الجنس عبر الانترنت او الجنس الالكتروني .. أحد أهم قضايا القرن الحالي التي لا يتم الحديث عنها كفاية
6 د
في عالمنا الرقمي يُمكن القول أنّ الكلام عن فوائد ومضار الإنترنت أصبح أمراً من الماضي، فالإنترنت أصبح واقعاً بغض النظر عن كل هذه النقاشات، وحياتنا تُصبح رقميةً أكثر وأكثر بكل جوانبها، فالكثير من الناس اليوم يعملون على الإنترنت، يبنون علاقاتهم الاجتماعية على الإنترنت، يقضون وقت فراغهم على الإنترنت، لذا من البديهي أن نقول أنّ الإنترنت أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة بكل جوانبها، ومن هذا المنطلق يُمكن القول أنّ الجنس عبر الإنترنت هو نتيجة طبيعية لعالمنا الرقمي.
غالباً ما يتجنب الناس وخاصةً في بلادنا العربية التحدث عن المواضيع التي تخص الجنس لذا من الطبيعي ألا نجد العديد من المقالات والمواضيع العربية التي تعرف الجنس عبر الانترنت وتشرح ميزاته ومخاطره، وتقترح حلولاً لتجنب حدوث ما لا يُحمد عقباه، وذلك على الرغم من شعبية هذه الممارسة في مناطقنا بشكلٍ كبير، لذا أردنا في هذا المقال تقديم نظرةٍ شاملة عن هذا الموضوع الهام الذي يُعتبر بنظرنا أخد أهم قضايا القرن الواحد والعشرين، أو كما يُسمى القرن الرقمي.
ما هو الجنس عبر الإنترنت
بينما لا يُوجد تعريفٌ واضح للجنس الإلكتروني أو الجنس عبر الإنترنت إلا أنّه غالباً ما يُعرف بتجربةٍ جنسية بين شخصين أو أكثر تجري عبر الإنترنت، وقد تتضمن صوراً أو مقاطع فيديو أو بثاً حياً عبر الكاميرا أو مجرد محادثة نصية تهدف إلى تحقيق الإثارة الجنسية وبلوغ النشوة الجنسية.
في الحقيقة تعريف الجنس عبر الانترنت ليس بالأمر السهل على الإطلاق، فهو نشاطٌ متعدد المعالم بشكلٍ كبير، بعض الباحثين يُصنفون مشاهدة المواقع الإباحية كنوعٍ من الجنس الإلكتروني، إلا أنّ ما ننوي الحديث عنه هي العلاقة الجنسية التي تُقام بين شخصين مجهولين أو يعرفان بعضهما البعض تجري عبر الإنترنت.
غالباً ما يُميز الباحثون ما بين الجنس عبر الانترنت وبين العلاقة العاطفية عبر الإنترنت التي تضم عادةً شخصين يكنان مشاعر الحب لبعضهما البعض على الرغم من عدم تواجدهما فيزيائياً في نفس المكان أو عدم قدرتهما على ممارسة علاقةٍ جنسية في الحياة الواقعية، وغالباً ما تضم هذه العلاقات أحد أشكال الجنس عبر الإنترنت.
وبينما لا يُوجد إحصائيات دقيقة في عالمنا العربي عن مدى انتشار ممارسة الجنس عبر الإنترنت في منطقتنا، إلا أنّ واقع انتشار الكبت الجنسي بشكلٍ كبير في منطقتنا يدفعنا للقول أنّ هذه الممارسة منتشرة وشائعة بشكلٍ كبير في بلادنا وهو ما يجعل الحديث عنها بالأمر المهم للغاية.
ما هي ميزات الجنس عبر الإنترنت
لا يُمكن القول بأنّ الجنس عبر الانترنت يمتلك ميزاتٍ خاصة به بحد ذاته، فميزاته هي ذات ميزات التواصل عبر الإنترنت الذي مكن الأشخاص من التواصل مع بعضهم بسهولةٍ أكبر بكثير، فقد منح الإنترنت العديد من الناس غير القادرين على ممارسة الجنس في الحياة الواقعية حلاً يُمكنهم من ممارسة نشاطٍ جنسي لا يحتاج سوى إلى اتصالٍ بالإنترنت.
عبر التاريخ دائماً ما قدم التطور التقني حلولاً جنسية للمستخدمين، فاختراع الهاتف جلب الجنس عبر الهاتف الذي أصبح له وكالات متخصصة حتى، كما جلب التلفاز قنواتاً جنسية عديدة، والإنترنت قام بنفس الشيء بجدارةٍ أكبر، فالحلول الجنسية التي يُمكن لمستخدم الإنترنت الوصول إليها لا تُعد ولا تُحصى، فقد قام العديد بإنشاء مواقع ومنصات إلكترونية تُمكن الراغبين بممارسة هذا النوع من الجنس من إيجاد شريكٍ افتراضي لهم، كما وُجدت العديد من المنصات التي تسمح للشخص بمشاهدة فتاةٍ تتعرى له ببثٍ حي أو تقوم بفعلٍ مثير ما مقابل مبلغٍ مادي معين.
كما أنّ العديد ممن يملكون خيالاتٍ أو رغباتٍ جنسية تُعتبر بنظر الكثيرين غريبة أو مرفوضة، وجدوا أنّ الإنترنت هو المكان المناسب لإيجاد شركاء لهم يُشاركونهم رغباتهم ذاتها، وذلك لأن الجنس عبر الانترنت يُمكنهم من إخفاء هويتهم الشخصية.
ما هي مخاطر الجنس عبر الإنترنت
إنّ سهولة ممارسة الجنس عبر الإنترنت، بالإضافة لسهولة الوصول إلى الإنترنت في يومنا هذا، ناهيك عن إمكانية إخفاء الهوية نسبياً، كل هذا جعل هذه الممارسة شائعة للغاية، لكن بحسب الباحثين فإن هذه الأشياء أيضاً هي ما تجعل ممارسي هذا النوع من الجنس عرضةً للإدمان، فكما يزداد كل يوم عدد مدمني استخدام الإنترنت ومدمني استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يزداد كل يوم عدد مدمني ممارسة الجنس عبر الإنترنت بشكلٍ كبير.
بحسب الباحثين فإن ممارسة الجنس عبر الانترنت ليست أمراً خطراً بحد ذاته، لكن عندما يقوم بممارسة هذا النوع من الجنس شخصٌ مصاب بأحد أشكال الهوس الجنسي بالأصل، أو شخصٌ غير سليم نفسياً، عندها يزداد خطر إدمان ممارسة الجنس عبر الإنترنت وتحوله إلى نوعٍ من الهوس.
أمرٌ خطير آخر هو أنّ الجنس عبر الانترنت نشاطٌ عاطفي ونفسي وتخيلي أكثر منه جسدي، فممارسة الجنس في الحياة الواقعية تتضمن إثارة مادية يُقدمها الطرف الآخر، لذا وجد باحثون أنّ هذه الممارسة غالباً ما تزيد الشعور بالحزن والوحدة لدى الأشخاص الذين يلجؤون إلى ممارسة هذا النوع من الجنس خاصةً عند ممارسته مع أشخاصٍ غرباء بالكامل، مما قد يشكل خطراً للإصابة بالاكتئاب.
خطرٌ آخر هو أنّ الإنترنت مساحة حرة بالكامل يُمكن لأي كان الوصول إليها، وقد قام العديد من الأشخاص الخطرين باستغلال هذه المساحة لتحقيق مآربهم الخاصة، فالبعض يقوم باستغلال الطرف الآخر الذي يقوم بممارسة هذا النوع من الجنس معه عن طريق الابتزاز العاطفي أو الجنسي أو حتى المادي، كما أنّ الأشخاص المصابين بأحد أنواع الاضطرابات الجنسية كالميل الجنسي للأطفال وجدو الإنترنت مكاناً مناسباً لتحقيق غايتهم هذه، ما يُشكل خطراً كبيراً بحق.
بينما تُعد السرية أحد ميزات الجنس عبر الإنترنت، إلا أنّ الواقع أنّ الإنترنت ليس مكاناً آمنا على الإطلاق، فالعديد من الخبراء يتمكنون من استغلال ثغرات موجودة في العديد من المواقع ذات الطابع الجنسي لكشف هوية المستخدم الحقيقية، وهو ما يُشكل خطراً كبيراً في حال قام أحد المجرمين بالحصول على هذه المعلومات.
ما الحلول المقترحة؟
لا يجد الخبراء أنّه من المنطقي القول أنّ على البشر الابتعاد عن ممارسة الجنس عبر الانترنت بالكامل، فقد أصبحت هذه الممارسة واقعاً لا مفر منه، لكن العديد من الأبحاث النفسية بدأت تُجرى لإيجاد طرقٍ لعلاج الأشخاص المصابين بإدمان ممارسة الجنس عبر الإنترنت، حيث أصبح الموضوع يُشكل خطراً حقيقياً على الصحة النفسية للأفراد وعلى سلامة المجتمع بشكلٍ عام.
كما أنّ العديد من الخبراء يُقدمون العديد من النصائح لجعل ممارسة الجنس عبر الانترنت أكثر أماناً، فعدم استخدام الاسم الحقيقي واستخدام برامج أمانٍ رقمي أصبح أمراً ضرورياً بحق، كما أنّ عدم الوثوق بشخصٍ غريب وعدم تقديم له أي معلوماتٍ شخصية من أي نوع قد يُجنب الشخص خطراً كبيرً ، وسن قوانين تلاحق المجرمين الذين يقومون بارتكاب جرائم رقمية كالابتزاز أو استغلال الأطفال جنسياً أصبح أمراً ضرورياً في يومنا هذا.
بالنهاية تبقى هذه الممارسة نوعاً من الحرية الشخصية التي لا يُمكن وضع قيود عليها، لكن يجب زيادة إجراءات الأمان بشكلٍ كبير، كما أنّ إجراء حملاتٍ توعية تهدف لإيضاح مخاطر هذه الممارسة خاصةً للمراهقين أمرٌ مهم للغاية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.