ما هي المهارات التي تحتاج إليها في التعلّم الذاتي؟
5 د
التعلّم الذاتي في الوقت الحالي من أهم المهارات التي يسعى العديد من الناس إلى اكتسابها في حياتهم، فمع العديد من المصادر المتاحة للتعلّم في الوقت الحالي، أصبحت فرص التعلّم كبيرة جدًا. لكن دائمًا ما تواجهنا العديد من المشاكل أثناء محاولات التعلّم الذاتي، وبالنظر في المجتمع الموجود من حولنا، فإنّنا نكتشف دائمًا أنّ هناك فارق بين كل شخص والآخر في النتائج التي يحصل عليها، ونتساءل حول السبب في ذلك.
واحدة من أهم الأسباب هي أنّنا يجب أن ندرك بأنّ التعلم الذاتي مهارة مركبة، تتكون من مجموعة من المهارات الأخرى، والتي يجب الجمع بينها لإتقان مهارة التعلّم الذاتي، وهذا ما يصنع الفارق بين شخص وآخر في محاولات التعلّم غالبًا. لذلك في هذا المقال سوف نتحدث عن مهارات التعلّم الذاتي.
مهارة التخطيط
في الواقع فإنّ وجود الخطة في أي شيء في حياة الإنسان هو شيء مطلوب دائمًا؛ لأنّ الخطة هي البوصلة التي يتحرك بها الإنسان ناحية أهدافه.
وفي حالة غياب الخطة فإنّه قد يشعر بالضياع الشديد، أو قد تصبح كل محاولاته بلا جدوى في النهاية؛ لأنّه ببساطة لا يعرف ما الذي يريده أو يسعى إلى تحقيقه.
وفي التعلّم الذاتي فإنّ وجود الخطة بأهداف واقعية وحقيقية، فإنّه يسهل على الإنسان الوصول إلى ما يريد في نهاية عملية التعلّم، لا سيما وأنّه لا يكون هناك متابعة من معلم أو إشراف مباشر، فيكون الإنسان هو رقيب ذاته، ومن ثم يحتاج إلى الدقة في التخطيط لتعلّمه.
مهارة البحث
من الأشياء الضرورية دائمًا في التعلّم الذاتي، هي قدرتنا على الوصول إلى المصادر الصحيحة للتعلّم، وبالتالي نحتاج دائمًا إلى إتقان هذه المهارة.
- توفير للوقت: كلما زادت قدرتك على البحث، ستدرك كم الوقت الذي أمكنك توفيره والاستفادة منه في أشياءٍ أخرى.
- الوصول إلى أفضل المصادر التي تناسبك: توجد العديد من المصادر، وقد يكون جزء كبير منها صحيح جدًا، لكن كيف تختار المصدر الذي يناسبك؟ من خلال مهارة البحث سيكون بإمكانك الوصول إلى مصادر متعددة، وبالتالي تختار ما يناسبك بدقة، فكلما تعددت الاختيارات، كلما زادت مساحة الاختيار الدقيقة.
لتتعلم كيف يمكنك إتقان مهارة البحث، يمكنك أن تقرأ هذا المقال على موقعنا:
كيف تتعلم البحث بطريقة فعّالة عبر محركات البحث المختلفة الموجودة على الإنترنت؟ موقع جوجل نموذجًا
مهارة التفكير النقدي
هناك مثل يقول: لو كنت ستصدق كل ما تقرأ، إذًا توقف عن القراءة.
ويبقى السؤال دائمًا: كيف يمكنني فعلًا فحص المعلومات التي أقرأها؟ بحيث لا أقع في فخ تصديق كل ما أقرأه من الوهلة الأولى.
من هنا تظهر مهارة التفكير النقدي، والتي أعتبرها من أهم المهارات في التعلّم الذاتي، وكلما زادت صعوبة موضوع التعلّم، كلما أصبح الشخص في حاجة أكثر إلى مهارة التفكير النقدي.
التفكير النقدي يعني أن تلعب دور المتعلم النشط، الذي يقرأ في المعلومات ويبحث فيها محاولًا الوصول إلى أفضل تصور ممكن عن الصواب، وبالتالي فإنّ المتعلم لا يصدق كل ما يقرأه من المرة الأولى، لكنه يعتمد دائمًا على الفحص الدقيق لهذه المعلومات.
توجد منهجيات مختلفة للتفكير النقدي، تتفق أغلبها في المبدأ الرئيسي الذي يؤكد على عدم اتّخاذ موقف مسبق مما يقرأه الإنسان، لكنه يبحث من أجل اتّخاذ هذا الموقف لاحقًا، فلا يصدق ما يقرأ لمجرد ثقته في الشخص الذي يكتب، ولا يرفض شيئًا معينًا لأنّه لا يحب كاتبه. بل إنّه يعتمد دائمًا على المنطق العقلي في تحليل ونقد المعلومات.
مهارة التدوين والتسجيل
في كل مرة أكتب شيئًا عن التعلّم الذاتي، فإنّني أؤكد بأنّه ينبغي على الإنسان أن يحمل معه وسيلة للتدوين، لأنّها تساعده في عملية التعلّم بشكل دقيق جدًا.
والتدوين في التعلّم الذاتي ينقسم إلى عدة أجزاء:
- كتابة خطة التعلّم؛ حتى يمكن للمتعلم أن يرجع إليها مع الوقت.
- كتابة المعلومات والأفكار الهامة التي يراها المتعلم، وهذه تُكتب دون أي تعديل أو إضافة.
- كتابة ملخص تجربة التعلّم بعد الانتهاء منه، وهنا يترك المجال لنفسه ليسجل كل ما يدور في ذهنه.
- كتابة الأشياء التي يحتاج إلى التأكد منها بعد الانتهاء من عملية التعلّم.
- تقييم عملية التعلّم.
مهارة التقييم
مهارة التقييم تأتي في مقدمة المهارات التي يحتاج إليها الإنسان في حياته دائمًا، لذلك في أي تدريب أشارك فيه أقول للمتدربين بأنّ مهارة التقييم من المهارات الرئيسية في التعلّم، ليس فقط في التعلّم الذاتي، لكن أيضًا في كل شيء آخر، لكن في ماذا نحتاج إلى التقييم؟
- في بداية عملية التعلّم لنحدد ما هو المستوى الذي نملكه من المعرفة حاليًا عن موضوع التعلّم.
- تحديد احتياج التعلّم بالضبط.
- تقييم مدى الاستفادة بعد الانتهاء من عملية التعلّم.
- تحديد المواضيع الراغب تعلّمها لاحقًا.
من هذه النقاط ندرك كيف أنّ مهارة التقييم، هي الوسيلة التي يمكننا من خلالها معرفة ذاتنا الحقيقية، وكيف يمكننا أن نعمل على تطويرها للأفضل، وهذا ما يجعلها خير ختام لمهارات التعلّم الذاتي.
لمعرفة كيف يمكنك تقييم الدورات التعليمية بعد الانتهاء منها، باعتبار أنّ التعلم على الإنترنت من أقوى الأمثلة على التعلّم الذاتي، يمكنك قراءة هذا المقال:
كيف تقيّم مدى استفادتك من الدورة التعليمية على الإنترنت عند نهايتها؟
كيف يمكن توظيف كل هذه المهارات معًا؟
السؤال الذي يطرح نفسه حاليًا، كيف يمكن توظيف كل هذه المهارات معًا للوصول لأفضل استفادة ممكنة؟ سأخبرك بذلك في خطوات سهلة وبسيطة.
- استخدم مهارة التقييم في البداية لمعرفة ما تريده.
- استخدم مهارة التخطيط في تنظيم عملية التعلّم.
- استخدم مهارة التدوين في كتابة خطتك.
- استخدم مهارة البحث في اختيار مصدر التعلّم المناسب.
- استخدم مهارة التفكير النقدي في تحليل ونقد المصادر.
- استخدم مهارة التفكير النقدي في تحليل ونقد المعلومات، وذلك بعد البدء في عملية التعلّم.
- استخدم مهارة التدوين في تسجيل المعلومات الهامة، والأفكار التي تعلمتها، وتجربة التعلّم الخاصة بك.
- استخدم مهارة التقييم في تحديد مدى استفادتك مما تعلّمته.
- استخدم مهارة التخطيط في تحديد الخطوات المستقبلية.
- استخدم مهارة التدوين في كتابة خطتك الجديدة.
كما ترى، فإنّ تطبيق هذه الخطوات يصحبك في رحلتك للتعلّم من الخطوة الأولى وقرار التعلّم ذاته، وحتى الخطوة الأخيرة، والتي بدورها تسلمك للبدء في رحلة جديدة.
دعني أخبرك في ختام المقال بأنّك قد لا تملك كل المهارات في وقت واحد، وقد تملكهم لكن دون تمكن، وهذا ليس عيبًا على الإطلاق؛ لأنّ المهارة هي شيء يمكنك العمل على اكتسابه مع الوقت، المهم أن يكون لديك القدرة دائمًا على إدراك مستواك الحالي؛ لأنّ هذا ما سوف يساعدك في التعلّم.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.