كيف تتعلم البحث بطريقة فعّالة عبر محركات البحث المختلفة الموجودة على الإنترنت؟ موقع جوجل نموذجًا

إتمام عملية البحث عبر المحركات المختلفة الموجودة على الإنترنت شيء يحتاج إلى مهارة كبيرة، فكم من أشخاصٍ يقضون وقتهم بحثًا عن معلومة معينة لا يمكنهم الحصول عليها، على عكس آخرين يمكنهم إتمام عملية البحث بسهولة شديدة؛ لأنّ الأمر يعتمد على مهارة الشخص الثاني، وأيضًا قدرته على فهم كيفية التعامل مع محركات البحث بالشكل الصحيح. في هذا المقال، سوف نتحدث عن أبسط الأشياء التي يمكنها أن تساعدك في التعامل مع محركات البحث.

قديمًا كنت أحتاج إلى عمل بحث من أجل معرفة مخرج عمل سينمائي معين، وجدتني أكتب في محرك جوجل للبحث “من هو مخرج فيلم كذا الذي تم تأليفه عام 19** وتم عرضه في العام التالي؟”.

ماذا تعتقد كانت النتيجة؟ للأسف لم يقدم لي موقع جوجل أي إجابة عما أريده، وظلت النتائج التي تُقدم على الموقع تظهر، دون أي نتيجة مفيدة بالنسبة لي، حتى أنّني ظننت بأنّه لا يوجد عمل بهذا الاسم، أو حتى مع وجوده فإنّه عمل بلا مخرج.

وعرفت بعد ذلك أن ما حدث كان سببه أنّني قمت بالبحث اعتمادًا على كتابة الجملة كاملة، وهو شيء خاطئ؛ لأنّ محرك البحث يقدم لي نتائج عن كل كلمة بمفردها لا عن الجملة كاملة.

لكن ماذا إن أردت في أحد المرات أن تقوم بعمل بحث على جملة كاملة، مثلًا كرغبتك في معرفة صاحب اقتباس معين.

في هذه الحالة يمكنك أن تقوم بكتابة الجملة، وتضعها بين قوسي التنصيص “”، وقتها سيقدم لك جوجل كل النتائج التي تريدها.

إذًا نعود مرة أخرى إلى رغبتي في معرفة مخرج العمل السينمائي، لاحقًا عرفت الطريقة المثالية لذلك، وهي أن أقوم بكتابة اسم العمل في خانة البحث، لأجد نتائج متعددة تبدأ في الظهور لي، تقدم الإجابة عن سؤالي.

ما فعلته هنا هو أنّني قمت بتخفيض عدد كلمات البحث إلى كلمتين فقط، وهو ما يمكننا أن نعتبره عمل البحث باستخدام الكلمات المفتاحية.

يمكننا أن نحدد تعريف الكلمة المفتاحية هنا، على أنّها مجموعة الكلمات الأكثر أهمية في الموضوع الذي أبحث عنه، وبالتالي فإنّ البحث باستخدام هذه الكلمات من المتوقع أن يأتي بثماره.

لذلك دائمًا اختر كلمات مفتاحية معينة، تتكون مثلًا من كلمتين إلى أربع كلمات، طبقًا للموضوع الذي تقوم بالبحث فيه.

الأمر لا يتعلق فقط بأن تقوم بعمل بحث باستخدام كلمات قليلة؛ لأنّه حتى مع فعلك لهذا الأمر، قد لا تحقق النتائج التي ترغب بها، وتتساءل عن السبب في داخلك.

حسنًا، الأمر يعتمد أيضًا عى استخدامك لكلمات تتوافق مع مواقع الإنترنت، فكما يوضح لنا موقع جوجل أنّ البحث باستخدام كلمتي “رأسي يؤلمني” يخرج لنا نتائج أقل في الدقة من استخدام كلمة “صداع” والتي تضمن لنا أفضل النتائج.

لأنّ المواقع الإلكترونية الطبية تستخدم لفظ “الصداع” في مواضيعها، وبالتالي احتمالية التطابق بين بحثك وبين النتائج المرغوبة أكبر.

ينطبق هذا الأمر على كل أنواع المواضيع التي تبحث فيها، بحيث تجمع هنا بين مبدأ الكلمة المفتاحية، وأن تكون هي الكلمة المتوافقة مع مواقع الإنترنت بالفعل.

في حالة كنت تبحث عن ملف معين، فإنّ كتابتك ذلك في خانة البحث يسهل لك الوصول إلى الملف، في حالة وجوده على مواقع الإنترنت.

وهذا لا يعني أنّك لن تصل إلى الملف الذي تريده إن لم تكتب نوعه، فمن المحتمل أن يخرج لك ما تريد ضمن النتائج، لكن عندما تكتب نوع الملف، فإنّ البحث يركز فقط على النتائج التي تتضمن وجود لنوع الملف الذي تبحث عنه، مما يعني احتمالية وجود نتائج أكثر وبدقة عالية.

كل ما عليك فعله هو كتابة (filetype:) وبعد النقطتين تقوم بوضع اختصار الملف الذي يتكون من ثلاثة أحرف، مثل: PDF.

مثلما تحدثنا في الخطوة الماضية، يمكنك كذلك أن تقوم بعمل بحث عبر مواقع معينة، لا سيما عند احتياجك لعمل بحث في موضوع محدد تعرف أنّ أفضل النتائج موجودة على موقع بعينه. أو معرفتك بأنّ هناك موقع موثوق منه ويمكنك الاعتماد عليه كمصدر للبحث، بعكس مواقع أخرى كثيرة على الإنترنت لا يمكن الوثوق بها.

كل ما عليك فعله هو كتابة (site:) ثم بعد ذلك اسم الموقع الذي تريد البحث من خلاله، لتظهر لك كل النتائج الموجودة على هذا الموقع المرتبطة بما تبحث عنه.

كل ما ذكرته في الخطوات الماضية في المقال، هي تلك الأشياء البسيطة التي نحتاج إليها جميعنا للقيام بالبحث على الإنترنت، لا سيما مع قيامنا بعمليات البحث بشكل يومي تقريبًا.

لكن ماذا بعد الحصول على النتائج؟ ماذا نفعل بها؟ هنا أحب أن أشير إلى بعض السلوكيات والمهارات الحياتية الأخرى، والتي تساعدنا على تحقيق أفضل استفادة من البحث.

الملاحظة: يجب أن تكون قادرًا على ملاحظة النتائج التي تحصل عليها، بحيث تتمكن من تحديد ما يفيدك فعلًا أو لا، وتقوم بعمل تصفية للنتائج.

التحليل: بناءً على التصفية، فإنّه عليك أن تحلل النتائج التي حصلت عليها، لتحدد جوانب الاستفادة بالضبط، ولا مانع بالطبع أن تجمع بين المصادر المختلفة.

التسجيل: بعد عملية الملاحظة والتحليل، عليك أن تملك القدرة على تسجيل الناتج النهائي الذي حصلت عليه، بحيث يمكنك الاستفادة منه طوال الوقت، لا في هذه المرة فقط.

الصبر: البحث يحتاج إلى صبر كبير جدًا، حتى يمكنك أن تحصل على ما تريد، فإن لم تكن صبورًا، سوف ترضى بأول نتيجة تجدها، وهو ما قد يضيّع عليك الوصول إلى نتائج أفضل.

مع هذه الخطوات المذكورة في المقال، ومحاولتك اكتساب المهارات الحياتية التي ذكرناها في النهاية، يمكنك أن تضمن لنفسك القيام بالبحث بطريقة فعّالة، ودون أي مشكلة، وكل ما عليك فعله الآن هو أن تبدأ في التجربة.