كبسولات ثقافية متنوّعة سريعة البلع – الجزء الثاني
16 د
ربما لم يعد أغلبنــا لديه الوقت أو المزاج الرائق لقــراءة عدد كبير من المقالات مثل الماضي. وتيـرة الحياة أصبحت إمـا مُتســارعة ، وإمــا مُحبطــة – إن كنت تعيش في بلد عربي – ، وإما بها من التشعّب والتعقيــد ما يجعلك تتساءل : من أين تبدأ ، وماذا تقــرأ ، وماذا تشاهد ؟
في هذه السلسلة من المقالات ، سأحاول أن أكون مُلتـزماً بمشاركة كـل شيء مُفيــد عرفته في حياتي .. مُلخص كتاب جيد قرأته ، قصة أعجبتني ، فيــلم أنصحك بمشاهدته ، كتــاب أرشّحه لك أرى أنه سيضيف كثيراً إلى معارفك وخبراتك في الحياة ، وحتى أغنية لها بُعـد رأيت أنه جيّد ومُلهم..
كل ما أعتقد أنه سيفيد قارئ أراجيك ، سأشاركه هنا على شكـل فقــرات مُركّــزة ، يمكنك أن تعتبـرها رؤوس عنــاوين تساعدك على البحث أكثــر والاستفـادة والاستــزادة فيما بعد ..
اقرأ الجزء الأول:
ثم دعنا نخوض في كبسولات ثقافية متنوّعة جديدة ، ربما تجد بعضها مفيداً وبعضها الآخر معروف لك مُسبقاً ، والبعض الثالث يحتاج منك الى بحـث أكثر..
***********
اجعل قاعدة حيـاتك : I dwell on logic !
شيرلوك هولمز ، شخصية المفتّش الشهيــر التي صنعها الروائي الإنجليزي العظيم ( آرثر كونان دويـل ) ، والذي أجرى على لسـانه ألواناً وأنواعاً مختلفة من الاقتباسات العميقة التي يمكن اعتبارها في حد ذاتها دروساً تستحق التأمّل. منها اقتباس مقتضــب قصير ، ولكني توقفت عنده طويلاً..
الظـواهر ( الجريمة ، القتل ، السرقة ، الظروف ) شائعــة .. المنطق الذي أدّى الى هذه الظــواهر ، هو النادر.. لذلك أركـّز دائمـاً على المنطق للوصـول الى الحقيقــة..
رغم أنه قد يبدو للوهـلة الأولى اقتباساً بوليسياً بامتياز ، إلا أنه أعمق بكثير من أن يتم حصـره في عالم الروايات وجرائم القتل ، وحتماً قادر على أن يمتــد ليشمـل كافة جوانب حيـاتك ..
# التديّـن الظـاهري شائع بين الناس .. التديّــن ( المنطقـي ) – القائم على الاستدلال – هو النـادر .. لذلك ركّــز على التديّن المنطقـي لتصـل إلى الحقيقة ..
# التفسير الظاهـري الساذج لأي حدث ما – انتشار امراض ، تقلّب المناخ ، انتشار الزلازل ، إلخ – أمر شائع بين الناس .. التفسيـر ( المنطقي ) لهذه الظواهر – القائم على الاستدلال – هو النـادر .. لذلك ، ركّـز دائماً على التفسير المنطقـي لتصـل إلى الحقيقـة..
# التعصّـب للوطن / الدين / القبيلة / الرأي المتوارث شائع بين الناس .. التعصّــب للمنطق في كــل قضيـّة هو النـادر .. لذلك ركّــز دائماً على التعصّب للمنطق للوصـول إلى الحقيقـة ..
الظـواهر شائعة .. المنطق نــادر ، لذلك ركّـز دائماً على المنــطق للوصـول إلى الحقيقيـة..
طريق الحقيقـة واضح ، وهو أن تســلك ( المنطـق ) في كــل ظــاهرة ما تقابلك في حيـاتك ، وتتجنّــب التفسيـر الظاهري الساذج العــام .. وقتئذ ، أنت تسيـر في الطريق الصحيح ..
على الأقل أن تسيـر في نفس الطريق الذي سار فيه هولمز ، وخلّــد اسمه للأبد !
******************
فيــف لا غيــبوبليــك !
الثورة الفرنسيـة التي اندلعت عام 1789 ، تعتبـر أيقونة الثورات الشعبية بالمعنى الحديث ، وأكثرها شهرة ، وأكثـرها تأثيراً في أدبيات الثــورات الشعبية على الإطلاق ..
وعلى الرغم من أن الثــورة الفرنسيــة ساهمــت فى بناء فرنســا المعاصــرة بالفعــل ، كدولة أوروبيــة قوية ذات اقتصــاد قوي ، وتأثيــر عالمــي على مجريات الأمور الدولية ، إلا أن ما يجهله الكثيرون أن الثــورة الفرنسيــة – المثــال الأول لعظمة الثــورات الشعبيــة – صنّفهــا الكثير من المؤرخين أنها ثورة فاشلة في نتائجها المبـاشرة ، باعتبــار أن كل ما نادت به من قيم عادلة ظهــرت بعد عقـــود طويلة جداً !
بدون دخول في تفاصيل معقــدة ، الثــورة الفرنسيــة – مثل أي ثـورة أخــرى – اندلعت ضــد الملك لويس الســادس عشــر لأسباب اقتصــادية بحتة يعاني منها الشعب الفرنســي .. وغياب مُطلق للعدالة الاجتمــاعية ، ونظــام حُكم أمنــي قمعــي إلى أبعد الحدود .. وهي الأسباب المُعتــادة في كل ثورات العالم..
وعلى مدار العشر سنوات الأولى ( 1789 – 1799 ) مرت الثــورة الفرنسيــة بثلاث مراحل شديدة التناقص :
المرحلة الأولى : ( 1789 – 1792 )
وهي أساس الثورة ، تم إلغاء الملكيـة المطلقة ، واستبدالها بملكيــة دستــورية ، ووضع أول دستــور ، وإصدار بيان حقوق الإنســان ، وإلغاء امتيازات النبلاء ، وإقــرار مبدأ مجانية التعليم والعدالة الاجتماعية وتوحيــد الأمة..
المرحلة الثانيـة ( 1792 – 1794 )
في هذه المرحلة تم إلغــاء الملكية تماماً ، وإعلان الجمهــورية الفرنسيــة الأولى .. وإعدام الملك لويس السادس عشــر ، إلى جانب مقتــل آلاف الفرنسيين ، وانتشــار الإرهــاب وعدم الأمــان في طرقات المدن الفرنسيــة ، ومواجهات مابين الثــورة والثــورة المضــادة..
المرحلة الثالثــة ( 1794 – 1799 )
وهي الفتــرة التي يقول عنها المؤرخــون ( فترة اندثار الثــورة ) ، وتراجع التيار الثــوري ، وعودة البرجــوازيــة التي ثار ضدها الشعب الفرنســي إلى الحكم ، وتم وضــع دستــور جديــد يعطــي الجيــش صلاحيــات كبيــرة ..
ثم .. انتهاء الثــورة بالمفهــوم الشعبي المؤسسي ، وقيــام ( نابليــون بونــابــرت ) بعمــل انقلاب عسكــري ، وإلغاء الجمهــورية الفرنسيــة وإعلان الحُكــم الإمبــراطوري للبـلاد بقيــادة بونابــرت ، وتحوّل حكم البــلاد إلى ديكتــاتوري توسعــي مُطلق ، ونظــام الحُكم وراثي أحــادي ، وبدأت فرنسا في محاولة التوسّع خارج الحدود ..
ثم .. عادت الملكية مرة أخرى ( التي قامت ضدها الثورة الفرنسية أصلاً ) ، واستمرت 30 سنة تقريباً ( 1815 – 1848 ) !
ثم الانقــلاب مرة أخرى على الملكيــة ! .. وإعلان الجمهــورية الفرنسيــة الثانيــة لمدة 4 سنوات ( 1848 – 1852 ) ..
ثم عودة الملكيــة مرة أخــرى – نعم هذا ماحدث ! – بقيــادة نابليون الثالث الذي أعاد مرة اخرى نفس سيناريو السلطة الفردية المطلقة ، والتوسعات العسكــرية الطائشة ، حتى الهزيمة العسكــرية في العام 1870 ..
ثم إعلان الجمهــورية الثالثة !
ثم بدأت فتــرة الاستعمار الفرنســي لدول إفريقيا ، وهي الحقبة الاستعمــارية المعروفة تاريخيــاً مع بدايات الاستقرار في فرنســا ، والذي انهــار إبان الحرب العالمية الثانيــة ، وبدأ البناء مرة أخرى في الجمهورية الفرنسية الرابعـــة ، والتي ما زالت مستمــرة حتى يومنــا هذا ..
ثورة على الملكية .. إعلان الجمهـورية .. الانقلاب على النظام الجمهوري وإعلان الإمبراطورية .. هزيمة الإمبراطورية ، فالعودة إلى الملكية .. ثم الانقلاب على الملكية وتأسيس الجمهورية الثانية .. ثم الانقلاب على الجمهورية ، والعودة إلى إمبراطورية فردية .. ثم هزيمة ، يتبعها ملكيـة ، تطيح بها جمهورية ثالثة !
140 عــامــاً لاستيعـــاب معنى الثــورة .. وتحقيق أهدافهــا ، والوصــول الى الديموقراطية والحرية والشعارات التي خرجت الجماهيــر تنــادي بها بالفعــل في 14 يوليو 1789..
أتمنّــى أن تكون التكنولوجيا والاتصالات والعلوم والحياة السريعة التي نعيشها الآن ، قادرة على اختزال تحقيق مطـالب الثورات العربية من 140 سنة الى 14 سنة على الأكثر ..
مجرد تصوّر أن أمامنا 140 سنة أخرى لتحقيق أهداف الثورات العربية ، يجعل الحيـاة لا تُحتمَـل !
************
عندما بدأ الخَـلْق .. علم وتصوّف وفنّ .. في 14 دقيقــة
ليس الجميع قادر على هضـم فيلم ( The tree of life ) بطـولة النجم الأمريكي ( براد بيت ) ، الذي ظهــر فيه بدور الأب المسيحي المتشدد الذي يعتبــر أن هدفه في الحيـاة تربيــة أولاده وحماية أسرته وفقاً للمبادئ الدينية .. والذي جعله تشدده هذا يسيء إليهم في أغلب الاوقات ، رغم حرصه وخوفه المستمرّ عليهم.
الفيلم الذي أخرجه ( تيرينس مالك ) الأمريكي ذي الأصول ( السـورية – اللبنـانية ) يحتوي على مشهـد بديـع ، تسيـر فيه الأم المتديّنة الثكلــى بعـد وفــاة ابنها الصغيـر في حادث ، ناظـرة الى السمــاء ، وتبدأ في طـرح الأسئلـة : لماذا مات ؟ .. أين الله ؟
هذه الأسئلة تأتي بالتزامن مع مشـاهد كونيـة خلاّبة ، عمــد المخرج أن يجعلها مُعبّــرة عن بداية نشأة الكون ، وبدء تكوّن الأرض ، وبدء نشأة الحياة المختلفة الأشكال فيها ، حتى جاء المذنّب الذي أهلك الديناصورات وبدأ على إثره ظهــور الكائنـات الحالية ومنها الإنسـان..
المشهد بديع ، يستمر لمدة ربع ساعة ، أحتفظ به دائماً في قائمة الـ Bookmarks .. تلخيص لنشــأة الحيــاة علميـاً ، مع مسحــة صوفيــة بديعــة ، على إيقاع مقطوعة ( lacrimoza ) للموسيقار التاريخي ( موتسارت ).. جعله من أفضــل المشاهد في الفيلم على الإطلاق ..
بشكل أو بآخر كلنا يقع في هذه الحالة الصـوفية ، التي تدفعه إلى تأمّــل السمـاء ، وتجعله – بإرادته أو بغير إرادته – يطــرح الأسئلة ..
**************
أكثر بكثير من مجرّد عجـوز مُسلّي !
باعتبارنا نشتغل أصلاً على نشر الثقـافة في العالم العربي ، وأن هدف أراجيك الرئيسي هو مساعدة كل متابعيها على المعرفة والثقافة والقراءة بشكـل أكبر ، كـان – وما زال – السؤال الذي دائماً يتم طرحه علينـا :
أنا مبتدئ في القراءة .. سني صغيـر .. لم اأواظب على القراءة من قبل ، ولا أعرف من أين أبدأ ؟ .. ماذا يجب عليّ ان أقــرأ ، حتى أصــل لمرحلة جيدة من الثقافة سريعاً ؟
أعتقـد أن دائماً الإجابة الأنسب على هذا السؤال المهم هي : ابدأ سلسلة ما وراء الطبيعة ، للكاتب المصـري أحمد خالد توفيـق ..
سلسلة ( ما وراء الطبيعة ) هي سلسلة لقصص متوسّطة الحجم مُوجهة بالأساس إلـى المراهقين والشباب ، فيما يعرف أحياناً باسم الـ ( Young Adult ) أو روايات الـ ( Teens ) .. إلا أن تأثيرها شديد الأهمّيـة بالنسبة للقارئ المُبتدئ والمتوسط ، وحتى القارئ المخضـرم ، في الإحاطة بخمسـة أساسيـات :
الاولى : الإلمـام الأساسي بالمفردات الفصيحة واللغـة العربية السليمـة ، وهي من أهم الأساسيات على الإطلاق التي يجب أن يحــوزها القارئ ..
الثانيـة : ستنقـلك إلى مساحات واسعة من طرق وأساليب التأليف الشبيهة بالأدب العالمي.. ستجد رواية تخاطبك بأسلوب سردي عادي ، والثانية بأسلوب ( الرواة ) ، والثالثة بأسلوب الخطابات الأدبية ، والرابعة بأسلوب المذكـرات الذاتية .. وهي كلهـا حبكـات قصصية ستجدها فيما بعد في كافة فروع الأدب العالمي ، مما سيجعلك متآلفاً معها ، وقادراً على فهمهـا بسهولة..
الثالثة : تحتـوي السلسلة على كمّ هائل من المعلومات الحقيقية ، ستجدها في ثنـايا القصص ..
الرابعة : ستسـاعدك على رفع سقف ( المنطق ) لديك إلى مستوى أعلى ، وستجعلك قادراً على التمييز بين ما هو أسطوري ساذج ، وما هو حقيقي.. في إطار قصصي مسلّي ..
الخامسة – ربما الأهم – : ستجعــلك تفهــم أنك لا تعيش بمفـردك على هذا الكوكب ، وأن هناك مئات الجنسيات والقوميات والثقافات والأديان الأخرى .. وأن كلاً منهم له حيــاته وعاداته وتقاليده وأفكـاره وأساطيره ومعتقداته .. هذه سنّة الحيــاة..
أعتقد أن أكثر من 90 % من المثقفين الشباب في العالم العربي ، مرّوا على سلسلة ما وراء الطبيعة في مرحلـة التكــوين ( خصوصاً الدول المشرقية ) .. وحتى الآن مازلت أقتــرح على كـل مراهق أو شاب باحث عن بداية طريق الثقافـة أن يبدأ بقــراءتها أولاً ، قبــل أن يتعمّــق في قراءة الكتب والروايات الأكثـر تعقيــداً ..
ابحث عن السلسلة في المكتبــات القريبة من منزلك .. إذا لم تجدها ( خصوصاً في دول المغرب العربي ) فيمكنك تحميلها بصيغة PDF عبـر الانتـرنت ..
***************
ابدأ مرة أخرى ، انجح .. والبـاقـي سهل !
للوهلـة الأولى ، ستعتقــد أن فيلم ( Begin again ) بطولة الحسناء البريطانية كيرا نايتلي ، والنجم الأمريكي مارك رافلو هو فيلم ترفيهي موسيقي غنائي بامتياز .. وهو فعلاً كذلك ، فيلم من الأفلام التي صُنعت لتشــاهد في أمسية شتــوية هادئة ..
ولكن ما جذبني للفيلم أنه ، الى جانب عنــوانه المُحفــّز ، لا يدعو فقــط إلـى البعث مرة أخرى ، ومحاولة القيام بعد السقوط ، واسترداد البريق بعد الانطفاء .. بقدر ما جذبني معنى آخر ، ربمـا تلاحظـه أنت أيضاً في أحداث الفيلم..
أنك بمجرّد ان تضـع قدمـك في طريق النجــاح ، حتى لو استعنت بأدوات شديدة البساطة بشكـل ربما يثير الشفقة ، ستجد أن كــل مشاكل حيــاتك ستدخل في طريق الحلّ تلقائياً .. كل مشاكل حيـاتك حرفياً ..
بمجرّد أن وضع المنتج الفاشل قدمه مرة أخرى على طريق النجاح ، تحسّن مظهــره .. بدأت طليقته تبتسم في وجهه .. بدأت ابنته المنحلّة أخلاقياً التي كانت تتبرأ منه ، يتسرّب إليها مرة أخرى الشعور بالاحترام له ، وتتابع معه رحلــة عودته إلى مسار النجاح مرة أخرى..
الفيلم يحتوي على العديد من المعاني والمشـاهد المُلهمـة – من وجهة نظري – ربمـا تكون متوائمة مع حيـاة معظمنــا حالياً ، حيث الفشــل واليأس والمشاعر السلبية في كل مكان ، والظــروف التي تجهض أي رغبة في النجـاح .. وعقليــة ( كيف أنجــح أو أبدأ من جديد وسط هذه الحيـاة المُزرية ) هي السائدة الآن ..
كما أقول دائماً: الحيـاة صعبـة ومعقّــدة لدرجــة تجعل الطريقة الوحيــدة للتعــامل معها هو أن تنجـح فيها !
العودة من الفشل .. الصعود من القـاع .. البعث من تحت الرمـاد .. اختلفت المفردات والمعنـى واحد ، الذي لخصه عنـوان الفيلم : ابدأ مرة أخرى !
*************
في كـون آخـر: أنت راهب بوذي.. أنتِ سبّاحة بلغـاريّة !
لسنوات طويلة كانت ( الأكوان المتعددة ) نظرية ممتازة لأفلام ومسلسلات الخيال العلمي ، إلا أنها – مع التطور العلمي – أصبح لهـا أبعـاد أكثر عمقاً ، تجعـل العديد من العلمـاء الثقـال يؤمنـون بها تماماً ( علميـاً ومنطقياً ).
ستيفن هوكينغ مثلاً ، العالم البريطاني القعيد ، ليس هو العالم الوحيـد أو الأول أو الأخير الذي يقر بدعمه لهذه النظرية التي تقول أن الكـون الذي نعيشه ليس هو الوحيد ، وأن هنــاك ( أكوان ) عديدة موازيــة ، كــل كون فيه نفس الشخصيــات بالضبط ، لكــن بظـروف مختلفة !
بمعنى آخر ، أنت في هذا الكون تقــرأ هذا المقال .. في كـون آخر موازي ، أنت تعمـل في صيــد الأسمــاك وتحمل الجنسية التشيلية ، وفي كون ثالث أنت مزارع أرز في تايلاند ، وفي كون رابع ربمـا تعمـل في مطعم رخيص في إحدى ضواحي دبلن .. وفي كون خامس ، انت راهب بــوذي .. وفي كون سـادس ، أنت طالب في كلية الاقتصاد جامعة بيونس آيريس .. إلخ..
في كـون سابع ، ربمـا لديهم كوكب الأرض يدور حوله قمــر مُكوّن من الجُبـــن – بحسب إحدى تصريحات هوكينغ – .. ويثيــر دهشتهم أن يعرفوا أن أرضنـا يدور حولها قمــر صخــري !
هذه النظرية ( الأكوان المتعددة ) أصبــح لها وجاهة قوية جداً في عالم الفيزياء والفلك ، لدرجة أن بعض العلمـاء يبحثون في ( كم عدد هذه الأكوان ) ، متجــاوزين مصـداقية النظرية نفسها ، ويتعاملــون معها باعتبارها من المُسلّمــات التي تتطـابق مع المنطق العلمي !
ولكن للأمانة ، في نفس الوقت، هذه النظـرية تضايق العديد من الفيزيائيين ، ويعتبـرونها أقرب لنظـرية تليق بالخيال العلمي ، لا دليل حقيقي عليها ..
إذا كانت النظـرية صحيحة – وأميل للتصديق أنها صحيحة – فغالباً معظمنـا يحسد نسخه الخاصة التي تعيش في أكوان موازية ، مهمـا كانت ظروفها سيئة .. لن تكون أسوأ من النسخة الحالية !
وثائقي ممتع ، بعيد عن التعقيــد ، يشــرح لك نظرية الأكوان الموازية بالتفصيل ..
*************
انسى الدورات.. ضيّع وقتك في التعلم عبر المسلسلات
لم يعد هنـاك شيء يضايقني أكثـر من إعلانات ( تعلم اللغة الإنجليزية ) المعتادة ، التي أصبحت عمــل من لا عمل له .. لديك بعض المال ، فتقــوم بالتعاون مع أصدقائك في افتتاح مركــز لتعليم اللغة الإنجليزية ، وتملأ الدنيا ضجيجاً بأنك قادر أن تجعــل المتدرّبين يتحدثون الإنجليزية بطلاقة ، في غضون شهر ..
الحقيقة أن هذه ( الموضة ) إن جاز التعبير في طريقها إلى الزوال .. التعليم الذاتي هو صيحــة هذا العصــر ، الذي سيقضي تماماً على هذه المراكز التي تتاجــر برغبــات الشباب في تعلم الإنجليزية سريعاً ، ومعظمها يبيع لهم الوهــم ببــرامج تعليم باليــة لن تفيدهم ولن تحسّن لغاتهم ولو بنسبة 1 % ..
هنــا لدينـا مسلسل .. مسلسل sitcom بريطـاني تم إنتاجه في نهاية السبعينـات ، باسم ( اعقل لغتــك Mind Your language ) ، والذي تم إنتــاجه كمسلسل كوميدي حقيقي، ولكن بلغــة إنجليزيــة مصممة لتعليم الطـلاب ذوي المستوى المتوسّط المزيد من المفردات وطريقة الحديث ، كل ذلك في إطار كوميدي حقيقي غير مفتعــل ..
باختصار ، إذا كان لديـك وقت وترغب في استثماره لتعلم اللغة الإنجليزية بشكل جيد جداً ، وبشكل مسلّ غير ممل .. فقط تابع هذا المسلسل على يوتيـوب ، وافتــح Tab جديدة لترجمـة غوغل ، لمعرفة معنــى أي كلمة جديدة تراها في المسلسل ..
المسلسل مسل ومبدع وسلس للغاية ، وأعتبره من أهم المفاتيح التي بإمكانها تطوير لغتك بشكل قياسي ، مسلّ ، بلا حاجة أن تدفع الكثير من المال .. وأيضاً يجعلك تتعرّف على لهجات مختلفة لنطق الإنجليزية .. مع الكثير من الضحك ..
فقط ربما عيبه الوحيــد أنه يعيــدك لأجواء السبعينــات البغيضة !
************
احتفــظ بأهدافك لنفســك
في البداية ، كنت أعتقد أنها مجرّد محاضـرة عادية أخرى من TED ، تنـاقش أهمية الأهداف من ناحيـة ، وضــرورة كتمـانها من ناحيـة أخرى بشكــل مُعتاد ، حتى تعلن عن تحقيقها..
إلا أن عمق المحاضـرة ، واعتمـادها على بحث يعـود إلى عشرينات القـرن الماضي ، يبيّن فيه أسباب أن الناس الذين يفصحـون دائماً عن طموحاتهم أمام الآخرين ، يكونون أقل حظاً في تحقيقها .. جعلني أعتقد أن هذه المحاضـرة من المهم جداً أن يشـاهدها كل قارئ لأراجيك ، خصوصاً أننا في بدايات العـام 2016 – لحظة كتابة هذه السطـور – ، والكــل يضع خططه الجديدة للعام الجديد..
خطط أهدافك بنفسك .. احتفــظ بأهدافك لنفســك .. لا داعي أن تنشــرها لكــل من هم حولك طوال الوقت ، ظنّــاً أنك تتلقى الدعم من خلالهم بهذه الطريقة ، أو لتــرضي شعورك الداخلي بأنك تتقاسم أهدافك مع الآخرين ، أو تسوّق لنفسـك أمامهم !
محاضـرة بديعـة من Ted ، شاهدهــا بنسبة تركيـز 100 % من فضلك .. غالباً ستغيّــر مفهوم التخطيط والتنفيـذ لديك الى الأبد !
**************
فخيــرٌ له جمــعُ الفضــائلِ لا الذهــب !
دائماً ما يستهويني ( التلخيص ) .. أن تجمع أفكــاراً وشروحات وتأملات عريضــة ، وتدمجها في بعض العبارات المختزلة المختصـرة ، هو في حد ذاته عبقرية حقيقية..
حاكم دبي ، الشيخ محمد بن راشد ، لخّــص في قصيــدة من عدة أبيــات ( مفهوم الدنيا ) ، ومررها للمطرب الإماراتي حسين الجسمي ، الذي غنّــاها في 58 ثانيـة تقريباً .. والتي أوجزت – في رأيي على الأقل – كـل شيء..
فقط ربما نختلف في معنى ( الفضائل ) المذكـورة في الابيات ، كل حسب توجهاته وميـوله .. قد يعتبـره البعض ( التدين ) ، وقد يعتبرها البعض ( سمو الأخلاق ) .. وقد يعتبــرها البعض الثالث: أن تعرف أكثر ، وتفيد الآخر بأي شكل ووسيلة .. وقد يعتبره البعض كل ما سبق.
أبيات رائعة ، تحمل معاني كبيــرة في سطـور مركّـزة .. تعمدت وضعها في نهاية المقـال ، أعتقــد أنك تحتاج إلى بعض الوقت لتتأمّــل هذه المعــاني المختصــرة !
************
كما أذكـر كل مرة ، هذه السلسلة هدفها تجميـع أكبر قدر من المعلومات المتنوّعة المختلفة في كافة مجالات الحياة .. يهمني جداً ان أعرف رأيك ، وما هو أكثر جزء ترى أنه حقق لك الإفادة من هذه الكبسولات ، ربمـا نركّـز عليه في المقالات القادمة.
أنتظر رايك في التعليقات، ومسـاهمتك بمعلومة / رأي / فيديو / كتاب ، إلخ .. ترى من الضـروري إضافتها للقائمة.
اقرأ أيضاً :
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
في انتظار أجزاء أخرى …
فعلا هي سريهة البلع!
نحن في إنتظار الجزء الثالث الذي أتمنى أن تتحدث فيه عن التعليم عن طريق ال MOOC.
فكرة السلسلة جميلة جدا. اشكرك على مشاركتنا ماتراه جميل ومفيد.
بغض النظر عن ربط نظرية تعدد الأكوان بمفاهيم دينيه إلا أن العلم لايتوقف عن إيجاد مفهوم لأشياء قد تكون غير مفهومه الأن اما باقى عناصر وموضوعات المقال فهى رائعة جدا ومفيدة
AraGeek تم بالفعل اخبرت طلابي ايضااا واول مابدأوا بدأوا بالكبسولات
AraGeek تم بالفعل اخبرت طلابي ايضااا واول مابدأوا بدأوا بالكبسولات
عفواً .. أخبري اصدقائك ايضاً عن الموقع لتعم الفائدة يا اخت ايمان 🙂
عفواً .. أخبري اصدقائك ايضاً عن الموقع لتعم الفائدة يا اخت ايمان 🙂
نسعى دائماً لنقدم لكم كل مفيد
نسعى دائماً لنقدم لكم كل مفيد
مقال مفيد جدا وشيق شكرا جزيلا
استاذ !
رائعشكرا لك
شكرا يا عمدة
أنت إنسان ضائع تائه لا تعرف أين الطريق الصحيح …بعد كل التقدم العلمي والإعجاز القرآني الذي احتواه تأتي لتحدثنا عن نظرية داروين وأكوان موازية…كثرة القراءة لا تعني .أنك إنسان عاقل ، أختم بهذه المقولة ” يا رب ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك”
أنت إنسان ضائع تائه لا تعرف أين الطريق الصحيح …بعد كل التقدم العلمي والإعجاز القرآني الذي احتواه تأتي لتحدثنا عن نظرية داروين وأكوان موازية…كثرة القراءة لا تعني .أنك إنسان عاقل ، أختم بهذه المقولة ” يا رب ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك”
قمة العطاء قمة المشاركة اعترف بفضل اراجيك عليا
حلو جداااا شكرا :’D
حلو جداااا شكرا :’D
فقط استمر
أقل ما يمكنني قوله تجاه هذه السلسلة أنها رائعة و لا أقصد بكلمة رائعة أنها رائعة فقط و لكنني أردت جمع العديد من المفردات و تلخيصها في هذه الكلمة وان اردت يمكنك تقييم هذا التلخيص وها هي تلك المفردات ( تثقيفية، مسلية، سلسة، معبرة، شاملة، هادفة، تشجيعية…). بالطبع تقييمك لهذا التلخيص هو سلبي و انا بدوري أأيدك الرأي. شكرا و بارك الله فيك
كبسولة ايجابيه وسط العتمه اللي احنا فيها..الله عليك يا عمده..استمر ياحج..تجميعه ممتازه.
كبسولة لذيذة جدًا جدًا.. الله يبارك فيك أستاذ ^-^
يا جدع انت انا وربنا بحبك في الله كدا
ايه الدماغ دي …. بجد والله ايه الدماغ دي انا بقيت مدمن حاجه اسمها عماد ابوالفتوح
انت عبقري يا عمده
والله بدون مبالغه مقالاتك رااااائعه
انا لما بقرالك بحس ان انت من اقوي مثقفين العصر دا
بإذن الله انت هيكون لك شان كبير جدا وبكرا تفتكر دا ان شاء الله
كل التقدير و الامتنان لعملك الاكثر من رائع
المقال أفضل كثيرا جدا من الجزء الاول
مبارك التحسن و التطور
من اروع ما توصلت اليه علي الاطلاااااااااااااق واشكر من كل قلبي الشخص الذي عرفني علي هذا الموقع المميز …. هذا الذي كنت ابحث عنه منذ زمن … ان احصل علي معلومات في مختلف مجالات العلم والمعرفة من مكان واحد وموثوق وبطريقة مهتصرة وشيقة تناسب ضيق الوقت وتجذب من يمل من طول الموضوعات مثلي شكرااااا واستمروااااا وفي انتظار المزيد من الكبسولات الممتعة
منور أستاذنا، أتمنى إنك تنصح القارئين بقراءة السبعين الصفحة الإولى من كتاب (الفردوس المستعار و الفردوس المستعاد) للكاتب أحمد خيري العمري، مع أن الكتاب كبير (حوالي ٦٠٠ صفحة) لكن أول سبعين صفحة فيها فائدة عظيمة بجد 🙂
دمت بود
في انتضار باقي الكبسولات الراقية التي تشهد عمل متقن وجميل وثقافة متنوعة
نهنيك على هذا المجهود الطيب
استفدت من هالتعليق أكتر من المقال هههه
استفدت من هالتعليق أكتر من المقال هههه
عمل ممتاز كعادتك و في انتظارالكبسولة الثالثة , اود الاضافة ببعض قنوات يوتيوب المفيدة و الشيقة the school of life , craschcourse , minute physics , التي تمتاز بعمق الافكار و تنوع المعلومات .
موضوع إحتفــظ بأهدافك لنفســك هذا ارئع وانا انفذه ولا اخبر الا القليل جدا وفى نفس الوقت فلا يوجد من يشجعنى بل العكس هو الموجود مما يحفزنى على استكمال خطتى لتحقيق هدفى …
رائع بامتياز ارى في ذكر كتاب النباهة والإستحمار لعلي شريعتي اضافة كبيرة سيما انه يركز على موضعة العقل وتجنب الوقوع اداة في ايدي الإعلام والكتاب يسرد في طابع هزلي قاس
اجمل مقال قراته على اراجيك الى الان
معتادين على ابداعك اخ عماد … استمر منذ الجزء الاول وانا اترقب الجزء الثاني بشغف و الان انتظر الجزء الثالث والرابع والخامس وباقي الاجزاء … في تقدم يا مبدع
تلخيص: الجزء السابق أفيد
والله يجازيك
شكرا جداااااااا على المقال الرائع ده
جميعها تستحق القراءة نحن نترقب الكبسولة الثالثة
بجد استفدت كثير من كبسولاتك
Go head bro
اهنيك ، وقليل ما حاز اعجابي أحد
مقال رائع
الجنرال ديغول اسس الجمهورية الخامسة وليس الرابعة
صراحة منذ قراءتي للجزء الأول من سلسلة المقالات الرائعة هذه و أنا أترقب صدور الجزء الثاني منها و شكرا لك سيدي لعدم خذلان متابعيك فمنذ أن رأيتها قفزت بحبور نحو مذكرتي لتدوين هذه المعلومات الثمينة التي تشاطرنا اياها
شكرا على مجهوداتك و تذكر دائما أننا في انتظار الأجزاء الأخرى
رائع
مقال جميل كالعادة شكرا جزيلا
رائع
رائع جدا ، استمر وفقك الله
الجزء الأول أفضل
لا تتوقف…كبسولاتك اصبحت ادمانيه بشكل لا يصدق!