المرحلة الثانوية: كيف تتغلب على أهم مشكلاتها قبل الاختبارات؟
8 د
المرحلة الثانوية قد تمثل الخوف الأكبر بالنسبة للعديد من الأفراد، نجد أنّها تُحاط في الكثير من الأحيان بأساطير من الحديث، وكأنّ النجاح أو الفشل في هذه المرحلة سوف يؤدي إلى نهاية العالم، فتجد الطالب يتعامل معها على أنّها معركة محتدمة يجب أن ينتصر بها وإلاّ سيخسر كل شيء.
حسنًا يا صديقي، هذه المقدمة لا تهدف إلى التخويف على الإطلاق، لكنني أريد أن أخبرك بأنّني أعرف كل ما يُقال عنها، فأنا مررت بهذه التجربة، ولن أخفي عليك أنّ المسألة كلها تتعلق باستجابتك لما تسمعه، أو قدرتك على التعامل مع كل هذا الكلام.
لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن المشاكل التي تواجهنا مع المرحلة الثانوية، والتي يزداد أثرها علينا في مرحلة الاختبارات، ومواجهتها سوف تؤدي بك إلى الطريق الصحيح في التعامل مع الاختبارات، والتي هي على وشك الحدوث قريبًا.
أهمية المرحلة الثانوية
في البداية دعنا نتفق على شيء مهم؛ المرحلة الثانوية هامة جدًا لك، وتحتاج إلى تحقيق مجموع يكفيك للالتحاق بالكلية التي ترغب بها.
أنت تعرف هذه الحقيقة بالتأكيد، لكن يختلط بها العديد من الحقائق الأخرى، المزيّفة ربما، مثل أنّك لو دخلت كلية غير التي كنت تهدف إلى الالتحاق بها، فإنّ هذا يعني أنّك شخص فاشل.
في الواقع النجاح يمكن تحقيقه في أي مكان، المسألة لا تتعلق بكلية بعينها، وإنّما بالمجهود الذي سوف تبذله لتحقيق النجاح في الكلية لاحقًا.
كلامي لا يعني أنّني أطالبك بعدم الاجتهاد في الدراسة، لكنني أهدف إلى تقليل الضغط من على كاهلك، وأن تقتنع أنّ كل ما يحدث هو الخير، فقط قم بعمل المطلوب منك، ركّز على غرضك، ولا تلتفت لأي شيء آخر.
ضغط الأهل
المشكلة: تعتبر هذه المشكلة الأكبر التي يعاني منها طلاب المرحلة الثانوية، فالأهل دائمًا يطمحون أن يحقق أبناؤهم أفضل الدرجات في الاختبار، الأمر الذي يصنع ضغط كبير من ناحيتهم، وهذه المشكلة في أوقات الاختبار تسبب تعب وإرهاق للطالب، حيث أنّه يكون غير قادرٍ على تحمل أي ضغط آخر سوى الاختبارات.
الحل: نحن نعرف تأثير هذه المشكلة بالطبع، لذلك قررنا تخصيص مقال كامل للحديث عنها، لكنني سأعرض لك نقاط سريعة يمكنك الاعتماد عليها كحل للمشكلة:
- وضّح لأهلك شعور الضغط الذي تمر به حاليًا، فهم في النهاية لا يريدون سوى مصلحتك، وقد لا يشعرون بأثر ما يفعلونه معك. لذلك، عندما تخبرهم قد يساعد ذلك في التقليل من الضغط.
- تجنب أي جدال أو مشكلة قد تحدث مع أي فرد من العائلة؛ لأنّ هذا لن يحل المشكلة، لكنه سيؤدي إلى المزيد من الضغط.
- احرص دائمًا على أن تظهر لهم مدى الجدية والاهتمام في المذاكرة، وأخبرهم أنّك تؤمن تمامًا بمصلحتك وتسعى إليها.
المقارنة مع غيرك
المشكلة: في الواقع نحن دائمًا لدينا هوس ناحية المقارنة، سواءً مع الأشخاص الموجودين معنا في نفس المرحلة، أو حتى من سبقونا.
مثلًا: قد تجد نفسك في مقارنة مع أخيك الأكبر الذي درس في كلية معينة، وبالتالي يتحدث معك من حولك حول أهمية أن تفعل مثله.
أو يتم مقارنتك مع أصدقائك في نفس المرحلة، والذين يدرسون لفترات أطول منك يوميًا، فيتم توجيه اللوم لك لأنّك لا تفعل مثلهم.
أشكال المقارنة كثيرة جدًا، ما دمت تعرضت لأحدها، فهيا بنا نقرأ الحل المناسب لها.
الحل: دعني أخبرك في البداية أنّ المقارنة ليست عنصر سلبي على الدوام، بل إنّها أحيانًا تمثل لنا الحافز ناحية تحقيق أفضل النتائج، المسألة فقط تعتمد على نظرتنا للعملية ككل، ولذلك إليك الحلول التالية:
- خذ من المقارنة ما يدفعك إلى تقديم مستوى متميز، ودعك من كل الأمور الأخرى.
- لا تقارن نفسك مع غيرك في أشياء غير مشتركة بينكما، ولا تظن أنّ النجاح فقط يتمثل في كلية معينة، حتى لو كان المجتمع كله يظن ذلك، فأيًا كان اختيارك للكلية المستهدفة، لا تجعل هذا يتأثر برؤية من حولك.
- مقارنة عدد الساعات تحديدًا هي مقارنة غير مقبولة، قد تؤدي إلى توترك من لا شيء، فهناك من يذاكر طوال اليوم، ويمكنه تحصيل نفس القدر الذي تحققه أنت في عدد ساعات قليلة، والعكس قد يحدث.
بالطبع هذا لا يعني أنّه يمكنك أن تدرس لوقت قليل بناءً على ذلك، لكن الأمر يعتمد على قدراتك وإمكانياتك أنت، فما دمت ترى أنّك تدرس عدد ساعات جيد، فلا داعي للاهتمام من الأساس بعدد ساعات الآخرين.
الكم الدراسي الكبير
المشكلة: نحن ندرس كم كبير جدًا في المرحلة الثانوية، وفي العديد من البلاد يكون الاختبار النهائي في نهاية العام، لا على فصلين دراسيّين، مما يعني وجود كم أكبر مما اعتدنا عليه في المراحل السابقة، يجعل البعض يقتنع أنّه لن يتمكن من مذاكرته في وقت الاختبار.
وأحيانًا نكون قد قصرنا بالفعل في مواد بعينها، فتكون المشكلة هي الظن بأنّ الوقت قد فات لمذاكرة هذه المادة.
الحل: هذه النقطة مسألة نفسية في المقام الأول، فدائمًا ما نشعر أنّنا لن نتمكن من تذكّر ما درسناه في الاختبار، أو الشعور بأنّ الوقت قد مضى لعمل أي شيء، لكن يمكن مواجهة الموضوع بالطرق التالية:
- ضع خطة للمذاكرة قبل فترة الاختبارات مباشرةً، تتضمن كل المواد التي تدرسها، وتكون موزعة بشكل صحيح طبقًا لجدول الاختبارات.
- ركّز على المواد الصعبة أو المواد التي تشعر بأنّ معرفتك بها قليلة، حتى تتمكن من مذاكرة أكبر قدر من هذه المواد، فيقل شعورك بالضغط.
- ضع خطة أخرى في أوقات الاختبارات، تتضمن موعد مراجعة كل جزء من المنهج، مع استغلال الفواصل الزمنية الموجودة بين المواد.
هذه الخطة تتضمن إتاحة وقت للجزئيات الصعبة أو التي لم تذاكرها جيدًا، وكذلك تتضمن وقت لحل الاختبارات.
ضغط الدروس والمراجعات
المشكلة: في الأوقات التي تسبق الاختبار مباشرةً يكون هناك تكثيف للدروس الخصوصية للمراجعة، وقد يلجأ البعض إلى أخذ دروس خصيصًا لهذه الفترة، فتكون النتيجة هي الشعور بأنّه لا يوجد وقت لك لتفعل أي شيء سوى الدروس.
الحل: في الكثير من الأحيان نحن نذهب إلى هذه الدروس للشعور بالاطمئنان ناحية ما ذاكرناه فقط، لكن تظل هذه المشكلة تواجهنا، لذلك يمكنك التعامل معها بالخطوات التالية:
- في فترة ما قبل الامتحانات يجب أن تتوقف عن الذهاب إلى الدروس التي لم تعد بحاجة إليها بعد الآن.
- كلما اقترب موعد الاختبار قلّل من عدد الدروس، حتى تكتفي في النهاية بعدد قليل جدًا منها يلبي احتياجاتك الحالية.
- لا يعني عدم ذهابك إلى الدرس أنّه لا يمكنك اللجوء إلى المدرس لسؤاله عن شيء معين؛ لأنّ هذا السبب يجعل البعض لا يتوقف عن الدروس؛ ظنًا منه بأنّ الصلة بينه وبين المعلم ستنقطع في هذه الحالة، والصواب هو أنّه عندما يكون لديك تساؤل معين، لا تتردد في طرحه على معلمك لتحصل على الإجابة.
الابتعاد عن العالم الخارجي
المشكلة: يلجأ البعض في فترة الاختبارات إلى الانعزال عن العالم الخارجي تمامًا، فلا يشاهد التلفزيون أو يتصفح الفيسبوك أو يخرج مع الأصدقاء، كل ما يفعله هو الدراسة فقط.
هذا الأمر يؤدي إلى حالة نفسية سيئة، فمع الضغط الخاص بالامتحانات، لا يجد الشخص أي متنفس حقيقي له يقلل من الضغط.
الحل: الابتعاد عن العالم الخارجي ليس حلًا على الإطلاق؛ لأنّنا نحتاج إلى الحالة النفسية الجيدة في وقت الاختبارات، فإذا كانت هي تصنع في داخلنا أثرًا سلبيًا، فنحن لا نحتاج إلى زيادة هذا الأثر بأنفسنا، وبالتالي فأنت بحاجة إلى الحلول التالية:
- خصّص جزءًا من يومك لمشاهدة برنامج أو فيلم تحبه.
- مارس الرياضة؛ لأنّها ستوفر لك طاقة تحتاج إليها في وقت المذاكرة.
- خصّص يومًا في الأسبوع للخروج مع أصدقائك.
- تجنب مشاهدة أو قراءة أي شيء يمكنه أن يصيبك بحالة نفسية سيئة، لا سيما الأخبار التي تخص الاختبارات نفسها، حيث أن هذه الفترة تكون مجال واسع للإشاعات.
حل اختبارات السنوات الماضية
المشكلة: نلجأ في الأيام قبل الاختبار إلى حل اختبارات السنوات الماضية، كتطبيق كامل على المنهج والمذاكرة، وقد يحدث أحيانًا أننا نخطئ في إجابة بعض الأسئلة، فيتولد في داخلنا شعور سيّئ ناحية الاختبارات.
الحل: أعرف تمامًا كيف يمكن لهذا الأمر أن يدخلك إلى حالة من القلق، فأنت تظن أنّك تمكنت من مذاكرة المنهج بأكمله، لتجد نفسك تخطئ في بعض الأسئلة، لكن هذه المشكلة يمكن مواجهتها بالخطوات التالية:
- تذكّر في البداية أنّك تؤدي هذا الاختبار بعيدًا عن الاختبار النهائي، وبالتالي فكل شيء قابل للتعامل معه؛ والأكيد أنّ الشعور والتركيز في داخل لجنة الاختبار يختلف تمامًا، فلا تعتمد على هذه الاختبارات كمقياس دائمًا.
- يمكنك الاستفادة من الأخطاء التي تقع بها؛ لأنّه في الأغلب نحن لا نكرر الأخطاء أكثر من مرة في الدراسة، بسبب زيادة اهتمامنا بالخطأ، والتأكد من معرفة الإجابة الصحيحة، فالأمر قد يفيدك في بعض الأحيان.
- حدّد بناءً على أخطائك جوانب النقص في مذاكرتك، وعد إلى المنهج لتذاكرها مرة أخرى، ثم بعد ذلك قم بالإجابة على السؤال الذي أخطأت به لتتأكد من أنّك أدركت الإجابة الصحيحة.
- حدّد بناءً على إجاباتك الصحيحة جوانب النجاح في مذاكرتك؛ لأنّه من خلال هذه الوسيلة ستعرف بالضبط أي جوانب المنهج أنت مدركها بشكل جيد، وهذا عامل اطمئنان لك.
في النهاية، بالطبع ليس ضروريًا أن تواجهك كل هذه المشاكل، لكننا حاولنا تجميع المشاكل التي يشترك فيها معظم الناس، فنحن نعرف أهمية هذه المرحلة، ونريدك أن تركّز على التعامل معها بنجاح. لذلك، خذ من الحلول ما تعتقد أنّه سينفعك، وتذكّر دائمًا أنّك أكثر شخص يعرف مصلحتك في الحياة، لذلك اسعَ دائمًا إلى التحرّك ناحيتها، وألّا تسمح لأي شيء بأن يؤثر عليك سلبًا. مستقبلك بين يديك الآن يا صديقي، ويتبقى لك فقط خطوة أخيرة، وهي الاختبار النهائي ذاته، ونحن نثقُ في قدرتك على صناعة الأفضل لك، ونتمنى لك التوفيق في الاختبارات.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
تتحدثون عن المذاكرة ” لساعات ” قليلة او المذاكرة طوال اليوم ، انا لم اذاكر في حياتي أكثر من ساعة / ساعة و نص و الحمد لله من المتفوقين