تعرّف على منحنى النسيان وكيف تحتفظ بالمعلومات في الذاكرة لأطول مدة
4 د
اممم … أعتقد أنّني قرأت عن الأمر، لكنني لا أذكر أين ولا التفاصيل …
إنّ المسيرة الدراسية لكل واحد منا لابد وأن تمر من مرحلة الحفظ والإلقاء، فالمرء ملزم طوال الوقت بحفظ الكثير من الدروس والمعلومات وتخزينها في الذاكرة. لديه، فيمكن القول أنّ هذه الأخيرة اعتادت بشكل أو بآخر أن تستغل طاقتها الأساسية من أجل التخزين بسرعة بدل التخزين لمدة أطول.
هذا حتمًا ما نلاحظه بعد الامتحانات، فما إن ننتهي منها حتى تتطاير المعلومات وننسى ما تعلمناه.
منحنى النسيان
عالم النفس الألماني هيرمان إبنجهاوس، وبعد بضع دراسات وبحوث استطاع أن ينجز منحنى يجسد فيها تغييرات المعلومات في الذاكرة والنسيان الذي يطال هذه الأخيرة، والذي أسماه “منحنى النسيان“. وهو كالتالي:
من خلال ملاحظتنا لهذا المنحنى، وبقراءتنا السريعة لمعطياته. يمكن القول أنّ العقل البشري وبعد ساعة واحدة فقط ينسى أكثر من نصف المعلومات التي يتلقاها! بل أكثر من ذلك … فبعد أسبوع واحد لن تحتفظ ذاكرته إلّا ب 20% فقط منها!
رقم مهول هو. يلزمنا أن نقف جليًا للتفكير بجدية في الأمر.
في هذا الصدد، يمكن استحضار الخطاطة العامة للتكرار والتي تبناها نفس العالِم.
الخطاطة العامة للتكرار
تتمثل هذه الخطاطة بشكل مختصر في:
تقول هذه الخطاطة أنّ هناك اختلاف بين استغلال التكرار حسب الحاجة والضرورة، فإن كنت تريد الحفظ بسرعة مع احتمال النسيان على مدى الطويل، فالأفضل أن يتم التكرار على مدى قصير أيضًا وعلى أربع مراحل في نطاق الأربع وعشرين ساعة بعد عملية الحفظ الأولي.
أمّا في حال أراد الشخص الاحتفاظ بالمعلومات لوقت أكبر سواءً تعلم لمفردات لغة أجنبية، معلومات علمية، أحداث تاريخية … فيجب أن تعتاد ذاكرته أيضًا على التفكير والتخزين على المدى الطويل. بغيةَ ذلك، يجب تكرار ما تم حفظه على فترات متباعدة قد تصل للشهرين أو الثلاثة.
من هذا وذاك، يمكن أن نستنتج أنّ الذاكرة تعتمد بشكل أساسي على التمرين والتدريب، فالهدف من الحفظ (سواءً على سرعة أو لمدة أطول) هو المرجع والمحدد الأساس لطريقة الحفظ (على المدى الطويل أو القصير).
نصائح للاحتفاظ بالمعلومات لأطول مدة
من أجل ذلك، وقصد الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة لوقت أطول. مجموعة من النصائح والطرائق يمكن أن تُقَدم. نطرح منها الآتي:
# بدايةً عليك أن تحاول فهم ما تحفظه، فذلك علميًا سيجعل من المعلومات تترسخ في الذاكرة تسع مرات أسرع. لهذا، لا تجعل من ذاكرتك مكان تخزين للحفظ عن ظهر قلب، وكأنّها آلة تكرار وحفظ وإلقاء فقط، بل استغل قدرات ذاكرتك جيدًا بما يتناسب مع صفتك البشرية الذكية المفكرة.
# هناك ما يسمى بتأثير الموقف المتسلسل، والذي يدل اختصارًا حسب الاستنتاج الذي توصل له هيرمان إبنجهاوس استنادًا لتجربته على نفسه، على أنّ ذاكرة المرء تتذكر بشكل أفضل أول (تأثير الأسبقية) وآخر (تأثير الحداثة) عناصر سلسلة أو قائمة ما، فاستخدمها إذًا كنقطة قوة خلال حفظك.
# هناك نظرية تسمى بنظرية التداخل لتفسير النسيان، والتي تثبت أنّ الأحداث أو المعلومات الجديدة تحدث خللًا في الذاكرة وبالتالي تداخل في المعارف، مما يؤدي إلى نسيان المعلومات السابقة وتعويضها بالجديدة (نوع التداخل الرجعي) أو تعطيل التعلم الجديد بسبب مكتسبات سابقة (نوع التداخل الكفي). من أجل ذلك، يجب عليك محاولة استيعاب المواد في إطارها العام قبل الانتقال للعناوين والنقاط الفرعية، وأيضًا يستحسن عدم مراجعة مواد دراسية متشابهة في نفس الوقت أو وراء بعض، فلن يزيد ذلك إلّا تعقيدًا لعملية التعلم.
# تعلم بالمضادات (خاصة بالنسبة لتعلم اللغات الأجنبية)، فإن كانت كلمة « Jour » مثلًا تعنى بالفرنسية النهار، فيجب أن تعلم أنّ الليل هو « Nuit ». بمعنى أنّ التعلم بالمضادات أمر مهم يسهل الحفظ والتذكر.
# “الكلمة – المسمار” أو ما يسمى “Mots-Clous” إنّها طريقة فرنسية قديمة تختصر في أنّه مثلًا إن كنت تريد تعلم لغة أجنبية فاربط كلمة تعلمتها بكلمة تعْلَمُها سابقًا. هكذا، كلما تذكرتك كلمتك المعتادة فستتذكر أوتوماتكيًا الكلمة الأخرى. (الأمر سهل التنفيد لو استعنت بمقاطع من الأغاني مثلًا).
# إن كنت ممن يملكون ذاكرةً سمعيةً قويةً، فالأحسن أن تستخدم طريقة التسجيل الصوتي. اقرأ المعلومة أو الكلمة وسجل نفسك، أعد الاستماع للتسجيل مرارًا وتكرارًا، لتجد نفسك تحفظها وتتذكرها بسهولة.
# اصنع لنفسك ستايلًا ونمطًا خاصًا أثناء الحفظ. مثلًا نبرة خاصة غريبة لنطق الكلمة، رسم معبر عن المعلومة … ستجد أنّ الأمر ممتع قليلًا ومرح، وطبعًا مفيد وفعال للغاية.
في الأخير، تجدر الإشارة وكما قلنا سابقًا، أنّ عملية الحفظ وتغيير النمط ما هي إلّا عملية تمرين للذاكرة. لهذا، ستلاحظ الفرق مع التكرار والمداومة. إلى جانب الثبات على الهدف الأساسي من العملية التعليمية.
أخبرنا أيضًا وشاركنا كيف تذاكر وتتذكر المعلومات بشكل أسهل …
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.