طلال مدّاح

طلال مداح، موسيقي ومؤلف سعودي كبير، وُلِد في مكة المكرمة عام 1940 وتعلّق بالفن منذ سنواته الأولى. درس في إحدى مدارس مدينة الطائف وبدأت مسيرته الفعلية حيث تعرّف على أحد الأصدقاء الذين يعزفون على آلة العود وتعلّم على يديه. بدأ مشواره الفني في سن العشرين وكانت الإذاعة هي انطلاقته حيث قُدّم له فرصة التسجيل لإحدى الأغانى التي تم بثها عام 1959.

خلال حياته المهنية الطويلة التي استمرت لخمسين عامًا، قدم طلال مداح عدة أغانٍ نوجح في تطوير الأغنية السعودية. وقد حصل على عدة ألقاب وأوسمة، منها وسام الاستحقاق من خادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز. تزوج ثلاث مرات، أولا من “أم عبد الله” وأنجب معها سبعة أطفال، ثم تزوج “أم رشا” المغربية التي أنجبت له بنتين، وأخيراً تزوج “مها” المصرية وأنجب منها ابنًا وثلاث بنات.

عندما نتذكّر الطرب الأصيل وجيل العمالقة لابد من ذكر الموسيقي والملحّن السعودي طلال المدّاح الأشهر في الوطن العربي بشهادة الكثير من كبار الفنانين والملحنين على مستوى الوطن العربي في زمنه. كان له العديد من الألقاب الفنية مثل “قيثارة الشرق” و”صوت الأرض” و”الحنجرة الذهبية”.

بدأ المدّاح مشواره الفني بسنٍ صغيرة فأبدى رغبةً جامحةً بتعلم الموسيقى منذ أن كان في المدرسة، وبدأ مشواره الفني بشكلٍ فعلي عندما بلغ العشرين عامًا، واستمر حتى آخر لحظات حياته؛ حيث توفي وهو يغني ويعزف على العود.

حمل طلال المدّاح مسؤولية إيصال الأغنية الخليجية لخارج الحدود؛ فكان من الأوائل الذين ساهموا في نشر الأغنية السعودية خارج المملكة. وتميز ببساطته وكرمه طيلة حياته، وكانت له فلسفته الفكرية المختلفة والمميزة، وقد قدّم الكثير والكثير من الأعمال الموسيقية وعَمِلَ مع الكثير من الملحّنين والشعراء والموسيقيين، وكان له دورٌ كبير في تطوير الموسيقا السعودية بشكلٍ عام.

وُلِدَ طلال بن عبد الشيخ بن أحمد بن جعفر الجابري في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية في 5 آب/ أغسطس عام 1940. توفّيت والدته وانتقل طلال للعيش مع خالته، فنشأ طلال المدّاح في بيت خالته في كنف زوج خالته علي المدّاح منذ ولادته، وسمّاه على اسمه وأصبح اسمه الكامل طلال علي المدّاح.

كان هاويًا للفن منذ طفولته، وكان لديه صديقًا يدعى محمد رجب من هواة ترديد الأغاني المشهورة للموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب؛ لذا كانا يرددان الأغاني سويةً، فتعلق طلال المدّاح بالفن والموسيقى منذ ذلك الحين.

درس طلال المدّاح في إحدى مدارس مدينة الطائف وقد كانوا يقيمون الحفلات المدرسية في المناسبات، وكان معروفًا عن طلال حلاوة الصوت؛ لذا أوكلوا إليه مهمة الغناء في كل الحفلات التي تقيمها المدرسة، ولكنه لم يتابع تعليمه حيث أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة فقط.

بدأت مسيرة طلال مدّاح الفعلية أثناء تواجده في المدرسة حيث تعرّف على أحد الأصدقاء الذين يعزفون على آلة العود ويُدعى عبد الرحمن خوندنه، وأقاما سهرات السمَر التي تضم الأصدقاء وكان طلال مدّاح يقوم بالغناء وعبد الرحمن يقوم بالعزف على آلة العود، وبسبب ظروف المملكة حينها وكون الموسيقى والطرب شيئان غير محبّذان بين الناس؛ فقد كان خوندنه يخفي العود في منزل طلال، وبكون العود في منزل طلال بدأ طلال في مداعبة أوتار العود وقد استهلك وقتًا كبيرًا ليتعلم عليه، إلأ أنه قد فعلَهَا في النهاية وتعلّم العزف على أولى الآلات الموسيقية.

تزوّج طلال المدّاح ثلاثة مرّات، الأولى من "أم عبد الله" في عام 1960 في مدينة الطائف السعودية وله منها 7 أطفال أربعة أولاد وثلاث بنات، وأكبر أبنائه عبد الله من زوجته الأولى.

تزوج زوجته الثانية "أم رشا" المغربية الجنسية التي أنجبت له بنتين، ثم انفصل عنها وتزوج زوجته الثالثة وهي "مها" مصرية الجنسية الملقّبة بأم خالد حيث أنجب منها ابنًا واحدًا هو خالد وثلاث بنات.

عُرِفَ عن طلال مداح تأنّيه في تسجيل أعماله الموسيقية. |كان ملحّنًا من نوعٍ مختلف قليلًا فكان الإلهام يأتيه في لحظة. |لم يكتفِ طلال المدّاح بالاستماع للموسيقا الخليجية فقط إنّما استمع إلى أنماطٍ موسيقيةٍ متنوعة ومختلفة فكان لديه إلمامٌ كبير في المجال الموسيقي. |كان لديه الكثير من الأعمال الموسيقية التي تجاوزت الألف عملٍ موسيقي خلال مسيرةٍ مهنية استمرت لخمسين عامًا مليئةً بالتميز والنجاح. |لَعِبَ طلال مدّاح دورًا هامّاً في تطوير الأغنية السعودية. |كان هناك نوعٌ من المنافسة بين الفنان محمد عبدو والفنان طلال المدّاح فكانا يراقبان بعضهما عن بعد، وفي إحدى المرّات التي كان يسجل محمد عبدو إحدى الأعمال المشتركة مع المدّاح اعترف مدّاح بصوته الجميل وبأنه كلما تقدّم في السن يصبح صوته أجمل.

عانى طلال مدّاح في نهاية حياته من مشاكل صحية في القلب وقد نصحه الأطباء بالراحة لأن حالته الصحية كانت حرجة جدًا، ونصحوه بعدم التدخين لأن ذلك يجعل حالته الصحية أسوأ.

تعرّض مدّاح لنوبةٍ قلبية وتوفّي بشكلٍ مفاجئ وهو يستعد للغناء ضمن حفلات مسرح المفتاحة الغنائية، إحدى فعاليات مهرجان مدينة أبها السياحي. دُفِنَ المدّاح في مدينة مكة المكرمة وقد شيعّه الكثير من الناس من الفنانين ومحبيه ورجال الدولة وقد أثنت المملكة السعودية على إرثه الموسيقي وإنجازاته الكبيرة.

بدأ مشواره الفني عندما بلغ العشرين من عمره وكان يعمل في بريد الطائف وكانت الانطلاقة من الإذاعة حيث سمعه مراقب عام الإذاعة الأستاذ عباس غزاوي وهو يغني في إحدى الحفلات وأُعجِبَ بصوته وقدّم له فرصة الذهاب لمدينة جدة للعمل في تسجيل الأغاني للإذاعة، فكانت البداية مع أغنية "وردك يا زارع الورد" عام 1959.

لفتت أغنيته الأولى الانتباه بشكلٍ كبير وأحبّها الجمهور، ثم استمر بتسجيل الأغاني للإذاعة حتى اتخذ على عاتقه مسؤولية إيصال الأغنية الخليجية خارج حدود المملكة، فانتقل إلى لبنان في البداية وعَمِلَ مع عددٍ من الملحنين والشعراء هناك، وأسّس شركة اسطوانات باسم رياض فون، ولكن لسوء الحظ فقد أغلقت الشركة أبوابها بعد ست سنوات من إنشائها بسبب ظهور الكاسيت.

بدأ طلال المدّاح المشاركة في الحفلات الغنائية المقامة في لبنان والقاهرة وسورية. وكغيره من الفنانين، شارك في العديد من الأعمال الفنية كالمسلسلات والأفلام التي ساهمت بشكلٍ كبير في التعريف بطلال مدّاح والتعريف بصوته الجميل وموهبته المميزة، فمثّل في أول فيلم سينمائي يدعى "شارع الضباب" في عام 1965 مع الفنانة اللبنانية صباح، وشارك ببطولة مسلسلٍ تلفزيوني يدعى "الأصيل".

قدّم الكثير من الأعمال الخالدة، ومع النجاح المستمر أصبح مطلبًا للجميع ليعمل معهم فمعظم الشعراء قدموا له قصائدهم ليغنيها بصوته العذب.

لم تكن مسيرته الفنية مستمرة؛ فقد توقف مرتين عن الغناء إلّا أنّه عاد إلى الساحة في عام 1985، وقدم عدة أغانٍ حينها.

حصل على عدة ألقاب وأوسمة خلال حياته، ومنها وسام الاستحقاق من الدرجة الثانية الذي قدّمه له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.