8 فوائد لتربية الأطفال مع الحيوانات الأليفة قد تدفعك لتقتني واحدًا اليوم
7 د
تلعب تربية الحيوانات الأليفة دورًا مهمًا ليس فقط في تسلية الأطفال وتمضية أوقات ممتعة معهم، ولكن في تطوير شخصياتهم وزيادة قدرتهم على التعليم أيضًا، ولكن لأنه من الصعب على الكثير من الآباء توفير جو الرعاية المناسب لحيوان أليف فضلًا عن تطعيمه والعناية به صحيًا فإن عدد الأسر التي تسمح بتربية حيوان أليف في تراجع مستمرٍ. فسواء لحاجتها إلى التنظيف أو حتى مراقبة سلوك الأطفال معها خصوصًا في السنوات الأولى أو إطعامها بنوعية معينة من الغذاء، فهذا قد يضع عبئًا على الأسرة. لذا، يمكن التعويض عن هذا النقص بزيارة مناطق رعاية الحيوانات الأليفة أو استئجار حيوان أليف لبعض الوقت أو حتى مشاركة الجيران في سطح المنزل وغيرها من حلول.
تأثير تربية الحيوانات الأليفة على شخصية الطفل
وجدت الكثير من الدراسات عن العلاقة بين تربية الحيوانات الأليفة وتطوير شخصية الأطفال الكثير من المميزات التي يمكن أن تقنع الآباء بتوفيرها لأبنائهم ومنها:
الرفاهية العاطفية
يتجه الكثير من الأطفال إلى حيواناتهم الأليفة للشعور بالأمان العاطفي، وعلى حين قد يعتقد البعض أن هذا يجعل الطفل أكثر انطواءً ووحدة، تُظهر مجموعة من الدراسات في هذا الأمر أن هذا اللجوء يزيد من شعور الطفل بالأمان ويقلل من الإحباط.
وأكد 53% من المشاركين في الاستطلاعات أن الأطفال الذين لديهم حيوانات أليفة يستمتعون أكثر بتأدية واجباتهم المنزلية مع حيوانهم الأليف، ويقلل من مشاعر الخوف أو الوحدة والانزعاج، التي قد تتزامن مع أي موقف أسري يحدث له، سواءً تعنيف الأبوين، أو النوم في الغرفة بمفرده، أو التعرض لعقابٍ ما، وغيرها من مواقف قد يكتمها الطفل بداخله ولا يُخرجها لأي أحد على الإطلاق، ولكن التنفيس عن هذه المشاعر مع حيوانٍ أليف وصديقٍ له يريحه نفسيًا ويجعله أكثر قابليةٍ فيما بعد للتعبير الصحيح عن مشاعره.
زيادة احترام الذات
تساعد المساهمة في العناية بحيوانٍ أليف على تنمية شخصية الطفل وزيادة شعوره بالثقة في نفسه وبإنجازاته خصوصًا إذا كان يسبب بالفعل حالة من السعادة لهذا الحيوان الأليف أو يجد التشجيع من الوالدين عند العناية به، ويؤكد شاري يونغ كوتشينبيكر الدكتور الباحث في علم النفس بجامعة لويولا ماريماونت في لوس أنجلوس أن الطفل الذي يعتني بحيوان أليف يعرف تمامًا أن ما يفعله مهم، ولذلك سيرغب في المزيد من فعل الأشياء المهمة مثل إطعامه وتنظيفه والترفيه عنه مما يزيد من شعوره بالأهمية وأنّه فردٌ نافع في الأسرة.
تعلّم المسؤولية
يمكن للطفل تعلّم تحمّل المسؤولية منذ بلوغ عامه الثالث أو الرابع، فعندما يبدأ في التعرف على احتياجات كائنٍ آخر خصوصًا إذا لم يكن لديه أشقاء أصغر منه فهذا سيعلمه تحمّل المسؤولية سواءً بوضع الطعام أو إفراغ كوب الماء بحيث تكون هذه هي مهمّته اليومية، ومن المتوقع أن يقوم الطفل بأخطاءٍ في البداية وهنا لا يجب على الإطلاق عقاب الطفل أو تعنيفه بل مراقبته جيدًا حتى لا يؤذي نفسه أو الحيوان الأليف.
تراجع نسبة التعرض للأمراض
يرفض البعض فكرة تربية حيوان أليف في المنزل خوفًا من الأمراض، ولكن هذا يحدث فقط من حيوانات الطريق، ولكن المُعتنى بها جيدًا في المنزل لا تتسبّب في أي أمراض، بل على العكس أثبتت الأبحاث أن الطفل الذي ينشأ مع حيوان أليف يكون لديه جهازٌ مناعي أكثر قوةً ويطوّر أجسامًا مضادةً ضد الجراثيم والبكتيريا من بداية عمره وأقل تعرضًا للحساسية والربو ونزلات البرد والأنفلونزا وحتى التهابات الأذن فلا يحتاجون إلى الكثير من المضادات الحيوية مما يزيد من نشاطهم وإقبالهم على الحياة.
إنّ عدم تعرض الطفل إلى الكثير من الأمراض يؤثّر للغاية على شخصيته وطبيعة طعامه وإقباله على الحياة بخلاف التعرض للكثير من العدوى الأمر الذي لا يمكّنه من اللعب أو الجري أو الانفتاح على العالم المحيط بحرية ومن ثم تتراجع ثقته بنفسه أكثر.
تعلم الكثير عن دورة الحياة
دورة حياة الحيوان الأليف قصيرة للغاية عن دورة الإنسان العادي، لذا فإنه يولد ويبلغ ويتزوج ويموت أيضًا في مرحلة الطفولة، وهذا يجعل الطفل يتعلم الكثير من الأمور عن الحياة الجنسية والعاطفية، وأيضًا يختبر معنى الفقد مبكرًا، وقد يبدو هذا قاسيًا لدى البعض، ولكن لأن كل هذه الأمور من طبيعة الحياة فإنه من الأفضل تعلّمها في وقتٍ مبكّر ومع الدّعم النّفسي للطفل والإجابة عن أسئلته فإنه سيكون أكثر تقبلًا للأمور القاسية في الحياة بالتدريج لأنّه تعرّض لصدماتٍ خفيفة بالتدريج على مراحل عمره.
احترام الآخرين واحتياجاتهم
سيؤدي الطلب المستمر من الطفل أن يلمس الحيوان الأليف برفقٍ ويحترم ساعات نومه وطعامه وحتى قضاء حاجته إلى أن يدرك الطفل الحدود المطلوبة لاحترام الآخرين في وقتٍ مبكر للغاية وهذا من أصعب الأمور التي تواجه الأبوين عمومًا، فالطفل بطبيعته أناني ولا يرى إلا حاجاته وطلباته مما يوقعه كثيرًا تحت وطأة العقاب على أمور قد لا يفهمها على الإطلاق ويظل يكرر الخطأ مرارًا وتكرارًا لأنه فقط لم يفهم أن هناك احتياجات مختلفة عما يرغب فيه.
بالطبع الطفل في عمرٍ مبكرٍ وحتى 7 سنوات على الأقل يكون هو محور اهتمام العائلة لعدم قدرته على تلبية الكثير من احتياجاته، ولكن تفهّمه مبكرًا لوجود حاجات مختلفة ورغبات قد تتعارض مع ما يريده يساهم في تنمية شعوره باحترام الآخرين وتجنب إزعاجهم إلا للضرورة القصوى.
ممارسة النشاط البدني
يعاني الآباء في الألفية الثالثة من إدمان الأطفال على الأجهزة المحمولة والألعاب الخطرة وما تترتب عليه من تدمير لعقلهم بالإضافة لمخاطر الوقوع تحت طائلة النصب أو الاحتيال أو استغلال اللاعبين والتحرّش بهم أو تسريب بياناته الشخصية لأشخاص غرباء وغيرها من مخاطر.
لكن وجود حيوان أليف في المنزل يساعد الطفل على التحرك أكثر واللعب معه والجري وراءه أو تبادل الكرة، بالإضافة لإمكانية التنزّه معه حول المنزل وتحت مراقبة الأسرة.
تعلّم المهارات الاجتماعية
تعتبر الحيوانات الأليفة من أكثر الموضوعات الممتعة التي يرغب الجميع في التحدث بها حتى من لا يحبونها كثيرًا أو يخافون منها، فحركاتها ومداعباتها والمواقف التي تثيرها تُفجِّر الكثير من الأحاديث الشيِّقة بين أفراد العائلة، وفي حالة التنزّه بحيوان أليف فإنه يكون من وسائل كسر الجليد بين الأطفال وتكوين صداقاتٍ حقيقية، على عكس ما يعتقد البعض أنّها ستجعل الطفل انطوائيًا ومتوحدًا، بل سيجد أطفالًا يشبهونه ولهم اهتمامات مماثلة بدلًا من التورط في علاقات مفروضة عليه سواء في المدرسة أو النادي دون أن تكون مصدر أمانٍ فعلي له.
كيف يمكن للمعلم الاستفادة من تأثير الحيوانات الأليفة على تعليم الأطفال؟
وجود الحيوانات الأليفة في المنزل شيء منتشر بشدة حول العالم أيًا كان هذا الحيوان سواء قطة أو كلب أو حتى سلحفاة أو فأرًا صغيرًا، ولكن وجود مثل هذه الحيوانات في الفصل الدراسي أمرٌ شديد الندرة وقد يعتقد الكثيرون أنه سيكون سببًا في إلهاء الأطفال عن التعليم ولكن على العكس تمامًا، فيمكن للمعلم وفقًا لأحدث الدراسات أن ينجح في توصيل الكثير من المعلومات الدراسية والحياتية من خلال مراقبة الأطفال لكائن حي، ومن أهم هذه المميزات:
تطوير طرق جديدة في التعلم
فمثلًا في دروس الرياضيات فإن المقارنة بين أحجام وأوزان الحيوانات الأليفة تقرِّب المعلومات أكثر للطفل، وحتى في دروس العلوم، فإن صفاتها التشريحية وطريقة تناولها الطعام وعدد أرجلها وعيونها وطريقتها في الحركة سواءً السباحة أو الطيران أو الركض يساعد في توصيل المعلومات أكثر للطفل من ضرب أمثلة بعيدة عن ذهنه.
وحتى في الجغرافيا فإن الحديث عن المناطق التي تعيش فيها تلك الحيوانات وتأثّرها بالحرارة أو البرودة يعمل على ترسيخ المعلومات أكثر.
إثراء تجربة الفصل الدراسي
استعانة المعلم بحيوانٍ أليفٍ بعض الوقت في الفصل الدراسي تُثري التجربة للغاية فحتى الأطفال الذين لا تتوفر لهم فرصة تربية حيوان أليف في المنزل سيتعلمون الكثير من الأشياء مثل تعدد حاجات الحيوان وأنها أكثر من مجرد الطعام والماء، وسيرى تأثير سلوكه مباشرةً على الحيوان الأليف كما سيستمتع بالمراقبة وتسجيل الملاحظات، وهذا سيكون أفضل بكثير من مجرد شرحٍ نظري لأيّ قيمة في الحياة أو نظرية في العلوم.
الانتظام الدراسي
أثبتت التجارب العملية لوجود حيوانٍ أليف في الفصل الدراسي أو المدرسة أن نسبة الحضور أكثر بكثير من عدم وجوده، إذ يمثّل الحيوان الأليف عامل جذبٍ شديد القوّة للأطفال من أجل الاستمتاع بالدراسة وتطوير مهارات عمليّة واقعية بعيدًا عن المناهج الجامدة مما يحسّن من مستوى الأداء التعليمي بشكلٍ عام.
وفي النهاية فإنّه مما لا شكّ فيه أن تأثير تربية الحيوانات الأليفة إيجابي في العموم على شخصية الأطفال، كما يمكن من خلال سلوك الطفل مع الحيوان أن يتم تقييمه، فإذا كانت هناك حالة من الخوف الشديد أو ممارسة التعذيب أو العنف ضد الحيوان فهنا يتم الانتباه مبكرًا لهذا السلوك واتخاذ الإجراءات العلاجية قبل تفاقمه.
ولكن من الضروري للغاية عند تربية الأطفال للحيوانات الأليفة، الحفاظ على الرعاية الصحية للحيوان واعتباره فردًا من الأسرة وتوفير المكان المناسب له وفقًا لطبيعته حتى لا يتحوّل لمصدر إزعاج للأطفال.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.