🎞️ Netflix

كريستوفر مكاندليس : قصة شاب نادته البرية فلبَّى ندائها على الفور!

كريستوفر مكاندليس: قصة شاب نادته البرية فلبَّى ندائها على الفور! 8
أمين أَفقير
أمين أَفقير

6 د

إنها قصة شبيهة بمشهد أسد وسط أرضية مليئة بالحملان، ويُظن بأنها شاذة كما لو أن أفكار صاحبها جاءت من عالمٍ آخر غير عالمنا، أو تسببت في خروجها حالة غير واقعنا المعاش..

على هذه الهيئة ستبدو للذي يطلع على قصته لأول وهلة.. إنه الشاب ذو البسمة التي تحملُ كل الأمل رغم جُل الألم النفسي الذي أحَسَّ به في أول الأمر.

اسمه “كريستوفر مكااندليس” وهو اسمٌ دخل التاريخ ولن يخرج منه أبداً، يكفيك لتتأكد من ذلك قراءة كتاب “Into The Wild”، أو مشاهدة الفيلم الذي يحمل نفس العنوان، أو الاطلاع على مجموع الأفلام الوثائقية التي اهتمت بالبحث عن قصته الغريبة في مجتمعٍ قانون النجاح فيه يعني: تحصيل شهادات عالية تمكن المرء من الحصول على عمل جيد من أجل ربح مادي يستطيع من خلاله توفير السكن، الأكل والشرب، ثم تكوين أسرة..

إنه ذلك الشاب الذي خالَف كل هذه القوانين المُجتمعية؛ والذي صنع لنفسه قانونا وحياة خاصة متمثلة في الهجرة إلى البرية (ألاسكا) والعيش فيها لمدة ليست بالقصيرة.

رغم أنه لم يتجاوز الـ 24 سنة لكن قصة مكاندليس هذا أثرت بشكل عام على كل من سمع عنها، كما أنها ألهمت الكثير من الشباب لاتباع مسلكه وطريقة عيشه، أو على الأقل لمراجعة الاعتقادات والقوانين والقواعد الرائجة في كل مُجتمع من المجتمعات الحديثة وإعادة النظر فيها.


من هو كريستوفر؟

اسمه الكامل كريستوفر جونسون مكاندليس (12 فبراير 1968 – غشت 1992)، ولد في مدينة إلْـسغوندو بولاية كاليفورنيا، كان مغامرا أمريكيا قام بالهجرة إلى برية ألاسكا في شهر أبريل من عام 1992 مصحوبا بقليل من الطعام والمعدات التي ظن أنها ستساعده في الصبر على الحياة الخشنة المعزولة عن البشر هناك..

آملا في اتخاذ نمط عيش الحياة البسيطة التي يمتلك فيها مَن اختارها أشياء قليلة جدا وهي التي يحتاج إليها بدلا من التي تمكنه من العيش برفاهية (يختار الناس نمط الحياة هذا لأسباب عديدة ومختلفة، غالبا ما تقوم على وجهة نظرهم بشأن الصحة، الاقتصاد، الفلسفة، أو لأنهم يريدون حماية البيئة، وربما أحيانا لأن هذا الأسلوب للحياة اعتقدوا أنه يلائمهم أكثر من غيره من أنماط الحياة الأخرى).

تأثر كريس بالمثالية وعُرِف بمُعارضته للمجتمع الاستهلاكي الحديث، وقد كان كثير الانعزال عن الناس، فوجد بذلك الأنسَ في بعض الكتب لثُلةٍ من الكتاب مثل هنري دافيد، تورو وإميرسون، والأمريكي الشهير جاك لندن.

كريستوفر مكاندليس
كريستوفر مكاندليس

أثر أسرته عليه

من أجل الإلمام قدر الإمكان بالشخصية التي نتحدث عنها سنبدأ بذكر بعض المعلومات عن أسرته الصغيرة، فأبوه يسمى والت مكاندليس، وهو من مواليد 1936، أما أمه فصغيرة على والده بتسعة سنوات، حيث ولدت سنة 1945.

نعود إلى والده، وهو مهندس فيزياء تزوج مرتان، الأولى تزوجها قبل أن يتزوج والدة كريستوفر التي عقد بها سنة 1967 والتي أنجب منها كريستوفر في أول الأمر ثم تبعته أخته كارين، وهما الأبناء الوحيدين لوالدتهما. -للعلم فقد أثمر زواج والد كريس الأول أربعة أبناء-.

يكبر كريستوفر من دون أن يعلم أنّ والده قد تزوج من قبل وأن لديه أربعة أبناء، إلى أن يكتشف ذلك في يوم من الأيام فتتدهور وتتأزم علاقته بوالده مباشرة بعد ذلك.

كان والدا كريس من النوع المحب والمهتم بالمظاهر عكسه، حيث أنه لم يكن يأبه بذلك ولا يعيره اهتماما، ويتجسد ذلك في عدة مواقف حصلت له معهم، منها أنهم طلبوا منه في يوم تخرجه القيام بتغيير سيارته البسيطة التي يرونها لا تصلح لمن هم في مستواه؛ عكس قناعاته التي تملي عليه أن لا يعطي للأشياء أكثر من  قيمتها التي تستحقها..

فما كان منه إلا أن استفهم وتعجب من طلبهما. وبهذا يمكنكم ملاحظة أنه كان لـوالدا كريس (خاصة والده) أثرا كبيرا على تفكيره في التحرر.

صورة لكريستوفر برفقة أسرته

صورة لكريستوفر برفقة أسرته

دراسته وكيف كانت طبيعة علاقته بزملائه

كان كريس متعلما ودارسا على طريقة التعليم النظامي في أمريكا، حيث حصل على شهادة الثانوية (الباكالوريا) سنة 1986 من ثانوية “Wilbert Tucker Woodson”، الشيء الذي أهله للانتقال إلى المرحلة التالية من دراسته، فالتحق بـجامعة”Emory “، ثم حصل منها على شهادة الدراسات الجامعية وذلك سنة 1990.

لقد كان كريس طالبا مُجتهدا في دراسته، حيث حقق الكثير من الإنجازات الأكاديمية. وزيادة على ذلك فقد كان محبوبا من قِبَل الجميع.. هذا ما وصفه بـه زملائه ومعارفه.

كريستوفر مكاندليس
الصورة المدرسية لـكريس

الصورة المدرسية لـكريس

أسفاره

بحلول يوليوز صيفِ 1990، شق مكاندليس طريقه من أطلانطا بقيادة سيارته “Datsun”، عبر جورجيا، لويزيانا، المكسيك، أريزونا، كاليفورنيا، داكوتا الجنوبية، وعدة ولايات أخرى. حيث أنه قام باستنزاف بطارية سيارته ثم تركها وغادر، وبعد ذلك قام بدفن لوحة ترخيصها، كما أنه أحرق مبلغا كان بحوزته وهو من المال الذي كوفئ به جزاء نجاحه وتفوقه في الجامعة والذي كان مقداره 24000 دولار.

كان كريستوفر خلال أسفاره يطلق أحيانا على نفسه اسم “Alexander Supertramp”، الشيء الذي جعل البعض يظنون ويتكهنون بأنه كان يعاني من جنون العظمة ومرض الفصام.

لقد كانت ولاية داكوتا هي المحطة الأخيرة التي وقف فيها كريس، وقد قام بمغادرتها في اليوم 15 من شهر أبريل عام 1992.

بهذه الطرق البسيطة.. كيف تكسب اﻷصدقاء وتؤثر في الناس؟


ألاسكا.. إليها الحج وفيها الممات

وصل كريستوفر مكاندليس أخيرا إلى ألاسكا بعد ستة أيام من مغادرته لولاية داكوتا، نعم.. لقد بلغ وجهته التي تمنى التواجد فيها دائما في كل حالاته سواء كان نائما أو يقظا، وفي جميع فترات عمره سواءً كان طفلا صغيرا، مراهقا، أو شابا يافعا. وقد حدث ذلك في تاريخ: 1 من شهر ماي سنة 1992.

يمكنكم تخيل جو ألاسكا.. زرقة سماءها، بياضها وكل ما يحيط بها،  كثرة غاباتها العذراء التي لم تطأها من قبل قدم بشر. ألاسكا حيث لا وجود فيها إلا للحيوانات وكريستوفر، أما البشر غيره فمكانهم ليس هناك. بكل هذا نعلم يقينا أن كريس بلغ مراده.


حافلة 142

وجد كريستوفر خلال تجوله في أرجاء ألاسكا حافلة قديمة مهجورة ينقسم لونها إلى الأبيض والأخضر وتسمى”Bus 142″ نسبة إلى الرقم المكتوب عليها.

6

صورة لكريستوفر بالقرب من الحافلة

مرت حوالي 4 أشهر وهو متواجد في تلك الحافلة، يقتات أساسا بعد انتهاء الطعام الذي كان بحوزته من أنواع شتى من الحيوانات.

صورة أخرى له برفقة فريسته

صورة أخرى له برفقة فريسته

وفاته والسبب الراجح لذلك

للأسف الشديد فإن كريستوفر مكاندليس لم يكتب له أن يعيش طويلا، ففي الثاني عشر من شهر غشت في نفس العام الذي وصل فيه إلى ألاسكا، توفي وترك وراءه آمالا عريضة. وبعد ذلك بأكثر من 24 يوما، تم إيجاد جثته التي تزن 30 كيلوغراما فقط.

يقول البعض أن سبب وفاته راجع إلى معاناته من الجوع، لكن الراجح حسب التشريح الطبي هو أنه توفي بسبب نبتة سامة قام بأكلها وهي التي سببت له الموت البطيء.

إن آخر ما كتبه كريس يدل على أنه مات سعيدا، رغم اكتشافه في النهاية بأن السعادة لا تكتمل إلا إذا شاركها المرء مع غيره ممن يحب.

كتب مكاندليس الشاب يقول وهو في حالة كان فيها يعاني من الألم


I have had a happy life and thank the lord. Goodbye and may god bless all.

ومعنى قوله هو: “لقد ملكت حياة سعيدة وشكرا للرب. إلى اللقاء وبارك الله الجميع”.

وبهذا تنتهي حياة مكاندليس؛ فوداعا له. لكن من هنا يبدأ الإلهام أيضا.


كتاب وفيلم Into the wild

قام الكاتب الأمريكي Jon Krakauer عام 1996 بنشر سيرته الغيرية عن كريستوفر في كتاب أسماه “Into the wild”. وفي سنة 2007 قام الممثل والمخرج الشهير “Sean Penn” بإخراج فيلم استنادا على نفس الكتاب الذي تم ذكره، وقد قام بدور البطولة فيه (Christopher McCandless) الممثل الأمريكي الشاب “Emile Hirsch”.

موسيقى: 5 أغاني ساحرة من الفيلم قام بأدائها Eddie Vedder

Society

فيديو يوتيوب

Rise

فيديو يوتيوب

No Ceiling

فيديو يوتيوب

Guaranteed

ذو صلة

فيديو يوتيوب

ندعوكم في النهاية إلى الإدلاء بآرائكم بخصوص القصة، هل تظنون أن السبب فيما قام به كريستوفر مكاندليس هو المجتمع؟ أم أن السبب يكمن في عوامل أخرى؟

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

بالتأكيد كان المجتمع هو السبب في القيام بهذه الخطوة لان هناك بعض الاشخاص حقيقة لا يطيقون البشر و هذا راجع الى اصابة الشخص بامراض نفسية كجنون العظمة او مرض عقلي كالفصام و هذه الامراض يجب على علماء النفس و العقل ان يجتهدو في ايجاد علاج و حل لان هذه الامراض تفتك بالشخص و تجعله شخص غير طبيعي و انا اعجبتني قصته و اتوق الى تجربة ذلك

انا مهندس معلوماتية وعم خطط اتجه لنفس الخطوات بعد فترة قريبة بدي روح عجبل بعيدا عن كل كذب ونفاق ودجل البشر

المجتمع .

j’ai vu ce film plus de 10 fois a (y)

كلما فقدت الامل في البشريه تأتي قصه كهذه تذكرني بانه ليس كل الناس يبحثون عن الغني والفحش والثراء

السبب هو الهروب من الحضارة الى الارض الاموما فيها من الراحة والصفاء
ولن تعلم ذلك حتى تختبر وجودك بعيدا عن التعقيد والتلوث
https://www.facebook.com/syrian.exploration?fref=ts

فيلم رائع و قصة لشاب عندو نظرة ….قصة رائعة و نهاية محزنة

قصة رائعة جدا جدا , وقبل قرائت هذي القصة فكرت بهذا الشيئ من قبل , فكره مميزه وهذا حمسنا أكثر , بعيد عن الضوضاء ومشاكل هذا العالم

و السؤال هنا طالما هو كان لوحده مين كان بيصوره ؟ :v

أحد شخصياتي المفضّلة، والفيلم كَان من أروع ما يمكن مشاهدتُه بكل تلك المناظر التي تم تصويرهَا، شخصيّة رائعة جداً ومتذوقة للحياة

i saw the movie it was so emotional 🙁 i just want to ask what thing in life that deserve to live in that place alone and eat animals ! and don’t talk to any one just read !! what a aboring life !!

هالزلمة اهبل .. انو ليش!!

كان فيه مقال أجنبي بيتكلم عن ناس زي الشاب ده برده تركوا المدنية و عاشوا نفس المعيشة دي، و مصور هو اللي صور حياتهم، المقال بالإنجليزي ممتع جداً بس للأسف اختفى من الموقع ، صعب قوي الجرأة دي و فعلاً زي المثل ما بيقول (مفيش حلاوة من غير نار)…..شكراً جزيلاً للمقال

مجتمع قاسي جدا 🙁 هو لم يخطئ 🙂 آمن بمبادئه وآرائه ودافع عنها وسعى اليها 🙂 على عكسنا 🙁
موضوع رائع والفيلم ايضا رائع
مشكور

مش عارف هاتصدقوا ولا لا انى كنت عايز اعكل زيه كدة حلمى انى اروح اعيش فى غابة لوحدى بعيد عن الراسمالية والظلم والكرهه وحاجات كتير الانسان بيعملها ولحد دلوقتى بفكر اعمل كدة

كذلك يوم وفاته كان بالثامن عشر من اغسطس و ليس 1 ماي
1ماي هو يومه الاول في الحافلة

هناك فلم الوثائقي آخر يعتقد صاحبه ان سبب وفاة كريستوفر هو مما توضحه الصورة في المقال _حافلة 142_ .. وهو ان يده اليمنى انخلعت مما سبب له عجز كامل ..
قد يكون واحد من الاسباب ..
اسم الفلم هو The Call of the Wild (2007) .. أنصح الجميع بمشاهدته ..

هناك خطئ في المقال .. فهو لم يحرق كامل مبلغه بل تبرع به كاملا الى جامعة هارفرد ..
و حرق لوحة سيارته و كل مايخصه من اموال التي كانت في محفظة اليد .. و تخلص من سيارته قبل ان يسافر ..

ALEXANDER SUPERTRAMP <3

شاهدت الفلم وكانت النهاية محزنة جدا فطوال فترة المشاهدة تتخيل نفسك مكانه حتى تاتي لحظة موته المفجعة

ethics,success,hardworking free

كان باحث عن الحقيقة في مجتمع يهتم بالزائف – مفيش احلى من خلق الله

عوامل أخرى ..لأنه هيسيبه من المجتمع مش هينفعه ..يعمل اللى فى دماغه

ذو صلة