يوسف وهبي
ما لا تعرفه عن يوسف وهبي
يُعتبر يوسف وهبي قامة من قامات الفن المصري والعربي، تنوعت أفلامه التي قدمها تبعًا لتنوع مواهبه في السينما والمسرح على حد سواء.
السيرة الذاتية لـ يوسف وهبي
اجتمعت جميع المواهب السينمائية فيه من تمثيل وإخراج وتأليف وإنتاج. قدّم أعمالٍ خلدت في التاريخ السينمائي المصري والعربي خلال مسيرةٍ دامت لأكثر من 50 عامًا.
أحب الفن منذ صغر سنه ودفعه هذا للسفر إلى إيطاليا، وتتلمذ على يد كبار ممثليها. حارب رفض والده للفن ودخل عالم الفن من خلال تأسيس فرقة مسرحية، وقد مرّت حياته الفنية بالعديد من المنعطفات، من مرحلة السطوع إلى مرحلة الخلط والتنوع وصولًا إلى الاختفاء التدريجي والعودة بقوة مجددًا.
بدايات يوسف وهبي
وُلد يوسف وهبي في 14 يوليو عام 1898 في مدينة الفيوم فيما كان يُسمى سابقًا "الخديوية المصرية". وقد كانت عائلته من العائلات الغنية في المنطقة، فوالده عبد الله باشا وهبي كان فلاحًا ومراقبًا للري.
كانت بدايات تعليم يوسف وهبي في "الكُتّاب" في مسجد العسيلي في الفيوم، وبعدها درس في "مدرسة السعيدية" في مدينة الجيزة. وبناءً على رغبة والده درس في مدرسة الزراعة في قرية مشتهر.
وخلال تواجده في سوهاج زارتها فرقة الفنان سليم قرداحي اللبنانية، وكانت تلك الشعلة التي أوقدت في نفسه حب الفن والتمثيل. وشارك بالعديد من التمثيليات والمسرحيات التي أقامتها مدرسته. ولم يكن والده من مشجعيه للتوجه إلى الفن والمسرح ورفض أن ينخرط ابنه في هذا الأمر، فما كان من يوسف وهبي إلا أن ذهب إلى إيطاليا لدراسة ما يحب، ولم يعد إلى مصر إلا بعد وفاة والده. حيثُ استلم حصته من ورثته الكبيرة وانطلق ليرسم مسيرته الفنية.
الحياة الشخصية ل يوسف وهبي
تزوج يوسف وهبي 3 مرات في حياته ومرّ بالعديد من النزوات والعلاقات العابرة. وقد كان زواجه الأول عام 1922 من "إلينا لوندا" وهي ممثلة إيطالية تعرف عليها خلال دراسته في إيطاليا، واستمر زواجهما حتى عام 1925 لغيرتها الشديدة عليه بعد إشاعات ارتباطه بالممثلة عزيزة أمير.
وكان زواجه الثاني من عائشة فهمي التي كان والدها صديقًا لعائلته والتي كانت أكبر منه بـ16 عام، وكانت تربطهما قبل الزواج علاقة حب لم يفصح عنها كلاهما، ولم يعرف بها إلا المقربين منهما مثل محمد عبد الوهاب. وسافر الثنائي قبل زواجهما إلى لندن ومن ثم إلى باريس لأمر يخص عائلة عائشة. وبعد فترة ليست بقصيرة تزوج الثنائي هناك وكان يوسف حينها يُعاني من مشاكل مالية، ولم تتردد عائشة بمساندته. وعاش الثنائي في قصر عائشة الواقع على النيل بزواجٍ ناجح حتى بدأت الغيرة تسيطر على علاقتهما. وترك يوسف وهبي القصر ورفض محاولات الصلح مسافرًا خارج البلاد. ومع الأسف لم ينتهِ الامر بالطلاق فحسب بل أدت دعاوي النفقات التي رفعتها عائشة إلى إعلان إفلاس يوسف وهبي.
أما زواجه الثالث فقد كان من سعيدة منصور التي كانت تحاول الإصلاح بينه وبين عائشة. وعلى الرغم من كونها متزوجة وهو مفلس أحبته وسافرت معه إلى الإسكندرية، وتطلقت من زوجها وتزوجها يوسف واستقرت حياته معها وبقيت معه حتى وفاته. حيث عاش الثنائي في قصر يوسف وهبي الفاخر في القاهرة.
ولم يحظَ يوسف وهبي بأي أولاد من زوجاته الثلاثة.
حقائق عن يوسف وهبي
سماه والده باسم يوسف تيمنًا بالنهر الذي كان بجانب بيتهم في مدينة الفيوم.
كان يوسف وهبي متحدثًا بطلاقة للإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
عمل يوسف وهبي في شبابه في سرك "حاج سليمان" كمصارع، وتلقى تدريبه على يد البطل عبد الحليم مصري.
خلال فترة من حياته وقبل أن يدخل في السينما والأفلام حصلت عداوة كبيرة بين يوسف وهبي والصحافة. وكان ذلك بسبب رغبته بتجسيد دور النبي محمد عليه الصلاة والسلام بشخصيةٍ حية على الشاشة.
قدم والده الكثير من الخدمات في مدينة الفيوم حيثُ حفر الترعة التي حولت العديد من الأراضي القاحلة إلى أراضي صالحة للزراعة، سماها باسم عبدالله وهبي.
قامت زوجته الأولى إلينا لوندا بمهاجمته في المسرح خلال تجارب الأداء مع عزيزة أمين وهددتهما بالمسدس، وكانت في حالةٍ هستيريةٍ من الغيرة أدت إلى هروب عزيزة مسرعةً من المسرح.
كتب يوسف وهبي رواية "أولاد الذات" استنادًا إلى الحادثة التي حصلت مع علي فهمي شقيق زوجته عائشة. حيث قامت زوجة علي الفرنسية بقتله وسرقة أمواله للهرب مع عشيقها.
كان من المعروف عنه إيمانه بالمعتقدات غير الطبيعية وعالم الأرواح، وكان يُعالج نفسه بهذه الأمور عن قناعة تامةٍ بها. وحتى عند خضوعه لعملية إزالة المرارة وحدثت مضاعفات أدت إلى دخوله في غيبوبة، صرّح أن ما ساعد على شفائه هو طبيب روحي إنجليزي.
دخلت 6 أفلام ليوسف وهبي في قائمة أفضل 100 فيلم في التاريخ المصري للسينما بحسب استفتاء عام 1996.
صرح يوسف وهبي أن أسوأ شيءٍ فعله في حياته هو حبه للقمار الذي أدى إلى خسارته الكثير من الأموال، كما كان كثير الرهان على سباقات الخيل والكلاب.
أشهر أقوال يوسف وهبي
وفاة يوسف وهبي
توفي يوسف وهبي في القاهرة بتاريخ 17 أكتوبر عام 1982، وكان ذلك نتيجةً لأزمة قلبية تعرض لها خلال علاجه من كسر في الحوض إثر وقوعه في الحمام.
إنجازات يوسف وهبي
بدأ يوسف وهبي مسيرته الفنية من خلال المسرح، فعندما كان في إيطاليا استطاع عزيز عيد ومختار أمين إقناع يوسف وهبي بالعودة إلى مصر. وسرعان ما عاد يوسف وأسس معهما فرقة "رمسيس المسرحية" وكان هو الممول لهذه الفرقة، وقد ضمت الفرقة الكثير من الممثلين مثل حسين رياض، وفتوح نشاطي، وأمين رزق، وعزيز عيد، ومختار عثمان. وافتتح يوسف مسرح رمسيس في عام 1923.
قدمت الفرقة العديد من الأعمال المسرحية والتي كان أغلبها مترجمًا عن أعمال شكسبير وغيره. وقد قدم يوسف لونًا جديدًا من الفن الذي كان بعيدًا عن النمط الهزلي المعتاد، وعرض لونًا أقرب إلى الواقعية والجدية وأقرب بكثير إلى العالمية. فقد كانت مسيرة الفرقة مكللة بأكثر من 300 مسرحية مثل مسرحية "راسبوتين" و"بنات الشوارع" و"بيومي أفندي" و"هارون الرشيد" و"أصدقاء السوء" و"صلاح الدين الأيوبي" و"خليفة الصياد"، والعديد غيرها من المسرحيات التي كان معظمها أدبًا عالميًا مترجمًا.
وقد تنوعت مشاركات يوسف وهبي فيها ما بين التمثيل والإخراج والتأليف، حيث أخرج أكثر من 180 مسرحية، وألف أكثر من 60 مسرحية أخرى، وشارك في أكثر من 300 مسرحية خلال حياته. وقد كانت فترة تواجده في المسرح فريدة من نوعها، حيث وضع أسلوبًا خاصًا لكل ممثل، وقوانينه الخاصة التي كان أبرزها احترام المواعيد لرفع الستارة وإنزالها.
وبعد أن قضى يوسف وهبي سنواتٍ عديدة في مجال المسرح قرر الانتقال إلى السينما. وكانت أول خطوة خطاها هي تأسيس شركة باسم "رمسيس فيلم" للإنتاج السينمائي. وكان أول فيلم أنتجته الشركة هو فيلم "زينب" عام 1930، وبعد ذلك بعامين أنتج وألف فيلم "أولاد الذوات" كما أدى دور البطولة فيه. وفي عام 1935 قدم التحفة الفنية المتكاملة التي كانت من تأليفه وإخراجه وحتى تأليفه الموسيقي وهو فيلم "الدفاع". ومن أهم أفلامه الأخرى خلال فترة الثلاثينات فيلم "ساعة التنفيذ" من تأليفه وإخراجه وبطولته عام 1938، وفيلم "في ليلة ممطرة" من بطولته وتأليفه.
تابع يوسف حياته الفنية خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي، وقد كانت تلك الفترة هي فترة أوجه وسطوعه الفني. ففي عام 1942 قدم فيلم "بنت ذوات" من تأليفه وإخراجه وبطولته، كما شارك في تأليف وبطولة فيلم "الطريق المستقيم" عام 1943. وقدم في العام الذي تلاه 4 أفلام كبرى وهي فيلم "غرام وانتقام" من تأليفه وإخراجه، وفيلم "سيف الجلاد"، وفيلم "برلنتي" من تأليفه وإخراجه واختتم العام بفيلم "ابن الحداد" بدور طه عدوي.
ومن أهم أفلامه الأخرى خلال فترة الأربعينات فيلم "سفير جهنم" من تأليفه وإخراجه وبطولته عام 1945، وفيلمي "يد الله" و"ملاك الرحمة" عام 1946. كما قدم فيلم "شادية الوادي" عام 1947 من تأليفه وإخراجه وشاركته البطولة ليلي مراد، كما شارك في فيلم "ضربة القدر" في نفس العام. وأدى دور الدكتور منير في فيلم "رجل لا ينام" عام 1948 من تأليفه وإخراجه.
وقد كانت فترة الخمسينات هي فترة الامتياز والتنوع في حياة يوسف وهبي الفنية. وقد بدأها من خلال فيلم "الأفوكاتو مديحة" عام 1950 من تأليفه وإخراجه. وفي عام 1951 شارك في فيلم "حبيب الروح" من تأليفه، كما قدم في العام نفسه فيلم "أولاد الشوارع" من تأليفه وإخراجه وبطولته إلى جانب مديحة يسرى. وفي عام 1952 ألف يوسف فيلم "ناهد" وشارك ببطولته، وقدم في نفس العام فيلم "المهرج الكبير" الذي كان مُقتبسًا عن رواية بريطانية.
وقد عمد يوسف في منتصف الخمسينات إلى تقديم أدوارٍ متنوعة وأكثر شمولية. ومن أهم أعماله الأخرى التي قدمها خلال فترة الخمسينات فيلم "حياة أو موت" عام 1954 حيث أدى دور حكمدار العاصمة. كما شارك في فيلم "عهد الهوى" إلى جانب فريد الأطرش عام 1955. وفي عام 1957 شارك في فيلم "الملاك الصغير"، وفي العام الذي تلاه شارك في "حبيبي الأسمر".
ولم يوقفه تقدمه بالعمر عن تقديم المزيد من الأعمال البارزة المهمة، على الرغم من الشح السينمائي الذي شهدته هذه الفترة في حياته. ففي عام 1960 قدم 5 أفلام متنوعة من أهمها فيلم "مال ونساء" وفيلم "شجرة العائلة". ولم يقدم في العام 1961 أي عمل سينمائي واكتفى بالمسرحي. وقدم في العام 1962 فيلمي "الاستعباد" و"الخيانة العظمى". ومن أهم أعماله الأخرى خلال فترة الستينات فيلم "اعترافات زوج" عام 1964، وفيلم "القاهرة" 30 عام 1966.
وقدم في العام 1968 فيلم "الحب الكبير" إلى جانب فاتن حمامة وفريد شوقي.
وقد شهدت فترة السبعينات والثمانينات ركود فني في حياة يوسف وهبي واقتصرت على مشاركاتٍ ثانوية وأدوار بسيطة. ومن أهم الأعمال التي قدمها خلال فترة السبعينات فيلمي "أمواج" و"عشاق الحياة" عام 1971، وفيلم "حكايتي مع الزمان" عام 1973. وأدى دور عمر أدهم في فيلم "الرداء الأبيض" عام 1955، كما أدى دور الباشا جد كمال في فيلم "البؤساء" عام 1975. كما أدى دور سوريل اليهودي في فيلم "إسكندرية ليه؟"
وفي عام 1980 شارك في مسلسل "أيام لا تضيع" ومسلسل "صيام صيام" حيث أدى دور عم حسنين. وفي عام 1981 شارك في فيلم "دماء على الثوب الوردي"، واختتم مسيرته السينمائية في فيلم "السلخانة" عام 1982.
ولم تخلُ هذه المسيرة الفنية الحافلة من التكريم والتقدير، حيث حصل يوسف وهبي على العديد من الألقاب خلال حياته مثل "عميد المسرح المصري" و "مبعوث العناية الإلهية". كما كرمه الجمهور من خلال تأسيس جمعية في الفيوم حملت اسم "أصدقاء يوسف وهبي" في شارعٍ حمل اسمه أيضًا. كما بُني له تمثال أمام هذه الجمعية.
وحاز على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، كما حاز علة رتبة "البكوية" مقدمة من الملك فاروق. وكرمه الرئيس أنور السادات بالدكتوراه الفخرية ومنحه جائزة الدولة التقديرية عام 1975. وقد كان يوسف وهبي أول مسلم يحصل على وسام مُقدم من بابا الفاتيكان "وسام الدفاع عن حقوق الكاثوليك". كما حاز على عدة أوسمة أخرى وألقاب من جميع أنحاء الدول العربية والعالمية.
فيديوهات ووثائقيات عن يوسف وهبي
آخر تحديث