كيف تتعامل مع الشعور بالملل أثناء المذاكرة ؟
6 د
لا يمكن لأحدنا أن ينكر أنّ أغلبنا يعاني من هذه المشكلة أثناء الدراسة، حيث الشعور بالملل وعدم القدرة على المتابعة واستكمال الدراسة. لكن نحن لا نملك القدرة دائمًا للتوقف عن الدراسة وممارسة أي نشاط آخر للشعور بالرفاهية، لا سيما في الأوقات التي تعني اقتراب الامتحانات، والتي نجد أنفسنا مجبرين فيها على الدراسة تحت أي ظرف.
في الواقع المسألة بأكملها تتعلق بالرغبة الداخلية، حيث ندرك بأنّ الاختيارات الأخرى المتاحة لنا أفضل كثيرًا من الدراسة، كتصفح الفيسبوك مثلًا أو مشاهدة أحد الأفلام، والتي نجد فيها من المتعة ما لا نجده في الدراسة.
لذلك في هذا المقال سنتوقف قليلًا عند هذه المشكلة، ونفكر سويًا في كيفية التعامل مع الشعور بالملل أثناء المذاكرة.
إيجاد الهدف من المذاكرة
دعونا نتفق في البداية أنّ من أقوى الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالملل، هو أنّه لا يوجد لدينا هدف من الدراسة نسعى للوصول إليه، وبالتالي فإنّنا نتعامل مع الأمر على أنّه واجب مفروض علينا تأديته، ولذلك علينا أن نبدأ في التغلب على هذا الشعور.
لا يعني ذلك أن تخدع نفسك وتحاول إقناعها بغير الحقيقة؛ لأنّ النتيجة معروفة من الآن. لكن يمكننا أن نفكر في الهدف الحقيقي، حتى إن كان هذا الهدف هو التخلص من عبء الامتحانات، بحيث لأنّه لو حصل ورسبت في المادة، فإنّك سوف تضطر إلى إعادة الامتحان مرة أخرى، وهو شيء لا نرغب به أبدًا، بالتالي وفي أسوأ الأحوال، فكّر في نفسك وعدم إحراجها أمام عائلتك وزملائك.
أو مثلًا مجرد تفكيرك في أنّ الدراسة – مع كرهك لها – قد تصل بك إلى ما تحلم به في المستقبل، هو شيء رائع جدًا لك، وقد يجعلك تفكر في أنّ الملل قابل للتحمل، ومحاولة إبعاده لا بدّ منها في بعض الأحيان. ضع هدفك – مهما كان تافهًا – نصب عينيك وابدأ.
بيئة المذاكرة
وحتى تبعد الملل عنك بأفضل شكل ممكن، فعليك أن تفكر في كيفية تهيئة بيئة المذاكرة الجيدة لك.
- حدّد لنفسك مواعيد ثابتة قدر الإمكان للدراسة حتى تعتاد على هذا النشاط، واحرص على أن تكون هذه المواعيد بعيدة عن أوقات النوم.
- جهّز مكان الجلوس بحيث يكون بعيدًا عن أيٍ من المشتتات، كالضوضاء أو التلفاز أو النقاشات الأسرية المعتادة، ويكون في إمكانك التركيز على ما تدرسه.
- تأكد من ضبط إضاءة الغرفة بحيث تمنحك الشعور بالراحة، لكن لا يجب أن يرتقي هذا الشعور ليصل مرحلة الاسترخاء، فتقودك إلى النوم.
- تأكد من إبعاد المشتتات الداخلية، مثل الشعور بالجوع، من خلال تناول الطعام قبل البدء في المذاكرة. وأبعد هاتفك عنك تمامًا في وقت المذاكرة، لأنه إدمان، وستضعف وتمسكه بلا وعي إذا كان أمامك.
- لا بأس بتغيير ديكور غرفة دراستك بين فترة وأخرى، فهذا سيجعلك ترتاح نفسيًا صدقني، من خلال تغيير مكان كل شيء، لتشعر وكأنك في غرفة أخرى تمامًا. بالنسبة للبعض، قد يفضلون تغيير مكان الدراسة أصلًا، لا بأس ولكن المهم أن يوفّر شروط الراحة سالفة الذكر.
الخطة الجيدة لدراسة المواد
من الأشياء التي تسبب الملل، المواد الدراسية التي نحن بصدد التعامل معها في جميع مراحل الدراسة، ولذلك عليك أن تقوم بتقسيم هذه المواد من ناحية درجة حبك لها، ومن ناحية الصعوبة.
بعد ذلك يمكنك أن تصنع مزيجًا من الاثنين، بحيث تبدأ بمادة تحبها، ومن ثم تنتقل إلى مادة لا تحبها، فيكون لديك الدافع للدراسة. أمّا إن وضعت جدول المذاكرة بشكل خاطئ، فإنّ النتيجة المتوقعة هي الملل. لذلك اهتم بأن تضع خطة جيدة لدراسة المواد قبل أن تبدأ، بحيث تتوقع المشكلة مبكرًا وتتغلب عليها، وتنجح في توفير الوقت، وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة من المذاكرة بعيدًا عن الملل.
تنوع طرق المذاكرة
الشعور بالاعتياد على فعل شيء معين يمكن أن يقودك إلى الملل سريعًا، فالروتين ممل في كل الأحوال، وبالتالي تحتاج إلى التغلب على هذا الشعور أثناء الدراسة. الطريقة الأفضل في هذه الحالة هي استخدامك لطرق متنوعة في الدراسة.
مثلًا يمكنك أن تلجأ إلى استخدام الكتابة في الدراسة، كأن تبدأ في كتابة الأسئلة حول الدرس والإجابة عليها، وكذلك استخدام أنواع القراءة المختلفة سواءً القراءة الجهرية أو القراءة الصامتة. وأيضًا يمكنك أن تطلب مساعدة إخوتك في المنزل، بحيث تطرح عليهم ما تذاكره، أو يمكنك القيام بشرح ما تدرسه لزملائك؛ لأنّك ستركز أكثر على نقل المعلومة لهم، وبالتالي يكون لديك هدف محدد في هذه الحالة تسعى إلى الوصول إليه.
كما أنّ تنوع الطرق يمكنه أن يشمل الوسائل التي تستخدمها في الدراسة، مثل استخدامك للألوان المختلفة وأقلام التحديد؛ لأنّها تمنحك شعورًا جميلًا بالراحة، كما أنّها تساعدك في المذاكرة.
توزيع الراحة على اليوم بأكمله
الدراسة بشكل متواصل ومستمر طوال اليوم، حتى لو كنت تدرس ما تحب ولديك غرض قوي تسعى إلى بلوغه، فإنّها قد تودي بك إلى الشعور بالملل بسهولة. لذلك لا بد وأن يكون لديك جانب من الراحة في اليوم، تمارس فيه الأشياء التي تحبها، وتحرص دائمًا على الاستمتاع بهذا الوقت بكل الصور الممكنة. يمكنك أن تجعل من بلوغ وقت الراحة هدفًا بالنسبة لنفسك، كأنّها مكافأة لك في حالة أنهيت المذاكرة المطلوبة منك.
يمكنك أيضًا عمل جدول زمني أسبوعي أو شهري أو سنوي.. لتقسيم أوقات يومك جميعها، أوقات للمذاكرة وأوقات للنشاطات وغيرها، اهتم بتنسيق الجدول وأرفقه ببعض الألوان. سيجعلك الجدول تنتظم جيدًا من جهة، ومن جهة أخرى لن تظلم نفسك، وأهم ما في الأمر أنك ستبعد الملل نهائيًا.
كافئ نفسك دائمًا!
وبما أننا تطرّقنا في الفقرة السابقة إلى المكافأة، فأقول لك كافئ نفسك دائمًا، أي يمكنك تحديد وقت للدراسة وأن تفكر في نفسك أنك عندما تنجز ما عليك من مذاكرة خلال هذا الوقت، ستزور صديقك المقرّب، أو ستذهب وتشتري لنفسك علبة شوكولا أو هدية أيًا كانت. أو مثلًا أن تتفق مع نفسك إذا أنجزت جدولك الزمني الشهري بانتظام، ستذهب مع أصدقائك في رحلة قصيرة.. كل ما سبق هو حافز للدراسة وإبعاد الملل.
المذاكرة في مجموعة
من الطرق التي تساعد في التغلب على الملل هي الدراسة في وسط مجموعة من الأصدقاء؛ لأنّها تمنحك شعورًا مختلفًا من التغيير بعيدًا عن المذاكرة بمفردك. ولكن الدراسة في مجموعة تحتاج إلى وجود مجموعة من القواعد التي تحكم الأمر، حتى تتأكد من أنّكم لن تبتعدوا عن هدف الدراسة المطلوب منكم، ولكن لا مانع من التوقف أحيانًا لتبادل الحديث؛ لأن ذلك يؤدي إلى الشعور بالطاقة من جديد، ومن ثم استكمال الدراسة.
استمع إلى بعض الموسيقا المفضلة لديك
إذا كنت من محبي الاستماع إلى الموسيقا بشكل عام، فبإمكانك استغلال هذه الميزة في الدراسة. ضع سماعات الأذن خاصتك، وشغّل موسيقيا تحفيزية أو هادئة أو غيرها، المهم موسيقا تحبها أنت، وابدأ الدراسة. لا يمكن للموسيقا تشتيتك، قد تمرّ أغنية أو اثنتين أو أكثر، ولن تشعر فيها، فالموسيقا ستعمل على فصلك عمّن حولك، ومن جهة أخرى، عندما تنتهي من فقرة م
ا أثناء الدرس، ستجد صوتًا جميلًا يدندن في أذنك، سترقص قليلًا أو تبدأ في الغناء مع الأغنية، وسترتاح نفسيًا، ثم تكمل دراسة بعيدًا عن الملل.
تذكر دائمًا أنّ الشعور بالملل يحدث معنا طوال الوقت، ونحن نحتاج للاعتراف بوجوده لدينا، حتى يمكننا التعامل معه والتخلص منه نهائيًا أثناء الدراسة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.