الجانب الآخر من هوليود … إليك بعضًا من أسوأ الأفلام في تاريخ السينما
10 د
لطالما حرصت أراجيك فن على تقديم لوائح بأفضل الأفلام التي قدمتها السينما العالمية بهدف تعريف القارئ العربي بهذه الأفلام والنهوض بالذوق الفني العربي، لكننا اليوم قررنا أن نفعل العكس، أي أنّنا سنقدم لائحة بمجموعة من أسوأ الأفلام في تاريخ هوليوود، وهي أفلام ما إن يشاهدها المتفرج حتى يفتح فمه دهشة واستغرابًا من أنّ هناك مجموعة من الأشخاص الأسوياء عقليًا والخبراء في مجال السينما قد اجتمعوا بعد أن وافقوا على الفكرة ليقضوا بعدها شهورًا من العمل التي أنفقوا خلالها ملايين الدولارات، ثم ليقدموا لنا في الأخير نتيجة أقل ما يقال عنها أنّها كارثية، لكنها نالت إعجابهم ورضاهم بشكل أو بآخر ليقرروا أنّها صالحة للعرض في قاعات السينما.
The Room
أول فيلم خطر على بالي أثناء كتابتي لهذا المقال، فلا يمكن الحديث عن أسوء الأفلام في تاريخ هوليوود دون ذكر فيلم The Room الذي يعد أفضل فيلم سيّئ يمكن أن تشاهده، فكارثية هذا العمل ورداءته البالغة تجعل منه أحد أطرف الأفلام التي يمكن مشاهدتها للحصول على جرعة كوميدية أنقى من تلك التي من الممكن أن يمنحك إياها فيلم قد تم صنعه خصيصًا لإضحاكك.
بدأت مسيرة صنع هذا الفيلم الشهير سنة 2003، حين قرر كاتب أمريكي مغمور يدعى “تومي ويزو” صنع فيلم مقتبس عن رواية غير منشورة قد كتبها بنفسه، ولأنّه شغوف جدًا بهذا المشروع ولا يمكن أن يوكل مهمة إنجازه لأي كان، فقد قرر كتابة السيناريو بنفسه، إخراج الفيلم بنفسه، إنتاجه بنفسه، بل وحتى توكيل دور البطولة لنفسه، أمّا بقية الأدوار فقد تم توكيلها لممثلين لم يسمع عنهم أحد من قبل، ولا أحد يعلم من أين قد تم إحضارهم نظرًا للمستوى التمثيلي الرديء لأغلبهم.
أمّا قصة الفيلم فتدور حول “جوني”، مصرفي يعيش حياة هانئة مع خطيبته “ليزا” التي يعشقها، إلّا أنّ هذه الأخيرة سرعان ما تبدأ بالشعور بالضجر من هذه العلاقة وتقرر خيانته مع صديقه المقرب، في نفس الوقت الذي تحاول فيه تشويه صورة خطيبها أمام الجميع لتبرير تصرفاتها وكسب تعاطف الجميع، وعلى الرغم من أنّ القصة قد تبدو جيدة بعض الشيء إلّا أنّ تنفيذها سيّئ لدرجة لا تصدق، فتمثيل “ويزو” مبتذل بشكل يصعب وصفه وبعض المشاهد قد تم تصويرها بشكل كارثي لدرجة جعلت منها مشاهد شهيرة جدًا، وهو الأمر الذي منح الفيلم دعاية مجانية لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، فقد قام “غريغ سيسترو” أحد الممثلين الرئيسيين بالفيلم بتأليف كتاب سيرة ذاتية سنة 2013 يحمل عنوان The Disaster Artist، يحكي فيه عن تفاصيل إنتاج وتصوير وإخراج الفيلم، وقد حاز الكتاب على جائزة الصحافة الوطنية لأفضل كتاب غير خيالي بلوس أنجلس، والأهم أنّ الكتاب نفسه قد تحول لفيلم يحمل نفس العنوان من بطولة جيمس فرانكو، سيث روغان، وديف فرانكو، ومن المرتقب أن يتم عرضه في نهاية العام الجاري.
Battlefield Earth
عندما نجد نجمًا بحجم جون ترافولتا ضمن الطاقم الرئيسي لفيلم يحمل تقييم 2,4 على موقع IMDB و 3 في المائة على موقع Rotten Tomatoes، فإنّ الأمر سيبعث فينا حتمًا الكثير من التعجب والريبة، في البداية كنت أظن أنّ الأمر لا يتعدى كونه إغراءًا ماليًا كبيرًا قد تم تقديمه لترافولتا، لكنني بعد البحث توصلت إلى أنّ الأمر لا علاقة له بالمال، بل أنّ هذا الفنان المخضرم قد دخل تجربة تصوير هذا الفيلم عن كل اقتناع ورغبة كبيرة في أن يكون جزءًا منه، وشارك في إنتاج الفيلم من ماله الخاص أيضًا، والسبب يعود لكون الفيلم مقتبسًا عن رواية تحمل نفس الاسم لرون هوبارد، مؤسس السينتولوجيا التي يؤمن بها جون ترافولتا، وبالتالي فإنّ الأمر كان يشكل لهذا الأخير شغفًا كبيرًا وهدفًا شخصيًا يود تحقيقه.
وبالفعل فقد تم إصدار الفيلم سنة 2000 بميزانية فاقت سبعين مليون دولار، إلّا أنّه لم يتمكن حتى من تعويض نصف ميزانيته، أمّا بالنسبة لمدى سوء النتيجة التي خرج بها هذا الفيلم، فتجدر الإشارة إلى أنّ Battlefield Earth قد حاز على ثماني جوائز Razzies التي تقدم لأسوء الأفلام، ليبقى حاملًا لقب أكثر فيلم حصولًا على هذه الجائزة لمدة اثنتي عشرة سنة، قبل أن يختطف منه فيلم Jack and Jill هذا اللقب سنة 2012 بحصوله على عشر جوائز Razzies.
على عكس الفيلم السابق، فإنّ كارثية هذا الفيلم -الذي يحتوي على الكثير والكثير من الضحكات الشريرة- لا ترقى للدرجة التي يكون معها ممتعًا للمشاهدة الساخرة، بل أنّه يعتبر سيئًا فقط بالمعنى الطبيعي للكلمة، وبالتالي فمن الصعب التحلي بالصبر الكافي لمشاهدته كاملًا خصوصًا إذا علمنا أنّ مدته تقارب الساعتين، أمّا قصته فتدور في سنة 3000 حيث أصبح البشر مهددين بالانقراض، وأصبحت الأرض محكومة من طرف الفضائيين الذين يستعملون البشر الباقين كعبيد لاستخراج المعادن النفيسة، وهو الأمر الذي يحاول مجموعة من البشر الأحرار محاربته بينما يتفادون الوقوع في يد هؤلاء الفضائيين، وهو من إخراج روغر كريستيان الذي -وإن صعب تصديق الأمر- قد فاز بجائزة الأوسكار، وترشح لأخرى عن عمله في كل من فيلمي Star Wars و Aliens على التوالي.
Jack and Jill
لا يمكن أن تخلو لائحتنا من هذا الفيلم الذي ذكرت سابقًا أنّه يحمل لقب أكثر الأفلام حيازة على جائزة Razzies، والذي قام آدم ساندلر فيه بأداء الدورين الرئيسيين، دور “جاك” الشاب الناجح على صعيد حياته الشخصية والعملية، ثم دور “جيل” شقيقته التوأم المزعجة التي تفتقد لأبسط معالم اللباقة والأدب، والتي تقرر زيارة شقيقها في عيد الشكر، في الوقت الذي يضع فيه هذا الأخير يده على قلبه خوفًا من المواقف المحرجة التي ستعرّضه لها “جيل” أمام أسرته وأصدقائه وزملائه، وهي المخاوف التي تثبت الأخت بسرعة أنّها في محلها.
تعرض هذا الفيلم الذي أخرجه دينيس دوغان سنة 2011 لانتقادات حادة أهمها دور “جيل” الذي وجد النقاد أنّ آدم لم يتوفق في أدائه، وكذا مشاركة “آل باتشينو” الغريبة في الفيلم، والتي لا تليق بأي شكل من الأشكال بتاريخه ورصيده الفني العظيم، من ناحية أخرى تم انتقاد الحوار الدائر في الفيلم لاحتواءه على العديد من الدعابات العنصرية، كما تم نعت كُتّابه بالكسالى؛ لأنّ العديد من الجمل الكوميدية قد تم تكرارها من أعمال سابقة لساندلر، لكنني مع ذلك لا أنكر أنّني استمتعت بمشاهدة الفيلم أول مرة.
Dragon ball: Evolution
أذكر جيدًا كم كنت أحب مسلسل دراغون بول ودراغون بول زي اللّذين كانا يعرضان على قناة سبيستون خلال طفولتي، وأذكر كيف كنت أجري لأجلس أمام التلفاز بمجرد سماعي شارة البداية التي كانت حماسيةً جدًا، ولكل من يكن هذا الحب لهذين المسلسلين أو أحدهما، فإنّ خبر إصدار فيلم واقعي مقتبس عن السلسلة يمثل مفاجأةً رائعةً، لكن النتيجة للأسف جاءت صادمة.
تم إصدار الفيلم سنة 2009 وقد قام بإخراجه جيمس وونغ، وبعد مشاهدة العمل توضح أنّ الفيلم قد قام بخيانة قصة السلسة ومعالم شخصياتها الرئيسية، وحتى المانغا الأصلية التي تم اقتباس المسلسلين منها في الأساس، وقام بتقديم كل منهما بشكل مختلف تمامًا عن العمل الأصلي، وهو اختلاف لم يقدم أي شيء للفيلم، بل على العكس شكل إساءة للجماهير التي أحست أنّه قد تم خداعها وأن هذا الفيلم لا يمثل دراغون بول بأي شكل، من ناحية أخرى نجد اختيار الممثلين الرئيسيين غير موفق وعلى وجه الخصوص اختيار جاستين شاتوين في دور غوغو.
The Last Airbender
ننتقل إلى أحد أكثر المخرجين إثارةً للجدل، إم.نايت شيامالان الذي أخرج خلال مسيرته عددًا من الأفلام البالغة الأهمية والجودة في عالم السينما آخرها فيلم Split الناجح، وفي المقابل نجد أنّه قد أخرج أفلامًا تعد من بين الأسوء على الإطلاق، والتي سنذكر منها هنا فيلم The Last Airbender الذي تم إصداره سنة 2010 بعد أن تم اقتباسه من سلسلة رسوم متحركة تحمل نفس الاسم.
وتدور أحداث الفيلم الذي قام بأدوار بطولته كل من نوح رينغر، ديف باتيل، ونيكولا بيلتز، حول “آنغ” وهو طفل في الثاني عشر من عمره، والذي يعتبر الشخص الوحيد على قيد الحياة الذي يمكنه التحكم في العناصر الأساسية الأربعة: الماء والهواء والنار والأرض، وهو ما يجعله قادرًا على إنقاذ مستقبل مجموعة من القبائل التي تواجه خطر “أمة النار” التي أعلنت الحرب عليها.
تم انتقاد الفيلم على العديد من الأصعدة، نذكر منها التمثيل الغير المقنع، الحوار المبالغ فيه والذي لا يلائم في أحيان كثيرة المشهد الذي يرافقه، المؤثرات الخاصة التي تم اللجوء إليها لإصدار الفيلم بتقنية الأبعاد الثلاثية، وكذا الإخراج السيّئ الذي لا يعكس بأي شكل الخبرة التي يملكها هذا المخرج الكبير الذي قدم لنا أفلامًا بحجم The Sixth Sense و Unbreakable.
From Justin To Kelly
لا أخجل من أن أعترف بأنّ هذا الفيلم يعد من بين الأفلام المفضلة لدي منذ مراهقتي، لا أعلم لماذا لكنني أستمتع جدا بمشاهدته في كل مرة، ولا أهتم إن كان يعتبر من بين أسوأ أفلام هذه الألفية بحصوله على تقييم 2,1 من أصل عشر نقاط على موقع IMDB، وإن كان هذا التصنيف مبررًا نظرًا لأنّ فكرة الفيلم نفسها غريبة جدًا ومثيرة للسخرية.
تدور أحداث الفيلم حول جاستن الذي يحاول الارتباط بكيلي، الفتاة الطيبة التي تبادله الإعجاب، وبدل أن يجرب التحدث إليها وجهًا لوجه أو حتى محادثتها هاتفيًا، فإنّه يقرر إرسال رسالات نصية إلى هاتفها ( نشير إلى أنّه قد تم إصدار الفيلم سنة 2003. لذا، فإنّه لم يكن هناك هواتف ذكية أو تطبيقات محادثات فورية، وبالتالي فإنّ الأمر يتعلق فقط برسائل نصية مؤدى عنها)، وهو الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مفارقات كثيرة بسبب إحدى صديقات كيلي التي تفعل كل ما في وسعها لتحول من قراءة هذه الأخيرة لرسائل جاستن، وبين كل رسالة لم تقرأها بطلة الفيلم وكل مرة يفكر فيها جاستن في طريقة للوصول إلى محبوبته التي تتواجد في نفس المنطقة التي يوجد فيها هو -دون أن يخطر في باله أن يحدثها شخصيًا- نستمع إلى العديد من الأغنيات العشوائية الجميلة هنا وهناك، ونشاهد مجموعة من اللوحات الراقصة التي لا تضيف شيئًا إلى حبكة الفيلم. لكنني أستمتع بمشاهدتها في كل مرة.
الفيلم من إخراج روبرت إيسكوف، ومن بطولة المغنيين جاستن جواريني وكيلي كلاركسون اللذين قام أحدهم بإقناعهما بفكرة دخولهما مهنة التمثيل حتى وإن كانا لا يفقهان فيها شيئًا، والنتيجة كانت أداءًا باردًا وغيابًا تامًا للانسجام بين النجمين، وهو الأمر الذي يزيد إثارة للسخرية إذا علمنا أنّهما أصلًا كانا في بداية علاقة جمعتهما أثناء تصوير الفيلم.
Batman and Robin
قبل أن يظهر في عالمنا عبقري يدعى كريستوفر نولان ويقدم للبشر هدية نفيسة تحمل اسم ثلاثية فارس الظلام، كان كل ما يتذكره عشاق باتمان وعالم غوثام الفريد هو آخر فيلم تم إصداره قبل هذه الثلاثية، وهو فيلم Batman and Robin الذي قام بتشويه هذا البطل الخارق وتحويله إلى أضحوكة حقيقية.
بعد نجاح فيلم Batman Forever سنة 1995، تقرر إنتاج تتمة له سنة 1997 بحيث يتم إخراجه من طرف نفس المخرج الذي صنع هذا الأخير، وهو جويل شوماخر، في المقابل تم تغيير الممثل الرئيسي بحيث قام جورج كلوني بأداء دور باتمان بدل فال كيلمر، أمّا القصة فكانت تدور حول محاولات باتمان وروبن للوقوف في وجه آيفي ومستر فريز اللذين يحاولان تدمير غوثام، إلّا أنّ الفيلم كان يفتقد تمامًا للطابع الجدي الذي من المفترض أن تحمله أفلام باتمان، بل حمل العمل طابعًا هزليًا مبالغًا فيه بشكل يظهر فيه معظم الممثلين الرئيسيين -وعلى رأسهم جورج كلوني- وكأنّهم يمزحون مع بعضهم البعض، أو أنّ الأمر لا يتعدى كونه تمثيلًا تجريبيًا للتدرب على السيناريو قبل البداية في تصوير المشاهد الحقيقية التي سيتم عرضها في النسخة النهائية للفيلم، دون أن ننسى سترة باتمان ذات الحلمات التي أصر المخرج على الاحتفاظ بها رغم كل الانتقاد الذي واجهه بسببها.
Exorcist II: The Heretic
من الطبيعي أن يفكر صُنّاع فيلم ناجح في إنتاج جزء ثانٍ منه وكسب المزيد من الأموال، ومن الشائع والمعتاد أن يكون الجزء الثاني أقل جودة من سابقه، لكن الغير طبيعي هو أن يعتبر الجزء الأول من فيلم ما أحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما، بينما يتم اعتبار جزءه الثاني أحد أسوأ ما قدمته السينما عبر التاريخ، وهذا ما حدث بالنسبة لفيلم Exorcist II: The Heretic الذي تم إصداره سنة 1977، والذي يعد تتمة لفيلم The Exorcist الصادر سنة 1973.
تدور قصة الفيلم بعد 4 سنوات من أحداث الفيلم الأول، حيث نتابع قصة ميغان ماكنيل بعد أن أصبحت في السادسة عشر من عمرها لكنها لا تذكر أي شيء من الأحداث المرعبة التي عاشتها سابقًا، وهو من إخراج جون بورمان وبطولة ليندا بلير، ريتشارد بورتون، ولويس فليتشر، وقد تعرض الفيلم لهجوم شرس لعدة أسباب أهمها استغلاله لنجاح الجزء الأول، واستدراج المشاهدين لقاعات السينما بناءً على هذا النجاح، ثم إمدادهم بمنتج لا يقارن بأي شكل من الأشكال معه ابتداءًا من القصة “البلهاء” وصولًا إلى الإخراج السيّئ.
في الختام هل شاهدت أحد هذه الأفلام من قبل؟ ما رأيك بها؟ وما هو أسوأ فيلم شاهدت على الإطلاق؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.