التفكك الأسري وأثره على التلميذ والتحصيل الدراسي
5 د
الأسرة هي البيئة الأساسية التي ترعى الطفل، و تضم على أقوى المؤثرات التي توجه نمو طفولته، فالطفل يتأثر بأمه وأبيه ويؤثر فيهم أيضاً حيث تبدأ حياته بعلاقات بيولوجية حيوية تربطه بأمه، وتقوم في جوهرها على إشباع الحاجات العضوية كالطعام والنوم والدفء، ثم تتطور هذه العلاقات إلى علاقات نفسية قوية.
تعتبر العوامل الأسرية من العوامل المؤثرة على التحصيل الدراسي للطفل، فالمشكلات الأسرية التي تنتج عن عدم التفاهم وفقدان الانسجام بين الوالدين قد تؤثر على دراسة التلميذ، فالجو العائلي الذي تسوده الخلافات أو المشاكل العائلية كالطلاق والتفكك يؤدي إلى الاضطرابات العاطفية التي تؤدي إلى عدم الاستقرار والاطمئنان.
وهذا من شأنه خلق اضطرابات نفسية عند التلميذ ويؤثر على إقباله واستيعاب المواد الدراسية وبالتالي تحصيله الدراسي عكس التلميذ الذي يعيش في جو عائلي يسوده الاستقرار والاطمئنان والتفاهم، فهذا الجو يشجع التلميذ على الدراسة وتحضيره واستعداده للتعليم وقدرته على الاستيعاب وفهم المواد الدراسية وبالتالي يكون تحصيله الدراسي جيدًا وكبيرًا.
علاقة الأسرة بالتحصيل الدراسي
التوافق الأسري الجيد مؤشر إيجابي ودافع قوي يدفع التلاميذ إلى التحصيل من ناحية ويرغبهم في المدرسة ويساعدهم على إقامة علاقات متناغمة مع زملائهم ومعلميهم من ناحية أخرى، بل ويجعل العملية التعليمية خبرة ممتعة وجذابة والعكس صحيح.
التلاميذ الذين ينشأون في أسرة مفككة أو تعاني من عدم التوافق يعانون من التوتر النفسي ويعبرون عن توتراتهم النفسية بطرق متعددة، كاستجابات التردد والقلق والعنف في اللعب، والأنانية والتمركز حول الذات وفقدان الثقة بالنفس وكراهية المدرسة والهروب منها واضطرابات سلوكية مثل اللجاجة وقضم الأظافر والإنسحابية والسرحان والخجل والشعور بالنقص، وتنعكس كل تلك المشكلات بالطبع في انخفاض التحصيل الذي هو جوهر عملية التعليم.
الأطفال الذين يعانون من التفكك الأسري قد يكون لديهم متوسط تحصيل تعليمي أقل مقارنة بالأطفال في العائلات المستقرة ذات الوالدين البيولوجيين، إما بسبب العجز الناتج عن غياب أحد الوالدين في نفس المنزل أو بسبب التغييرات الضارة الأخرى التي تصاحب عدم التوافق الأسري.
المستوى التعليمي والثقافي للأسرة والنجاح الدراسي للأبناء
يعتبر المستوى التعليمي للوالدين من أهم العوامل المؤثرة في اتجاهاتهم نحو أبنائهم حيث يؤثر المستوى التعليمي للوالدين على شعورهم بكفاءتهم للقيام بأدوارهم في عملية التعليم والتنشئة الاجتماعية للأبناء.
الأسرة ليست فقط مسؤولة عن تربية الأبناء وتنشئتهم وتقويم سلوكهم وزرع القيم الإيجابية فحسب، بل هي مسؤولة أيضاً عن تحصيلهم الدراسي والعلمي عن طريق التدريب على المهارات والكفاءات التقنية التي يشاركون من خلالها.
الوظائف التي تؤديها العائلة وخاصة بالتحصيل العلمي وظيفة تسجيل الأبناء في المدارس عند بلوغهم السن القانونية للتعليم الإلزامي وتوفير جميع المستلزمات التربوية التي يحتاجوا إليها مثل الأدوات والزي المدرسي الموحد.
المستوى المادي والاقتصادي للأسرة والنجاح الدراسي للأبناء
الأوضاع الاقتصادية السيئة والمتمثلة في الدخل الضعيف والسكن الضيق والغير المريح تعتبر من أهم المشاكل المادية التي تواجه الأسرة والتي تسبب للأبناء اضطرابات نفسية وسلوكية لعدم توفر متطلبات الدراسة الأساسية من أدوات ولباس.
مما يجعل التلميذ أن يصبح متأخرًا دراسيًا ولهذا يمكن اعتبار الأسرة منبعًا وسببًا للنجاح الأكاديمي يسبق دور المدرسة، فهناك من الأطفال من يولد أو ينمو في ظروف تضعهم عرضة لانخفاض التحصيل والفشل الدراسي.
الطلاق
يؤثر الطلاق وأحداث الحياة الصادمة على احتمالية استكمال الطفل دراسته، الأطفال الذين عانوا من طلاق والديهم قبل بلوغهم سن 18 عامًا لديهم فرص قليلة جدًا في استكمال الدراسة، مقارنة بالأطفال في الأسر السليمة، وأيضًا كلما كان الطفل أصغر سِنًّا وقت طلاق والديه يزيد من احتمال خروجه من المدرسة.
أهمية مشاركة الأسرة في التعليم
بعد أن يبدأ الأطفال الدراسة سواء في مرحلة ما قبل المدرسة أو رياض الأطفال أو حتى بعد ذلك، يتمثل دور الوالدين في مساعدة الطفل في الواجبات المدرسية وتشجيعه على القراءة والكتابة وتشجيع الطفل على المشاركة المدرسية.
ما يفعله الآباء في المنزل يزيد مستوى التحصيل حيث يلعب الآباء والأسر أدوارًا رئيسية في نظام التعليم مع أطفالهم ومع مدارس أطفالهم وفي عملية التعليم.
كيف يؤثر التفكك الأسري على التحصيل الدراسي؟
يشتت الانتباه
التفكك الأسري يخلق لدى الطفل أزمة نفسية وعاطفية، يمكن أن يؤدي هذا إلى مشاكل سلوكية وعدم اهتمام عام بالحياة، يجعل من الصعب على الطفل التركيز على الواجبات المدرسية، يمكن من خلال تعيين معلم يساعد الطفل في مهام المدرسة على إعادة التركيز والانتباه على العمل المدرسي وتحسين درجاته.
انخفاض أو عدم وجود الطموح التعليمي
الأطفال الذين انفصل والداهم لديهم نتائج تعليمية أقل، ذلك ليس مفاجئًا لأنه أثناء الطلاق قد يُطلب من الطفل التحيز والتحرك وسماع أشياء غير لائقة عن والديهم، يمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي على رغباتهم التعليمية والدراسية.
التخلي عن الدراسة
أطفال الآباء المطلقين هم أكثر عرضة للتسرب من التعليم بسبب التفكك وتأثيره السلبي على تقدير الطفل لذاته وربما تنظر إليه المؤسسات التعليمية باستخفاف وعدم اهتمام في المستقبل.
انخفاض مستوى درجات الطالب
بغض النظر عن سن الطفل فللتفكك الأسري أثر ملحوظ على الأطفال فيؤدي إلى حصولهم على معدل تراكمي أقل من الطلاب الذين لديهم آباء متزوجون.
معاناة الفهم والاستيعاب
يعمل التفكك الأسري زيادة الضغط على عقل الطفل وإدراكه حيث يمر الطفل بتجربة مؤلمة يمكن أن تجعله يشعر بالضياع والحزن والاكتئاب والارتباك، بسبب ذلك تنشغل كل حواس الطفل بما يحدث له.
مشاكل سلوكية في المدرسة
أي طفل بغض النظر عن كيفية نشأته، لا بد من أن يواجه مشكلة صغيرة في المدرسة قد يكون السبب في ذلك هو التنمر أو صعوبة الفهم أو بسبب اضطراب عاطفي.
التفكك الأسري يجعل الطفل أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل نفسية وأكاديمية وسلوكية ومشاكل متعلقة بالمخدرات مقارنة بالأطفال من أسر سليمة، ويمكن أن تتسبب كل هذه المشاكل بطرده من المدرسة أو الجامعة.
الخروج من المرحلة الثانوية
العيش في منزل معقد يخلق عدم استقرار لدى الأطفال، بغض النظر عن أعمارهم، حيث تفتقر هذه البيئة المعيشية إلى العاطفة والاستقرار والحدود والإجراءات الروتينية الموجودة في الأسر المستقرة، لهذا السبب فإن أطفال الأسرة المفككة تقل احتمالية حصولهم على شهادة الثانوية العامة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.