كيف تجعل القراءة عادة يوميّة رغم العمل والضغوط الشديدة؟
8 د
إن كنت من هوّاة القراءة فمن المحتمل أن تعيش يومًا تكون فيه جالسًا على أريكتك وممسكًا بحماسٍ الكتاب الذي اشتريته بعد طول انتظار، لكن تجد نفسك للحظة مشوش الذهن لا تعي ما تقرأ وكأنك تفعل ذلك رغمًا عنك لا رغبةً تنبع من داخلك! هنا عليك التمهل قليلًا فلا بد من وجود سببٍ يدفعك للوصول إلى هذه الحالة.. ترى هل وجدت القراءة مملة؟ أم أن شيئًا ما يشغل عقلك ويزورك كلما أمسكت الكتاب؟ هل تجد صعوبةً في كيف تجعل القراءة عادة يوميّة؟
اسمح لي يا عزيزي بإخبارك أنك إن لم تجد حلًا لتلك المشكلة فستصل لحالةٍ تفقد فيها شغفك للقراءة ويبقى فيها كتابك المفضل مرميًا على الرف حتى يأكله الغبار، وتفاديًا لذلك لا ضير بأن تقرأ السطور القادمة التي ستساعدك على إدخال القراءة إلى روتين حياتك اليومي بالرغم من جميع الضغوطات، فتابع معي.
كيف تجعل القراءة عادة يوميّة؟
من المعروف عن القراءة بأنها عالمٌ مليءٌ بالأسرار والحكايات التي تشدك بتفاصيلها رويدًا رويدًا لتصبح أسيرًا لها ومدمنًا على قراءتها يوميًا، وكي تتلافى حدوث التضارب الذي من الممكن أن يحصل بين القراءة وضغط الحياة، عليك أن تتعلم كيف تدخل عادة القراءة ضمن أوقاتٍ صحيحة، وإليك بعضًا منها:
اقرأ في بداية ونهاية يومك
إن خصصت مدةً قصيرةً للقراءة ولو كانت عبارة عن 10 دقائق أو ربع ساعة بشكلٍ يومي في بداية النهار ونهايته، فلن يعيقك ذلك أبدًا عن أداء مهامك اليومية، بل ستبدأ بذهنٍ واسعٍ ومنفتح وتنهي يومك براحة البال والنوم الهادئ.
أضف القراءة إلى جدول مهامك اليومية
إن كتابة المهام اليومية ضمن جدولٍ مخصصٍ لها، يعتبر من أفضل الأشياء التي تقود إلى إنجاز كل ما ترغب به خلال ساعات اليوم، فعندما تدون أهدافك وتضعها أمامك ستتشجع على تنفيذها بشكلٍ كاملٍ، لذلك سيكون من الأفضل لك أن تجعل القراءة من ضمن هذه القائمة كي تشعر أن لها وقتها المخصص وعليك استثماره بها دون قلقٍ أو توتر.
دمج القراءة مع التمارين
من الممكن أن تكون هذه النصيحة مربكةً نوعًا ما إلا أنها ممكنةٌ وليست مستحيلة، فإن كنت من هواة الرياضة وتمارس التمارين الرياضية بشكلٍ يومي سواءً في النادي أم في المنزل، لا تقلق فيمكنك أن تضرب عصفورين بحجرٍ واحد أي تقرأ وتتمرن معًا، ولكن لن تستطيع تطبيق هذا الخيار إلا في حال اختيارك تمارينًا بسيطةً يمكنك معها استبدال الموسيقى التي تستخدمها عادةً بالكتاب المفضل لديك، فمثلًا خلال رياضة السير على جهاز المشي تستطيع أن تضع الكتاب أمامك وتقرأ.
القراءة خلال السفر والتنقل
تجلب ساعات السفر والتنقل اليومية الملل مع مرور الوقت، فهناك الكثير ممن يحتاجون إلى الانتقال عبر وسائل النقل المختلفة للوصول إلى مكان العمل، وبغض النظر عن الوقت المستغرق في ذلك يمكن التخلص من شعور الملل الناتج عن الانتظار، باصطحاب الكتاب معك والبدء بالقراءة عند الصعود إلى الحافلة أو القطار، وهكذا لن تشعر بطول الطريق وفي نفس الوقت تكون قد حققت الفائدة وقرأت عدة صفحات لتستقبل عملك بكل رحابة صدرٍ وأريحية.
خفف من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
لم يعد يخفى على أحد الإدمان الذي تسببه تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر وغيرها، فترى أنك في معظم الوقت تمسك جهازك الخليوي وتبدأ التصفح دون أن تحس بمرور الزمن، حتى أنك قد تقضي ساعات طويلة دون فائدة وأنت تشاهد فقط ما يقوم به الآخرون، فما رأيك لو جربت أن تخفف من اللجوء إلى تلك التطبيقات وتضع الكتاب في متناول يدك بدلًا من هاتفك الخليوي، لتقرأ كلما رغبت في أخذ وقتٍ من الراحة أو في أوقات الفراغ.
استعن بالكتب الصوتية
قد يكون يومك حافلًا بالأعمال التي تمنعك من التقاط الكتاب والقراءة ولو لوقتٍ بسيط، فلا تقلق وعليك الاطمئنان بأن لكل مشكلةٍ حل، من المحتمل أنك لم تسمع بعد بالكتب الصوتية.. نعم هناك كتبٌ تأتي على شكل مقاطع صوتية يمكن أن تسمعها وأنت تقوم بأي عمل، ويوجد كثيرٌ من رجال الأعمال والمشاهير الذين يلجؤون لمثل تلك الكتب كي لا يستغنوا عن ممارسة القراءة، لهذا السبب يمكنك أن تكون مثلهم وتُحمّل كتابك المفضل من المواقع المخصصة لتلك الكتب ومن ثم تضع السماعات وتبدأ بالغوص في تفاصيل الكتاب وأنت تعمل ما تريد.
اقرأ أثناء أوقات الانتظار
ستحتاج في بعض الأحيان إلى البقاء منتظرًا في مكانٍ ما مثلًا عند الذهاب إلى عيادة الطبيب أو عند وجود موعدٍ مع أحد الأصدقاء، فحينها لا ضير من أن تخرج كتابك وتقرأ به خلال وقت انتظارك فهو سيكون خير ونيسٍ لك.
استخدم الكتب الإلكترونيّة
في بعض الأحيان لن تتمكن من حمل الكتاب برفقتك لأسبابٍ عديدةٍ ومختلفة، لذلك من الأفضل أن تلجأ إلى الكتب الإلكترونية التي يمكنها أن تحل محل الكتاب الحقيقي وتريحك من مسألة حمله في الحقيبة أو نسيانه في المنزل.
ما هي فوائد قراءة الكتب؟
ليست عملية القراءة مجرد هوايةٍ أو عادةٍ تمضي بها وقتك دون غاية، فهي تقدم لك عددًا من الفوائد على صعيد الصحة الجسدية والعقلية تستمر معك طيلة حياتك، سيكون أمرًا جيدًا أن نعرفك عليها.
تقوية العقل
تعمل القراءة على زيادة النشاط العقلي عن طريق تحفيزها لخلايا الدماغ وبالأخص تلك الموجودة في القشرة الحسية الجسدية، فمع استمرار القراءة لمدة متواصلة يزداد نشاط تلك الخلايا شيئًا فشيئًا حتى يعمل الدماغ بأكمله ويصبح الجسد في حالة تجاوبٍ مع المشاعر والأحاسيس الواصلة له من السطور التي يقرأها.
تعقيبًا على تلك المعلومات فقد أجرى الباحثون المختصون دراساتٍ عديدةٍ لبعض قرّاء رواية بومبي لرؤية كيفية عمل دماغهم أثناء القراءة، وذلك من خلال استخدام تصوير الرنين المغناطيسي للدماغ على مدى عدة أيام الذي أظهر لهم إضاءة مساحات من الدماغ بشكلٍ متواصلٍ يومًا بعد يوم مع زيادة أحداث الرواية.
زيادة الإحساس والعاطفة
تساهم قراءة الروايات والقصص الأدبية المعتمدة على الخيال في إثارة المشاعر، وبالتالي تساعدك على أن تكون شخصيةً أكثر حساسية اتجاه الأحداث التي تقرأها، هذا ما ينعكس على شخصيتك في الواقع ومدى الحساسية العاطفية التي ستتمتع بها اتجاه ما يدور من أحداث في عالمك الحقيقي.
زيادة الرصيد من الجمل والمفردات الجديدة
ستمنحك القراءة المتواصلة فرصة التعرف على كثيرٍ من مفردات اللغة العربية التي قد تكون جديدةً عليك نوعًا ما، وهذا الأمر مفيدٌ جدًا لك في حياتك فقد تدخل مجال الكتابة مثلًا أو تتسلم عملًا يحتاج مستوىً جيدًا باللغة العربية، حينها ستكون القراءة قد خدمتك خدمة العمر ومنحتك خبرةً بشكلٍ مجاني.
الوقاية من المشاكل الذهنية المرتبطة بتقدم العمر
كما هو معروفٌ للجميع بأن الإنسان كلما تقدم في العمر بدأت قدراته الذهنية بالانخفاض شيئًا فشيئًا حتى أنه قد يصاب بمرض الزهايمر، وبحسب كثيرٍ من الدراسات والأبحاث التي أجريت عن هذا الموضوع فإن كثرة القراءة أو التعود عليها منذ عمرٍ صغيرة قد يحمي من الإصابة بالزهايمر من خلال المحافظة على الدماغ في حالة نشاطٍ دائم وأداءٍ جيد.
تخفيف التوتر والتعب
لم تكتف الأبحاث بدراسة تأثير القراءة على كبار السن إنما تعدت ذلك إلى دراساتٍ تقارن تأثيرها بتأثير اليوجا على جسم الإنسان، ومن أبرز نتائج تلك الأبحاث أن القراءة تساهم في خفض ضغط الدم وتنظيم معدل ضربات القلب مثلها مثل أداء تمارين اليوغا، وبالتالي تخفف حالة التوتر والضغط النفسي التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية.
تساعد القراءة على النوم الهادئ
عندما تجرب قراءة كتابٍ ما قبل النوم فإنك ستلاحظ كمية الهدوء التي ستشعر بها بدلًا من استخدامك للهاتف الخليوي خلال وجودك في الفراش وتسليط الضوء المنبعث منه على عينيك، هذا ما سيمنعك من النوم بوقتٍ قصيرٍ وبهدوء.
بعضٌ مِن نصائح مدمني القراءة
كما يقال اسأل مجرب ولا تسأل حكيم فيمكن لهذه المقولة أن تنطبق على مسألة القراءة، عندما تراودك الشكوك والوساوس بأنه لا فائدة من قراءة الكتب وبأنها ليست إلّا مضيعةً للوقت، هنا يأتي دور من جرب لتعرف منه أكثر عن الموضوع، ففي عام 2017 أجرت هيئة Ofcom الإعلامية في المملكة المتحدة استطلاعًا لعددٍ كبيرٍ من القراء الملتزمين، فكانت آراء بعضهم كالآتي:
اقرأ لأنك تريد ذلك
هذه نصيحة كريستينا تشيبوريسي التي بدأت القراءة منذ صغرها حيث أنها كانت تقرأ الكتب باستمرار، ولكن في مرحلةٍ ما من حياتها فقدت شغفها بالقراءة، ومع مرور الوقت توصلت إلى فكرة أن القراءة تحتاج إلى المزاج الجيد والرغبة أيضًا، لهذا السبب من الأفضل عدم إمساك الكتاب إلا عند الرغبة بذلك.
اختر طريقة القراءة التي تريحك
يقول كيد وهو أحد القراء بأن عملية القراءة لا يجب أن تكون مقيدة بطريقةٍ معينة أو نوعية كتبٍ واحدة، إنما على القارئ أن يختار الكتب التي تعجبه فقط ويجد المتعة فيها، إضافةً إلى اختيار طريقة القراءة المريحة والمناسبة كالكتب الإلكترونية مثلًا التي كان يعتمد عليها هو كونه وجدها أكثر سهولة من حمل الكتاب معه أينما ذهب.
جرّب قاعدة الخمسين
على حد تعبير السيدة ماري كوندو فإن لاتباع قاعدة الخمسين تأثيرٌ كبيرٌ على اختيار الكتب بعناية، وتُفضي تلك القاعدة بأن تقرأ أول 50 صفحةٍ من الكتاب حينها ستتمكن من تحديد رغبتك إن كان قد أعجبك الكتاب أم لا، وهكذا لن تشعر بمضيعة الوقت أبدًا حينما تقرأ الكتاب المفضل لديك.
ابتعد عن الأهداف غير الواقعيّة
في بعض الأحيان قد يتسابق الإنسان مع عدد الكتب التي يقرأها ظنًا منه أنه كلما قرأ أكثر كلما أصبح قارئًا مميزًا فيبدأ بوضع خططٍ لقراءة عددٍ معينٍ منها شهريًا، حينها قد يقع في مطب الملل والتعب حتى يقلع عن القراءة بشكلٍ نهائي، هذه الفكرة التي تطرقت لها السيدة أندرا زهاريا فقد نصحت الجميع بأن يحددوا عددًا واقعيًا من الكتب للقراءة خلال وقتٍ مناسب لتجنب الملل والنفور من الفكرة، بقولها "حدد هدفًا واقعيًا".
وفي النهاية يا عزيزي عليك بالعودة إلى قلبك في كل شيءِ ليس فقط بمسألة قراءة الكتب، فتعود أن تعمل ما تحب فقط وابتعد عن الأشياء التي تؤديها وأنت مجبرٌ ومكره، فحقيقةً لن تضيف لك أي أثرٍ إيجابيٍّ في حياتك.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
جميل
المقال جميل انا قارئ متوقف ولكن بعد المقال سوف أحاول مجددا شكرا على الجهد المبذول.
بسام الخالدى