاهد بها أكثر وأكثر.
عشتار
- كتابة: أمل عرفة
- إخراج: ناجي طعمي
- بطولة: أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، صباح الجزائري، خالد تاجا، سليم صبري
- الإنتاج: شركة سورية الدولية للإنتاج
- سنة الإنتاج: 2004
- النوع: دراما، كوميديا
أصابت عرفة باختيار اسم “عشتار” عنواناً لمولودها الفني الإبداعي الجديد، والذي أبصر النور سنة 2004. فمن المعروف أن عشتار تعتبر ألهة الحب والجمال. وتلك الصفات دائمة الحضور فيما تصنع وتلعب.
من جديد تقرر نجمة الصبح (هيثم حقي/1990)، صنع فرصها الفنية. فكتبت عشتار، لبست ثوبها بعد أن حاكته جيداً على مقاسها، وزينتها بحجرٍ كريم. هو صوتها الشجي التي أعارتها إياه. بقالبٍ فني متمايز روت حكايتها، قصة عشتار تلك الطفلة التي شكل اسمها لعنة على عائلتها، بسببه حصل الطلاق بين والديها. فتعيش مراهقة صعبة نتيجة قسوة الانفصال، ورفضها من البعض بسبب شكلها ووزنها الزائد. لكن يحصل تغيير مفصلي في حياتها، بعدما تتعرف على جواد باشا، ليطلقها إلى عالم الشهرة والغناء، بعد أن قام بتغيير شكلها واسمها. العمل يمزج ما بين الكوميديا والتراجيديا، الألم والضحكة. كما يأخذنا إلى كواليس صناعة النجم العربي.
يحسب لها كيف تتماهى مع الدور، وتستقرء أدوارها بعين ذكية لماحة، لتخلق صوراً فنية تضاهي عمق قصصهم. وهذا دليل ساطع على حجم مقدراتها في التصور والخلق ومن أمتع مسلسلات أمل عرفة.
غزلان في غابة الذئاب
- كتابة: فؤاد حميرة
- إخراج: رشا هشام شربتجي
- بطولة: أمل عرفة، قصي خولي، خالد تاجا، ثناء دبسي، أيمن رضا
- الإنتاج: شركة الشرق
- سنة الإنتاج: 2006
- النوع: دراما اجتماعية
عن صراع المال والسلطة، عن القوي والضعيف، الظلم والقهر، وطبقات المجتمع المختلفة، وأيضاً الفساد السياسي، يتحدث مسلسل “غزلان في غابة الذئاب”، ضمن مجموعة قصص تترابط فيما بينها بسردية ممتعة ومتماسكة.
أمل هي غادة في الحكاية، فتاة ضعيفة، انحرمت من التعليم كثائر فتيات الطبقة الفقيرة المسحوقة، هي صورة عن قعر المجتمع، بل تكاد تكون الأضعف. هي فتاة مسلوبة تماماً من حقوقها، وأحلامها، مكسورة، روح شبه ميتة بجسد حي. كما تعاني من مرض الصرع، وفي مجتمعاتنا العربية الجاهلة، تلك الأمراض معيبة وتشكل وصمة عار على صاحبها. تعيش بين أسرتها بين من يحبها ويحتويها، وبين من يقمعها لرؤيته أنها ناقصة. يتم إدخالها لمشفى المجانين، وهناك يتم اغتصابها. ما ينتج عنه حمل غير شرعي، لتقوم على إثره بإنهاء حياتها.
وهو من مسلسلات أمل عرفة التي جعلتنا نذرف الدموع مع مشاهدها، لحظات الفرح معها كانت سرقة. هي في حالة تجسيد إبداعية مكثفة وعالية للدور، مكتملة بجمال موهبتها، متجددة، مبهرة بجرأة ممثلة تعي جيداً ماهية ما تملك، رامية وراء ظهرها فكرة الاهتمام بحسن الطلة والظهور، أو اختيار أدوار تطرحها كأنثى مغرية. هي من تجيد تماماً إغواء النص، لتخرج منه شخصية من لحمٍ ودم، تتلاحم معها وتمسك جيداً بروحها.
حسيبة
- كتابة: خيري الذهبي
- إخراج: عزمي مصطفى
- بطولة: أمل عرفة، أسعد فصة، أمانة والي، تيسير إدريس، وفاء موصللي
- الإنتاج: شركة الريف للإنتاج الفني
- سنة الإنتاج: 2006
- النوع: دراما اجتماعية، بيئة شامية
واحد من الأعمال التي ظلمت في عرضها على المحطات، لضعف التسويق. ولم يعاد تكرار العرض لسنوات.
تجري أحداث العمل في بداية القرن العشرين، يصور لنا حقبة زمنية مهمة من تاريخ سورية. مرحلة الصراعات السياسية والاجتماعية، والنضال الشعبي ضد الاستعمار. مرحلة صورت دور المرأة وأهميته في ذلك الوقت، ونقلت تاريخ دمشق الحقيقي. تعيش حسيبة مع والدها صياح حياة المجاهدين في الجبل، مناضلة ضد الفرنسيين، تعيش حياة الرجال متناسية أنوثتها، منعزلة اجتماعياً عن العالم. يتركان الجبل بعد انتهاء ثورة حسن الخراط، ويختبآن في إحدى حارات دمشق. ليعيشا صراع بين حياة المقاومة، وحياة السكون والاستسلام لواقع جديد. تعيش حسيبة تحولات جمة في حياتها، من ثائرة، ثم عاشقة، وزووجة، وأم. ويكون لها دور في تحرير المرأة الدمشقية.
رغم النجاحات الكثيرة والبطولات العديدة، ما زالت نجمة أسرار المدينة (حسن سامي يوسف/هشام شربتجي)، مع كل عمل تقدم نفسها بصورة مغايرة. كاشفة عن مفرداتها الجمالية المتنوعة في لغة التمثيل، وأدواتها التعبيرية المشحونة بعوالم الشخصيات الداخلية.
العمل عرض في موسم رمضان 2007، وحصدت عليه جائزة أفضل ممثلة من مهرجان أدونيا وهو من أنجح مسلسلات أمل عرفة.
كسر الخواطر
- كتابة: محمد عمر أوسو
- إخراج: نذير عواد
- بطولة: أمل عرفة، وائل رمضان، سلمى المصري، هالة شوكت، محمد أوسو
- الإنتاج: لين للإنتاج الفني
- سنة الإنتاج: 2006
- النوع: كوميديا
عمل مشبع بالفكاهة وخفة الظل، من مسلسلات أمل عرفة الكوميدية وغني بحضور ممثليه. تتمحور قصته حول رمزية اللعوب، وهي فتاة تجذب الشباب إليها بأنوثتها ودلعها، وتوقعهم بحبائلها.
وهم بدورهم يتقاتلون للحصول عليها. كما يتناول قصص الشباب وهمومهم، والصعاب التي يواجهونها لتحقيق أحلامهم البسيطة بالعمل والزواج من أجل الاستقرار. لكن الحياة لا تأتي دوماً كما نشتهي، تكسرنا في محطاتٍ كثيرة من رحلة الطريق.
كانت نجمة “صقر قريش” (وليد سيف/حاتم علي)، كتلة من المشاعر الفنية المتنقلة في شخصية رمزية، تسير وتتحرك، تلهو وتلعب في ملعبها، فهي ملكة مكانها. يخفق القلب معها لمجرد الطلة. حاضرة، واثقة، لا حدود لموهبتها، سوى ما تفرضه هي من قيود على شخوصاتها.
أسعد الوراق
- كتابة: هوزان عكو
- إخراج: رشا هشام شربتجي
- بطولة: تيم حسن، أمل عرفة، منى واصف، كندة حنا، مكسيم خليل
- الإنتاج: شركة عاج للإنتاج والتوزيع الفني
- سنة الإنتاج: 2010
- النوع: بيئة شامية
في حارة دمشقية بين عشرينات وثلاثينات القرن العشرين، تجري أحداث مسلسل “أسعد الوراق”. العمل هو نسخة محدثة عن تلك التي أنتجت في عام 1975، وكان إجمالي عدد حلقاتها 7 حلقات. يروي العمل حكاية حب أبطالها “أسعد ومنيرة”. أسعد رجل أمي يتيم وفقير، أهل حارته يعتبرونه مبروكاً، وهناك منهم من ينعته بالمجذوب. وزوجته منيرة هي امرأة قوية متسلطة، تحاول أن تغير بعضاً من طباعه. تصاب منيرة بالخرس خوفاً منه، في إحدى خناقاتهم ما يفزعها ردة فعله غير المتوقعة.
النسخة الأصلية من المسلسل محفورة في الذاكرة، بسبب صرخة الفنانة الكبيرة “منى واصف”، والتي على إثرها يعود نطقها عندما يصلها خبر موت أسعد.
إذاً المسؤولية التي كانت تقع على عاتق أمل في ذلك الوقت كبيرة. فصرخة واصف ما زالت في الذاكرة، وتعاد تلفزيونياً كمقتطف صغير بين الحين والآخر.
لكنها أجادت الدور، ليصبح من أهم مسلسلات أمل عرفة وقدمته على أكمل وجه، عرفت كيفية إخراجه بصيغة فنية، تناسبها هي وتتقاطع مع آلية تفكيرها كممثلة، لها اسمها الذي اشتغلت عليه لسنوات بفضل موهبة متقدة بالشغف. حواراتها بعد فقدان النطق ممتعة، ليست بحاجة للكلام، هي تمثل بعينيها، وجسدها، وحتى شعرها. تمتلك لغة تختزل كل الحوارات.
رفة عين
- كتابة: أمل عرفة، بلال شحادات
- إخراج: المثنى صبح
- بطولة: أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، ضحى الدبس، سلوم حداد، سلمى المصري
- الإنتاج: سورية الدولية للإنتاج الفني
- سنة الإنتاج: 2012
- النوع: دراما اجتماعية
قساوة بعض الظروف التي تعصف بنا في الحياة، تدفعنا دائماً للتمني أن يحدث شيء ما في “رفة عين” يغير حالنا للأفضل. وهذا ما يتمنوه أبطال العمل “هدية ومهدي”.
الأم تقتل الأب فتدخل السجن، مهدي يربى في دار للأيتام، وهدية تلدها في السجن. لتصبح خريجة سجون قبل ارتكابها الأخطاء، أو أي فعلٍ إجرامي. تأخذنا “أمل عرفة” بنصها مع الكاتب “بلال شحادات”، إلى المجتمعات الفقيرة والطبقات التي اعتادت أن تكون مسحوقة. تحاول إيصال أبطالها إلى بر الأمان، بعد أن عاثت بطفولتهم وأحلامهم الحياة. بين الضحكة والدمعة، الأمل والألم، يعيشان أصحاب القصة مفارقات متنوعة في متاهات الدنيا.
بإتقان وانضباط من يهوى حرفته، تؤدي وتلتزم في خطوطها الدرامية، رافعة سوية النص الماثل بين يديها، بأداءٍ يحلق بها نحو العلا.
فازت عن العمل في العراق جائزة أفضل مسلسل عربي بطولة وتأليف وهو من أشهر مسلسلات أمل عرفة كما منحتها تونس جائزة أفضل مسلسل عربي في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون.
رغم الفرص التي حصلت عليها وصنعتها بذاتها، إلا أن نجمة “حمام القيشاني” (دياب عيد/هاني الروماني)، لم تستثمر موهبتها بعد، وفي جعبتها الكثير لم يقال ولم يجسد بعد.
ضبو الشناتي
- كتابة: ممدوح حمادة
- إخراج: الليث حجو
- بطولة: بسام كوسا، أمل عرفة، ضحى الدبس، أيمن رضا، أحمد الأحمد
- الإنتاج: سورية الدولية للإنتاج الفني
- سنة الإنتاج: 2014
- النوع: دراما اجتماعية، كوميديا
“ضبو الشناتي” واحد من أفضل الأعمال الدرامية التي عرضت في العشر سنوات الأخيرة. ومن أذكى النصوص التي تناولت الحرب الدائرة في سورية. يروي المسلسل معاناة يومية لعائلة، في ظل الأزمة السورية. تقرر الرحيل عن البلد والنجاة بنفسها من هول الحرب. في البداية الأم تعترض على ترك وطنها، وتضع شروطاً للسفر. لكنها في الأخير تخضع لرغبة أفراد عائلتها. إلا أن المغادرة لا تتم، حتى الحلقة الأخيرة. فنعيش معهم يومياً قصصاً مختلفة، تنتهي بمشكلة تمنعهم من السفر.
أدت أمل في العمل شخصية فداء، امرأة تحصل على الطلاق من زوجها مع بداية الحلقة الأولى، فتعود لمنزل والديها على أمل حياةٍ أفضل في بلدٍ آخر.
نالت نجمة “تخت شرقي” (يم مشهدي/رشا شربتجي) حسب استفتاء أجرته جريدة الثورة في سورية، جائزة أفضل ممثلة للعام 2014 عن دورها في العمل.
الشخصيات في مسلسلات أمل عرفة لا يمكنها الذهاب في حال سبيلها مع انتهاء القصة، بل تظل عالقة في الذاكرة سنوات وسنوات. ومع كل فرصة عرض، تعيد إحياء ذاتها. “أمل عرفة” صانعة الشخصيات الإبداعية، وملهمتها.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.