مشاري بن عبدالعزيز آل سعود

أحد أفراد العائلة الملكية الحاكمة في السعودية، والابن الـ 19 للملك سعود بن عبد العزيز، له العديد من المساجلات الشعرية التي حملت طابعًا سعوديًا بدويًا.

الأمير مشاري بن عبد العزيز آل سعود، وأحد أفراد العائلة الملكية الحاكمة في السعودية، والابن الـ 19 من الذكور للملك سعود بن عبد العزيز. كما أنّه أحد أشهر المشاركين في حركة الأمراء الليبراليون، أو كما عُرفت باسم “حركة الأمراء الأحرار”، التي أسسها الأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود. ويُعد الأمير مشاري من النخبة الأولى من الطيارين السعوديين، كما أنّ له العديد من المساجلات الشعرية التي حملت طابعًا سعوديًا بدويًا.

وُلد الأمير مشاري في عام 1930، في الرياض، في المملكة العربية السعودية، والده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، أما والدته فقد توفيت وهو صغير السن.

درس الأمير مشاري إلى جانب إخوته الأمراء في مدرسة الأمراء في قصر الحكم، وإلى جانب اهتمامه بعلوم الشريعة حفظ القرآن الكريم؛ وبالرغم من صغر سنه فقد شغفه الطيران حبًا وتدرب ليصبح أول طيارٍ سعودي.

تابع دراسة آلية الطيران وإتقانه في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حتى حصل على شهادةٍ في التحكم والسيطرة في علوم الطيران من سلاح الطيران الأمريكي. وأتقن الأمير مشاري قيادة كل من الطائرات الحربية والمدنية، وأثبت مهاراته فيها على حد سواء.

كان للأمير مشاري حياة زوجية حافلة فقد حظي ب 13 زوجةً: أولهنّ الأميرة وضحى بنت عبيد العتيبي ولديه منها الأمير المرحوم منصور.

وزوجته الأميرة جوزاء المتعب الشمري ولديه منها الأمير محمد وهو رجل أعمال.

وزوجته الأميرة شاهة السبعي، والأميرة حصة العتيق ولديه منها الأميرات موضي، ومضاوي، ونوف.

وزوجته سهام الرواف ولديه منها الأمراء فيصل وهو ضابط متقاعد برتبة عقيد، والمرحوم طلال، والأميرة هناء.

وزوجته الأميرة هيفاء ذات الجنسية السورية ولديه منها الأميرات هالة متزوجة من الأمير محمد بن سعود آل سعود، ومها وهي المدير التنفيذي للعلاقات الخارجية في جامعة الفيصل.

وزوجته الأميرة نوال الرواف ولديه منها الأمير فهد.

وزوجته الأميرة مشاعل آل سعود ولديه منها الأميرة عبير.

وزوجاته الأخريات الأميرات هالة الجريس، ومنال الشربجي ذات الجنسية السورية، ونجلاء الشهري، وموضي بن مهدي آل رويه، وأسماء بنت سلطان القحطاني.

أتقن الأمير كشاري عددًا من اللغات نظرًا لتنقله وسفره الكثير.

تعلم الأمير مشاري السباحة والسياحة والصيد وركوب الخيل.

كان الأمير مشاري من عشاق الثقافات المختلفة والأعمال الأدبية المتنوعة، فقد اقتنى مكتبةً احتوت على أعدادٍ كبيرةٍ من الكتب وبشكٍل خاص الكتب النفسية.

كان من هواة الشعر الشعبي فقد كان يجمع الشعراء، مثل الشاعر طيق الهذيلي وأحمد الناصر وبركات الشريف، من مختلف مناطق المملكة في مزرعته في منطقة الدرعية لإقامة عدٍد من المساجلات الشعرية ذات الطابع الشعبي.

عانى الأمير مشاري في سنواته الأخيرة من مرضٍ عضال، وانتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل العلاج، حيث وافته المنية في نيويورك بتاريخ 24 - مايو - 2000 عن عمرٍ قارب الـ 70 عامًا، ليُنقل جثمانه إلى المملكة، ويدفن في مكة المكرمة في مقبرة العدل.

لم يشغل الأمير مشاري طوال حياته أي منصبٍ سياسيٍ، وكانت مشاركته السياسية الوحيدة هي مكانته المهمة، ومشاركته في تأسيس حركة الأمراء الأحرار التي انطلقت في العام 1958 على يد الأمير طلال آل سعود، حيث كان اسمها مقتبسًا من حركة الضباط الأحرار التي أسسها جمال عبد الناصر.

ونظرًا لبعض المشاكل التي حصلت ما بين الأمير فيصل والملك سعود هاجر أعضاء الحركة إلى لبنان، وهم إلى جانب الأمير مشاري والأمير طلال: الأمراء بدر، وفواز، وتركي الثاني، ومن هناك إلى مصر .وقد تمّ سحب جوازاتهم الدبلوماسية الخاصة.

إلّا أنّ ذلك لم يمنع الأمير مشاري وأخوته أعضاء الحركية من الاستمرار بالمطالبة بتحقيق المبادئ الأساسية لحركتهم، والتي شملت العديد من المطالب الديموقراطية منها: إنشاء حكم دستوري وبرلماني في المملكة، وفصل الأسرة الحاكمة من حكم المملكة، وقد لاقت هذه الحركة بعض الدعم وبشكلٍ خاص من الطبقة المتوسطة التي كانت نسبتها قليل في ذلك الوقت كما دعم الحركة بعض الأمراء مثل الأمير نواف والأمير عبد المحسن.

إلّا أنّ هذا الدعم لم يكن كافيًا، وتنازل الأمراء أعضاء الحركة عن لقب أمير مقابل إنهاء المنفى، والعودة إلى المملكة، وذلك في العام 1964، وبعد ذلك بفترة تمّ العفو عنهم، وإعادة لقب أمير لهم مع كافة صلاحياتهم السابقة، وانتهت الحركة وكأنّها لم تحدث قط.

وإلى جانب كونه طيارًا ماهرًا وعدم اهتمامه الكبير في السلك السياسي، فقد كان الأمير مشاري من محبي الشعر ذات الطابع الشعبي، وله العديد من المساجلات والمبادلات الشعرية التي تحتاج بطبيعتها إلى فطنةٍ وذكاءٍ حاد في فنون الرد بالطريقة الشعبية؛ ومن أشهر مساجلاته الشعرية التي انتشرت على نطاقٍ واسع تلك التي كانت مع الشاعر ذياب العتيبي ومن الأبيات التي ألقاها الأمير مشري على مسامع الحضور:
غيم الغيم ما جانا مطر
جعل ربي يسيل كل جال
والله إني لأعيد إلك النظر
وادرك الأمر لك في كل حال.

كما أنّ له كتابًا يتحدث فيه عن سيرة وقصة حياة وإنجازات والده الملك عبد العزيز آل سعود وقد أسماه "خطوات فوق الرمال".