ماذا تقول لوالديك للخروج من مأزق الرسوب بالعام الدراسي
5 د
نحن منذ بداية حياتنا ندخل في الكثير من المواقف، ونخرج منها بنتائج سواء كانت تلك النتائج إيجابية أو سلبية. دخول المواقف تلك في حد ذاته يجعل الإنسان خائفًا، لكن ليس من النتيجة يا رفاق، بل من مردود تلك النتيجة عليه وعلى من حوله، خصوصًا ممن يهتم لأمره من الأهل والأصدقاء. لكن ما شكل الخوف الذي سينتج عند الرسوب يا تُرى؟ خوف من الأهل بكل تأكيد.
فالحصول على نتيجة سيئة تصل إلى درجة الرسوب في الامتحان النهائي وبالتالي في العام الدراسي يُعتبر بالنسبة لشريحة الأهل صدمة كُبرى على الصعيد المادي والنفسي. فثقة الأهل توضع في الأبناء حتى النهاية، وخيانة تلك الثقة تجعلهم يتحسرون على العام الذي مرّ مع الكثير من المصاريف والمجهودات المضنية من أجل لا شيء.
لكن تلك هي ليست نهاية العالم، وهذا ما يجب أن توصله إلى أهلك عزيزي الطالب. فنحن اليوم في أراجيك فن سوف نساعدك على التعامل مع الأهل في حالة الرسوب بالعام الدراسي وتخطي تلك الأزمة بنجاح لتستمتع بالعطلة الصيفية بالكامل ولا تسمح لأي شيء بأن يُعكر صفو حياتك خلالها. الآن هيا بنا ننتقل إلى العبارات التي سوف تقولها لهم أثناء النقاش.
1) “يجب أن نعرف أولًا سبب المشكلة”
في ذلك الموقف صدقًا يا عزيزي الطالب سوف تتمنى أن تنشقّ الأرض وتبتلعك بالكامل دون أن تترك لك أثرًا في هذه الحياة. فنظرة أهلك إليك في تلك اللحظة هي نظرة يملؤها الحزن والحسرة وفقدان الثقة البالغ والتام. لذلك أي حديث غير عقلاني وعشوائي لن يفعل شيئًا إلا أنه سيزيد الطين بلّة دون شك. لذلك هنا التعقّل والرزانة في الحديث ضرورة حتمية.
فبقولك “يجب أن نعرف سبب المشكلة”، دون أن تلومهم على تقصيرهم أو إشغالك في وقت الامتحان أو أي أمر آخر سيساعدك أن تمتص غضبهم حيث جعلتهم يغيرون اتجاههم الذهني عنك أنت شخصيًّا كالشخص المنوط بتحمل النتيجة والعواقب بالكامل، إلى أشياء وعوامل وأسباب أخرى قد تكون هي صاحبة تلك النتيجة المفجعة. فبالحديث الليّن والهادئ سوف تُحللون سويًّا أسباب تلك المشكلة وستصلون إلى حل لها كيلا يتكرر الأمر في العام المقبل. مثل أن يكون السبب صديق فاسد، قلّة انتباه ناتجة عن مرض ما، أو حتى تجربة حب فاشلة أدخلتك في حالة من الحزن والاكتئاب أدت إلى كل ذلك
2) “أنا مُخطئ، وسأبذل قصارى جهدي بالعام المُقبل”
كما قلت منذ قليل، فأهلك الآن في حالة من الحنق والغضب والحسرة والألم جرّاء الذي حدث له والذي يعتقدون أنك السبب فيه 100%. لذلك إشعال الأمر أكثر لن يُفيدك بشيء، وامتصاص الغضب والعمل على إمساك العصا من المنتصف هو الحل الأمثل والأنجع لمثل تلك المواقف الصعبة، حتى على البالغين.
بقولك “سأبذل قصارى جهدي بالعام المُقبل” هنا أن تتحمل المسؤولية تجاه أفعالك بالكامل وتعترف أن الخطأ أنت الوحيد الذي جعله حقيقة وأنك سوف تتحمل العواقب وتخوض التجربة مرة أخرى بالعام المُقبل، لكن هذه المرة سوف تفعل وتبذل قصارى جهدك كيلا يتكرر الأمر مرة أخرى. وهنا أنت ستكسب ثقة أهلك ونوعًا ما سوف تكسب تعاطفهم أيضًا بعد أن كانوا يكيلون لك الكلمات تنكيلًا.
3) “ماذا تقترحان أن أفعل؟”
الآن أنت رميت الكرة في ملعبهما، وضربت عصفورين بحجر واحد: كسبت ودهما، وحصلت على حلول. فمنذ قليل كانا يلومانك بالكامل ويلقيان عليك بالحِمل كله قائلين أنك السبب وأنت فاشل وراسب ولا تستحق كل الذي أُنفِقَ عليك ولا المجهود الذي بُذِلَ من أجلك، والآن ها هما يفكران في حلول لتلك المشكلة كيلا تتكرر من جديد.
بعدها ستجدهما يخرجان بالعديد من الحلول والطرق والآليات التي ستساعدك على النجاح بالعام المُقبل بكل تأكيد، فقد وضعتهما الآن في موضع المسؤولية عنك وجميع القرارات التي سوف يتخذانها سوف تؤثر على مسارك الدراسي المستقبلي لا محالة. بهذا تكون قد جعلتهما حريصين عليك وداعمين لك بدلًا من كونهما موبخين لك ومثبطين لعزيمتك.
4) “لن أُضيّع العطلة في اللعب!”
هذا وعد سيكون من الصعب عليك الالتزام به 100%، لكن يُمكنك أن تُظهر العديد من جوانب تحمل المسؤولية خلال العطلة الصيفية كطالب يشعر بالخزي من الذي حدث ويحاول جاهدًا المُضي قدمًا ومنع تكرار ذات الأمر مُجددًا.
ففي العطلة الصيفية اذهب إلى دورات تدريبية وأعمال تطوعية علمية في مجال تخصصك كطالب جامعي، وإذا كنت في مرحلة ما قبل الجامعة، فالمُبادرات الطلابية الناشئة هي مقصدك دون شك. تعلّم مهارات جديدة وتعمق في المجالات المعرفية المختلفة عبر القراءة المتقطعة بين هذا وذاك. حتى تُبرهن لأهلك أن الشخص الذي رسب بالعام الفائت لن يكون ذات الشخص الذي سيدخل العام القادم وسيُحقق نجاحات هو ذاته سينبهر بها!
5) “احرصا على أن تكونا معي، إني أحتاجمكا الآن أكثر من أي وقتٍ آخر”
في الواقع لن تُصدق المفعول السحري والجبّار لتلك الجملة. فبعد قولها مباشرة ستجد اللذين كانا يُعاتبانك منذ لحظات، الآن يحتضنانك في حنان ورأفة ويربتان على يدك ورأسك قائلين: “سنكون بجانبك للنهاية، ولن ندع هذا يحدث مُجددًا”.
أنا وأنت نعلم أن الرسوب حادث عرضي يمكن أن يحدث لأي طالب في أي مكان وزمان بالعالم، لكن الأمر بالنسبة للأهل عبارة عن مسلسل درامي لا ينتهي. لذلك بعد قولك للأربع جمل الفائتة، ثم ختم حديثك بتلك الجملة، أضمن لك أن وجهة نظرهما فيك قد اختلفت بنسبة 70% على الأقل، وأصبحا ينظران إليك بنظرة شفقة ورأفة بدلًا من نظرة حسرة وعتاب. وستجدهما يشرعان في دعمك حتى تنجح، بدلًا من أن كانا يحطمانك حتى تفشل مُجددًا.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.