كيف تقيّم مدى استفادتك من الدورة التعليمية على الإنترنت عند نهايتها؟
4 د
كل أولئك المهتمين بالتعليم، يعرفون جيدًا أنّه من الضروري دائمًا تقييم عملية التعلم، وتحديد جوانب الاستفادة منها، ومن خلال عملي في هذا المجال، فإنّنا نخبر كل متعلم أن يهتم بعملية التقييم؛ لأنّ درجة أهميتها تقترب من درجة أهمية أخذ التدريب أو الدورة التعليمية.
كيف يفيدنا تقييم الدورات التعليمية؟ وكيف يمكننا أن نفعل ذلك بالضبط؟ هذا ما نحاول الإجابة عليه في مقالنا اليوم، لنبدأ معًا.
ما هي أهمية التقييم في الدورات التعليمية؟
في الحقيقة لدي قناعة -كما ذكرت في المقدمة- أنّ عملية التقييم لها أهمية كبرى في التعلم، وتعتبر هي الدليل الفعلي على أنّك حققت النتائج المطلوبة منها، أو على الأقل حققت جزءًا من المطلوب.
وتتمثل الأهمية في النقاط التالية:
1- معرفة درجة الكفاءة في الدورة التعليمية: بالطبع الغرض الأساسي من أي تعلم هو تحقيق كفاءة بنسبة 100 %، لكن هذا لا يحدث طوال الوقت، فالافتراض أنّ الكفاءة ستكون 100 % دائمًا افتراض خاطئ، ومن خلال عملية التقييم يمكننا أن نحدد درجة الكفاءة الحقيقية.
2- معرفة مدى الاستفادة من الموقع: كما نعلم فإنّ اختيارات التعلّم المتاحة للإنسان كثيرة جدًا، ومن خلال تقييم الدورة التعليمية، يمكنك أن تقيّم الموقع ذاته ضمنيًا، فتحدد إن كنت ستستمر في أخذ الدورات التعليمية عليه، أو أنّك سوف تلجأ إلى مواقع أخرى.
3- معرفة ما سوف تتعلمه لاحقًا: عملية التقييم تساعدك في تحديد ما سوف تتعلمه لاحقًا، سواءً دورات تعليمية أخرى، أو من خلال قراءة شيء معين، أو حتى إعادة الدورة الحالية أو بعض أجزائِها التي تعتقد أنّك بحاجة إلى مراجعتها جيدًا.
4- التحفيز: التعلّم على الإنترنت يمثل مشكلة للعديد من الأفراد؛ لأنّهم يتعاملون معه على أنّه شيء مجهول نوعًا ما، فيظنون أنّه لن يكون بإمكانهم تحقيق أي استفادة منه، على الناحية الأخرى، فإنّه يحتاج إلى مجهود كبير من أجل إكمال الدورة التعليمية للنهاية.
وبالتالي، فإنّ التقييم النهائي لعملية التعلّم يمكنه أن يحفّز المتعلم، حيث سوف يجد أنّه تمكن من معرفة أشياء جديدة، وبالتالي يكون دافعًا أكبر له للاستمرار في التعلم على الإنترنت.
كيف تقيّم مدى الاستفادة من الدورة التعليمية؟
الآن يبقى السؤال الأهم، وهو الحديث عن كيفية تقييم الاستفادة من الدورة التعليمية، فلأجل إدراك كل الفوائد التي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة، فإنّنا بحاجة إلى وجود تقييم حقيقي يمكن الاعتماد على نتائجه، بعيدًا عن الأهواء الشخصية والافتراضات.
يجب أن تكون في البداية مدركًا بأنّ ما سوف تتعلمه في الدورة التعليمية قد لا يقتصر فقط على المعلومات، بل إنّه يمتد أيضًا ليشمل المهارات والسلوك.
وبالتالي يكون لديك القدرة على تصنيف ما تعلّمته بشكل صحيح، فتضع كل شيءٍ في مكانه المناسب، دون حدوث أي خلط في المفاهيم.
إدراك هذه العناصر جيدًا، سيجعلك تدرك أنّ مجال الاستفادة من الدورة التعليمية أكبر مما تعتقد، بل إنّه في بعض الأحيان لا تكون الاستفادة الكبرى في المعلومات، لكنها في السلوكيات أو المهارات التي يتم تطويرها في شخصيتك.
قارن “المعرفة/السلوك/المهارة” السابقة بالحالية
من أبسط الطرق التي تساعدك على تقييم الدورة التعليمية، أن تقارن بين معرفتك أو سلوكك أو مهارتك السابقة قبل بدء الدورة، وبعد الانتهاء منها.
يمكنك أن تفعل ذلك ببساطة من خلال التدوين، فمن خلال كتابة كل الأشياء التي تعلمتها في الدورة، ستجد أن عملية المقارنة سهلة وبسيطة.
الميزة في هذه الطريقة هي أنّها تخبرك بحجم الاستفادة، بنظرة سريعة على ما قمت بتدوينه، ستجد الإجابة موجودة أمامك.
حدّد الصعوبات والتحديات التي واجهتك في الدورة التعليمية
من الأشياء الهامة في التقييم أن تحدّد الصعوبات والتحديات التي واجهتك في الدورة التعليمية.
تأتي أهمية هذه الخطوة من كون التحديات ضرورة لا بد من التغلب عليها، فالصعوبات بالتأكيد سوف تستمر إن لم تتغلب عليها، وهي تؤثر على جودة ما تتعلمه، بل إنّها تؤثر عليك شخصيًا بشكلٍ قد يدفعك إلى عدم التعلّم أساسًا فيما بعد.
فقد تجد في النهاية أنّ الاستفادة الحقيقية من التقييم هي أنّك تحصل على حلول للمشكلات التي تواجهك في التعلّم، ولن يكون بإمكانك فعل ذلك إلّا من خلال ملاحظة هذه المشكلات من الأساس.
استخدم الأسئلة
استخدام الأسئلة من الطرق التي تساعدك في عملية التقييم، وهي تتشابه مع الطرق الماضية في النتيجة، لكنها تختلف في الأسلوب، حيث أنّها تقدم نتائج أكثر دقة.
مثلًا يمكنك أن تحدد مجموعة من الأسئلة الهامة التي تريد الإجابة عنها، مثل:
1- ما هي الأفكار الجديدة التي تعلمتها في الدورة؟
2- ما هي المعلومات الجديدة التي حصلت عليها أثناء الدورة؟
3- ما هي السلوكيات أو المهارات التي تطورت لديك؟
4- ما هي المشاكل أو الصعوبات التي واجهتك أثناء الدورة التعليمية؟
هذه الأسئلة على سبيل المثال لا الحصر، فقائمة الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها للتقييم كبيرة جدًا، وتختلف من مجال لآخر، حيث أنّها تعتمد بشكلٍ رئيسي على احتياجك من التقييم.
ماذا بعد التقييم؟
كل ما تحدثنا عنه سوف يصبح بلا فائدة إن لم يتحول إلى خطوات عملية يمكن تنفيذها فيما بعد.
وبالتالي، يجب أن تكون مدركًا لهذا الأمر بصورة واضحة، وأن يكون لديك الخطة التي سوف تتّبعها بعد التقييم، أو القرارات التي سوف تقدم عليها لاحقًا.
فليس أسوَأ من غياب التقييم، سوى القيام به على الورق فقط، دون الاستفادة منه في الواقع.
إن قمت بفعل هذا الأمر بصورة واضحة، تأكد أنّك سوف تنجح في تقييم الدورة التعليمية بنجاح.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.