رونالد ريغان

رونالد ريغان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية وحاكم ولاية كاليفورنيا.

عند بحثك في صفحات تاريخ السياسة الأمريكية لابدّ أن تصادف اسم رونالد ريغان، الاسم الذي غيّر التاريخ السياسي والاقتصادي لأمريكا.

شغل رونالد ريغان منصب الحاكم الثالث والثلاثين لولاية كاليفورنيا، وقد شغل ذلك المنصب لولايتين متتاليتين قبل تعيينه بمنصب الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية عام 1980، وهو المنصب الذي شغله حتى كانون الثاني/ يناير 1989.

ومع ذلك، فإن لمحةً سريعةً في حياة هذه الشخصية تترك شعورًا بالحيرة لمشاهدة التعارض الشديد بين حياته المبكرة وما تلاها. ومن المثير للاهتمام أن نعلم أنّ رونالد عمل في مجال الترفيه قبل دخوله السياسة، كما كان مذيعًا رياضيًا، ثم عمل كممثل. وحلّ ضيفًا على العديد من المسلسلات التلفزيونية. شغل ريغان منصب رئيس نقابة الفنانين السينمائيين.

وُلد رونالد لوالديه جون إدوارد (جاك) ونيلي ويلسون ريغان في مدينة تامبيكو الأمريكية. لديه أخٌ أكبر يدعى نيل.

أكمل تعليمه في مدرسة ديكسون الثانوية، حيث حصل على منحةٍ دراسيةٍ في كلية يوريكا لدراسة الاقتصاد وعلم الاجتماع. كما أنّه صاحب موهبة رياضية، سباحٌ وممثل، وشغل منصب رئيس الهيئة الطلابية.

بعد تخرجه عمل كمقدمٍ رياضي إذاعي في آيوا، وتعاقد بعد ذلك إذاعة WHO. وفي عام 1937 قادته تجربة أداء مع وارنر براذرز إلى توقيع عقدٍ مع الشركة.

استمرت مسيرته في هوليوود حوالي الثلاثة عقود، لعب فيها أدورًا بارزةً في العديد من الأفلام. ونال تقدير الجمهور والنقاد، واشتهر بدور Kunte Rockne: All American إضافةً إلى Kings Row.

تجنّد في نفس الفترة في الجيش الاحتياطي عام 1937 وباشر العمل 1942. وبسبب مشكلةٍ في النظر خدم في المنتدى الآسيوي للعمل. وسرعان ما رُقّي إلى منصب ملازمٍ أول ثم نقيب. وفي عام 1945 أعفي من مهامه.

شغل منصب رئيس نقابة الفنانين السينمائيين في الفترات من 1947 حتى 1952 و 1959. وبعد عروض أفلامٍ صغيرة انتقل إلى التلفاز وعمل كمقدمٍ لبرنامج General Electric Theatre. ثم انتهى به الأمر كمقدم برنامج Death Valleys Days.

تزوج من الممثلة جين أوين عام 1940. ولديه ثلاثة أطفال، إضافةً إلى طفل توفي وهو رضيع. وقد انفصل الزوجان عام 1949.

تزوج نانسي ديفيس عام 1952 ورزق منها بطفلين.

كان آخر فيلم مثّله رونالد قبل توليه الرئاسة هو The Killersعام 1964. |أُصيب بفقدان سمعٍ جزئي في إحدى أذنيه أثناء تأديته أحد الأدوار بسبب إطلاق النار بالقرب من أذنه. |قدّم دعمه لمايكل جاكسون الذي أصيب بحروق أثناء تصويره إعلانًا تلفزيونيًا. |كان رونالد ريغان أول شخصٍ مطلّق يُنتخب رئيسًا، ودونالد ترامب هو الثاني.

توفي رونالد ريغان في 5 حزيران/ يونيو 2004 بعد معاناةٍ من التهابٍ رئوي اشتدّ بسبب معاناته من مرض الزهايمر الذي شُخِّصت إصابته به منذ العام 1984.

دُفن في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية في كاليفورنيا، وأُقيمت جنازةً حكوميةً كبرى. ثم أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش اعتبار يوم 11 حزيران/ يونيو يوم حدادٍ وطني.

تحولت عقيدته خلال فترة عمله كمقدم برامج من الليبرالية إلى المحافظة، ودخل عالم السياسة عام 1964 بخطابه لصالح المرشح الجمهوري باري غولد ووتر.

ترشح للمرة الأولى لمنصبٍ حكومي عام 1966، وانتهى به المطاف كحاكم ولاية كاليفورنيا بأغلبيةٍ ساحقة بمليون صوت. وأُعيد انتخابه مرة ثانية عام 1970 وشغل المنصب حتى 1974.

رشّح نفسه لمنصب رئيس الحزب الجمهوري، وأدى اليمين كرئيسٍ للولايات المتحدة في 20 كانون الأول/ يناير 1981.

نجا ريغان بأعجوبة من محاولة اغتيال في اليوم 69 من بداية تسلمه المنصب، بينما كان يخرج من فندق هيلتون في واشنطن.

حقق خلال فترة ولايته العديد من الإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والمحلية والدولية، كما عزز الميزانية العسكرية وخفّض الإنفاق في بعض البرامج الاجتماعية مثل المعونات الطبية والقسائم الغذائية والبرامج التعليمية وغيرها. ووضع بعض الضوابط لمراقبة أسعار النفط المحلي مما حسّن مخزون الطاقة خلال الثمانينيات، وذلك خلافًا لما شهدته البلد خلال السبعينيات.

اقترح تخفيض معدلات الضرائب بهدف إنعاش الاقتصاد الأمريكي، مما أدّى في النهاية إلى زيادة الاستثمار والنمو الاقتصادي وارتفاع العمولة والأجور، وقد أدت سياسته الاقتصادية إلى إنعاش اقتصاد الأمة، وشكّل عام 1983 بداية السنوات السبع لازدهار البلد الاقتصادي.

أما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فكانت الحرب الباردة هي أكثر ما شغله خلال فترة ولايته، وقد أمر بحشد القوات والأسلحة لحماية البلاد من الإمبراطورية السوفيتية في ذلك الوقت. إضافةً إلى ذلك فقد أسّس لعقيدة ريغان والتي تقدم المعونات للحركات المناهضة للشيوعية في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وعلاوةً على ذلك أعلن نيته تطوير أسلحة فضائية لحماية أمريكا من الهجمات التي تشنها القذائف النووية السوفيتية.

كان هدفه الحفاظ على السلام في لبنان دون جدوى في الوقت الذي تعرضت له الثكنات البحرية الأمريكية في بيروت للهجوم من قبل انتحاريين، الأمر الذي أدى إلى مقتل 241 أمريكيًا. وأمر ريغان بغزو الجزيرة الكاريبية غرانادا ردًا على ذلك.

فاز مرةً أخرى في الانتخابات الرئاسية عام 1984 ضد المرشح الديمقراطي والتر مونديل بانتصارٍ ساحق، وحقق 525 صوتًا من 538 صوتًا. وكان ذلك هو أكبر عددٍ من الأصوات حققها مرشح انتخابي في الولايات المتحدة.

اتّخذ خلال فترة ولايته الثانية مجموعةً من التدابير التي تخص مكافحة المخدرات، إضافةً إلى سن بعض القوانين المتعلقة بذلك.

خلال ولايته الثانية وفي عام 1987 وقع الأمريكيون والاتحاد السوفيتي اتفاقًا تاريخيًا لمنع الصواريخ النووية المتوسطة المدى.

انتهت خلافته بعد ولايتين متتاليتين في كانون الثاني/ يناير عام 1989، وغادر البيت الأبيض إلى منزله في لوس أنجلوس في كاليفورنيا، وافتتح رونالد في كاليفورنيا المكتبة والمتحف الرئاسيين.

على مدى سنين كُرِّم رونالد بالعديد من الجوائز المرموقة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الميدالية الرئاسية الأمريكية للحرية، ميدالية الحرية من مجلس الشيوخ الجمهوري، وميدالية ذهبية من الكونغرس، إضافةً إلى وسام الصليب الأعظم، ونيشان الأقحوان الياباني.

كما أن العديد من المدارس والمؤسسات والمباني والطرق والمطارات داخل وخارج أمريكا تحمل اسمه، إضافةً إلى العديد من التماثيل له في جميع أنحاء العالم.

بعد وفاته أصدرت الخدمات البريدية في الولايات المتحدة طابعًا بريديًا تذكاريًا يحمل صورته في العام 2005، وقد اعُتبر ريغان بين قائمة الـ 100 شخص الأكثر أهمية في القرن العشرين.