ديدييه ديشامب

أحد أشهر لاعبي كرة القدم الفرنسيين المتقاعدين ويعمل حاليًا مدربًا لفريق فرنسا الوطني. لعبَ سابقًا كلاعب خط وسط دفاعي للعديد من الأندية بما في ذلك نانت، مرسيليا، بوردو، جوفنتوس، تشيلسي، وفالنسيا وغيرها.

ديدييه كلود ديشامب هو لاعبُ كرة قدمٍ فرنسي متقاعد يعمل حاليًا مدربًا للمنتخب الفرنسي. لعب سابقًا في خط الوسط الدفاعي لأنديةٍ في فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وإسبانيا مثل مرسيليا وجوفنتوس وتشيلسي وفالنسيا، وكذلك نانت وبوردو الفرنسيَّين.

برع في المقام الأول في إعاقة حركات الخصم الهجومية، وكان قادرًا على البدء في الهجمات المرتدة بعد أن يستعيد الاستحواذ على الكرة، كما كان يتمتع بحسٍ موقعي ومنظوري ممتاز، ومعروفٌ بذكائه التكتيكي وتعدد استخدامهِ وقيادتهِ.

بصفته لاعبًا فرنسيًا دوليًا، توِّج في 103 مناسبات وشارك في ثلاث بطولات أوروبية لكرة القدم في الاتحاد الأوروبي ومرة واحدة في كأس العالم FIFA، حيث قاد منتخب بلادهِ إلى الانتصارات في نهائيات كأس العالم 1998 ويورو 2000.

أنهى مسيرته الكروية في إسبانيا، حيث قضى موسمًا مع فالنسيا تقاعد بعده في صيف عام 2001 عن عمر 32 عامًا فقط. عاد ديدييه لاحقًا إلى الساحة الكروية مدربًا لنادي موناكو الفرنسي، وانتقل بعد ذلك لتدريب كلٍّ من جوفنتوس الإيطالي ونادي أوليمبك مارسيليا الفرنسي.

وفي عام 2012، تم تعيينه مدربًا جديدًا للفريق الوطني الفرنسي، حيث قاد الفريق إلى الدورِ الربع النهائي من كأس العالم 2014 في البرازيل ونهائي كأس الأمم الأوروبية 2016.

وفي الوقت الحالي يقود المنتخب الوطني الفرنسي المشارك في كأس العالم 2018 المقام حاليًا في روسيا.

وُلد ديدييه كلود ديشامب في الخامس عشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 1968 في مدينة بايون في فرنسا لوالده بيير الذي كان يعمل دهّانًا ووالدته جينييت التي كانت تعمل بائعةً للصوف، ونشأ مع شقيقه الأكبر الذي توفي في حادث تحطم طائرة بينما كان لا يزال في سن المراهقة.

لعب ديدييه لعبة الركبي مع فريق الركبي المحترف بياريتز أولمبيك لفترة، وكان مهتمًا بكرة القدم منذ صغرهِ، حيث التحق وهو في مدرستهِ الابتدائية بالفريق المحلي لبلدته أفرون بايونيس حيث بدأ معه مسيرته الكروية عام 1976 وبقي معه لمدة ثمان سنوات تقريبًا.

تزوج ديدييه من صديقته كلود ديشامب، وأنجبا طفلهما الأول ديلان في السادس عشر من أيار/ مايو 1996، و منذ زواجهما يعيش الزوجان حياةً سعيدةً معًا دون أي خبرٍ أو شائعاتٍ عن الطلاق.

بعد كلٍّ من اللاعبَين الألماني فرانز بكنباور ويليه الإسباني إيكر كاسياس، كان هو القائد الثاني فقط في تاريخ كرة القدم الذي رفع كأس دوري الأبطال وكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية. |تمت تسميته من قبل اللّاعب البرازيلي بيليه كواحدٍ من أفضل 125 لاعبًا على قيد الحياة وذلك في آذار/ مارس 2004. |لُقِّب من قبل زميله السابق في الفريق الفرنسي إريك كانتونا بـ"الناقل المائي".

في عام 1983، تم اكتشاف موهبته من قبل فريق نانت للشباب ووُقِّع عقدٌ معه في شهر نيسان/ أبريل، حيث بقي معه لمدة عامين.

في عام 1985، تمت ترقيتهُ إلى الفريق الأكبر سنًا، وبدأ باللعب مع فريق نانت للرجال حيث شارك في 111 مباراة وسجل فيها أربعة أهداف فقط لا غير. وفي عام 1989 انتقل إلى نادي مرسيليا، ولكنّه في عام 1990 قضى موسمًا على سبيل الإعارة مع فريق بوردو، حيث عاد بعدها إلى فريقه وحصل في هذه الفترة على مرتبة الشرف الأولى كلاعبٍ محترف.

فاز ديدييه مع فريقه بلقبين في الدوري الفرنسي عامي 1991 و 1992، بالإضافة إلى أنّ فريق مرسيليا أصبح أول الفائزين الفرنسيين حتى الآن في دوري الأبطال عام 1993.

في عام 1994، انضم إلى نادي جوفنتوس الإيطالي، الذي فاز معهُ بثلاثة ألقاب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي (الكالتشيو) أعوام 1998-1997-1995، وكأس إيطاليا 1995، وكأس السوبر الإيطالي 1997-1995، وحقق لقبهُ الثاني في دوري أبطال أوروبا، وكأس إنتركونتيننتال 1996.

بعد جوفنتوس، قضى ديشامب موسمًا واحدًا في إنجلترا مع تشيلسي وذلك في عام 1999، وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي، وسجل مرةً واحدةً أمام هرتا برلين في دوري أبطال أوروبا.

وفي الموسم التالي 2000-2001، انتقل إلى إسبانيا حيث أنهى مسيرتهُ الكرويةُ هناك مع فريق فالنسيا وساعده في نهائي دوري أبطال أوروبا UEFA 2001، لكنّه بقي على مقاعد البدلاء عندما خسر أمام بايرن ميونيخ، ثم أعلن تقاعده في صيف عام 2001 عن عمرٍ ناهز اثنين وثلاثين عامًا فقط.

وعلى الصعيد الدولي، بدأ مسيرته الدولية مع منتخب فرنسا في الفئة العمرية تحت الـ 21 عام 1988، حيث كانت أول مشاركةٍ دوليةٍ له في التاسع والعشرين من شهر أيلول/ أبريل عام  1989 ضد يوغسلافيا ولعب مع الفريق ثمانية عشر مباراة، وبعدها استُدعي إلى المنتخب الوطني الأول.

بدأ ديدييه مسيرته الدولية أثناء وقت الظلام للمنتخب الفرنسي، حيث فشل في التأهل لكأس العالم في كلٍّ من عامي 1990 و 1994.

بعد تعيين المدرب الجديد إيمي جاكيه للمنتخب الفرنسي، بدأ بإعادة بناء الفريق في بطولة أمم أوروبا عام 1996، حيث اختار في البداية لاعب مانشستر يونايتد إيريك كانتونا قائدًا للفريق، لكن بسبب إيقافه عن اللعب لمدة عام في شهر كانون الثاني/ يناير 1995، تم إعادة ترتيب الفريق واعتماد ديدييه قائدًا له حيث بدأ بعد ذلك الجيل الذهبي للمنتخب الفرنسي.

لعب أول مباراةٍ وديةٍ له قائدًا للفريق استعدادًا للبطولة ضد ألمانيا، وخلال تلك البطولة التي أقيمت في انجلترا قاد المنتخب إلى الدور نصف النهائي، وتُعتبر تلك المباريات أفضل مباريات المنتخب منذ عام 1986.

قاد منتخب بلاده في كأس العالم 1998 الذي أُقيم في فرنسا والذي فاز به على أرضه، بالإضافة إلى ذلك قاد المنتخب الفرنسي في بطولة الأمم الأوروبية 2000 والتي فاز بها أيضًا.

بعد اعتزالهِ اللعب عام 2001، بدأ بالحياة التدريبية في كرة القدم، حيث تم تعيينه مدربًا أساسيًا لنادي موناكو في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، وقاد الفريق إلى الفوز في بطولة كأس الرابطة الفرنسية عام 2003 وإلى أول نهائي له في دوري أبطال أوروبا عام 2004، وفي التاسع عشر من أيلول/ سبتمبر 2005 قدم استقالته بعد بدايةٍ سيئةٍ للموسم وخلافه مع رئيس النادي.

في العاشر من تموز/ يوليو 2006، تم تعيينه مدربًا لفريق جوفنتوس الإيطالي، بعد استقالة فابيو كابيلو في أعقاب فضيحة التلاعب بنتائج المباريات، وكانت بدايتهُ مع النادي ناجحة لكن النتائج الضعيفة تتالت عندما خرج جوفنتوس من الدور الثالث في كأس إيطاليا، لكنّ ديدييه ساعد جوفنتوس على الفوز بأول منافسةٍ له منذ هبوطه، وكان ذلك في كأس بيرا موريتي الذي فاز فيه جوفنتوس على إنترنازيوني بنتيجة هدفٍ مقابل لاشيء وعلى نابولي في ركلات الترجيح، قائدًا بذلك جوفنتوس من جديد إلى عودته لدوري الدرجة الأولى الإيطالي، لكنه قدم استقالته في شهر أيار/ مايو 2007 معلنًا ذلك إلى وسائل الإعلام.

في الخامس من أيار/ مايو 2009، تم الإعلان عن تعيينه مديرًا لنادي مارسيليا للموسم القادم الذي بدأ في الأول من تموز/ يوليو في نفس العام، حيث تمكن في أول موسمٍ له من الحصول على لقبه الأول في دوري الدرجة الأولى منذ ثمانية عشر عامًا.

مدد ديدييه عقده مع مارسيليا لمرتين متتاليتين، وتقدم فريقه إلى الدور ربع النهائي في دوري الأبطال عام 2012، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ عام 1993، بفوزه على نادي إنتر ميلان.

في الرابع عشر من نيسان/ أبريل 2012، فاز مرسيليا بلقب كأس الدوري الفرنسي للمرة الثالثة على التوالي، وفي الثاني من تموز/ يوليو 2012 ترك ديدييه النادي بالاتفاق المتبادل.

في الثامن من تموز/ يوليو 2012، تم تعيينه مدربًا رئيسيًا لفريق كرة القدم الوطني الفرنسي في عقدٍ لمدة عامين، حيث قاد المنتخب في المباريات التأهيلية لكأس العالم 2014 الذي أقيم في البرازيل، وتعتبر تلك المرة الخامسة على التوالي لفرنسا.

قاد المنتخب إلى الدور ربع النهائي في بطولة كأس العالم 2014 وكذلك نهائي كأس الأمم الأوروبية 2016، ولايزال حاليًا مدربًا للمنتخب الفرنسي الذي يشارك في بطولة كأس العالم 2018 المقامة في روسيا.