أهم الفروق بين النظام الأمريكي والنظام البريطاني في الدراسة الجامعية
كثير من الطلاب يحلم بالدراسة في جامعات أمريكا أو بريطانيا، فدائمًا ما تحتل الجامعات في كلا البلدين المراكز الأولى في معظم التخصصات على مستوى العالم، وتُبين الإحصاءات أنّ أكثر من نصف أفضل 200 جامعة في العالم توجد في كلٍ من أمريكا وبريطانيا فقط، وقد يرجع ذلك لجودة التعليم في الجامعات، والإمكانيات التعليمية المتطورة، وخدمات البحث المُتقدمة، وثقافة البلدين الغنية التي تُحفز السعي للتعلّم والتثقيف.
وبالرغم من اشتراكهما في هذه الخصائص، فإنّ هُناك الكثير من الاختلافات بين كلا النظامين التعليميين في الجامعة، وكذلك طبيعة الحياة الطُلابية، وهو ما سنُناقشه في هذا المقال معروضًا في النقاط التالية …
مدة الدراسة
تختلف مُدة الدراسة في كلٍ من النظامين في البرامج المُختلفة، ففي برنامج البكالريوس تستمر الدراسة لمُدة 3 سنوات في بريطانيا بينما تستمر لمُدة 4 سنوات في أمريكا، وبالرغم من أنّه يُمكن التحاق الطُلاب ببرامج الدكتوراة مُباشرةً بعد الحصول على درجات البكالريوس، إلّا أنّه من الشائع بشكل أكبر في بريطانيا الالتحاق أولًا ببرامج الدراسات العُليا (Masters Programs)، ثُم الالتحاق ببرامج الدكتوراة (PhD)، وبالنسبة لمُدة البرامج الدراسية الأخرى، فبرامج الدراسات العليا تستمر في بريطانيا لعام واحد بينما تستمر في أمريكا لمدة عامين تقريبًا، أمّا الدكتوراة فتستمر في بريطانيا لمدة 3 سنوات بينما في أمريكا تستمر لمدة من 5-7 أعوام ورُبما أكثر، وقد يرجع السبب في قصر مُدة البرامج الدراسية في بريطانيا أنّ الجامعات توفّر برامج أكثر تخصصية ودقة.
توقيت بدء وانتهاء الفصول الدراسية
بينما تبدأ مُعظم الجامعات الأمريكية عامها الدراسي في منتصف أغسطس، ثم يحصل الطلاب على إجازة في منتصف العام تبدأ من من منتصف ديسمبر حتى أول أو منتصف يناير، وبعد ذلك يُكملون عامهم الدراسي حتى مايو أو يونيو، تبدأ الجامعات في بريطانيا العام الدراسي في سبتمبر ورُبما في أكتوبر، وينتهي العام الدراسي في مايو أو يونيو، ففي المُجمل تكون مُدة العام الدراسي في جامعات برطانيا أكثر من جامعات أمريكا، فمُدة الإجازات خلال العام في نظام أمريكا تكون أطول، ومع ذلك فإنّ العام الدراسي في جامعات بريطانيا في الأغلب لا يسير حسب توقيت موحد، فإذا اخترت أن تدرس في بريطانيا فغالبًا ما ستجد جدولًا دراسيًا يختلف بعض الشيء في جامعتك.
نظام تقييم الدرجات
يختلف نظام توزيع الدرجات في النظام الأمريكي عن النظام البريطاني، ففي أمريكا تعتمد البرامج الدراسية طوال العام على قيام الطالب بتقديم واجبات وتكليفات مثل: (Essay writing projects)، وكذلك تقديم بعض الأوراق البحثية، والقيام بتقديم أفكاره من خلال ال (Presentations)، أمّا في بريطانيا فالبرامج الدراسية تعتمد بشكل أكثر على تلقي الطالب المُحاضرات الدراسية، فقلما يُلزَم الطُلاب بالتكليفات وإذا تم تكليفهم، فليس من الضروري أن يُراجِعها الأُستاذ ويقوم بتصحيحها. لذلك، فإنّ عملية التعلّم تعتمد بشكل كبير على الطالب في النظام البريطاني أكثر من النظام الأمريكي، الذي تقع فيه مسؤولية التعلّم ليس فقط على الطالب بل على الأُستاذ أيضًا.
وهو ما يجعل الدرجة النهائية التي يحصل عليها الطالب في نهاية برنامجه الدراسي في النظام البريطاني تعتمد بشكل أساسي على اختبار نهاية العام، بينما الدرجة التي يحصل عليها الطالب في النظام الأمريكي تعتمد على أدائِه الأكاديمي طول العام، ودرجات الواجبات والتكليفات بجانب اختبار نهاية العام.
تكاليف الدراسة
تأتي هنا المُشكلة الكبرى التي يواجهها مُعظم الطلاب الذين يرغبون في الدراسة في كلٍ من أمريكا و بريطانيا، وهي ارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات بشكل كبير، فأغلب الطُلاب لا يستطيعون تحمل المصاريف الدراسية خاصةً الطُلاب الدوليين، وبالرغم من ارتفاع مصاريف الجامعات في كلٍ من البلدين، إلّا أنّ تكاليف الدراسة بجامعات بريطانيا أقل من تكاليف جامعات أمريكا، ففي بريطانيا تم فرض قانون مُلزِم للجامعات عام 2012 مضمونه أنّ الحد الأقصى للمصروفات الدراسية في العام 9000 جنيه إسترليني، وهو ما يُعادل 14.300 دولار، ولكن ينطبق هذا على المواطن الإنجليزي، أمّا الطُلاب القادمون من بلاد أخرى ترتفع تكاليف دراستهم عن ذلك قد يكون الحد الأقصى لها 20000 جنيه إسترليني، فالحكومة الإنجليزية تضع حدًا لتكاليف الدراسة في الجامعات، ثُم تُترك للكليات والجامعات الحرية في تحديد مقدار المصروفات في هذا النطاق الذي يفرضه القانون.
أمّا في أمريكا فالحكومة لا تتحكم في المصروفات الدراسية التي تقوم الجامعات بوضعها، وتنقسم الجامعات إلى جامعات حكومية وهي ما تُسمى بال (Public state universities) مثل: جامعات UC Berkeley و UC San Diego، وجامعات خاصة وهي ما تُسمى بال(Private universities) مثل: جامعات Stanford و Harvard، وهي في الأغلب تكون تكاليف دراستها أكثر ارتفاعًا، وتختلف المصروفات الدراسية في أمريكا حسب المعهد أو الجامعة. فعلى سبيل المثال، مُعدل المصروفات الدراسية في معهد تابع للولاية أو معهد عام يكون حوالي 3000$ في العام، بينما يكون مُعدل المصروفات في معهد غير تابع للولاية أو معهد خاص حوالي 29,000$ في العام، وقد يصل إلى 50,000$ في العام، وهو ما يعزز فكرة عدم وجود مقدار مُعين تترواح فيه تكاليف الدراسة، فكل جامعة تختلف عن الأخرى بشكل كبير.
ولمُساعدة الطُلاب وتحفيزهم على الدراسة، تقوم الحكومة في كل من البلدين بتقديم القروض الطلابية التي تسمح للطُلاب بإتمام دراستهم، وكذلك تُقدِم الحكومات والجامعات وبعض الجهات الأخرى كثير من أشكال الدعم المادي للطُلاب كالمنح الكلية، أو الجزئية التي يُقدمونها للطُلاب المتفوقين أكاديميًا، أو فنيًا، أو رياضيًا.
يُمكنك زيارة هذا الرابط للتعرّف على كيفية تمويل دراستك في أمريكا، وكذلك هذا الرابط للتعرّف على كيفية تمويل دراستك ببريطانيا.
الإقامة
توفرّ الجامعات في كلٍ من البلدين أماكن لإقامة الطُلاب بداخل الجامعة، وبالرغم من تشابههما إلى حدٍ كبير، فلازال هُناك بعض الاختلافات، ففي بريطانيا حصول الطالب على غرفة يسكن بها وحده يُعتبر أمرًا طبيعيًا، بينما في أمريكا يكون الاحتمال الأكبر أن تُشارك غرفتك مع أحد الطلاب أو أكثر، ومع ذلك فإنّ الطلاب في أمريكا بعد السنة الأولى لديهم اختيار السكن خارج الجامعة في مكان خاص بهم. كذلك، في جامعات بريطانيا يعتمد الطُلاب على أنفسهم في خدمات الأكل والتغذية، بينما تُقدم أماكن سكن الطُلاب في جامعات أمريكا خدمات متنوعة للوجبات الغذائية، وما يختلف بشكل واضح توفّر خدمة التنظيف التي تقوم بها الخادمات في السكن، والتي توجد في بريطانيا، ولكن يدفع الطُلاب في مُقابل الحصول عليها.
طبيعة البرامج الدراسية
تختلف طبيعة ما تُقدِمه البرامج الدراسية في كل بلد، فطبيعة البرامج الدراسية في جامعات أمريكا أنّها تكون أكثر سعةً وتنوعًا في الوقت الذي تتسم فيه البرامج الدراسية في جامعات بريطانيا أنّها أكثر تخصصًا وعمقًا، ففي بريطانيا لا يدرس الطُلاب موادًا تبعد قليلًا عن تخصصهم. لذلك، يجب أن يكون الطالب قادرًا على تحديد التخصص الذي يريد دراسته قبل بدء الدراسة، كما أنّه لا يستطيع تغيير التخصص الذي قام باختياره في نصف العام، أو بعد بدء دراسته.
على العكس، فإنّ البرامج الدراسية في أمريكا تسمح ببعض المرونة والسعة في الاختيار، فطالب البكالريوس يقوم باختيار تخصصه بعد العام الثاني من الجامعة، وهو ما يسمح ببعض الاستكشاف لتفضيلاته، كما أنّه يُمكنه تغيير هذا التخصص بعد اختياره إذا غيّر رأيه، وهو ما يفعله مُعظم الطُلاب، فلقد قُدر بأنّ حوالي 80% من الطُلاب يقومون بتغيير تخصصهم بعد اختياره، والبدء في دراسته.
لذلك، إذا كنت قادرًا على حسم التخصص الذي تُريد دراسته، فقد تكون الجامعات البريطانية هي البيئة المُناسبة لك، أمّا إذا كنت تشعر ببعض التردد والحيرة تجاه ما ترغب في دراسته، أو كنت تُريد دراسة تخصصك بشكل عام و واسع، فقد تكون الجامعات الأمريكية الأفضل لك.
فرص العمل
يسعى كثير من الطُلاب إلى البحث عن فرصة عمل أثناء الدراسة للقُدرة على تحمُل تكاليف الدراسة والمعيشة والإقامة، وبالنسبة لكلا البلدين فإنّ كل منهما يضع قوانين تُنظم عدد ساعات العمل المسموحة للطالب أثناء دراسته سواءً داخل الجامعة أم خارجها، والتي تكون حولي 20 ساعة في الأسبوع أثناء الدراسة، أمّا في العطلات فيُمكنه العمل بدوام كامل.
وفي بريطانيا يُمكن للطالب الاستفادة من اختيار برامج البكالريوس، التي تمنحك فرصة اكتساب الخبرة العملية عن طريق العمل في أحد الأماكن المُتخصصة، والمُتعلِقة بدراستك لمُدة عام، وبالتالي تكون مُدة هذه البرامج 4 سنوات بدلًا من 3 سنوات، ويُسمح الالتحاق بهذه البرامج، والالتحاق بفرصة العمل للطُلاب الذين يمتلكون فيزا الطالب (student visa).
أمّا في أمريكا فيُمكنك الاستفادة بما يُسمى (Optional Practical Training)، وهو ما يُعطيك الفرصة إذا كنت طالبًا في أحد برامج البكالريوس أن تعمل لمُدة عام على فيزا الطالب (F-1)، وبعد انتهاء هذه المُدة يجب عليك إمّا استكمال دراستك في حال أنّك لم تنتهِ من دراستك، أو العودة مرة أخرى لبلدك، إلّا إذا استطعت الحصول على فيزا العمل.
وبشكل عام يُعتبر الحصول على فرصة عمل في كلٍ من البلدين بعد التخرج ليس بالأمر اليسير، فبالرغم من محاولة الجامعات لمساعدة الطلاب للحصول على فرص عمل، إلّا أنّ الأوضاع السياسية والاقتصادية المُحتدِمة قد تُصعِّب عملية الحصول على فرصة عمل.
عملية الالتحاق والقبول بالجامعة
تُعتبر هذه الخطوة من أهم الخطوات التي يجب التحضير لها جيدًا إذا كنت تسعى للحصول على قبول أحد الجامعات، وبشكل ملحوظ تختلف شروط الالتحاق في جامعات بريطانيا عن جامعات أمريكا، ففي بريطانيا تهتم الجامعات بالأداء الأكاديمي والدرجات التي حصل عليها الطالب في السنة الأخيرة في دراسته، فالمستوى الأكاديمي من أهم العوامل التي يعتمد عليها مكتب القبول لتقييم الطالب.
أمّا في أمريكا فتتعدد شروط الالتحاق، ومن ضمنها الاختبارات الموضوعة لتقييم الطالب كال(SAT) أو (ACT) لطُلاب البكالريوس، و ال(GRE) أو ال(GMAT) لطُلاب الدراسات العُليا والدكتوراة. هذا بجانب اختبارات تقييم اللغة كال(IELTS) أو ال(TOEFL) والتي تكون مطلوبةً في كلٍ من البلدين، ويعتمد مكتب القبول على كل الأوراق المُقدمة من الطالب لتقييمه، فينظر نظرةً شاملةً على كلٍ من المستوى الأكاديمي، ونتائج الاختبارات المطلوبة، وجوابات التوصية بجانب خطابات الغرض من الدراسة، أو الخطابات الشخصية.
وفي النهاية يتميز نظام الدراسة في كلٍ من بريطانيا و أمريكا بالجودة، ومع ذلك يختلف كل نظام عن الآخر في بعض الأشياء، ويمتلك كل نظام مميزاته وعيوبه، ولأنّ كل منا له مُتطلباته وظروفه فسوف يجد أحدهما أنسب له من الآخر بعد معرفة الاختلافات التي ذكرناها لكم في هذا المقال.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.