طلال حيدر
ما لا تعرفه عن طلال حيدر
شاعرٌ غنى لبنان في قصائده، ليغنيه فنانوها. تشهد الدواوين على تاريخه وعلى براعة ما خطّ قلمه لنا لندرك الحقيقة الكامنة وراء التفاصيل الصغيرة، والجمال القابع خلف أسوار قلبه.
السيرة الذاتية لـ طلال حيدر
لم تقوَ المفردات العربية الفصحى على حمل ما في النفس من مشاهد، ولا على تصوير تلك المناظر التي لطالما أثارت في نفوسنا التعلّق بمكاننا المتواضع، التعلق بالأرض التي تربينا عليها ونشأنا، لتحمل جدران ذاكرتنا ما لا نقوَ على نسيانه ولو حاولنا ألف عام.
ربما كان هذا رأي الشاعر الكبير طلال حيدر، ابن بعلبك اللبنانية. اشتُهر حيدر بالشعر المحلي الذي حمل معه للجميع نسائم لبنان، وتميز بالصور البسيطة القوية التي نقلت لنا حبه لأرضه وإحساسه العميق بكل تفصيل.
وجد في بحور الشعر تكرارًا رتيبًا، فيجعل أغلب أشعاره باللغة المحكية. غنى الكثيرون من قصائده كفيروز ومارسيل وماجدة الرومي. ولا تخلو دواوينه من بعض الأشعار باللغة الفرنسية والإيطالية، إذ عاش حياته متنقلًا بين بعلبك وطرابلس والخليج وفرنسا وإيطاليا.
وصفه زاهي وهبي في إحدى مقابلاته بيوسف الشعر، ولربما كان ذاك اصدق وصفٍ له.
بدايات طلال حيدر
وُلد طلال حيدر في الثاني والعشرين من آب/ أغسطس 1937 لوالدين لبنانيين. كان خامس إخوته الستة، عمه هو الشاعر جودت حيدر الذي تميز بأنّه الشاعر اللبناني الوحيد الذي كتب الشعر باللغة الإنجليزية في زمنه.
درس في مدرسة المطران، وكان والده سكافًا، إضافةً لكونه من أصحاب الأراضي الكبرى في بعبلك اللبنانية، إلّا أنّه باعها ليودي بعائلته إلى حياة الفقر، وتضطر تلك العائلة إلى الانتقال لمدينة طرابلس عام 1948 ليعمل إخوته برفقة عمه جودت هناك.
كتب أولى قصائده في عمر السابعة عشر أثناء تواجده في طرابلس، والتي حملت عنوان "فخار" واعتمد فيها الشاعر حيدر على اللهجة اللبنانية المحكية التي كانت رابطًا بين اغلب قصائده.
الحياة الشخصية ل طلال حيدر
اعترف أنّه تزوج أكثر من 4 مرات، لكن لم يَبُح بعدد تلك الزيجات، كما صرّح بأنه يرى أنّ امرأةً واحدة لا تغني عن جميع النساء، إلّا أنّه لا يزال وفيًا لحبه الأول، ورزق بثلاثة شبان.
تربطه علاقة صداقة قوية مع زياد الرحباني، ويجد فيه مثالًا قويًا للتغيير، وعملا سويًا في بعض الأحيان كأغنية "وحدن" التي غنتها فيروز
حقائق عن طلال حيدر
عند ترجمة أحد دواوينه إلى الإيطالية، طُلبت منه سيرته الذاتية ليقوم بكتابة: "وُلِد في بعلبك في الزمن اللبناني". |كان متعلقًا بالطبيعة منذ طفولته مولعًا بها، إذ كان يقوم بجمع أوراق الصفصاف ويضعها في وسادته، كي يحتفظ بالصيف لأيام الشتاء. |كان والده يلقبه بـ "طليل".
أشهر أقوال طلال حيدر
إنجازات طلال حيدر
درس طلال حيدر الفلسفة في الجامعة اللبنانية، وتابع تعليمه في السوربون الفرنسية، ليعود بعدها ويمتهن التدريس في لبنان، إلّا أنّه لم يلبث أن ترك التدريس ليشق طريقه بين سطور الأشعار ويصور لنا بكلماته لوحات عجز أمهر الرسامين عنها.
عاش حياته متنقلًا، فقضى عشر سنواتٍ في إيطاليا وخمسة عشر في بعلبك ومدةٌ في بيروت والخليج.
استلم مهماتٍ عديدة في الصحافة، فقد عمل في صحيفة "النهار العربي والدولي"، كما أدار مجلة "الظفرة" في أبو ظبي و "المنبر" في باريس وغيرها من الصحف كـ "الموقف العربي".
بدأت تجاربه على المسرح في بيروت في "مرجان وياقوت" برفقة نضال الأشقر وروجيه عساف و"الفرمان" مع ناديا تويني وما تلاها من مشاركاتٍ عدة.
انتقل إلى التمثيل، فشارك في فيلم "الصبر"، كما كتب العديد من السيناريوهات كسقوط الأندلس، ويظهر تعلقه بالمسرح الراقص لفرقة كركلا من خلال مشاركته معهم بالعديد من المسرحيات الغنائية كمسرحية "فرسان القمر".
كتب الشعر والأغاني باللغة المحكية، وصدرت له دواوينٌ كثيرة منها: "بيّاع الزمان" و "آن الأوان". كتب عن القضية الفلسطينية والثورة الجزائرية. أمّا أكثر قصائده شهرة فكانت "ركوة عرب".
غنى العديد من المطربين اللبنانيين قصائده، فغنت فيروز "وحدن" و "يا رايح" و "يا راعي القصب". أما الراحل وديع الصافي فكان له النصيب في أغنية "مينن هن". اشتُهرت أيضًا "قومي اطلعي عالبال" بصوت مارسيل خليفة إضافةً إلى "سجر البن" وغيرهما. غنت ماجدة الرومي أغنية "لبسوا الكفافي". كما غنّت له صباح وأميمة الخليل ونجوى كرم.
عن بداية قصيدة "وحدن" قال الشاعر حيدر بأنه كان ذاهبًا شتاءً إلى مدرسته، كانت السماء تثلج حينها، فسمع صوت ذئاب من بعيد فقال: "صرخ عليهن بالشتي يا ديب بلكي بيسمعوا".
كما شارك في العديد من الأمسيات الشعرية والمنتديات الثقافية كمنتدى عبد الحميد شومان الثقافي. وقد صرح لقناة الميادين في حواره لبرنامج "بيت القصيد":" هذا الزمان مناسبٌ للشعر نتيجة ما نعانيه من ظروف تركت بيئةً شعرية كبيرة ليصفها الشعراء".
قال عنه الشاعر عصام عبد الله: "خطر لي مرارًا أن أقتله، والذي يمنعني أنّه كان لا يأتي وإذا بان فليودِعنا كأنه ضجِرٌ منا في غيابه عنا". أما غسان تويني فقال له: " اثنان أتوا من بعلبك، أحدهما مجنون ويريد أن يتمثّل بالعاقل، وهو رفيق شرف، والآخر عاقل ويريد أن يتمثل بالمجنون وهو طلال حيدر".
فيديوهات ووثائقيات عن طلال حيدر
آخر تحديث