من هو صائد الجوائز وما الذي يقوم به؟ لنتعرف معاً على واحدة من أغرب المهن في العالم
5 د
لطالما رأينا في الأفلام الأمريكية شخصية صائد الجوائز Bounty Hunter، أي الشخص الذي يقوم بملاحقة المجرمين والقبض عليهم مقابل مكافئة مالية، وبينما يعتقد الكثير منا أنّ هذه الوظيفة لم تعد موجودة في عصرنا هذا لكوننا أصبحنا نمتلك سلطاتٍ قانونية كاملة ومنظمة إلا أنّ هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، فبينما اندثرت هذه المهنة بشكلٍ كبير في كافة أنحاء العالم إلا أنّها ما زالت موجودة في الولايا المتحدة الأمريكية بشكلٍ رئيسي، وفي الفيليبين أيضاً.
لكن ولكون مهنة صائد الجوائز غريبةً جداً بالنسبة لنا وغير معروفة في العالم العربي أردنا في هذا المقال التعريف بهذه المهنة الفريدة من نوعها والتعرف أكثر على واقعها في يومنا هذا، لكن قبل ذلك علينا التعريف بنظام الكفالة الأمريكية بشكلٍ عام.
ما هو نظام الكفالة؟
إذا قبض عليك في الولايات المتحدة الأمريكية لتهمةٍ ما ستخضع بالتأكيد لمحكمةٍ لتحديد ما إن كنت مذنباً أم بريئاً، ولكن بعد القبض عليك يُمكنك دفع مبلغٍ من المال يحدده القاضي من أجل الخروج من السجن وانتظار موعد محاكمتك، عندما تحضر إلى موعد محكمتك المحدد يتم إرجاع المبلغ إليك، هذا المبلغ هو ما يُسمى بالكفالة، بالطبع وفي حال عدم تمكن المتهم من دفع مبلغ الكفالة يبقى في السجن لحين موعد محاكمته.
ما وظيفة صائد الجوائز وكيف يعمل؟
يتبع صائد الجوائز في الولايات المتحدة الأمريكية قوانين مختلفة بحسب كل ولاية، وبينما تُعد هذه المهنة قانونية في معظم الولايات إلا أنّها غير قانونية في ولاياتٍ قليلة، وتُعد مسؤولية صائدي الجوائز بشكلٍ رئيسي القبض على الأشخاص الذين تخلفوا عن موعد المحكمة المحدد لهم، حيث أنّ تخلفهم عن هذا الموعد يجعلهم خارجين عن القانون.
لذا يقوم صائد الجوائز باستخدام مهاراته الخاصة للقبض على هذا الخارج عن القانون، حيث يستغل صائد الجوائز علاقاته المميزة مع السلطات القانونية وحتى المجرمين المحليين لمحاولة إيجاد أدلة عن مكان اختباء المجرم، كما يقوم بمراقبة الموقع وجمع الأدلة والقيام بكل ما يلزم للقبض على المجرم.
ماذا يجني صائد الجوائز لقاء عمله؟
في يومنا هذا يتم توظيف صائد الجوائز عادةً من قبل مكاتب تكفل الأشخاص مقابل ضمانٍ معين عادةً ما يكون ربح 15% أو 20% من قيمة الكفالة، حيث تقوم هذه المكاتب بدفع مبلغ الكفالة الذي حددته المحكمة للإفراج عن الشخص مقابل ضمانٍ ما، وحين يتهرب الشخص عن القدوم لموعد محكمته يخسر المكتب المبلغ الذي قام بدفعه لذا يقوم بتوظيف صائد الجوائز لملاحقة هذا الشخص والقبض عليه من أجل التمكن من استرداد الخسائر بعد تسليمه للسلطات.
وبحسب اتفاق صائد الجوائز مع المكتب الضامن للكفالة يتلقى مبلغاً معيناً، وإما يكون هذا المبلغ ثابتاً ومحدداً بالأصل أو يكون عبارةً عن نسبة من مبلغ الكفالة تختلف بحسب حجم كفالة الشخص المتهم، وبالطبع مثل جميع المهن تحدد سمعة وبراعة صائد الجوائز راتبه، حيث يرتفع الأجر بشكلٍ متناسب مع براعة صائد الجوائز وإنجازاته السابقة، لكن المعتاد أنّ يكون المبلغ هو 18% من قيمة الكفالة.
بالطبع في بعض الحالات يكون الرجل المتهم شخصاً مهماً جداً لذا يكون المبلغ كبيراً جداً، فيتلقى حينها صائد الجوائز بدوره مبلغاً طائلاً في حال نجاحه بالقبض على المتهم، وبالطبع هذا يعود بشكلٍ رئيسي لكونه يخاطر بحياته حقاً في سبيل إنجاز مهمته.
ما هي القوانين التي يخضع لها صائد الجوائز؟
ذكرنا سابقاً أنّ صائد الجوائز يخضع لقوانينٍ مختلفة بحسب الولاية التي يعمل بها، كما ذكرنا أنّ هذه المهنة غير قانونية حتى في ولاياتٍ معينة، فالأمر يختلف حقاً، ففي بعض الولايات يُطلب من الشخص أن يخضع لتدريبٍ معين ليُسمح له بالعمل كصائدٍ للجوائز، في حين أن الأمر أبسط من ذلك بكثير في ولاياتٍ أخرى، حيث يُمكن لأيٍ كان أن يعمل كصائد جوائز في 18 ولاية أمريكية دون أن يضطر للحصول على أي ترخيص أو أي تدريب.
أيضاً تُقدم بعض الولايات تسهيلات قانونية لصائد الجوائز، حيث يُسمح له مثلاً اقتحام عقارٍ خاص لاعتقال المتهم دون تبعاتٍ قانونية، لكن هذا ينطبق فقط على عقارٍ خاص يمتلكه المتهم ولا ينطبق على عقارٍ خاص يعود إلى شخصٍ أخر، وهذا مثالٌ واحد فقط من العديد من التشريعات المشابهة.
بالطبع هذه التشريعات المختلفة بين الولايات تجعل عمل صائد الجوائز معقداً جداً، فإن أراد متهمٌ ما الهرب من صائد الجوائز كل ما عليه فعله هو الهرب تجاه إحدى الولايات التي تعتبر عمل صائد الجوائز غير قانوني، وحينها يُجبر كلاهما على العمل وهم يختبئون من رجال الشرطة.
هل يُسمح لصائد الجوائز بالعمل خارج الولايات المتحدة الأمريكية؟
لا يُمكن لصائد الجوائز ملاحقة شخصٍ ما والقبض عليه خارج الولايات المتحدة الأمريكية حيث يُعد هذا الفعل جنحةً يُحاسب عليها بحسب قوانين ذلك البلد، وقد شهدنا عبر التاريخ العديد من الحالات المشابهة، فقد قام مثلاً صائد الجوائز داوني دوغ شابمان بالقبض على الهارب أندرو لوستر في المكسيك، لكن نتيجة ذلك قُبض عليه في المكسيك واتُهم هو وفريقه بالاختطاف، وفي حالة مشابهة اتُهم صائد الجواز دانييل كير بتهمة الاختطاف من قبل الحكومة الكندية.
هل مهنة صائد الجوائز مُجدية؟
في الحقيقة يوجد العديد من الآراء المختلفة حول هذه المهنة، فبينما تقول العديد من الإحصائيات أنّ صائدي الجوائز ينجحون بشكلٍ كبير بالقبض على المتهمين الذين يتخلفون عن موعد محاكمتهم، إلا أنّ هذه المهنة خطرة بشكلٍ كبير، فصائدو الجوائز يخاطرون بحياتهم كما ينخرطون بأفعالٍ خطيرة تُشكل خطراً على المتهمين الهاربين أو حتى الناس الأبرياء الموجودين حولهم، كما سُجلت العديد من الحوادث حيث قام صائدو الجوائز بارتكاب جرائم خطرة حقاً كالقتل.
أمرٌ آخر مثير للقلق هو استغلال برامج التلفاز الواقعي الأمريكية لهذه المهنة، حيث يوجد اليوم العديد من هذه البرامج التي تصور صائدي الجوائز وهم يلاحقون أحد المتهمين ويقومون بالعديد من الأفعال الخطيرة للقبض عليهم، ويُعد برنامج DOG The Bounty Hunter من أبرز الأمثلة على ذلك.
الكثير يجدون هذه البرامج مثيرة للقلق، فبينما يجادل الكثيرون اليوم أنّ مهنة صائدي الجوائز بأكملها خطيرة لكونها تسمح لأشخاص غير مدربين وغير مرخصين بارتكاب أفعالٍ عنيفة وخطرة، فالكثير يجدون أيضاً أنّ تحويل هذه المهنة لبرامج تلفازية تجعل استعمال السلاح والعنف دون ترخيصٍ شيء حقيقي وواقعي ومثير ومسلي أمرٌ خطير للغاية.
بالطبع فالأصوات تتصاعد بشكلٍ مستمر مطالبةً الحكومة الأمريكية بإنهاء مهنة صائدي الجوائز بل وتعديل نظام الكفالة بالكامل وذلك لكون العديد من الإحصائيات تُثبت فشله بشكلٍ مستمر، ما رأيكم أنتم؟ شاركونا أرائكم حول هذه المهنة الفريدة من نوعها في التعليقات.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.