تريند 🔥

📱هواتف

كيف نحكم على الفن بالشكل الصحيح؟ إليك أهم كتب تذوق الفنون المختلفة

لوحة ليلة النجوم لفان جوخ
محمد إبراهيم جاد الله
محمد إبراهيم جاد الله

7 د

يقول أرسطو: الفن شكل من أشكال العلاج، ويقول بيكاسو: الفن يزيل عن الإنسان غبار الحياة اليومية، الفن هو هذا الشيء الساحر المستعصي على الفهم، يمكن أن يكون الفن أي شيء، وفي يد فنان جيد يمكن أن نعبر بالفن عن كل شيء، وبالرغم من هذا فالفن لا حدود له، حيث متى حددناه فسد، لكننا نسمع أيضًا عن وجود قواعد للفن، إذًا كيف يمكن أن نحكم على الفن؟ وكيف يمكن أن نتذوقه بالشكل الصحيح؟ في هذا المقال سأقترح لك أهم الكتب التي تتحدث عن تذوق الفنون المختلفة.

أهم كتب تذوق الفنون المختلفة

كتب تذوق الفنون

كتب تأخذك من يدك وترشدك في عالم فسيح وكبير تحتاج فيه إلى مرشد، ومعلم، شخص يخبرك بالأسرار الخاصة بتفاصيل الأفلام والكتب واللوحات، أسرار ستفتح أمامك آفاق جديدة، والمشهد الذي كنت لا ترى فيه شيئًا ستقف بعد ذلك أمامه مندهشًا.

قصة الفن – إرنست غومبريتش

كتاب قصة الفن إرنست غومبريتش - أشهر كتب تذوق الفنون المختلفة

من أهم كتب تذوق الفنون المختلفة يأتي كتاب The story of art – قصة الفن من تأليف Ernst Gombrich – إرنست غومبريتش، والذي نشر للمرة الأولى عام 1950، ويقول المؤلف في مقدمة هذا الكتاب إنه قد وضعه حتى يرشد به من يريد أن يدخل إلى عالم الفن، ولا يتحدث هنا عن الدخول السطحي، بل يتحدث عن الدخول إلى هذا العالم وفهمه وفهم فنونه وطرقه، أو كما قال الكاتب الهدف من الكتاب هو الإشارة إلى تضاريس هذه الأرض أي الفن، والجيد في هذا الكتاب أن الكاتب قد وضع بعض الشروط والقواعد التي سيلتزم بها خلال كتابة الكتاب.

فيديو يوتيوب

الشرط الأول عدم التحدث عن أي عمل فني لا يستطيع إرنست إدراج صورته في الكتاب، وتعتبر هذه النقطة من النقاط المميزة في الكتاب، فكل مقالة وكل تحليل يتم التحدث فيه عن عمل معين ستجد صورة العمل الفني المتناول أمام عينك، والجدير بالذكر  أن أكثر من نصف الكتاب عبارة عن رسومات وصور.

أما الشرط الثاني فهو عدم الاقتراب من الفن المبتذل الذي يثير الضجة والحديث ولكنه خالي المعنى وبعيد عن الفن، قد نجد اختراقات بسيطة لهذا الشرط لكن الكاتب قد وضع هذه الأعمال بهدف التعليم وأوقات أخرى بهدف السخرية حتى يخفف على الكاتب وقع الكتاب، والشرط الأخير هو أن الكاتب سيحاول إخراج الكتاب بشكل موضوعي قدر الإمكان ويقدم الأعمال بقيمتها الفنية مبتعدًا عن ذوقه الخاص.

يبدأ الكتاب الرحلة من البداية، يعرض أعمال الشعوب البدائية، باكورة الأعمال وأولها، نرى بذرة الفن وهي تغرس في الأرض وتبدأ في الإنبات، ثم ينتقل معنا لأهم المناطق التي أخرجت فنون العالم مصر والرافدين وكريت، بعد ذلك يتحدث الكاتب في فصول عديدة عن اليونان وفنونها، والرومان وسحرها، ولا ينسى بالطبع الفنون الشرقية مثل: الصين، ولا الفنون التي انبثقت من الروح والأفكار الدينية، فنجد حديثًا طويلًا عن الكنائس وما قدمته الكنسية من تماثيل وعمارة، وبعد ذلك نجد حديثًا عن الإسلام والعمارة الإسلامية، والملابس العربية والزخرفة.

على هذا المنوال يستمر الكتاب دون أن ينسى شيء، هولندا وأمريكا والنمسا وفرنسا وألمانيا وغيرهم، وبعد الحديث عن الدول والتاريخ يخصص فصولًا كاملة للحديث عن المدارس والأعلام، وفي النهاية نجد أنفسنا أمام العصر الحديث، العصر الذي تغير فيه مفهوم الفن، ومفهوم أشياء كثيرة أيضًا.

والجدير بالذكر أن الكاتب أفرد صفحات ليست قليلة حتى يتحدث عن فن العمارة، وقد أكد الكاتب أن الهدف من وضع الكتاب هو التوضيح والإرشاد، لذلك يجب إكمال رحلة التعلم بعد إنهاء الكتاب حتى لا يقع القارئ فريسة للعلم الكاذب ويعتقد أنه يمتلك مفاتيح التذوق الفني، وذلك بسبب قراءته لكتاب واحد؛ وعلى الرغم من أن الكتاب يعتبر كتابًا مرجعيًا شاملًا إلا أنه نظم وجهز ليخرج بصورة بسيطة يفهمها ويستمتع بها الهاوي قبل الأكاديمي والخبير.


الفن المعاصر – جوليان ستالابراس

كتاب الفن المعاصر: مقدمة كثيرة جدًا - أهم الكتب التي تتحدث عن تذوق الفنون المختلفة

يتعامل الكثير من الناس مع الفن على أنه شيء يسهل فهمه ومعرفته وتميزه عند رؤيته للمرة الأولى، لكن عالمنا المعاصر قد أثر على الفن بشكل كبير، الاقتصاد والسياسية والحركات الفكرية التي غيرت أفكار البشرية تغيرًا جذريًا، كل هذه الأشياء جعلت الفن يختلف ويحدث حوله صراعات كبرى، لوحات غير مفهومة، لوحة عبارة عن موزة، ولوحة أخرى فارغة، لوحة تباع بملايين ثم تمزق، والكثير من الأشياء الأخرى. أصبح الفن أكثر غرابة، وفهمه يزداد تعقيدًا، وفنان اليوم يرفض القيود أكثر فأكثر كل يوم.

يعد كتاب الفن المعاصر لمؤلفه جوليان ستالابراس من أهم كتب تذوق الفنون المختلفة حيث يصحبك في جولة في ربوع وأزقة الفن الحديث، اللوحات والتماثيل، الرقص والأفكار، وبالتأكيد سترى ما يتم صناعته الآن بشكل مختلف.


ضرورة الفن – إرنست فيشر

ضرورة الفن من تأليف إرنست فيشر

عند الحديث عن الفنون بأشكالها المختلفة دائمًا ما نجد سؤال يتم طرحه وهو “هل للفن أهمية؟” وهذا السؤال في الغالب يجعل محب الفن حانقًا وغاضبًا على صاحبه، كيف يمكن أن يتساءل أو يشك حول أمر جلي وواضح، ولكن إذا ابتعدنا عن العواطف وألقينا هذا السؤال أمامنا حتى نجيب عليه بشكل موضوعي سنجد أن كاتب هذا الكتاب هو خير من فعل ذلك.

يعد كتاب ضرورة الفن من تأليف إرنست فيشر، وتم نشره لأول مرة عام 1959، وقد تم ترجمة الكتاب بواسطة ميشال سليمان؛ ليصبح من أهم كتب تذوق الفنون المختلفة.

قال تولستوي ذات مرة “الفن ينتقل بالعدوى” وهكذا يتأثر من يجد نفسه حول الفنان، فنجد أن المبدع قد يخرج مبدعًا آخر، أو قد يصنع الفنان عدوًا أو صديقًا، هناك علاقة معقدة بين الإنسان والفن، شبكة لا يمكن معاملتها بشكل سطحي وبسيط، ومن هنا ينطلق إرنست في البحث حول هذه العلاقة عبر التاريخ، كيف نشأ الفن في البداية وكيف كان يعبر عنه الإنسان ويظهر من خلاله، كيف أبدعنا النحت والموسيقى والأدب والتمثيل والشعر والرسم، ومؤخرًا السينما، دائمًا ما نجد أسبابًا لنشأة هذه الفنون وأشياء يصعب فهمها إلا من خلال متابعة تفاصيل الفنون المختلفة، ومن هنا ستتغير رؤيتنا عن سؤال ضرورة الفن، وسنرى الأمر برمته بشكل مختلف.


كيف تقرأ فيلمًا – جيمس موناكو


غلاف كتاب كيف تقرأ فيلمًا؟ الصادر من المركز القومي للترجمة

بالحديث عن أهم كتب تذوق الفنون المختلفة كان يجب أن أضع كتابًا يتحدث عن أهم فن في الفنون الحديثة وهو السينما، تم نشر كتاب كيف تقرأ فيلمًا عام 1977، والكتاب من تأليف جيمس موناكو، في هذا الكتاب يتحدث الكاتب عن الفيلم باعتباره فنًا، لماذا أصبحت الأفلام من الفنون؟ وما هو الفن ومجالاته وطرق إنتاجه؟ ثم يتحدث عن علاقة السينما بالفنون الأخرى بداية من المسرح، وصولًا للموسيقى والرواية، بعد هذا نجد الكاتب يفند ويحلل جميع مكونات الفيلم من التمثيل والإخراج والمكياج والمونتاج والصوت.

لا يتوقف الكاتب هنا بل يأتي بأهم المخرجين في العالم ويبدأ بتحليل العناصر المختلفة في أفلامهم، ومن خلال هذه التحليلات تبدأ رؤيتنا للأفلام تختلف، الجدير بالذكر أن الكتاب قديم بالنسبة لما وصلنا إليه الآن في عالم السينما، لكن لحسن حظنا أن المؤلف ما زال حيًا، وقد قام الكاتب بتعديل الطبعات الأخيرة -متوفرة بالعربية- وقد قام بتجهيزها لتناسب وقتنا المعاصر، وقد تحدث عن الأفلام الرقمية، والثورة التكنولوجية، وقد تحدث عن الأفلام تحت مظلة الحداثة ومعطيات العالم الجديد، كما ستجد فصولًا عن عالم صناعة الأفلام وأسرارها، يعتبر هذا الكتاب من أكبر وأهم الكتب في هذا المجال ومن المستحيل أن ترى الأفلام وتتفاعل معها بنفس الطريقة بعد الانتهاء منه.

اقرأ أيضًا:

أبرز إصدارات 2020 من كتب السيناريو لأفلام مقروءة لم تعرض سابقًا!


التعبير بالموسيقى – فؤاد زكريا

التعبير بالموسيقى - أشهر الكتب التي تتحدث عن تذوق الفنون المختلفة

تم إصدار كتاب التعبير بالموسيقى عام 1976، والكتاب من كتابة المفكر الكبير فؤاد زكريا، والمعروف عن فؤاد زكريا ولعه بالموسيقى وشغفه بها وبتفاصيلها، وفي هذا الكتاب يتحدث عن الموسيقى، طبيعتها ومعناها وحقيقة فن الموسيقى، ثم يتحدث عن الموسيقى كلغة وطريقة من طرق التعبير، بعد هذه الفصول ينتقل فؤاد زكريا للحديث عن الموسيقى الشرقية والموسيقى المصرية وذلك بعد تفنيد ونقد للموسيقى الغربية، والحزين في هذا الجزء أن الكاتب يرى أن الموسيقى العربية والمصرية مصابة بالكثير من المشاكل والعجز وقد تخلفت كثيرًا عن الموسيقى الغربية، ومن خلال قراءتك لهذا الكتاب وتحليلاته، ستبدأ بملاحظة أشياء كثيرة في عالم الموسيقى لم تكن تلاحظها من قبل.


مطالعات في الكتب والحياة – العقاد

كتاب مطالعات في الكتب والحياة للعقاد - أهم الكتب التي تتحدث عن تذوق الفنون المختلفة

تم إصدار كتاب مطالعات في الكتب والحياة عام 1924، وهو من كتابة المفكر عباس العقاد؛ يرى العقاد أن الهدف من الحياة وغاية وجودنا هو التحرر من القبح، ولا يمكن ذلك إلا بالذهاب للفن، بل يرى العقاد أن الكون بأكمله عمل فني صنعه الفنان الأكبر، ومن هنا ينطلق العقاد في تحليل وتفنيد وقراءة وتأمل الأعمال الأدبية الكبرى، ويخرج لنا ما لا يسهل استخراجه، ويعالجه بفلسفة جيدة، وبآلاف الكتب التي قرأها.

ففي هذا الكتاب نجد وجهة نظر العقاد الصارمة عن الأدب، والتي يرفض فيها أن يكون الأدب للتسلية فقط، بل يرى أن الأدب شيء مهم يحررنا من الكثير من القيود، ويغير أفكارنا حول الكثير من الأشياء.

وهكذا أكون قد قدمت لكم أهم كتب تذوق الفنون المختلفة، في البداية كتاب يأخذكم في رحلة في تاريخ الفن وطرق فهمه، ثم كتاب عن ضرورته، وكتاب عن السينما والأفلام أم فنوننا الآن، ثم انتقلنا للأدب، والفن المعاصر الذي أصبح يقدم لنا الشاذ والغريب لكنه ما زال فنًا، وفي النهاية أود أن أختم المقال بمقولة إرنست ليفي: “ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الفيزياء أو الكيمياء أو المال“.

لك أيضًا:

الجمالية السوسيولوجية: نظرة مختلفة لمفهوم الفن ووظيفته

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.