5 أسباب تجعل الاسترخاء في العطلة الصيفية وعدم القيام بشيء أمراً إيجابياً
6 د
في مقال سابق تم نشره منذ مدة قصيرة كنت قد تحدثت فيه عن كيفية استثمار العطلة الصيفية على أكمل وجه، واستعرضت من خلاله مجموعة نصائح تفيد في هذا الأمر. اليوم سوف أتحدث عما يخالف ذلك قليلاً؛ عن الاسترخاء في العطلة الصيفية وذلك تبعاً لما سمعته وقرأت عنه من آراء العديد من الطلاب فيما يخص نظرتهم إلى إجازة الصيف.
كانت معظم الآراء ترمي إلى أنهم يريدون قضاء عطلتهم بكل راحة وسكينة بعيداً عن ضوضاء العمل والالتزام الدراسي. أي أنهم يريدون إجازةً فعلية من كل المشاغل؛ يقضونها مع عائلاتهم، ويريحون أنفسهم وعقولهم فترة من الزمن؛ ليتمكنوا من شحن طاقتهم وشحذ همتهم للفترات المقبلة.
فإذا كنت ممن يفضل أن يعيش تجربة الإجازة على الوجه الأكمل دون ارتباطٍ بعمل أو مشروع تدريبي أو غير ذلك، إليك أهم الدوافع والأسباب التي تجعلك تقضي عطلتك الصيفية كما تحب، دون أن يؤنبك ضميرك وبعيداً عن الإحساس بالذنب تجاه ذلك.
أهم الأسباب التي تجعل عدم الالتزام بشيء في العطلة الصيفية أمراً جيداً
أحياناً “خدلك بريك” تكون كل ما تحتاجه
في فترة الدراسة تعودت العمل والمذاكرة المستمرة. الأمر الذي أرهق جسدك وأرّق فكرك، خاصة الالتزام بالدوام والدورات ثم التحضير للامتحانات. الآن، أنت تحتاج لفترة راحة من هذا كله ومن التفكير به.
في النهاية أنت بشر ولست روبوتاً، لذلك بإمكانك التوقف عن أي نشاطات في حال شعرت بعدم قدرتك على أدائها والالتزام بها في العطلة الصيفية.
لا بأس من منح نفسك فترة من الاسترخاء الجسدي والعقلي من خلال بضع خطوات مساعدة في هذا الأمر وهي:
- اقض معظم وقتك مستريحاً في المنزل وشاهد التلفاز والبرامج التي قد أبعدتك عنها فترة المذاكرة.
- قد يكون من المفيد لك أن تغلق هاتفك لفتراتٍ متقطعة من اليوم.
- توقف عن الرد على رسائلك الإلكترونية ومحادثاتك المطولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- احصل على ساعات نومٍ كافية وعوض ما فاتك في الأيام الماضية.
لأنها فرصتك للتخلص من الملفات المؤقتة
امنح عقلك إجازة من التفكير وتمتع بأجواء العطلة الصيفية. المهام المتراكمة أمامك خلال شهور السنة الدراسة من تحضير الواجبات الورقية والمراجعات اليومية، وكذلك الرد على الرسائل الإلكترونية التي تتضمن حلولاً وشروحاً لبعض الدروس والأفكار؛ من شأنها أن تصيبك بالإرهاق والإجهاد الذي سيتسبب بنتائج سلبية جداً.
قدرتك على التركيز وحتى التفكير بشكل واضح وإيجابي معرضة للخطر بسبب كل ذلك الضجيج في أفكارك. أنت كطالب في حالة استقبال دائمة للمعلومات التي تترجمها فيما بعد على الكراسات، أو على جهازك الكمبيوتر، أو هاتفك الذكي.
لذا ارجع للوراء، استرخِ وتخلص من كل تلك الأفكار العائمة في ذهنك وذلك التوتر المخزّن في خلاياك.
لأنّ الكثير من الضغط قد يسبب الانفجار
هذه الضغوط المستمرة تنسيك الحصول على قسط من الراحة لتتمكن من إعادة ترتيب أفكارك وقد تقودك للاستسلام أو اتخاذ قراراتٍ قد تندم عليها لاحقاً
لذلك، عوضاً عن الاستمرار دون توقف، عليك أن تسمح لعقلك بالابتعاد عن كل هذه الضغوطات، ترتيب تلك الأفكار المتزاحمة والاستمتاع بقضاء العطلة الصيفية، باعتبارها فرصتك المثالية لإراحة فكرك وتنشيطه بطريقة إيجابية من خلال ما يلي:
- قم بفعل الأشياء التي تدعم عقلك وتغذيه وتعطيه راحة من التفكير.
- خصص وقتاً يومياً لنفسك ولعائلتك بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية ورسائل التواصل الاجتماعي.
- اذهب في نزهة للطبيعة وتنعم بجمال الأماكن وسحرها الأخاذ.
- أرح ذهنك من التفكير بأي شيء ولا تقلق سوف تنتظرك رسائل بريدك الإلكتروني وإشعاراتك عند عودتك فلا تستعجل عليها.
من الوارد جداً أن تشعر بتأنيب الضمير إزاء بعض التصرفات الخاطئة، لكن ليست كل الأشياء مرهونة بإرادتك، كذلك ليس كل الكسل مذموماً.
قضاء وقتٍ ممتع وجميل في إجازة الصيف بدون أعمال أو متطلبات؛ تصرفٌ طبيعي خاصة إن كان نابعاً من ذاتك ورغبتك. أنت بحاجة لتريح نفسك من عناء التعب والإرهاق، فلا تحمّلها فوق طاقتها ولا تفرط في الشعور بالذنب، وإنما افعل ما يريحك وما يمليه عليك عقلك، وما تسعد به نفسك.
لأنّك كحاسبك وهاتفك، تحتاج إعادة ضبطٍ بين الحين والآخر
اسع لتحسين ذاتك وضبط قواعدها من جديد. بالطبع فإن العطاء المستمر والإرهاق المرافق له سوف يتعب نفسيتك ويرهقها وسيعينك الاسترخاء في العطلة الصيفية على إعادة شحن طاقتك.
مراعاتك للآخرين من حولك في بيئة العمل والدراسة، والحرص على مشاعرهم وتفضيلها على نفسك؛ أمرٌ في غاية الصعوبة، بل إنه نوع من جلد الذات الذي يؤدي فيما بعد إلى مشكلات في الصحة العقلية والنفسية كالاكتئاب والتوتر نتيجة الضغط العاطفي والنفسي المستمر.
يتطلب منك الأمر أن ترمي هذا كله وراء ظهرك وتفكر جدياً بالأمور التي يجب أن تغيرها في نفسك وتحسنها مع بداية إجازة الصيف من خلال وضع استراتيجية للوصول إلى ذلك.
هذا يعني أنه عليك إعادة ترميم نفسك، ورعايتها بشكل أفضل فقد يكون ذلك من خلال الجلوس لوحدك بعض الوقت على خلاف من يحتاج للآخرين في هذا الأمر.
يمكنك أيضاً اتباع بعض النصائح التي من شأنها أن ترعى ذاتك وتشحنها من جديد بطاقة إيجابية وهي:
- عش كل لحظة بلحظتها ولا تحرم نفسك من لذة الحياة.
- افعل كل ما تحب وما يخطر في بالك في أوقات العطلة، ولا ترهق نفسك كثيراً.
- اتبع نظاماً غذائياً صحياً غنياً بالفواكه والخضار الطازجة المحلية.
- قم ببعض جلسات اليوغا واسترخ قدر الإمكان، ثم أطلق العنان لذاتك وروحك.
- أغمض عينيك واستمع للموسيقا الهادئة المفضلة لديك، وأرح أعصابك من كل شيء.
لأنّ نفسك تحتاج للدلال بعد كلّ هذا التعب
انطلق لفعل كل ما في نفسك وما تحبه حقاً. من حقك الطبيعي أن تحظى بقليل من الاسترخاء في العطلة الصيفية وتكون الإجازة استراحة من كل الأشياء المتعبة والأعمال المجهدة لك أثناء فترة دراستك.
لذلك، انطلق وراء شغفك وما تحب من أشياء وافعلها بكل محبة ولا تشعر بالذنب، فلكل منا رغباته وقدراته التي ترسم مساره في الحياة.
لست مجبراً بأن تملأ وقتك دائماً بالتدريب والتعلم، خاصةً إن كان ذلك مجهداً لك. قم بفعل ما تحب وكما تريد وقد ترغب بأن:
- تجلس مع عائلتك وتقوم بإعداد الوجبات الشهية واللذيذة لتبقى من أجمل الذكريات السعيدة لديك.
- تمارس الرياضة التي تحب والمريحة لنفسك ولجسدك.
- تكتب ما يجول في نفسك وما تحب أن تفعله حقاً.
- تحضر الأفلام التي تحب، خاصةً تلك التي كنت قد حرمت نفسك من مشاهدتها أثناء فترة الامتحان.
- يمكنك حضور بعض المناسبات والحفلات لإضفاء السعادة والفرح على نفسيتك.
- تقوم بنزهة صباحية وتمتع بجمال وسحر الطبيعة، وتنسى التطورات التكنولوجية من حولك.
- تبتسم دائماً وتحلم كثيراً، وتفكر بالأشياء الجميلة وبالمستقبل الأفضل.
في النهاية، حاولنا ذكر مجموعة من الأسباب والدوافع التي تجعل الاسترخاء في العطلة الصيفية أمراً منتجاً إيجابياً، وكما ترغب في داخلك، من دون أن تسعى لتقليد الآخرين في تجاربهم واهتماماتهم، أو أن يصيبك تأنيب الضمير، فكل شخص له اهتماماته وشغفه الخاص به وهذا أمرٌ طبيعي جداً.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.