من هو عبد الرحمن أبو القاسم - Abdul Rahman Abu al-Qasim

فنان وممثل فلسطيني سوري قدير، اشتهر بأعماله المميزة في المسرح والسينما والتلفزيون، والتي حقق من خلالها نجومية على المستوى العربي.

عبد الرحمن أبو القاسم ممثل فلسطيني سوري راحل، أغنى الساحة الفنية بأعماله المتنوعة سواءً في المسرح أو التلفزيون أو السينما. عُرف عنه شغفه الكبير بخشبة المسرح التي انطلق منها وحقق من خلالها نجاحات في سورية والوطن العربي.

خلال مسيرته الفنية الممتدة لحوالي ستة عقود متتالية قدم الفنان القدير 128 عملًا في التلفزيون والسينما بالإضافة إلى أعماله الكثيرة في المسرح.

ولاسم عبد الرحمن معانٍ ودلالات عديدة، يمكن التعرف عليها من خلال: معنى اسم عبد الرحمن.

ولد الفنان الكبير عبد الرحمن أبو القاسم في 1 _ يناير _ 1942. في السادسة من عمره هاجر مع أشقائه وجدّه إلى قرية قرعون في لبنان، وهناك اضطرَّ إلى التسول ليتمكن من تأمين الطعام لإخوته.
انتقل بعد ذلك إلى دمشق والتحق بمدرسة شكري العسلي، وهناك كانت بدايته مع المسرح المدرسي في عام 1954، وكانت مسرحية "بلال مؤذن الرسول" أول عمل يُشارك فيه بالمدرسة.

بعد خروجه من المسرح المدرسي اتجه إلى العمل مع عدة فرق مسرحية كان أولها نادي الأزبكية الذي كان يُديره الفنان عدنان مارديني، ثمَّ انتقل إلى الفرقة السورية للتمثيل وبعدها إلى المسرح الفلسطيني.

أبقى الفنان عبد الرحمن أبو القاسم عائلته بعيدة عن الأضواء، فلا يوجد معلومات عن زوجته وأولاده.

عانى عبد الرحمن في طفولته كثيرًا وعند انتقاله من لبنان إلى سورية، اضطر والده على بيع بندقيته التي كان يُحارب بها العدو الصهيوني من أجل تأمين تكلفة نقل عائلته.

لم يتمكن من دراسة التمثيل إلّا أنّه في بداياته حضر دورة إعداد ممثل في دمشق فقط.

تضمنت العديد من مسرحياته تفاصيل عالقة في ذهنه من سفر الخروج من فلسطين، ومنها مسرحية عمكو أبو محمد التي قدمها في مهرجان قرطاج وحصل على جائزة أفضل ممثل عن دوره فيها.

زار الفنان عبد الرحمن بلده فلسطين لأول مرّة في عام 2012، خلال مشاركته في الملتقى الثقافي التربوي الخامس.

كانت هوايته المفضلة قراءة الكتب، وكان يمتلك في منزله مكتبة ضخمة.

توفي عبد الرحمن أبو القاسم بعد تعرّضه لنوبة قلبية في 10 أبريل من عام 2020 في دمشق، عن عمر ناهز 78 عامًا.

بعد تقديمه لعشرات العروض المسرحية انتقل الفنان القدير عبد الرحمن أبو القاسم إلى التلفزيون وشارك في بداياته بأدوار بسيطة في عدة أعمال منها "الأمل الذي كان"، و"صقر الجبل"، و"الغريب والنهر".

أمّا في السينما فكانت بدايته في عام 1977 بفيلم "الأبطال يولدون مرتين" مع المخرج صلاح ادهني، وفي نفس العام ظهر في المسلسل الدرامي "الحب والشتاء" الذي كان من إخراج صلاح أبو هنود وتأليف خالد حمدي.

في عام 1979 انضمّ إلى طاقم عمل المسلسل الدرامي "أبو الفراس الحمداني" المُقتبس من قصة حياة الشاعر أبو الفراس الحمداني، والذي ضمَّ نخبة من نجوم الدراما السورية والأردنية والمصرية أمثال عبد الرحمن آل رشي وأسامة المشيني.

في العام التالي جسّد شخصية إيتون في المسلسل التاريخي "حرب السنوات الأربع" مع المخرج هيثم حقي.

خلال ثمانينات القرن الماضي اقتصر ظهوره على بعض الأعمال وأهمها المسلسل التاريخي "عز الدين القسام" في عام 1981، ومسلسل "وداعًا... زمن الصمت" في عام 1986، والمسلسل الفنتازي التاريخي "غضب الصحراء" في عام 1989.

عمل في عام 1991 مع الفنانة عزة البحري والفنان مفيد أبو حمدة في المسلسل البدوي "الهنوف". تبعه في العام التالي مشاركته بالمسلسل الأردني السوري "الكف والمخرز" مع المخرج نجدة أنزور، بالإضافة إلى المسلسل الثقافي "أعلام العرب".

كما اجتمع مع الفنانة القديرة منى واصف وعدد من نجوم الدراما السورية في المسلسل التاريخي الكوميدي "طرائف أبي دلامة" في عام 1993، وشارك في الفيلم الدرامي "صهيل الجهات" الذي عُرض في نفس العام وكان من بطولة مي سكاف وإخراج وتأليف ماهر كدو.

في عام 1995 جسّد عبد الرحمن شخصية العالم ابن الرومية في المسلسل الفنتازي الشهير "الجوارح" الذي حقق نجاحًا كبيرًا في الوطن العربي وكان من إخراج نجدة أنزور وتأليف هاني السعدي. وقد استمرَّ بأداء شخصية ابن الرومية في الأجزاء التالية وهي مسلسل "الكواسر" في عام 1998، ومسلسل "البواسل" في عام 2000.

لعب دور شمروخ في مسلسل "عودة الفارس" للمخرج عبد الوهاب الهندي في عام 1996، وكان ضيف شرف في المسلسل البدوي "عدالة الصحراء".

ظهر في عام 1997 بدور عيلمي في المسلسل التراجيدي التاريخي "العبابيد" الذي تحدث عن فترة حكم الملكة زنوبيا وكان من إخراج بسام الملا، كما شارك في نفس العام بالفيلم الدرامي "نسيم الروح"، والمسلسل الدرامي "العوسج".

وفي العام التالي أطلَّ مع خالد تاجا وهالة شوكت في المسلسل الدرامي "الشوكة السوداء"، بالإضافة إلى مسلسل "الثريا" الذي كان من بطولة خالد تاجا وسوزان نجم الدين.

أبدع الفنان عبد الرحمن في عام 1999 بعدد من الأعمال الناجحة والتي كان من أبرزها مسلسل "الجمل" للمخرج خلدون المالح، والمسلسل الدرامي العائلي "آخر أيام التوت" الذي لعب فيه دور أبو زهدي وشاركه في البطولة عبد الهادي صباغ وأمل عرفة وغيرهم من كبار الممثلين السوريين.

مع بداية الألفية الجديدة استمرَّ بتألقه وتقديمه للأعمال المميزة حيث شارك في عام 2001 بالعمل التاريخي الضخم "البحث عن صلاح الدين"، وتقاسم البطولة مع زهير رمضان في المسلسل الاجتماعي الكوميدي "سر الكنز". كما كان له ظهور في السينما من خلال الفيلم الدرامي "بستان الموت" الذي يروي قصة عائلة فلسطينية تعيش في القدس الشرقية.

في العام التالي كان ضيف شرف في الملحمة التاريخية "عمر الخيام" مع المخرج شوقي الماجري، ولعب دور بدر بن عمار في مسلسل السيرة الذاتية "أبو الطيب المتنبي" مع المخرج فيصل الزعبي. وفي عام 2003 ظهر بدور رئيسي في المسلسل الدرامي السياسي "الشتات" الذي تحدث عن نشأة الحركة الصهيونية، وهذا ما أدى إلى ضغوط اسرائيلية منعت استمرار عرضه.
في السنوات التالية كثرت أعماله فظهر في عام 2004 بالمسلسل التاريخي أبو زيد الهلالي"، وفي عام 2005 شارك بالمسلسل الدرامي الاجتماعي "حاجز الصمت" الذي يتحدث عن معاناة مرضى الإيدز، والمسلسل التاريخي "ملوك الطوائف". تبعها في عام 2006 ظهوره كضيف شرف في مسلسل "سقف العالم" المُقتبس من أحداث فيلم "The 13th Warrior"، كما لعب دور أبو الفضل العباس في المسلسل التاريخي "خالد بن الوليد" واستمرَّ بدوره في الجزء الثاني الذي عُرض في عام 2007.
كذلك في عام 2007 لعب دور البطولة مع سلمى المصري وجهاد الزغبي في الفيلم الدرامي الروائي "الهوية" الذي كان من إخراج غسان شميط وتأليف وفيق يوسف. وفي العام التالي ظهر بشخصية القاضي في مسلسل الجريمة "وجه العدال" مع المخرج سيف الشيخ نجيب، كما تألق بدور الشيخ في مسلسل "الحوت" الذي صوّر البيئة الساحلية في أيام الانتداب الفرنسي.
في عام 2009 شارك ببطولة فيلم "الأمانة" الذي تدور أحداثه في الجولان المحتل، ولعب دور أبو جهل في الفيلم الإسلامي التاريخي "الخوافي والقوادم في نصرة الإسلام" للمخرج سيف الشيخ نجيب. أمّا في التلفزيون فقد ظهر بالمسلسل الاجتماعي "شتاء ساخن" للمخرج فراس الدهني، والجزء الثاني من مسلسل البيئة الشامية "بيت جدي" للمخرج إياد نحاس.
بين عامي 2010-2012 أطلّ عبد الرحمن بأعمال متنوعة منها المسلسل الاجتماعي "هي دنيتنا"، والمسلسل الدرامي "رايات الحق"، والمسلسل التاريخي الكوميدي "مغامرات دليلة والزيبق" بجزأيه الأول والثاني، والمسلسل التاريخي "إمام الفقهاء".
في عام 2014 بدأ بالظهور بشخصية أبو عدنان في مسلسل البيئة الشامية "طوق البنات" مع المخرج محمد زهير رجب، وتابع أداء دوره في الجزئين الثاني والثالث من المسلسل. وفي السنوات التالية كثرت أعماله في البيئة الشامية حيث شارك بمسلسل "خاتون" بجزأيه في عامي 2016-2017 على التوالي مع المخرج تامر إسحاق. كما جسّد شخصية أبو صافي في مسلسل "عطر الشام" الذي صدر منه ثلاثة أجزاء بين عامي 2016-2018 وكان من إخراج محمد زهير رجب وتأليف مروان قاووق.

كانت آخر أعماله السينمائية في عام 2016 بدور رئيسي في فيلم الحرب "رد القضاء" الذي صوَّر قصص حقيقية من واقع الأزمة السورية. كان الفيلم من إخراج نجدة أنزور وتأليف ديانا كمال الدين وقد حقق نجاحًا كبيرًا.

أمّا في التلفزيون فآخر أعماله هو المسلسل الدرامي "بروكار" مع المخرج محمد زهير رجب والذي من المُقرر عرضه في رمضان 2020.