غسان بن جدو

غسان بن جدو صحفي تونسي ذو علامة فارقة في عالم السياسة إثر مواقفه من أنظمة الحكم العربيّة. نُفي من تونس وعاش في لبنان مشجعاً النهضة اللبنانيّة. أدار محطة الجزيرة لسنوات عديدة واليوم هو راعي ومدير محطة الميادين السياسية المنافسة لقناة الجزيرة.

وُلد غسان بن جدو في القصور بولاية الكاف بتونس وذلك في تاريخ 8 آب/ أغسطس عام 1962، درس الآداب في تونس، وعمل كصحفي في عدة قنوات وأدار اثنتين منها.

حقق غسان بن جدو سبقاً صحفيّاً بمحاورته عدّة شخصيات مهمة في العالم، منها حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني في حرب إسرائيل على لبنان في تموز عام 2006، فأنتج فيلمًا وثائقي عن حزب الله. كما أنّه حاور رئيس كوبا فيدل كاسترو والسياسي وليد جنبلاط والمطربة جوليا بطرس في العام ذاته.

اشتهر بشكل كبير في الوسط العربي وأصبح شخصيّة مؤثرة من خلال تقديم برنامج “حوار مفتواح” على قناة الجزيرة، البرنامج الأكثر تأثيراً في العالم العربي آنذاك.

تخرّج غسان بن جدو  من كلية الآداب وكان ناشطاً طلابيّاً خلال سنوات دراسته، واشتهر بين زملائه بميوله واهتمامه بالسياسة بشكلٍ كبير. كانت معارضته للنظام التونسي سبباً واضحاً ليتم نفيه من تونس لمدة 21 عاماً وعاش في لبنان بعد ذلك.

بدأ في العمل في شبكة BBC كمراسل صحفي في إيران. وعمل أيضًا كمراسل لصحيفة الحياة والمعهد العربي للدراسات الدوليّة في واشنطن وبعض الصحف الأخرى.

الصحفي غسان بن جدو تونسي الجنسية، و متزوج من  الطبيبة نداء الحسيني ابنة الشهيد الإيراني محمد الحسيني. عاش في جنوب لبنان وكسب الجنسيّة اللبنانيّة أيضاً.

رُزق غسان بن جدو بولد يعمل معه الآن في قناة الميادين.

غسان بن جدو  ولد لأب مسلم سنّي وأم مسيحيّة، وتزوج من امرأة شيعيّة واعتنق المذهب الشيعي فيما بعد حسب بعض المصادر.
غسان بن جدو شخصيّة مؤثرة عربيّة في المرتبة 59 من بين 500 شخصيّة عربيّة حسب تصنيف Arabian business عام 2007، وحصد المركز 24 من 100 شخصيّة عربيّة في تصنيف الأشخاص الأكثر نفوذاً.
الصحفي الوحيد الذي أجرى 20 مقابلة حسن نصر الله هو غسان بن جدو.

انضم غسان بن جدو إلى قناة الجزيرة الموجودة في قطر عام 1997 وبقي فيها حتّى عام 2011 بعد بدء الحرب السوريّة. قدّم برنامج "الحوار المفتوح" وأجرى مقابلات مع صناع القرار العرب، وأول حلقة من هذا البرنامج كانت عن تحرير جنوب لبنان عام 2000. فيما بعد شغل منصب المدير للقناة في دولة إيران في عام 2001 وتخلّى عن تقديم البرامج، واستلم إدارة القناة في بيروت بعد ذلك.

كانت استقالته من قناة الجزيرة عام 2011 نتيجة اعتراضه على موقف وآراء الجزيرة من القضيّة السوريّة، فرُفقت استقالته بالجملة التالية "قناة الجزيرة أنهت حلماً كاملاً من المهنيّة والموضوعيّة، وباتت تلك المهنيّة في الحضيض عندما خرجت الجزيرة عن كونها وسيلة إعلام، وتحولت إلى غرفة عمليات للتحريض والتعبئة". كان موقفه حينذاك يناصر ما يقوم به النظام السوري على الرغم من كونه من لائحة الممنوعين دخول سوريا بعد اغتيال رئيس لبنان رفيق الحريري.

استكمل غسان بن جدو مسيرته في إدارة القنوات، وأنشأ محطة سياسية تناصر التحركات العربيّة بالاشتراك مع نايف كريم، وأصبح مديراً لقناة الميادين الفضائيّة عام 2012 في بيروت، وتعتبر هذه القناة منافس تجاري وإيديولوجي لقناة الجزيرة. ونتيجة اجتهاد الصحفي غسان وصلت القناة إلى دول الخليج العربي وبعض الدول العربيّة الأخرى. واليوم الميادين هي شبكة إعلاميّة كبيرة مستقلّة شعارها "الواقع كما هو".

أيد غسان بن جدو النظام السوري، لكنه كان يعارض سياسة الرئيس زين العابدين بن علي ويرفض حكمه، وقد عرض عليه الرئيس السابق عدة مراكز قياديّة، وكانت الرد بالرفض من غسان على إثر موقفه السياسي من حكم الرئيس ولأن أصدقائه في السجون نتيجة نشاطهم السياسي. أيّد غسان بن جدو المقاومة اللبنانيّة وعارض ما يحصل فيها أيضاً لكن ما يلفت الأنظار تجاهله نهائيّاً أزمة البحرين.