هل سمعت عن تقنية لوسي لتحسين الذاكرة؟ تقنية تجعلك من أبطال الذاكرة القوية

رشا حسحس
رشا حسحس

5 د

هل سمعت عن تقنية لوسي لتحسين الذاكرة؟ في حال لم يكن هذا المصطلح مألوفاً لديك، فهي ببساطة طريقة غير نمطية يمكنك استخدامها كوسيلة لتعزيز الذاكرة. تعتمد على التصوّر لتنظيم وتذكّر المعلومات. يتم من خلالها إحالة الذكريات مباشرةً إلى الخرائط المكانية مما يسهّل استعادتها عند الحاجة. نظراً لقوة الذاكرة المكانية، مجرد وضع المعلومات عقلياً في مواقع حقيقية أو متخيلة دون مزيد من التفاصيل يمكن أن يكون فعالاً. غير أن المزيد من الإبداع وخفة الظل ستجعل من العملية أكثر متعةً وأكثر فعالية. فقد أثبت علم النفس المعرفي أن الطريقة التي تُنظم بها المعلومات في الذاكرة تحدد القدرة على الاحتفاظ بها واسترجاعها واستخدامها لحل المشكلات.


أصل تقنية لوسي وسبب تسميتها:

الاسم لوسي (loci) هو جمع لكلمة (locus) وتعني المكان. فتقنية لوسي تعني طريقة الأماكن كما تدعى تقنية قصر الذاكرة، طريقة الرحلة أو المشي الذهني. يُنسب أصل تقنية لوسي إلى الشاعر اليوناني سيمونيدس سيوس في عام 477 قبل الميلاد، وتنعكس فعاليتها في استمرار استخدامها لأكثر من 2500 سنة بنفس الآلية التي لم تتغير تقريباً.  استخدمها الإغريق والرومان عند إلقاء الخطب بسبب صعوبة تذكر خطب تطول لتصل إلى 20 صفحة ولأن القراءة من الورق كانت تقابل بالازدراء في ذلك الوقت.


خطوات تطبيق تقنية لوسي:

  1. تصوّر مكاناً تعرفه جيداً سندعوه القصر الخاص بك. قد يكون هذا المكان واقعياً أو من نسج خيالك أو مكاناً تحبّه في فيلم أو مسلسل تتابعه. الأمر في الحقيقة لا يشكل أي فرق. المهم هي معرفتك لكامل تفاصيل هذا المكان من الداخل والخارج.
  2. ارسم مسارات وطرق تعرفها تماماً في داخل قصرك وخارجه. اختر مساراتٍ ذات دلالات مريحة وسعيدة لك. إنّ اختيار أشياء لا تمثل أهمية معنوية ولا ذكريات بهيجة تجعل العقل يسقطها من تسلسل الأحداث أو التخيلات، فيما تحتاج إلى أشياء مميزة وتهمّك حتى لا تسقط منك عند محاولة استرجاع المعلومات.
  3. اختر مساراتٍ متنوعة. فاختيار سلسلة من أشياء متشابهة يجعل من الصعب ربط الأشياء بها بعد ثالث أو رابع عملية تخزين للمعلومات. لهذا اختر شيئاً يحتوي على تنوعاتٍ مختلفة بحيث يمكنك أن تكوّن صوراً مختلفة ومتنوعة بسهولة ووضوح، مثل قصرٍ كبير له قاعات مختلفة، ومرافق متنوعة، أو طريقاً تمر فيه على أشياء مختلفة ومتنوعة، وهكذا.
  4. خزّن المعلومات في الأماكن الموجودة في المسار الذي اخترته، هذه الأماكن قد تكون: درج، رف، خزينة أو تحت الكنب… الخ، المهم أن تجعل كلّ مخزن مختلفاً ومميزاً عن الآخر حتى لا تتداخل المعلومات مع بعضها البعض في المستقبل. ليس من الضروري أن تضع كامل المعلومة التي تود تذكرها في المكان الذي اخترته، قد يكون هذا الأمر غيرَ مثمرٍ وغير عمليّ في بعض الأحيان، يفضّل أن تضع صورةً رمزيةً للمعلومات الكبيرة. مثلاً إذا أردت أن تتذكر أنّ المناخ في الصحارى حارٌ وجاف نهاراً، وبارد ليلاً، ضع صورةً ذهنية لشخصٍ يمشي في الصحراء في النهار ببشرة جافة ووجهٍ مُحمَر شاكياً العطش. فيما يجلس ملتحفاً بغطاءٍ صوفيٍ ليلاً وهو يرتجف.
  5. استعد المسارات التي رسمتها وتأكّد من وجود المعلومات التي خزّنتها في الأماكن التي اخترتها قبل أن تنام. وستبقى هناك حتى تحاول استعادتها.

أدوات تزيد من فعالية تقنية لوسي:

  1. التّركيز: سحر طريقة تحديد المواقع هو حدّة التركيز اللازم عند تطبيقها. يجب أن تغوص في خيالك وتشعر كأنك حقاً في الغرفة حاملاً المعلومات التي تحاول تذكّرها. إذا كنت تتخيّلها بشكلٍ معتدل، وتفكر فيما يُعرض على التلفزيون، أو محادثةٍ تجري إلى جوارك فلن تكون فعّالة.
  2. الترابط: الصور التي تستخدمها يجب أن تكون مرتبطة بالمعلومات التي تحاول تذكّرها. كأن تطبع صورة سلفستر ستالون عندما تريد أن تشير إلى طريق ما أنه صخري (ستالون أدّى دور روكي بالبوا وكلمة روكي تعني صخري)
  3. إضفاء العاطفة: الملل هو العدو الألّد للصور التي تتخيلها. الصورة المملة هي الصورة الأكثر عرضة للنسيان. اختر صورة ثم اهدف إلى ربطها عاطفياً بشعورٍ ما قدر الإمكان. يتخيّل معظم الناس صوراً غريبة، أو مثيرةً للاهتمام أو حتى مضحكة لتبقى عالقةً في أذهانهم. اختر ما يناسبك.
  4. الطابع الحركي: أضف طابعاً حركياً للمشهد الذي تخيلته. لا تكتفي بالصور فقط. بمجرد أن تحصل على الصورة، ابحث عن طريقة تجعلها تتحرك في أرجاء الغرفة أوتخيل نفسك تمشي داخل المشهد الذي أخرجته. كلما شعرت وكأنك هناك فعلاً، ستحفظ بشكل أفضل.
  5. تعدد الحواس: من أسهل الوسائل وأكثرها فعاليةً عند تطبيق تقنية لوسي، إشراك الحواس المختلفة. أضف أصواتاً على المشهد الذي تتخيله. قم بإنشاء شيء ٍ مثيرٍ للاهتمام حقاً، ربما عليك حتى أن تضيف له رائحة خاصة. لا أدري، فقط ضع لمستك.

مزايا تقنية لوسي:

  1. تعد تقنية لوسي للحفظ من أقوى الطرق المستخدمة اليوم لحفظ مجموعاتٍ معقّدة من المعلومات في وقت قصير جدًا. يستخدمها كبار أبطال الذاكرة اليوم مما أكسبها سمعةً إيجابية.
  2. أثبتت بعض الأبحاث أن استخدام تقنية لوسي في تحسين الذاكرة ساعد الأشخاص المصابين بالاختلال المعرفي المعتدل (fMCI) في تحسين قدرتهم على التعلم وتذكر المعلومات. من الجدير بالذكر أن الاختلال المعرفي المعتدل كثيراً ما يتطور إلى الزهايمر.
  3. إنها طريقة رائعة لحفظ المعلومات التي لا يوجد بينها صلة مثل أسماء العلماء.

مآخذ على تقنية لوسي:

ذو صلة
  1. لا تبدو الخِيار الأمثل في بعض الحالات. فهي لا تناسب فترة قبيل الامتحان لأنها تتطلب وقتاً لبناء القصر والغوص في كل تفاصيله.
  2. تتطلب مدّة في التدريب مكثفةً للغاية. لا يمكنك أن تقرأ اليوم  وتطبّق غداً وتتوقع أن ترى نتائجها على الفور. تحتاج إلى إعداد خريطتك وتطبيقها على مجموعاتٍ مختلفة من المعلومات بشكل متكرر.
  3. لا تعمل لوسي جيداً مع جميع عمليات الحفظ. في الواقع، فإنها لا تساعد في معظم عمليات الحفظ. ليست الأنسب في الدراسة للمدرسة على وجه الخصوص. تم تصميم طريقة الموقع لحفظ المعلومات غير المترابطة. خلافاً لطبيعة المواد الدراسية.
  4. تتطلب مستوىً عالٍ من التركيز لتنجح.

تقنية لوسي ليست للجميع ولكنها يمكن أن تكون واحدة من أقوى أدوات الحفظ عند استخدامها بشكلٍ صحيح. إذا كنت ترغب في استخدامها طريقةً، فاعلم أن الأمر ليس بالبسيط ولا يشبه اتباع خطوات وصفة. إنها عملية يجب القيام بها بشكلٍ متكرّر لمعرفة قوتها الحقيقية. بالتأكيد، يمكنك أن ترى نتائج من مرة واحدة، لكنّ إتقانها يحتاج المزيد من التدريب.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

اول مرة اسمع بهيك

استاذه رشا حسحس الله يحميكي رشو ونشوفك باعلى المراتب مقال مفيد جدا حماك الله ووفقك

ذو صلة