جون لوك

جون لوك فيلسوف وطبيب بريطاني. يعد واحدًا من المفكرين الأكثر تأثيرًا في عصر التنوير.

كان جون لوك John locke الفيلسوف والطبيب الإنجليزي في القرن السابع عشر المعروف باسم “أب الليبرالية الكلاسيكية”. ويعتبر من المفكرين الأكثر تأثيرًا في عصره، وكان أول من عرّف الذات البشرية من خلال استمرارية الوعي. ساهمت كتاباته إلى حدٍّ كبير في تطوير مجالات الفلسفة السياسية والمعرفة والتعليم.

ألهمت أعماله العظيمة أجيالًا من الفلاسفة لمتابعة ما قد بدأه، وقد أثر بشكلٍ كبير في العديد من الفلاسفة مثل فولتير Voltaire وروسو Rousseau. وقد أبدى جون لوك اهتمامًا بالشؤون الطبية وتابع دراسته ليصبح طبيبًا محترفًا فيما بعد. جنبًا إلى جنب مع حياته الطبية فقد شغل عدة مسؤوليات ومناصب مما ساعده على تشكيل أفكاره السياسية.

وباعتباره باحث سياسي فقد ساهم كثيرًا في أفكار الجمهورية الكلاسيكية والنظرية الليبرالية التي تنعكس بشكل واضح في إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية.

ولِدَ الفيلسوف والطبيب جون لوك John locke، في 29 أغسطس/ آب 1632، في قرية رينغتون Wrington، في مقاطعة سومرست Somerset الإنجليزية. كان والده يعمل كمحامي القرية وهو رجل عسكري خدم كقبطان خلال الحرب الأهلية الإنجليزية. وبسبب اتصالات والده وولائه للحكومة الإنجليزية، فقد تلقى لوك تعليمًا متميزًا حيث  التحق بمدرسة وستمنستر Westminster في لندن.

في عام 1647، حصل لوك على شرف King's Scholar، وهو امتياز حصل عليه القلة من الأولاد في ذلك الوقت وساعده ذلك في متابعة دراسته في في مدرسة  Christ Church في أكسفورد في عام  1652.

وتعتبر مدرسة Christ Church أرقى مدرسة في أكسفورد، حيث درس هناك المنطق والميتافيزيقا، فضلًا عن اللغات الكلاسيكية. وقد عاد إليها بعد عامين للحصول على درجة الماجستير في الفنون في عام 1656. وتم انتخابه كزميل في الجمعية الملكية في عام 1668. تخرج بعد ذلك حاملًا لشهادة البكالوريوس في الطب في عام 1674.

في وقتٍ مبكر من دراسته الطبية، اجتمع لوك مع اللورد آشلي  Lord Ashley، الذي كان سيصبح حامل لقب "Earl of Shaftsbury" وهو لقب ذو مكانة عالية في في عصر الباروك البريطاني.

نشأت بين الاثنين علاقة وطيدة في زمن قصير، وفي نهاية المطاف فإن آشلي قد أقنع لوك بالانتقال للعيش في لندن ليصبح طبيبه الخاص. كما نمت مكانة آشلي فكذلك ازدادت مسؤوليات لوك. وساعده في أعماله ومسائله السياسية، وبعد أن أصبح آشلي مستشارًا، أصبح لوك أمين سره.

لم يتزوج جون لوك أبدًا ولم يكن لديه أي أطفال. كانت تربطه علاقة صداقة قوية مع السيدة داماريه كادوورث ماشام Damaris Cudworth Masham وقد امتدت هذه الصداقة حتى وفاته. وقد دعته ليعيش مع عائلتها خلال سنواته الأخيرة في أويتس في هاي لافر، إيسكس.

كان والده يدعى جون لوك أيضًا.
كانت فكرة القوانين الطبيعية الخاصة بلوك ذات صلة بالثورة الفرنسية والأمريكية.
لديه أكثر من 10 أعمال كبرى منشورة، وقد نُشِرَ معظمها بعد وفاته.

بعد معاناةٍ طويلة مع المشاكل الصحية توفي جون لوك  في 28 أكتوبر/ تشرين الأول  1704. وقد دُفِنَ  في فناء الكنيسة  قرية هاي لافر High Laver، حيث قضى أخر سنوات حياته.

وبعد سنواتٍ من وفاته ما زلنا قادرين على رؤية تأثيره في الفكر الغربي، وخصوصًا نظرياته المتعلقة بالفصل بين الكنيسة والدولة، والحرية الدينية، والحرية، فلم تؤثر فقط على المفكرين الأوروبيين مثل كاتب التنوير الفرنسي، فولتير، ولكن شكلت النواة الأساسية لتفكير مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية من ألكسندر هاميلتون Alexander Hamilton إلى توماس جيفرسون Thomas Jefferson.

سافر لوك إلى فرنسا خلال منتصف السبعينيات، وعاد إلى إنجلترا بحلول عام 1679، وكتب على نطاق واسع خلال سنوات خدمته للورد آشلي. وفي هذا الوقت تقريبًا بدأ يؤلف ما سيشكل في نهاية المطاف الجزء الأكبر من Two Treatises of Government التي سيتم نشرها بعد سنوات.

كانت أوائل الثمانينيات من القرن السابع عشر فترة اضطرابات سياسية كبيرة في إنجلترا، واضطر لوك إلى مغادرة البلاد تحت اشتباه قوي بتورطه في مؤامرة Rye House. ومع ذلك، هناك القليل من الأدلة التاريخية لإثبات أنه كان متورطًا بشكلٍ مباشر.

هرب إلى هولندا Netherlands في عام 1683 وكتب على نطاق واسع خلال السنوات القليلة المقبلة. وعاد في نهاية المطاف إلى إنجلترا وبدأ بنشر أعماله التي ألفها في  هولندا.

نُشِرَ مؤلفه A Letter Concerning Toleration في عام 1689، وقد كتبه باللغة اللاتينية وسرعان ما تمت ترجمته إلى لغاتٍ أخرى عديدة. وأوضح من خلال هذا المؤلف أفكاره بشأن الدين والمجتمع  وأنه لا يمكن أن تتغير الكنيسة عن طريق العنف وإنما باتباع أسلوب الإقناع.

كما نشر كتابًا آخر في عام 1698 بعنوان Two Treatises of Government وعلى الرغم من عدم الكشف عن هويته؛ فقد هاجم مفهوم السلطة الأبوية في الرسالة الأولى وشرح أفكاره لتشكيل مجتمع أكثر تحضرًا في الرسالة الثانية، وقد وضع هذه النظريات السياسية خلال سنوات خدمته للورد آشلي.

تم نشر عمله An Essay Concerning Human Understanding، وصف من خلاله عقل الإنسان عند الولادة باللائحة الفارغة التي تمتلأ  بمرور الوقت بالخبرة الإنسانية في عام 1960. ويعتبر هذا العمل مصدرًا رئيسيًا للتجريبية في الفلسفة الحديثة. وقد ألهم من خلاله العديد من فلاسفة التنوير مثل ديفيد هيوم David Hume  وجورج بيركلي George Berkeley.

وفي تقريره الصادر في عام 1693 بعنوان  Some Thoughts Concerning Education، ذكر أن المناهج الحالية  في المدارس والكليات بحاجة إلى توسيع. ودعا أيضًا إلى تحسين معاملة الطلاب.

كان للأفكار التي تم التعبير عنها في هذا المنشور تأثيرًا هائلًا على الفيلسوف جان جاك روسو Jean-Jacques Rousseau.