هل تجرعت كأس الفشل يوماً؟ كتب تتحدث عن النجاح من رحم الفشل

الكثير من كتب التنمية البشرية تحدثت عن النجاح وكيف يمكننا الوصول لأهدافنا، وكيفية وضع الخطة وتطوير أنفسنا، وآلية أن نصبح من الناجحين والمؤثرين، ولكنها أغفلت مرحلة هامة، فنأتي اليوم لنقدم لك مجموعة كتب تروي قصص نجاح لكن من رحم الفشل والإحباط.

اقرأ أيضًا: الإرادة والنجاح بعد الفشل: قصص ملهمة تتوجها مارلين مونرو!

مرحلة تأتي دوماً قبل النجاح وهي “الفشل”، مرحلة ضرورية لا نجيد التعامل معها في معظم الأحيان، قد تدفعنا أحياناً تحت أسوأ الظروف للانتحار أو الاكتئاب أو الوقوف عالقين، فلا شك يا عزيزي أن هناك العديد من الطرق حتى تتمكن من تحقيق الأهداف، ولكن بالطبع هناك طريق واحد فقط للخسارة، تعرف ما هو؟ أن تفشل ولا تتخطى هذا الفشل.

“والت ديزني– أينشتاين- أديسون”.. ليس غريباً عليك سماع أسماء هؤلاء الأشخاص، ولكن سيصبح من الغريب إذا سمعت قصصهم ومعاناتهم، التي عانوها قبل الوصول للقمة، لأن المعاناة هي وجه من أوجه الفشل أحياناً، لأنك عندما تعاني فأنك بالطبع ستفشل إذا لم تتغلب على تلك المعاناة، وهذا لم يحدث مع هؤلاء العظماء.

بعد قراءتك للكتب ستتمنى أن تفشل الآن لما في تلك المرحلة من خير بعدها!

هل للفشل قوة خفية؟ شارلز مانز – Charles Manz يجيبك في كتابه قوة الفشل – Power OF The Failure، سيعلمك شارلز كيف تفشل من أجل أن تنجح في نهاية المطاف، يعلمك كيف تجني ثمار الفشل العديدة، وأن تستمر في الفشل وتجد الفرص من خلال الإخفاقات والتحديات.

في بداية الكتاب يضع مفهوماً حديثاً للفشل والنجاح ويقارن بين القديم والحديث، وليس عليك إلا أن تتبنى المفهوم الحديث حتى تستطيع أن تتابع قراءة الكتاب، ومن بعدها يبدأ الكاتب في سرد 27 خطوة أو طريقة لتحويل عثراتك لنجاح، مقسماً تلك الخطوات على فصول الكتاب، فالكتاب ليس بضخم فهو لا يتعدى الـ 200 صفحة، ولكن يحمل نصائح وخطوات مركزة.

يرصد الكاتب الخطوات في شكل أشبه بالمقالات التي لا تتعدى صفحتين لكل خطوة أو طريقة، فتبدأ بعد استيعابك للمفهوم الجديد للفشل أن تقرأ في أول فصل “فوائد تجارب الفشل” وتعي بعدها أنك إذا لم تفشل على الأقل 3 مرات، فهذا يعني أنك لم تجرب شيئاً جديداً.

وينتقل لكيفية الاستفادة من الفشل وكيفية التحلى بالصبر لأن الفجوة الفعلية بين مرحلة رؤية الهدف والطاقة النابعة من أجل تحقيقه ومرحلة التنفيذ هي الصبر، الفجوة هنا تكمن في مرحلة الصبر فإذا لم تصبر لرؤية ما جنيته، ستسقط لا محالة ضحية الفشل.

ويحدثنا في باقي مقالاته عن الانتصار الزائف وعن أهمية الفشل في ضبط النفس، وكيف لك أن تنجح وأنت في ذروة التشاؤم، ونظرية الجمال والقبح من منظور نفسي، فإذا تعلمتها وفهمتها ستنظر لكثير من الأمور في الحياة ومنها النجاح والفشل من منظور أوسع وأشمل. هذا الكتاب ناقش مجموعة من التحديات والأهم في ذلك الطرق العملية لتحويل العثرات لنجاح

يقدم كتاب نعمة الفشل – The Gift of Failure للكاتبة جيسيكا لاهي- Jessica Lahey فكرة وأسلوب حديث في تربية الأبناء، تربيتهم على الفشل قبل النجاح، كتاب يعتمد على فن التجربة والخطأ، من وجهة نظري هذا يعتبر أهم كتاب في القائمة، فكل خطأ أو سلوك نفعله بعفوية وتلقائية في العشرين تربينا عليه في العشر سنوات الأولى من طفولتنا.

فلو أُتيحت لنا الفرصة منذ الصغر لتعلم أن النجاح الحقيقي يأتي بعد الفشل، وأن الفشل دليل على المحاولة والتجربة وأن الاستسلام هو الفشل الحقيقي، لو تعلمنا كل هذا منذ الصغر لم نكبر ونحن في حالة خوف وترقب ومراقبة لأنفسنا ومحاولة تصيد الأخطاء لنا، والانهيار والاكتئاب في حالة ضياع الفرص.

هذا الكتاب يعتبر فرصة جيدة للآباء والأمهات من أجل تربية أبنائهم على كيفية مصاحبة الفشل، إلى جانب تعليم أنفسهم قبل تعليم الأطفال بعض الأمور الواجب الاستغناء عنها في التربية والتي من وجهة نظرهم في مصلحة أطفالهم، ولكن في حقيقة الأمر هي مدمرة لشخصياتهم لأقصى درجة.

يرصد الكاتب بعض السلبيات والأخطاء في تربية الأبناء والتي خلقت جيلاً مذبذباً وغير متقبل لأي خسارة، والتي من ضمنها أمور تأصلت منذ الصغر، فمن منا لم يتذكر مرة على الأقل تمت معاقبته بعد حصوله على درجات سيئة في الامتحان؟ كم مرة عانيت من فرط التحكم في قرارات بسيطة خوفاً من وقوعك في الخطأ بحكم صغر سنك؟

يقدم هذا الكتاب درساً للآباء قبل الأبناء، أهم درس هو التجاهل، تجاهل الأبناء والرجوع خطوة للوراء حتى يستنى لأطفالهم النجاح، الرجوع خطوة للوراء وتقبل فشل أبنائهم مثلما يتقبلون نجاحهم.

استمتع بفشلك ولا تكن فاشلاً! كتاب لسلوى العضيدان يمكن وضعه تحت قائمة كتب التنمية البشرية، فالكتاب يضم مجموعة من القصص الملهمة والحكايات الناجحة التي وُلدت من رحم الفشل، فهو كتاب مليء بالعبارات والقصص المؤثرة لأناس نعرفهم ولا نعرفهم.

يبدأ الكتاب ببداية عظيمة من وجهة نظري، بدأت الكاتبة بقصة عنوانها “سيد الناجحين” لسيدنا محمد، لم تكن قصة بمعنى قصة ولكنها ذكرت في نقاط: لماذا كان النبي محمد سيد الناجحين رغم ما واجهه من صعاب، وكيف كان متفائلاً ولم يستسلم وهو يرى المشركين يطوفون حول الأصنام وكيف حول كل لحظات تكذيبه إلى لحظات من الأمل، وكيف استطاع من بعد لحظات اليأس أن يصبح من أقوى الشخصيات المؤثرة في العالم.

ثم بعد ذلك ينقلنا الكتاب لقصص ودروس حياتية لا تتعدى الصفحتين لكل قصة، وفي الحقيقة لم يتوقف الإلهام على حد الدروس والقصص، فأنت تأخذ دفعة لقراءة القصص من عناوين تلك القصص، ستقابل أثناء قراءتك عناوين مثل: “فشل.. فأصبح رئيساً”، “اجمع غبار الذهب”، “انتظر ثمانية ثوان!”.

الفكرة الأساسية التي يدور حولها الكتاب والتي تريد الكاتبة إيصالها أن الفشل محطة أساسية يجب أن يمر بها الإنسان لينجح، فاستمتع بفشلك لأنه طريق نجاحك، ولكن.. لا تكن فاشلاً باستسلامك لفشلك. وهكذا جاء عنوان الكتاب “استمتع بفشلك – ولا تكن فاشلاً”.

يقدم لنا جون ماكسويل – John Maxwell في كتابه الفشل البناء – Failing Forward بعض المعتقدات الخاطئة عن الفشل، فيبدأ الكتاب بكسر فكرة تولدت لدى معظمنا ويبدأ في إعادة هيكلتها، فنحن دائماً ما نتساءل عن أسباب نجاح البعض وفشل البعض الآخر، ونبدأ في طرح الأسباب.

يرد الكاتب بعدم صحة الأسباب، فهي ليست بسبب الخلفية العائلية، أو الثروة، أو الفرصة، الأخلاق العالية كما اعتقدنا. يوضح الفرق بين تلك الأسباب ولماذا لم يكن واحداً منها سبباً للنجاح أو حتى للفشل، فالفشل هو المادة التي لم ندرسها في المدارس، نحن تعلمنا كيف ننجح ولم نتعلم كيف نواجه إذا خدعنا الطريق وفشلنا، فكثير من المفاهيم الخاطئة يرد عليها الكاتب.

من المفاهيم الخاطئة التي طرحها الكاتب عن الفشل: أن الفشل يمكن تجنبه وأنه حدث في حد ذاته، وأنه عدو يقضي على الإنسان. ويرد ماكسويل في كتابه على تلك المفاهيم بالحجج والبراهين، ثم يقدم خطوات للتعامل مع الفشل ولكن من وجهة نظر الناجحين، والتي من أهمها أنهم يعتبرون أي عائق -مثل الفشل- أمراً مؤقتاً، والتركيز عما يستطيعون فعله وليس عما يعجزون عن فعله.

ويقدم لك بعض العلامات التي عليك أن تتيقظ لها وتتعامل معها حين يصيب الفشل روحك، بالإضافة لمجموعة من الخطوات التي تجعل فشلك بنّاءً، وتأتي على رأس تلك الخطوات أن تتعلم كيف تتعامل مع الفشل إذا حل بك، وأن تصيغ مفهوماً جديداً عن الفشل والنجاح، لأن النجاح هو أسوأ معلم لك فهو يشعرك بأنك لست بحاجة لتعلم شيء.

لك أيضًا:

كتاب أهلاً بالفشل للكاتب إريك كيسلز – Erik Kessels يقدم تجربة جديدة من الكتب التي تروي النجاح من رحم الفشل، يحكي فيها الكاتب عن تجربته مع الفشل في التصوير الفوتوغرافي، ولكن يركز الكاتب على فكرته الأساسية التي يريد إيصالها من خلال تجربته، وهي أننا جميعاً بالطبع لمسنا وعرفنا الفشل، جميعنا قد فشلنا مرة على الأقل سواء كان فشلاً مريعاً أو مجرد إخفاق.

يطرح الكاتب تساؤلاً: ماذا لو كان الفشل نجاحاً في ذاته؟ فالفشل طبقاً للمفهوم التقليدي شيء يدعو للاكتئاب ولكن في مفهوم الكتاب ما هو إلا وسيلة للنجاح.

الكتاب يتمتع بالجرأة في التعامل مع قضية الفشل، فالكاتب المفتتن بكل ما هو غريب وشاذ كما قيل عنه، جمع بين كونه محفزاً وفناناً في نفس الوقت. أنت لن تقرأ فقط صفحات من الدروس والخطوات والمواعظ، بل ستمتع نظرك بالصور الفوتوغرافية التي التقطها، فهي ملهمة ومبتكرة.

لم يعطِ الكاتب خطوات لكيفية تقبل الفشل، بل يعلمك كيفية الاحتفاء بالفشل! فهو البهارات التي تعطي قيمة ومذاقاً للنجاح.

كتاب تعزيز تقدير الذات “إعادة البناء وتنظيم نفسك للنجاح في الألفية” لرانجيت سينج مالهي، الكتاب يدور في أكثر من نقطة، منها: معرفة ما هو معنى تقدير الذات، لأن الغالبية العظمى منا لا يعرفون ما هو! وينتقل بعد ذلك للحديث عن أهمية تقدير الذات وقبولها كما هي، أي تقبل فكرة “لا مثالية“، وأن يكون لديك ما يسمى بالمسؤولية الذاتية تجاه نفسك، وذلك عن طريق بعض الأمور التي تم توضيحها في الكتاب مثل: أن تعتني بنفسك، وتعتني بصحة جسدك، وأن تعامل نفسك باحترام.

يرصد الكاتب إشكالية يعاني منها الكثير من الأشخاص، وهي “عدم تقدير الذات”، وهؤلاء الناس كما ذكرهم الكتاب “يخلقون  العيوب” وينسبوها لأنفسهم، مشكلة قليلًا ما تحدثت عنها الكتب وكثيرون يعانون منها رجالًا ونساءً على حد سواء، ولكن أظن أن نسبتها أكثر في النساء، نظرًا لبعض الأفكار المتأصلة لديهن عن أنفسهن من الصغر.

كتاب اقهر خوفك من الفشل – Conquer your Fear of Failure للكاتب سوم بثلا – Som Bathla، يمثل دعوة للخروج من منطقة الأمان أو ما يسمى “comfort zone”، فإذا كنت دائمًا خائفًا من وصفك بفاشل، يجب أن تكتشف في البداية مخاوفك عن الفشل، وتخرجها من عقلك الباطن وتسأل نفسك عن السبب الحقيقي وراء خوفك من الفشل، والذي يدفعك دائمًا لعدم التحرك بوصة واحدة للأمام.

سوف تكتشف في هذا الكتاب أن كل أسبابك النابعة والتي تسببت في خوفك، هي خيالية، وكل نتائجك التي وضعتها لنفسك خاطئة. ستعرف 12 قصة فشل لأشخاص مشهورين، ورغم فشلهم نجحوا في نهاية المطاف!

سيقدم لك الكتاب طرق ستساعدك على إعادة برمجة جهاز الإيمان الخاص بك، لتدرك بعدها أن الفشل هو محفز للنجاح. وبدراسات مدعومة ستتعلم كيفية تحويل خوفك من الفشل إلى الإثارة والإعجاب، وكيفية ضبط محطة “الراديو” الخاصة بك مع الإشارات العالمية لتحقيق أهدافك.

كتاب 25 قصة نجاح من البدايات الصعبة والعثرات القوية إلى النهايات الناجحة للكاتب والمدون المعروف رؤوف شبابيك.

يثبت الكتاب من خلال 25 قصة، بأن النجاح ليس ضربة حظ، ولا الناجحون كانوا في الأساس كذلك، فهو ليس بشيء وراثي تتوارثه الأجيال! فالكتاب عبارة عن محاولة لإقناعك بأن كل هذه القصص لأناس تحملوا الصعاب وتحلوا أيضًا بالتفاؤل، حتى يصلوا لرغباتهم.

كاتب يرتدي قبعة التفكير البيضاء في أغلب كتاباته، استخدم في كتابه شخصيات معروفة ولها أثر في المجتمع، عربية وغير عربية مثل: توم مونهان مؤسس مطاعم بيتزا هت، صابر باتيا مؤسس موقع هوتميل وأيمن راشد مؤسس موقع اطلب كوم.

في النهاية، كانت هذه مجموعة كتب تروي قصص نجاح من رحم الفشل أو تحدثت عن الفشل لكن من زاوية أخفقت فيها كتب التنمية البشرية الأخرى. واعلم يا عزيزي أن الفرق بين الأشخاص الناجحين وغير الناجحين في الحياة هو إدراكهم الحقيقي لمعنى “الفشل” ورد فعلهم تجاهه، فأنت بحاجة أولًا لإدراكك للمعنى من وراء الفشل، حتى لا تتعثر إذا وقعت فيه. وأن تكون على أتم الاستعداد لمواجهته، وليس فقط كذلك بل تحتضته كصديق، وأن تجازف فليس هناك طريق آخر، غير  المجازفة.

لأنك تستحق هذا! تستحق العناء لأجلك! لتجد الكنز المدفون بداخلك، لأنك إنسان عظيم تستحق أن تكون مثل العظماء الذين اندهشت بنجاحهم وكفاحهم، وأن يكون لك قصة تروى في الكتب والروايات.

اقرأ أيضًا: اضغط الزر وانطلق.. قصص إدارية للتحفيز نحو النجاح !