فيلم The Little Mermaid.. هل تصمد حورية البحر في شباك تذاكر السينما بعد تعرضها للعنصرية؟
5 د
"إثارة الجدل" العنوان الأبرز الذي يرافق إنتاجات "ديزني"، ليس فقط أخيرًا مع إصدار الفيلم السينمائي "The Little Mermaid"، بل تقريبًا مع كل عمل جديد تقوم بطرحه. أيضًا هذا الأمر لا يشمل السنوات الآخيرة، إنما حالة الانتقاد والرفض واجهها عالم Disney منذ إصدارات القرن الماضي.
اتهمت ديزني في الماضي بأنها لا تقدم محتوى أصلي، وقصصها كلها مستقاة من القصص الشعبية، كما رافقت كثير من أعمالها ولسنوات تهمة العنصرية، سواء تجاه المرأة أو الثقافات الأخرى على امتداد المساحات الجغرافية للعالم. لذلك كانوا القائمين على عالم "والت ديزني" غالبًا ما يأخذوا تلك الانتقادات بعين الاعتبار، حيث شاهدنا منذ زمن إنتاجات أصلية، وأعمال سينمائية راعت اختلافات الشعوب وخصوصيتها الاجتماعية والعرقية والسياسية حتى (نوعًا ما).
إلا أن هناك مشكلة لا رغبة لمديرة المحتوى الترفيهي في ديزني "كيري بورك" حلها، وهي المثلية الجنسية. فشركة ديزني رفضت حذف أحد المشاهد التي تجمع ما بين شخصيتين مثليتين، في فيلم "Buzz Lightyear"، لذلك تم منع عرض الفيلم في 14 دولة حول العالم.
وأفلام أخرى منعت في عالمنا العربي، لوجود شخصية مثلية في العمل، مثل فيلم "Eternals". على الرغم من التصعيد في التصريحات حول زيادة التواجد للشخصيات المثلية في أفلام Disney، قامت منصة ديزني بلاس بحذف بعضًا من محتوى الشركة الذي يبث في العالم العربي، بعد حملة المقاطعة التي أعلن عنها عقب إطلاق منصة Disney + في وطننا العربي.
وبالعودة إلى فيلم "The Little Mermaid"، يحقق العمل إيرادات عالية في شباك التذاكر عالميًا، فقد تجاوزت إيراداته عتبة 345 مليون دولار، حتى وقت كتابة هذا المقال.
وفي المقابل يواجه العمل سيل من الانتقادات بسبب اختيار ممثلة ملونة من أصول أفريقية، لتأدية دور حورية البحر، في نسخة الريميك "Live Action" -أفلام الحركة الحية- المأخوذ عن فيلم الأنيميشن والذي طرح في عام 1989، بشخصية أميرة بيضاء البشرة، وذات شعرٍ أحمر. وهنا في "أراجيك فن" نطرح سؤالًا هل بإمكان هذه الانتقادات العنصرية، أن تحد من نجاح العمل؟
The Little Mermaid
في فيلم The little mermaid يوجد هناك فتاة ملت جل ما اختبرته في حياتها، ولديها جموح للتحويل صوب عالمٍ يناقض عالمها.
في كل فرصة سانحة تتسلل حورية البحر “أرييل” إلى سطح الماء، تستطلع أحوال البشر والبحارة الذين يجوبون المحيط، بحثًا عن أرزاقهم. وفي نفس الوقت تجمع كل ما يسقط في البحر من مخلفات البشر، حتى صار كهفها يعج بالمقتنيات الغريبة الآتية من عالم محرم عليها اكتشافه. فوالدها “تريتون” ملك البحار السبع، يمنع أصغر بناته الاقتراب من حياة الوحوش الذين قتلوا زوجته.
حدث في يومٍ ما أن صعدت إلى السطح، وكالعادة خالفت والدها، ووجدت البحارة يحتفلون بالأمير “إريك”، حينها أدركت أن هذا البشري لا يمتلك ما ينعتهم والدها به، إنما هو شابٌ طيبٌ رقيق القلب. لحظات وواجه إريك والعاملين على ظهر السفينة عاصفة مطرية، فسارعت أرييل لإنقاذ الأمير بعد سقوطه جراء العاصفة.
وفي قاع البحر هناك ساحرة شريرة تدعى “أورسولا” وهي عمة أرييل المنبوذة، والتي تعي جيدًا مدى افتتان الأميرة بعالم البشر، وغرامها للأمير إريك، لذا تحاول اقناعها بإبرام صفقة ستكون فيها الأميرة الجميلة الخاسر الوحيد. حيث ينص الاتفاق على تخلي حورية البحر عن صوتها مقابل حصولها على أرجلٍ بشريةٍ، وعليها تقبيل الأمير إريك قبلة الحب الحقيقي، قبل انتهاء غروب شمس اليوم الثالث، وإلا ستصبح تابعة إلى أورسولا مدى الحياة.
لكن ما لا تعلمه أرييل، أن السحر الممارس عليها، سيحيل بينها وبين القبلة، لأنها لن تتذكر ذلك!
عرض المزيد
إنتاج
2023
إخراج
روب مارشال
بطولة
متاح على
قصة فيلم The Little Mermaid
يقول الأغلب العجلي وهو شاعر جاهلي “المرءُ توَّاقٌ إلى ما لم ينل”.
هذا البيت الشعري يلخص حال الإنسان، الذي لديه فضول دائم لاكتشاف حياة الآخر ومعالمها، والغوص بها، طبعًا الحياة التي لا تشبه حياته.. حياته التي لا يراها مناسبةً له، أو سأم منها. ويتلهف إلى الجديد والتجديد.
أيضًا في عالم الخيال والأساطير الجميلة، وتحديدًا في فيلم The little mermaid يوجد هناك فتاة ملت جل ما اختبرته في حياتها، ولديها جموح للتحويل صوب عالمٍ يناقض عالمها.
في كل فرصة سانحة تتسلل حورية البحر "أرييل" إلى سطح الماء، تستطلع أحوال البشر والبحارة الذين يجوبون المحيط، بحثًا عن أرزاقهم. وفي نفس الوقت تجمع كل ما يسقط في البحر من مخلفات البشر، حتى صار كهفها يعج بالمقتنيات الغريبة الآتية من عالم محرم عليها اكتشافه. فوالدها "تريتون" ملك البحار السبع، يمنع أصغر بناته الاقتراب من حياة الوحوش الذين قتلوا زوجته.
حدث في يومٍ ما أن صعدت إلى السطح، وكالعادة خالفت والدها، ووجدت البحارة يحتفلون بالأمير "إريك"، حينها أدركت أن هذا البشري لا يمتلك ما ينعتهم والدها به، إنما هو شابٌ طيبٌ رقيق القلب. لحظات وواجه إريك والعاملين على ظهر السفينة عاصفة مطرية، فسارعت أرييل لإنقاذ الأمير بعد سقوطه جراء العاصفة.
وفي قاع البحر هناك ساحرة شريرة تدعى "أورسولا" وهي عمة أرييل المنبوذة، والتي تعي جيدًا مدى افتتان الأميرة بعالم البشر، وغرامها للأمير إريك، لذا تحاول اقناعها بإبرام صفقة ستكون فيها الأميرة الجميلة الخاسر الوحيد.
حيث ينص الاتفاق على تخلي حورية البحر عن صوتها مقابل حصولها على أرجلٍ بشريةٍ، وعليها تقبيل الأمير إريك قبلة الحب الحقيقي، قبل انتهاء غروب شمس اليوم الثالث، وإلا ستصبح تابعة إلى أورسولا مدى الحياة.
لكن ما لا تعلمه أرييل، أن السحر الممارس عليها، سيحيل بينها وبين القبلة، لأنها لن تتذكر ذلك!
دمج الثقافات
ربما لن يهنأ صناع الفن في ديزني، حتى يتم تحويل جميع أفلام الرسوم المتحركة، إلى أفلام حية. أفلام هدفها بالمقام الأول تجاري بحت، كون نجاحها في شباك التذاكر مضمون.
قصة قدمت في السابق بصورة الأنيميشن، نجحت وقتها، بالتالي الذكريات والحنين هو ما يحفز الجماهير للذهاب إلى السينما، وقطع تذكرة حضور.
بالإضافة لدافع الفضول، حول كيفية تقديمها بعد كل تلك السنوات، وطريقة تمثيلها بتقديم ممثلين من لحمٍ ودمٍ، واستخدام مؤثرات وتقنيات متطورة. دون إضفاء أي حدث جديد على القصة، سوى مراعاة الأجندات السياسية حسب المرحلة، وإدعاء مخاطبة الإنسانية قاطبةً، بعيدًا عن العرق والدين وغيرهما من المواضيع الشائكة.
يخبرنا فيلم The Little Mermaid أن نواياه نبيلة، يريد دمج الثقافات المختلفة. في الإنسانية نحن سواسية، التفاوت بين شخص وآخر هو مقدار ما يملكه من أخلاق.
نشاهد أن بنات الملك تيرتون كل واحدة من بيئة مختلفة، تنتمي لأحد البحار السبعة، والمفروض أن الأم واحدة. كما أن أم الملك إريك هي امرأة ملونة، هل يعقل أن تكون أمه في التبني!
في النسخة الكرتونية المشاهد التي تحت الماء أكثر حيوية وسحرًا، مقارنةً بالنسخة الحية التي جاءت باهتة، كأن المؤثرات البصرية لم تؤتي ثمارها. على عكس مشاهد سطح الأرض، التي تنعم بألوان الحياة والفرح.
رونق الأميرة أرييل هو في البحر، وهذا انعكس على أداء الممثلة "هايلي بيلي"، التي خف وهجها قليلًا بعد أن غادرت مملكتها، وخسرت صوتها، لم تفلح معها تعابير الوجه. وهو الحال مع والدها الملك -الممثل خافيير بارديم- الذي فقد هيبته الشكلانية في المشهد الآخير، عندما صعد إلى سطح البحر لتوديع ابنته المدللة.
الممثلة "ميليسا مكارثي" قوية في شخصية الساحرة الشريرة أورسولا، وهي الحضور الأغنى في الفيلم. الأمير إريك كان كرتوني الملامح كالنسخة القديمة، إلا أنه أقل جاذبية.
الأصوات الغنائية ومقاطع الموسيقى الآثرة، وتصاميم الجزيرة، من إيجابيات الفيلم، وأغنت العمل.
بالنهاية يعد فيلم The Little Mermaid، عمل سينمائي موسيقي صارخ بالحب والفرح، لكنها قصة لا ترتبط بالذاكرة سنينًا طويلة.
وقبل إنهاء المقال نريد أن نبارك لأهلنا في سورية، بعد أن قامت شركة ديزني باعتماد اللهجة السورية، كلهجة أساسية للدبلجة العربية، وجاء هذا مع عرض المسلسل التركي “الممثلة“.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.